بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
الكثير من عقائد اليهود وأحكامهم تسرّبتْ لعقائد المسلمين، وقد حفلت كتب بعض فرق المسلمين بما اصطلح عليه بالإسرائيليات، وسنحاول في هذا البحث تقديم صورة عن كيفية انتشار هذه العقائد والمرويات الإسرائيلية بين المسلمين، ليتضح لكم أن هذه الأمة التي انحرفت عن ذرية نبيها لم تترك جحراً دخلته الأمم المنحرفة إلا دخلته، تصديقاً لقول النبي: (( لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل )) وسنجعل البحث بصورة حلقات، كل حلقة تحمل عنواناً خاصاً
لقد كان حمع من الصحابة يقرؤون التوراة ويكتبون منها ومن غيرها مما يسمعونه من اليهود، ويعتنون بأقتناء بعض كتبهم، ويستحبون كلامهم وما يأخذونه منهم، والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة منها؛ ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده بسنده عن جابر بن عبدالله، أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم، قال : فغضبَ، وقال: أمتهوِّكون فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لاتسألوهم عن شيء فيبخبروكم بحق فتكذبونه، أو بباطل فتصدقونه، والذي نفسي لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا يتبعني.
مسند أحمد بن حنبل 3/387 . تفسير القرآن العظيم 2/467 . الدر النثور6/472، 473 . مجمع الزوائد1/174، 8/262 . شعب الإيمان 1/200 . المصنف لأبن أبي شيبة5/ 313 . كنز العمال1/200 .
وحسّن هذا الحديث الألباني في أرواء الغليل6/34 وقال: الحديث قوي، فإن له شواهد كثيرة. ثم بعد أن ساق جملة من طرقه: وجملة القول أن مجيء الحديث في هذه الطرق المتباينة والألفاظ المتقاربة لما يدل على أن مجالد بن سعيد قد حفظ الحديث، فهو على أقل تقدير حديث حسن .
وحسّنه كذلك في تعاليقه على كتاب السنة لأبن أبي عاصم، ص27. وحاشيته على مشكاة المصابيح 1/63]. والتهوك مثل التهور، وهو الوقوع في الشيء بقلة مبالاة وغير روية.
وأخرج أحمد أيضاً في المسند بسنده عن عبدالله بن ثابت، قال : جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يارسول الله إني مررتُ بأخٍ لي من قريظة، فكتب لي جوامع من التوراة، ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبدالله بن ثابث: فقلتُ له: ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
فقال عمر: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً . قال: فسرّى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم أتبعتموه وتركتموني لضللتم ، إنكم حظّي من الأمم،وأنا حظّكم من النبيين.
[ مسند أحمد بن حنبل 3/470، 4/265 . مجمع الزوائد 1/173 . تفسير القرآن العظيم 2/467 . المصنف لعبد الرزاق 6/113 ].
وأمّا عبدالله بن عمرو بن العاص بخصوصه فقد كان عنده ولع بالنظر في كتب أهل الكتاب والتحديث منها .
قال ابنُ كثير في تفسيره : كان عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قد أصابَ يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدّث منهما. [تفسير القرآن العظيم ¼ ]. والزاملة البعير.
وقال أيضاً بعد أن ساقَ حديثاً مروياً عن عبدالله بن عمرو: والأشبه والله أعلم أن يكون هذا موقوفاً على عبدالله بن عمرو، ويكون من الزاملتين اللتين أصابهما يوم اليرموك من كلام أهل الكتاب .[ المصدر السابق 1/383 . ]
وقال أيضاً بعد أن ساقَ حديثاً آخر: هذا حديثٌ غريبٌ جداً، وسنده ضعيف، ولعلّه من الزاملتين اللتين أصابهما عبدالله بن عمرو يوم اليرموك.[ المصدر السابق 2/195 ].
وذكرَ مثلَ ذلك في مواضع أخر من تفسيره، فراجع المصدر نفسه 3/102 ، 4/237 .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة عبدالله بن عمرو: وقد روى عبدالله أيضاً عن أبي بكر، وعمر، ومعاذ، وسراقة بن مالك، وأبيه عمرو، وعبدالرحمن بن عوف، وأبي الدرداء، وطائفة، وعن
أهل الكتاب، وأدمنَ النظر في كتبهم، وأعتنى بذلك.[ سير أعلام النبلاء 3/81 ].
وقال في تذكرة الحفاظ: وكان أصابَ جملةً من كتب أهل الكتاب، وأدمنَ النظر فيها، ورأى فيها عجائب.[ تذكرة الحفاظ 1/42 ].
وقال ابنُ حجر: إن عبدالله كان قد ظفرَ في الشام بحمل جمل من كتب أهل الكتاب، فكان ينظر فيها ويحدّث منها، فتجنب الأخذ عنه لذلك كثير من أئمة التابعين.[ فتح الباري 1/167 . ونقله المباركفوري عن ابن حجر في تحفة الأحوذي7/359].
علماً أن عبدالله بن عمرو بن العاص من أكثر الصحابة حديثاً عند أهل السنة ، وأحاديثه مبثوثة في صحاحهم، وهي معمول بها عندهم .
فيا ترى كم من تلك الأحاديث كان مأخوذاً من كتب أهل الكتاب؟؟
وكم من عقائد أهل السنة وأحكامهم كان مأخوذاً من الزاملتين المذكورتين وهم لا يعلمون؟ وقد أعترف أبو هريرة- وهو أكثر الصحابة حديثاً- بأن عبدالله بن عمرو بن العاص كان أكثر حديثاً منه، فقد رووا عن أبي هريرة أنه قال : ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبدالله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب .
[راجع صحيح البخاري 1/62 . سنن الترمذي 5/40، 686 وصحّحه . مسند أحمد 2/248، 403 . صحيح ابن حبان 16/103 . المستدرك 1/105 . سنن الدارمي 1/132 . سنن الكبرى للنسائي 3/434 . شرح معاني الأثار 4/320].
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 44 – السنة الثانية – بتاريخ 24-05-2011 م – 21 جمادي الثاني 1432 هـ.ق)
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
الكثير من عقائد اليهود وأحكامهم تسرّبتْ لعقائد المسلمين، وقد حفلت كتب بعض فرق المسلمين بما اصطلح عليه بالإسرائيليات، وسنحاول في هذا البحث تقديم صورة عن كيفية انتشار هذه العقائد والمرويات الإسرائيلية بين المسلمين، ليتضح لكم أن هذه الأمة التي انحرفت عن ذرية نبيها لم تترك جحراً دخلته الأمم المنحرفة إلا دخلته، تصديقاً لقول النبي: (( لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل )) وسنجعل البحث بصورة حلقات، كل حلقة تحمل عنواناً خاصاً
ولع الصحابة بقراءة كتب اليهود
لقد كان حمع من الصحابة يقرؤون التوراة ويكتبون منها ومن غيرها مما يسمعونه من اليهود، ويعتنون بأقتناء بعض كتبهم، ويستحبون كلامهم وما يأخذونه منهم، والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة منها؛ ما أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده بسنده عن جابر بن عبدالله، أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم، قال : فغضبَ، وقال: أمتهوِّكون فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لاتسألوهم عن شيء فيبخبروكم بحق فتكذبونه، أو بباطل فتصدقونه، والذي نفسي لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا يتبعني.
مسند أحمد بن حنبل 3/387 . تفسير القرآن العظيم 2/467 . الدر النثور6/472، 473 . مجمع الزوائد1/174، 8/262 . شعب الإيمان 1/200 . المصنف لأبن أبي شيبة5/ 313 . كنز العمال1/200 .
وحسّن هذا الحديث الألباني في أرواء الغليل6/34 وقال: الحديث قوي، فإن له شواهد كثيرة. ثم بعد أن ساق جملة من طرقه: وجملة القول أن مجيء الحديث في هذه الطرق المتباينة والألفاظ المتقاربة لما يدل على أن مجالد بن سعيد قد حفظ الحديث، فهو على أقل تقدير حديث حسن .
وحسّنه كذلك في تعاليقه على كتاب السنة لأبن أبي عاصم، ص27. وحاشيته على مشكاة المصابيح 1/63]. والتهوك مثل التهور، وهو الوقوع في الشيء بقلة مبالاة وغير روية.
وأخرج أحمد أيضاً في المسند بسنده عن عبدالله بن ثابت، قال : جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يارسول الله إني مررتُ بأخٍ لي من قريظة، فكتب لي جوامع من التوراة، ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبدالله بن ثابث: فقلتُ له: ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
فقال عمر: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً . قال: فسرّى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم أتبعتموه وتركتموني لضللتم ، إنكم حظّي من الأمم،وأنا حظّكم من النبيين.
[ مسند أحمد بن حنبل 3/470، 4/265 . مجمع الزوائد 1/173 . تفسير القرآن العظيم 2/467 . المصنف لعبد الرزاق 6/113 ].
وأمّا عبدالله بن عمرو بن العاص بخصوصه فقد كان عنده ولع بالنظر في كتب أهل الكتاب والتحديث منها .
قال ابنُ كثير في تفسيره : كان عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قد أصابَ يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدّث منهما. [تفسير القرآن العظيم ¼ ]. والزاملة البعير.
وقال أيضاً بعد أن ساقَ حديثاً مروياً عن عبدالله بن عمرو: والأشبه والله أعلم أن يكون هذا موقوفاً على عبدالله بن عمرو، ويكون من الزاملتين اللتين أصابهما يوم اليرموك من كلام أهل الكتاب .[ المصدر السابق 1/383 . ]
وقال أيضاً بعد أن ساقَ حديثاً آخر: هذا حديثٌ غريبٌ جداً، وسنده ضعيف، ولعلّه من الزاملتين اللتين أصابهما عبدالله بن عمرو يوم اليرموك.[ المصدر السابق 2/195 ].
وذكرَ مثلَ ذلك في مواضع أخر من تفسيره، فراجع المصدر نفسه 3/102 ، 4/237 .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة عبدالله بن عمرو: وقد روى عبدالله أيضاً عن أبي بكر، وعمر، ومعاذ، وسراقة بن مالك، وأبيه عمرو، وعبدالرحمن بن عوف، وأبي الدرداء، وطائفة، وعن
أهل الكتاب، وأدمنَ النظر في كتبهم، وأعتنى بذلك.[ سير أعلام النبلاء 3/81 ].
وقال في تذكرة الحفاظ: وكان أصابَ جملةً من كتب أهل الكتاب، وأدمنَ النظر فيها، ورأى فيها عجائب.[ تذكرة الحفاظ 1/42 ].
وقال ابنُ حجر: إن عبدالله كان قد ظفرَ في الشام بحمل جمل من كتب أهل الكتاب، فكان ينظر فيها ويحدّث منها، فتجنب الأخذ عنه لذلك كثير من أئمة التابعين.[ فتح الباري 1/167 . ونقله المباركفوري عن ابن حجر في تحفة الأحوذي7/359].
علماً أن عبدالله بن عمرو بن العاص من أكثر الصحابة حديثاً عند أهل السنة ، وأحاديثه مبثوثة في صحاحهم، وهي معمول بها عندهم .
فيا ترى كم من تلك الأحاديث كان مأخوذاً من كتب أهل الكتاب؟؟
وكم من عقائد أهل السنة وأحكامهم كان مأخوذاً من الزاملتين المذكورتين وهم لا يعلمون؟ وقد أعترف أبو هريرة- وهو أكثر الصحابة حديثاً- بأن عبدالله بن عمرو بن العاص كان أكثر حديثاً منه، فقد رووا عن أبي هريرة أنه قال : ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبدالله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب .
[راجع صحيح البخاري 1/62 . سنن الترمذي 5/40، 686 وصحّحه . مسند أحمد 2/248، 403 . صحيح ابن حبان 16/103 . المستدرك 1/105 . سنن الدارمي 1/132 . سنن الكبرى للنسائي 3/434 . شرح معاني الأثار 4/320].
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 44 – السنة الثانية – بتاريخ 24-05-2011 م – 21 جمادي الثاني 1432 هـ.ق)
Comment