بســم الله الرحمــن الرحيــم
اللهــم صـلِ علـى محمــد وآل محمــد الأئمــه والمهدييــن وسلــم تسليمــاً كثيــراً
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ
فكيف بمن يتهمونه بالهجر والهذي في محضره ؟
فمن الرواية في ذلك ما ذكره محمد بن علي المازندراني في كتاب أسباب نزول القرآن في تفسير قوله تعالى
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ
فقال في مسند أحمد بن حنبل عن جابر الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وآله دعى عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده قال : فخالف عمر حتى رفضها (1)
وروى عن سعيد بن جبير وعن عكرمة وعن سفيان بن عيينه وعن عمر ابن دينار وعن الحكم بن أبان ثم روى أحمد بن حنبل عن سعيد بن جبير وعكرمه وعن ابن عباس الحديث وذكر فيه ان عمر بن الخطاب قال للنبي صلى الله عليه وآله انه يهجر (2)
قمن روايتهم في ذلك ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الرابع من المتفق عليه في صحته من مسند عبد الله بن عباس قال : احتضر النبي صلى الله عليه وآله وفي بيته رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وآله : هلموا اكتب لكم كتاب لن تضوا بعده أبداً فقال عمر بن الخطاب : إن النبي صلى الله عليه وآله قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبكم كتاب ربكم (3)
وفي رواية ابن عمر من غير كتاب الحميدي قال عمر : ان الرجل ليهجر وفي كتاب الحميدي قالوا ماشانه هجر ، وفي المجلد الثاني من صحيح مسلم فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله يهجر (4) فقال أهل اللغه في تفسيرها : إن معنى قوله هجر أي هذي .
قال الجوهري في كتاب الصحاح في اللغة في باب الراء فصل الهاء ، الهجر : الهذيان ، وقال ألم تر إلى المريض إذا هجر قال غير الحق (5)
قال الحميدي : فاختلف الحاضرون عند النبي صلى الله عليه وآله فبعضهم يقول : القول ما قاله النبي فقربوا إليه كتاباً يكتب لكم ، ومنهم من يقول : القول ما قاله عمر ...
فلما اكثروا اللغط والإختلاط قال النبي صلى الله عليه وآله : قوموا عني فلا ينبغي عندي التنازع ، فكان ابن عباس يبكي حتى بل بلت دموعه الحصى ويقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ! قال راوي الحديث فقلت : يا ابن عباس وما يوم الخميس ؟ فذكر عبد الله بن عباس يوم منع رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك الكتاب ، وكان ابن عباس يقول : الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين كتابه (6)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
(1-2) أحمد بن حنبل في مسند : 3/346
(3-4) مسلم في صحيحه : 3/1257 - 1259 كتاب الوصية والبخاري في صحيحه : 5/127
(5) الصحاح : 2/851
(6) رواه مسلم في صحيحه : 3/1259 ، والبحار : 8/274 ، والبخاري في صحيحه : 1/37
والحمــــــد لله وحــــــده