Tweet
حجة الله والفقهاء ومساحة المتشابه في القران
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
قال تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً
ان هذه الايه هي من الايات العميقة المحتوى في القران الكريم وهي من الايات التي لايحكمها الا المعصوم ع والذي لايؤمن بحجة الله وخليفة الله ويكون بعيدا عن حجة الله فيكون مجبورا على التفكر والتعمق بمعنى هذه الايه الشريفه لكي يفهم معناها ولايمكن له ذلك بدون حجة الله وخليفة الله على ارضه .
هذا هو حال القران وسجية القران دائما هكذا اذ يدعوا الى التفكر بشكل مباشر او بشكل غير مباشر وهنالك ايضا ايات تدعوا الى التفكر والتعمق وثنت عليه وانحت باللائمه على كل لون من الوان البلاده والجمود الفكري قال تعالى إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ .
السؤال هنا من هم شر الدواب عند الله ؟؟ هل الدواب التي نعتبرها اعيانا نجسه ؟ او تلك التي تضرب بها الامثال في الغباء ؟؟ والجواب هو لاتلك ولاهذه بل كما صرح القران الكريم وحسب مقياس الحقيقه ان شر الدواب هم اولئك الناس الصم ولهم اذان والبكم ولهم السن والسر في انهم شر الدواب انهم وهبوا عقلا لم يستعملوه وفكرا لم يستفيدوا منه علما ان امثال هذه الايه الداعيه الى التعقل في القران كثيره ,,وهنالك دعوات في القران الكريم لها ايضا دورها في حث الناس على التامل والتدبر بشكل يثير في العقل روح التفكر والتامل وقد استعمل هذا الاسلوب لتحريك دفائن العقول فالايه التي ذكرتها في البدايه هي من الايات التي تثير كثيرا من الاسئله امام قارئها قال تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً
ماهي هذه الامانه ؟ من اي نوع من الامانات هي ؟ كيف عرضت هذه الامانه ؟ وعلى من عرضت هذه الامانه ؟ على السماوات والارض والجبال ! ياللعجب !
كيف يمكن ان تعرض هذه الامانه على تلك الاشياء ؟ يقول انا عرضناها على السماوات والارض والجبال لكن ابين ان يحملنها وامتنعن عن حملها فاية امانه هذه اذن ؟ يبدوا ان هذه الامانه هي من النوع الذي يتحمل ويطاق به بعد القبول فالقبول وحده لايكفي وان هذه الموجودات يجب ان تطيق حمل هذه الامانه وليس فقط ان تقبل بها ونحن في الامانات العاديه نقول فلان قبل امانه فلان ولانقول تحملها في حين يقول القران ان تلك الاشياء قد امتنعن عن تحمل الامانه .
,وهنا يثار سؤال هو اننا نرى الناس جميعهم ولانرى على اكتافهم شيئا يحملونه فاي عبئ وضع على عواتقهم ؟ والجواب هو ان هذا العبئ ليس ماديا يعرضه الله على السماوات والارض والجبال فيرفضنه ويعرضخ على الانسان يعلن استعداده لحمله .
بعد ذلك نقرء تكملة الايه (انه كان ظلوما جهولا ) اي ان هذا الانسان الذي تبرع وحده يحمل الامانه ظلوم وهو من الظلم اي ضد العدل وهي صيغة مبالغه تعني الكثير الظلم والجهول من الجهل ضد العلم اي الكثير الجهل في ضوء فهمنا القاصر على هذه المعاني وكيف نفهمها نحن تتوارد كذلك اسئله الى الذهن
ومنها هل عرض الله تعالى الامانه على تلك الموجودات ليقبلنها ويحملنها ؟ ام عرضها لكي لايحملنها والجواب اكيد يكون لكي يحملنها .
ولكن كما عرفنا انهن قد ابين حملها ولم يجرء احد على ذلك الا الانسان فانه بادر معلنا استعداده فلم يوصف اذن انه ظلوم جهول بعد اعلانه استعداده لحملها وهذا الشق من الايه من اعقد المواضيع التي شغلت فكر علماء المسلمين والمفسرين واهل العرفان على مر العصور وهم يرومون معرفة المقصود من معنى هاتين الصفتين ((( ظلوم وجهول )))
بعد كل ماتقدم والمهم في الامر اننا نفهم ان هنالك شيئ سماه الله تعالى اسمه ( امانه ) وقد عرض هذه الامانه على المخلوقاته في عالم التكوين فعجزت عن حملها لانعدام القابليه لديها .
من الوضح ان الايه متشابهه وقد بان لله حكمه في جعل هذه المساحه من المتشابه بالقران الكريم وذلك لكي يجعل الناس يعرفون انهم بحاجه الى من يفسر هذه الايات المتشابهه والتي لايعرف معناها ويفسرها الا الله والمعصوم وهو حجة الله وخليفة الله قال الله تعالى هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ
فبعدما عجز العلماء والفقهاء والمفسرون عن تفسير هذه الايه القرانيه التي ذكرناها في البدايه واختلف الكثير منهم في فهم معنى هذه الايه الشريفه هنا السؤال يكون هل هنالك معصوم في هذا الزمان يفسر معنى هذه الايه الشريفه ؟؟ الجواب
نعم المعصوم موجود وهو الحجه اليماني الموعود ع وهو حجة الله على هذه الارض وفي هذا الزمان فمن حجة الله نستطيع ان نعرف المعنى لهذه الايه الشريفه فالامام احمد الحسن ع عندما سؤل عن هذه الايه ومعناها اجاب وهذ نص جواب الامام ع
ما معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ ([1]) ؟
الجواب
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
الأمانة هي: الإمامة وولاية ولي الله، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ
أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾ ([2]). أي
الإمامة يؤديها الإمام إلى الإمام
الذي يليه ([3]).
أما الناس فأمانتهم هي ولايتهم لولي الله، فالناس يؤدون الولاية إلى ولي الله في كل زمان، فإذا رجع ولي الله إلى الله لا
تنقطع الولايـة، بل على الناس أن يتولوا الولي الذي بعده، فلا تخلو أرض الله من حجة ولو خليت لساخت بأهلها ([4]).
والإنسان: جنس الإنسان، والمنافق الأول والثاني ، والظلوم هو: (الأول) ، والجهول هو: (الثاني) حيث هو الجهل
(المخلوق الثاني) الذي خلق بعد العقل ([5]).
أما السماوات والأرض والجبال: أي سكانها من الملائكة والأرواح الصالحة.
فالأمانة هي: الولاية لله والإمامة، والولاية لولي الله إمامة أيضاً إذا كانت تامة، قال تعالى في الحديث القدسي: (من تقرب
إليّ بالفرائض - أي ولاية ولي الله - أصبح عيني ويدي و...) ([6])، أي كـ (ولي الله) أتم الإيمان، كسلمان منا أهل
البيت؛ لأنه أتم العشر درجات (درجات الإيمان)([7])، ﴿ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ﴾ ([8]).
بقي أن أمانة كل إنسان مرتبطة بصاحب الأمانة، وهو كما عبر عنه u: بأنه مَلَك ابتلع كتاب العهد والميثاق ([9])،
وهو الحجر الأسود في الركن العراقي في الكعبة. وهو في الحقيقة إنسان، وهو المهدي الأول واليماني، وهو صاحب
الأمان،
ولذلك فهو الفاتح لدولة العدل الإلهي والممهد الرئيسي لها، والحاكم الأول بعد قائدها
الإمام المهدي u. وكل إنسان يحج
بيت الله لابد له من المرور على الحجر، والركن اليماني، وبينهما باب الكعبة، أو كما سمي الملك الذي ابتلع كتاب العهد
والميثاق، ولابد له أن يتعاهده ويجدد العهد مع الله من خلاله.
قال رسول الله : (استلموا الركن، فإنه يمين الله في خلقه، يصافح بها خلقه، مصافحة العبد أو الدخيل، ويشهد لمن استلمه بالموافاة) ([10])، ومراده بالركن: الحجر الأسود؛ لأنه موضوع فيه، وإنما شُبِه باليمين؛ لأنه واسطة بين الله وبين
عباده في النَيل والوصول والتحبب والرضا كاليمين حين التصافح.
وقال الصادق u: (إن الله تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها، فلذلك يقال: أمانتي أديتها،
وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة) ([11]).
وقال u: (الركن اليماني باب من أبواب الجنة، لم يغلقه الله منذ فتحه) ([12]).
وقال u : (الركن اليماني بابنا الذي يُدخل منه الجنة، وفيه نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد) ([13
وعن رسول الله : (… فأقول أمتي يا رب أمتي، فيقال يا محمد أدخل أمتك من لا حساب عليهم - أي المقربين أصحاب اليماني - من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب …) ([14]).
فالحجر والركن اليماني يشيران إلى اليماني صاحب الأمانة والذي ابتلع الأمانة، وهي الميثاق الإلهي، والبيت (الكعبة) يشير إلى آل محمد ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ ([15]).
[1]- الأحزاب : 72.
[2]- النساء : 58.
[3]- وبهذا نطق آل البيت في أحاديثهم، ومنها: عن أبي بصير عن أبي عبد الله u في قول الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ
تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) ، قال: (هي الوصية يدفعها الرجل منا إلى الرجل )
الغيبة للنعماني : ص52.
[4]- عن أبي حمزة قال: (قلت لأبي عبد الله u: أتبقى الأرض بغير إمام ؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت) الكافي: ج1 ص179
ح10.
[5]- عن جابر عن أبي جعفر u: في قول الله تبارك وتعالى: (انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها
وأشفقن)، قال: (الولاية أبين ان يحملنها كفرا بها وعنادا وحملها الانسان والانسان الذي حملها أبو فلان ) بصائر الدرجات للصفار:
ص96.
وعن أبي بصير، قال: (سألت أبا عبد الله u عن قول الله عز وجل : إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن
يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوماً جهولاً، قال: الأمانة: الولاية، والانسان: أبو الشرور المنافق) معاني الأخبار:
ص110.
وعن الحسين بن خالد، قال: (سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا u عن قول الله عز وجل: إنا عرضنا الأمانة على السماوات
والأرض والجبال فأبين أن يحملنها - الآية - فقال: الأمانة: الولاية، من ادعاها بغير حق كفر) معاني الأخبار: ص110.
[6]- وقد مر تفصيل ذلك في المتشابهات : ج3 / جواب سؤال (100) ، فراجع
عن عبد العزيز القراطيسي قال: قال لي أبو عبد الله u : (يا عبد العزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد
المرقاة، فلا تقولن صاحب الواحد لصاحب الاثنين: لست على شئ حتى ينتهي إلى العاشرة، ولا تسقط من هو دونك فيسقطك الذي هو
فوقك، فإذا رأيت من هو أسفل منك فارفعه إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره فإنه من كسر مؤمنا فعليه جبره وكان المقداد
في الثامنة، وأبو ذر في التاسعة، وسلمان في العاشرة) الخصال للشيخ الصدوق : ص447 - 448.
[8]- البقرة : 196.
[9]- عن الحلبي، قال: قلت لأبي عبد الله u: (لم جعل استلام الحجر؟ فقال: إن الله عز وجل حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا الحجر [من
الجنة فأمره فالتقم الميثاق فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة) الكافي : ج4 ص184، وغيره.
[10]- المحاسن للبرقي : ج1 ص65.
[11]- وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي : ج13 ص314.
[12]- الكافي : ج4 ص409 ح13.
[13]- جامع السعادات : ج3 ص314.
[14]- صحيح البخاري : ج5 ص227، صحيح مسلم : ج1 ص128.
[15]- هود : 73
هذا هو جواب الامام احمد الحسن ع فلكم ان تقارنوا بين جواب الامام ع والذي لايختلف فيه اثنين من العقلاء على انه جواب حجة الله وخليفة الله وبين حيرة الفقهاء طوال هذه العقود من الزمن في فهم معنى هذه الايه وتفسيرها ومن خلال هذا الموضوع المتواضع ارسل رساله الى كل منصف لنفسه وكل باحث عن الحق ان يتدبر ويتحقق ويقرء بنفسه ليصل الى الدليل والى معرفة حجة الله وخليفة الله
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
قال تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً
ان هذه الايه هي من الايات العميقة المحتوى في القران الكريم وهي من الايات التي لايحكمها الا المعصوم ع والذي لايؤمن بحجة الله وخليفة الله ويكون بعيدا عن حجة الله فيكون مجبورا على التفكر والتعمق بمعنى هذه الايه الشريفه لكي يفهم معناها ولايمكن له ذلك بدون حجة الله وخليفة الله على ارضه .
هذا هو حال القران وسجية القران دائما هكذا اذ يدعوا الى التفكر بشكل مباشر او بشكل غير مباشر وهنالك ايضا ايات تدعوا الى التفكر والتعمق وثنت عليه وانحت باللائمه على كل لون من الوان البلاده والجمود الفكري قال تعالى إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ .
السؤال هنا من هم شر الدواب عند الله ؟؟ هل الدواب التي نعتبرها اعيانا نجسه ؟ او تلك التي تضرب بها الامثال في الغباء ؟؟ والجواب هو لاتلك ولاهذه بل كما صرح القران الكريم وحسب مقياس الحقيقه ان شر الدواب هم اولئك الناس الصم ولهم اذان والبكم ولهم السن والسر في انهم شر الدواب انهم وهبوا عقلا لم يستعملوه وفكرا لم يستفيدوا منه علما ان امثال هذه الايه الداعيه الى التعقل في القران كثيره ,,وهنالك دعوات في القران الكريم لها ايضا دورها في حث الناس على التامل والتدبر بشكل يثير في العقل روح التفكر والتامل وقد استعمل هذا الاسلوب لتحريك دفائن العقول فالايه التي ذكرتها في البدايه هي من الايات التي تثير كثيرا من الاسئله امام قارئها قال تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً
ماهي هذه الامانه ؟ من اي نوع من الامانات هي ؟ كيف عرضت هذه الامانه ؟ وعلى من عرضت هذه الامانه ؟ على السماوات والارض والجبال ! ياللعجب !
كيف يمكن ان تعرض هذه الامانه على تلك الاشياء ؟ يقول انا عرضناها على السماوات والارض والجبال لكن ابين ان يحملنها وامتنعن عن حملها فاية امانه هذه اذن ؟ يبدوا ان هذه الامانه هي من النوع الذي يتحمل ويطاق به بعد القبول فالقبول وحده لايكفي وان هذه الموجودات يجب ان تطيق حمل هذه الامانه وليس فقط ان تقبل بها ونحن في الامانات العاديه نقول فلان قبل امانه فلان ولانقول تحملها في حين يقول القران ان تلك الاشياء قد امتنعن عن تحمل الامانه .
,وهنا يثار سؤال هو اننا نرى الناس جميعهم ولانرى على اكتافهم شيئا يحملونه فاي عبئ وضع على عواتقهم ؟ والجواب هو ان هذا العبئ ليس ماديا يعرضه الله على السماوات والارض والجبال فيرفضنه ويعرضخ على الانسان يعلن استعداده لحمله .
بعد ذلك نقرء تكملة الايه (انه كان ظلوما جهولا ) اي ان هذا الانسان الذي تبرع وحده يحمل الامانه ظلوم وهو من الظلم اي ضد العدل وهي صيغة مبالغه تعني الكثير الظلم والجهول من الجهل ضد العلم اي الكثير الجهل في ضوء فهمنا القاصر على هذه المعاني وكيف نفهمها نحن تتوارد كذلك اسئله الى الذهن
ومنها هل عرض الله تعالى الامانه على تلك الموجودات ليقبلنها ويحملنها ؟ ام عرضها لكي لايحملنها والجواب اكيد يكون لكي يحملنها .
ولكن كما عرفنا انهن قد ابين حملها ولم يجرء احد على ذلك الا الانسان فانه بادر معلنا استعداده فلم يوصف اذن انه ظلوم جهول بعد اعلانه استعداده لحملها وهذا الشق من الايه من اعقد المواضيع التي شغلت فكر علماء المسلمين والمفسرين واهل العرفان على مر العصور وهم يرومون معرفة المقصود من معنى هاتين الصفتين ((( ظلوم وجهول )))
بعد كل ماتقدم والمهم في الامر اننا نفهم ان هنالك شيئ سماه الله تعالى اسمه ( امانه ) وقد عرض هذه الامانه على المخلوقاته في عالم التكوين فعجزت عن حملها لانعدام القابليه لديها .
من الوضح ان الايه متشابهه وقد بان لله حكمه في جعل هذه المساحه من المتشابه بالقران الكريم وذلك لكي يجعل الناس يعرفون انهم بحاجه الى من يفسر هذه الايات المتشابهه والتي لايعرف معناها ويفسرها الا الله والمعصوم وهو حجة الله وخليفة الله قال الله تعالى هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ
فبعدما عجز العلماء والفقهاء والمفسرون عن تفسير هذه الايه القرانيه التي ذكرناها في البدايه واختلف الكثير منهم في فهم معنى هذه الايه الشريفه هنا السؤال يكون هل هنالك معصوم في هذا الزمان يفسر معنى هذه الايه الشريفه ؟؟ الجواب
نعم المعصوم موجود وهو الحجه اليماني الموعود ع وهو حجة الله على هذه الارض وفي هذا الزمان فمن حجة الله نستطيع ان نعرف المعنى لهذه الايه الشريفه فالامام احمد الحسن ع عندما سؤل عن هذه الايه ومعناها اجاب وهذ نص جواب الامام ع
ما معنى قوله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ ([1]) ؟
الجواب
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
الأمانة هي: الإمامة وولاية ولي الله، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ
أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾ ([2]). أي
الإمامة يؤديها الإمام إلى الإمام
الذي يليه ([3]).
أما الناس فأمانتهم هي ولايتهم لولي الله، فالناس يؤدون الولاية إلى ولي الله في كل زمان، فإذا رجع ولي الله إلى الله لا
تنقطع الولايـة، بل على الناس أن يتولوا الولي الذي بعده، فلا تخلو أرض الله من حجة ولو خليت لساخت بأهلها ([4]).
والإنسان: جنس الإنسان، والمنافق الأول والثاني ، والظلوم هو: (الأول) ، والجهول هو: (الثاني) حيث هو الجهل
(المخلوق الثاني) الذي خلق بعد العقل ([5]).
أما السماوات والأرض والجبال: أي سكانها من الملائكة والأرواح الصالحة.
فالأمانة هي: الولاية لله والإمامة، والولاية لولي الله إمامة أيضاً إذا كانت تامة، قال تعالى في الحديث القدسي: (من تقرب
إليّ بالفرائض - أي ولاية ولي الله - أصبح عيني ويدي و...) ([6])، أي كـ (ولي الله) أتم الإيمان، كسلمان منا أهل
البيت؛ لأنه أتم العشر درجات (درجات الإيمان)([7])، ﴿ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ﴾ ([8]).
بقي أن أمانة كل إنسان مرتبطة بصاحب الأمانة، وهو كما عبر عنه u: بأنه مَلَك ابتلع كتاب العهد والميثاق ([9])،
وهو الحجر الأسود في الركن العراقي في الكعبة. وهو في الحقيقة إنسان، وهو المهدي الأول واليماني، وهو صاحب
الأمان،
ولذلك فهو الفاتح لدولة العدل الإلهي والممهد الرئيسي لها، والحاكم الأول بعد قائدها
الإمام المهدي u. وكل إنسان يحج
بيت الله لابد له من المرور على الحجر، والركن اليماني، وبينهما باب الكعبة، أو كما سمي الملك الذي ابتلع كتاب العهد
والميثاق، ولابد له أن يتعاهده ويجدد العهد مع الله من خلاله.
قال رسول الله : (استلموا الركن، فإنه يمين الله في خلقه، يصافح بها خلقه، مصافحة العبد أو الدخيل، ويشهد لمن استلمه بالموافاة) ([10])، ومراده بالركن: الحجر الأسود؛ لأنه موضوع فيه، وإنما شُبِه باليمين؛ لأنه واسطة بين الله وبين
عباده في النَيل والوصول والتحبب والرضا كاليمين حين التصافح.
وقال الصادق u: (إن الله تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها، فلذلك يقال: أمانتي أديتها،
وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة) ([11]).
وقال u: (الركن اليماني باب من أبواب الجنة، لم يغلقه الله منذ فتحه) ([12]).
وقال u : (الركن اليماني بابنا الذي يُدخل منه الجنة، وفيه نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد) ([13
وعن رسول الله : (… فأقول أمتي يا رب أمتي، فيقال يا محمد أدخل أمتك من لا حساب عليهم - أي المقربين أصحاب اليماني - من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب …) ([14]).
فالحجر والركن اليماني يشيران إلى اليماني صاحب الأمانة والذي ابتلع الأمانة، وهي الميثاق الإلهي، والبيت (الكعبة) يشير إلى آل محمد ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ ([15]).
[1]- الأحزاب : 72.
[2]- النساء : 58.
[3]- وبهذا نطق آل البيت في أحاديثهم، ومنها: عن أبي بصير عن أبي عبد الله u في قول الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ
تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) ، قال: (هي الوصية يدفعها الرجل منا إلى الرجل )
الغيبة للنعماني : ص52.
[4]- عن أبي حمزة قال: (قلت لأبي عبد الله u: أتبقى الأرض بغير إمام ؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت) الكافي: ج1 ص179
ح10.
[5]- عن جابر عن أبي جعفر u: في قول الله تبارك وتعالى: (انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها
وأشفقن)، قال: (الولاية أبين ان يحملنها كفرا بها وعنادا وحملها الانسان والانسان الذي حملها أبو فلان ) بصائر الدرجات للصفار:
ص96.
وعن أبي بصير، قال: (سألت أبا عبد الله u عن قول الله عز وجل : إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن
يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوماً جهولاً، قال: الأمانة: الولاية، والانسان: أبو الشرور المنافق) معاني الأخبار:
ص110.
وعن الحسين بن خالد، قال: (سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا u عن قول الله عز وجل: إنا عرضنا الأمانة على السماوات
والأرض والجبال فأبين أن يحملنها - الآية - فقال: الأمانة: الولاية، من ادعاها بغير حق كفر) معاني الأخبار: ص110.
[6]- وقد مر تفصيل ذلك في المتشابهات : ج3 / جواب سؤال (100) ، فراجع
عن عبد العزيز القراطيسي قال: قال لي أبو عبد الله u : (يا عبد العزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد
المرقاة، فلا تقولن صاحب الواحد لصاحب الاثنين: لست على شئ حتى ينتهي إلى العاشرة، ولا تسقط من هو دونك فيسقطك الذي هو
فوقك، فإذا رأيت من هو أسفل منك فارفعه إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره فإنه من كسر مؤمنا فعليه جبره وكان المقداد
في الثامنة، وأبو ذر في التاسعة، وسلمان في العاشرة) الخصال للشيخ الصدوق : ص447 - 448.
[8]- البقرة : 196.
[9]- عن الحلبي، قال: قلت لأبي عبد الله u: (لم جعل استلام الحجر؟ فقال: إن الله عز وجل حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا الحجر [من
الجنة فأمره فالتقم الميثاق فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة) الكافي : ج4 ص184، وغيره.
[10]- المحاسن للبرقي : ج1 ص65.
[11]- وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي : ج13 ص314.
[12]- الكافي : ج4 ص409 ح13.
[13]- جامع السعادات : ج3 ص314.
[14]- صحيح البخاري : ج5 ص227، صحيح مسلم : ج1 ص128.
[15]- هود : 73
هذا هو جواب الامام احمد الحسن ع فلكم ان تقارنوا بين جواب الامام ع والذي لايختلف فيه اثنين من العقلاء على انه جواب حجة الله وخليفة الله وبين حيرة الفقهاء طوال هذه العقود من الزمن في فهم معنى هذه الايه وتفسيرها ومن خلال هذا الموضوع المتواضع ارسل رساله الى كل منصف لنفسه وكل باحث عن الحق ان يتدبر ويتحقق ويقرء بنفسه ليصل الى الدليل والى معرفة حجة الله وخليفة الله
Comment