إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

اليهود والاوس والخزرج قصة فيها عبرة لمن يرغب في نصرة القائم ع

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya howa
    مشرف
    • 08-05-2011
    • 1106

    اليهود والاوس والخزرج قصة فيها عبرة لمن يرغب في نصرة القائم ع



    بسم الله الرحمن الرحيم
    يثرب

    هذه المدينة أسسها اليهود لينتظروا النبي الخاتم (ص) الذي بشّر به أنبياءهم، ولينصروه حسب زعمهم، فهاجروا من بلاد الشام إلى الجزيرة العربية بحثاً عن المكان الموعود الموصوف لهم بين جبلي أحد وعِير، وأخيراً وجدوه واستقروا فيه وأسسوا مدينة يثرب، ولما جاءهم الملك اليمني تبع بجيشه سألهم عن سبب هجرتهم، فأخبروه أنهم ينتظرون نبي يبعث ويستقر في هذا المكان، فأبقى من ذريته في يثرب لينصروا النبي (ص) عند بعثه، وهؤلاء هم الأوس والخزرج، فكان اليهود كل ما وقع خلاف بينهم وبين الأوس والخزرج هددوهم بالنبي الأمي (ص) الذي سيبعث، وحسب زعمهم إنهم ينتظرونه وسيكونون أتباعه وأنصاره وحواريه.
    قال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾([132]).
    وهاجر المسلمون إلى المدينة بعد مرحلة عناء طويلة قضوها في مكة، وتبعهم النبي (ص) وهو يحمل صورة مؤلمة ومزرية لأهل مكة، قومه الذين كذبوه وآذوه ومن آمن معه وأخيراً أخرجوه خائفاً يترقب وتوجه تلقاء المدينة، وكان المفروض أن يكون اليهود أول المستقبلين له والمرحبين بقدومه المبارك إلى مدينتهم التي أسسوها لاستقباله، وأن يكونوا أول من يؤمن به وينصره، ولكنهم خذلوه وكذّبه علماؤهم وحاولوا استخفاف الناس وحملهم على الكفر به وبنبوته، فلم ينتفعوا بالعلم الذي كان عندهم، بل جعلوه سبباً لتكبرهم وتعاليهم على النبي (ص)، وضرب الله لهم بلعم بن باعورا مثلاً في القرآن ([133])؛ ليرتدعوا ويثوبوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى ربهم، ولكنهم ازدادوا عناداً وتكبراً كالجيفة عندما ينـزل عليها المطر الطاهر تزداد نتـناً وعفونة.
    ولو أمعنا النظر في حال اليهود لوجدناهم قد فوجئوا بأمور:
    الأول: إنّ النبي (ص) ليس إسرائيلياً، فإذا كانوا قد اعترضوا على طالوت (ع) لعدم كونه من ذرية يوسف بيت الملك ولا من ذرية لآوى بيت النبوة ([134])، مع أنّ طالوت من ذرية بنيامين شقيق يوسف، أي: إنّه إسرائيلي، فإنّ اعتراضهم على النبي (ص) أمر متوقع، قال تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾([135]).
    أمّا الأمر الثاني: فهو أنّ بعض العقائد والأحكام الشرعية التي أتى بها رسول الله (ص) تختلف عن عقائدهم وأحكامهم الشرعية المحرّفة التي كانوا يدعون إنها شريعة موسى (ع)، مع أنّ علماءهم قد حرّفوا الكثير منها حتى قبل بعث عيسى (ع).
    والثالث: إنّ رسول الله (ص) سيسلب من علماء بني إسرائيل مكانتهم ورئاستهم الدينية الباطلة، كما أنّ عدالته في توزيع الأموال ستسلبهم الخصوصية التي كانوا يتمتعون بها، فإن اتبعوه لن يتمكنوا من الاستئثار بأموال الصدقات. ورد في تفسير: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾([136]).
    عن الإمام العسكري (ع): (وكان هؤلاء قوم من رؤساء اليهود وعلمائهم احتجبوا أموال الصدقات والمبرّات، فأكلوها واقتطعوها ثم حضروا رسول الله (ص) وقد حشروا عليه عوامهم،
    يقولون: أنّ محمد تعدّى طوره وادعى ما ليس له …).
    ثم قال الأمام العسكري (ع): (قال رسول الله (ص) مخاطباً اليهود وعلماءهم: يا معاشر اليهود هؤلاء رؤساؤكم كافرون ولأموالكم محتجبون ولحقوقكم باخسون ولكم في قسمة ما اقتطعوه ظالمون يخفضون ويرفعون، فقالت رؤساء اليهود: حدثّ عن موضع الحجة بنبوتك ووصاية أخيك هذا، ودع دعواك الأباطيل وإغرائك قومنا بنا، فقال رسول الله (ص): لا، ولكن الله عزّ وجل قد آذن لنبيه أن يدع بالأموال التي خنتموها لهؤلاء الضعفاء ومن يليهم) ([137]).
    وكانت النتيجة أن أخذ حب الأنا واتباع الهوى من علماء بني إسرائيل كل مأخذ، ومنعهم التكبر من اتباع النبي الأمي (ص)، ولم يؤمن بالنبي منهم إلاّ قليل. وهكذا فشل المنتظرون مرّة أخرى في الانتظار،كما فشلوا في انتظار عيسى وموسى (عليهما السلام) من قبله.
    والحقيقة التي يجب أن يلتفت إليها هي: أنّ هؤلاء اليهود الذين فشلوا في انتظار النبي محمد (ص) هم ذراري أولئك الذين هاجروا في سبيل الله وأسسوا مدينة يثرب لانتظار النبي الخاتم (ص)، قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾([138]).

    المصدر
    العجل للسيد احمد الحسن ع-الحزء 1
    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎