السرداب بين الفرية والحقيقة
الحلقة الاولى
علماء التاريخ السني لم يذكروا السرداب
الحلقة الاولى
علماء التاريخ السني لم يذكروا السرداب
إعداد حسن الجبر
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
كثيرة الاتهامات التي ترافق دعوات الله سبحانه وتعالى وفي كل زمان نجد فقهاء غيروا دين الله واستهواهم الشيطان لفعل المنكرات من تبديل سنة وتحريم حلال وايضا في كل زمان هناك من يطبل وينعق مع هؤلاء الفقهاء ويستمع لكلامهم فأتخذوهم اربابا من حيث يشعرون او لا يشعرون (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ) فأصبحوا مقلدين عميان لا يرون النور الا الظلمة التي اركسوا فيها بفعل ايديهم واتباعهم الاعمى . فسابقا سَخِر الناس من خلفاء الله بفتوى من المتكلمين باسم الدين (الفقهاء او الملاء) ... وضعوا خلفاء الله على الصليب تقربا للرومان ,ايضا بفتوى فقيه ... وتحرق دار سيدة نساء العالمين عليها السلام وبفتوى من فقيه .... وترفع رؤوس اولياء الله على الرماح بفتوى من فقيه ... فهكذا هم فقهاء السوء في كل زمان نفس التصرف ونفس الفعل سواء في امة بني اسرائيل او امة محمد (ص) كما قال رسول الله (ص)
( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلو جحر ضب لدخلتموه , قالوا [أي الصحابة]: يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟ قال: " فمن " [أي فمن غيرهم!)
وفي زمن الإمام الثاني عشر (محمد بن الحسن المهدي) تعرض أيضا لأبواق هؤلاء الفقهاء الخونة الذين سلكوا ما سلك آبائهم من إلصاق التهم والإشاعات على خلفاء الله ومن هذه التهم والأكاذيب هي فرية (السرداب) وقد اتفق هؤلاء الفقهاء منذ مئات السنين على اتهام المذهب الشيعي وإلصاق هذه الأسطورة إلى عقيدتهم وكل واحد يأخذ من الآخر دون أن يتحقق أو يبذل الحد الأدنى من الجهد لصحة ودقة معلوماته او الاطلاع على روايات ال محمد عليهم السلام، وهذا ظلم وخيانة للعلم وقواعده,فمن المفروض على الباحث ان يطلع على معتقد غيره قبل ان ينتقده وإلا يكون هذا من الإجحاف لغيره وليس من أصول البحث والرد العلمي, ولكن أكاذيبهم وزيفهم تجاوز هذا الحد وساقوا قصة جديدة وهي (انتظار الشيعة له عند باب السرداب وهم يرتدون لامة الحرب من سيف وبغلة ) بهذه السذاجة يضحكون على العقول الساذجة التي سخروها لنصرة هؤلاء الفقهاء بدون ان يتمعنوا قليلا في كلامهم وما هو الهدف منه وهل هو حق ام باطل!! بل هم كما قال تعالى (صم,بكم,عمي) .
المشكلة ان هؤلاء الفقهاء الذي الصقوا هذه التهم لم يعتمدوا على كتب الشيعة في هذا الاعتقاد وأيضا لم يعتمدوا على كتبهم التي دونتها أيدي فقهائهم بل ابتدعوا عقيدة جديدة والصقوها الى غيرهم حتى يبعدوا الناس عن الحق الذي بشر به رسول الله (ص) ويبقون هؤلاء خانعين لأولياء أمورهم من الحكام والطواغيت الذين أفتوا بحقهم (لابد من طاعة ولي الامر حتى لو كان فاسقا) راجع فتاواهم بهذا الشأن.
ونستعرض ألان أقوال فقهاء أهل السنة حول الإمام المهدي عليه السلام وسوف نلاحظ انه لا يوجد اسم السرداب في كلامهم :
مروج الذهب
يقول علي بن الحسين المسعودي ت 346 في مروج الذهب : في سنة 260 هج قبض أبو محمد الحسن بن علي في خلافة المعتمد وهو ابن 29 وهو أبو المهدي المنتظر والإمام الثاني عشر عند القطعية من الإمامية وهم جمهور الشيعة (ص570) ، وقد تنازع هؤلاء في المنتظر من آل النبي بعد وفاة الحسن وافترقوا على عشرين فرقة (ص572)
لكنه في كتابه " إثبات الوصية عند ذكر أبي محمد الحسن العسكري لايذكر أن الشيعة افترقوا (ص248)، لكنه يروي عن أبي عبدالله الصادق –ع- رواية يتحدث عن شدة الفتن في الغيبة ونجاة من أخذ عليه ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ولترفعن أثنتا عشرة راية مشبهة بعضها لايدري أي من أي قال المفضل ( الراوي ) قلت وكيف تصنع ، فنظر إلى شمس داخل الصفة فقال : أترى هذه الشمس قلت نعم قال والله لأمرنا أبين منها (ص 254) .
فلم يذكر صاحب مروج الذهب السرداب بشيء .
كتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المضلين
تأليف شيخ أهل السنة والجماعة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفي 330هج ، وقد قيل في 324 هج تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد ، القاهرة 1389 هج – 1969م
يقول أمهات الفرق عشرة :الشيعة وتتألف 3 أصناف : .... (ويتحدث عن الفرقة 24 ) ويقول ويزعمون أن النبي نص على علي وأن علياً نص على الحسن .. نص على محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر ...كما حكينا عن اول فرقة من الرافضة ويزعمون أن محمد بن الحسن بعده إمام هو القائم يظهر فيملأ الأرض عدلاً ويقمع الظلم .
ويلاحظ أن الأشعري لم يقل أن المهدي قد غاب في السرداب
كتاب الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم
" تأليف الإمام عبد القادر بن طاهر البغدادي المتوفي 429 هج ، منشورات دار الآفاق الجديدة ، بيروت ط2 1977 م وهو تلميذ علي بن إمساعيل الأشعري
في ص 47 يقول : القطيعية ساقوا الإمامة من جعفر الصادق إلى ابنه موسى وقطعوا بموت موسى وزعموا أن الإمام بعده سبط محمد بن الحسن الذي هو سبط علي بن موسى الرضا ويقال لهم الأثنا عشرية لدعواهم أن الإمام المنتظر هو الثاني عشر من نسبه إلى علي بن أبي طالب واختلفوا في سن هذا الفتى عند موت أبيه فمنهم من قال كان ابن أربع سنين ومنهم من قال كان ثمان سنين واختلفوا في حكمه في ذلك الوقت .
أن البغدادي لم يذكر أن المهدي غاب في السرداب
كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل
تاليف علي بن احمد بن حزم الظاهري ، ت456هج ج4 ، ص 181 يقول عن المهدي :
(اسم المهدي محمد بن الحسن بن علي .إلى علي بن أبي طالب ، حي لم يمت ولا يموت حى يخرج فيملأ الأرض عدلاً ومن عندهم المهدي المنتظر).
وفي ص185 يتكلم عن الكبسانية (وإن إمامهم هاشم عبدالله بن محمد بن حنفية ثم هي في سائر ولد علي .وإلى أن يقول أن من مقالتهم : أول ما خلق الله عيسى ثم علي بن أبي طالب ، وكانوا يقولون بتواتر الرسل وأباح المحرمات من الزنا والخمر وأسقط الصلاة والصيام ، وكذلك أصحاب المغيرة بن سعيد ، ويضيف ابن حزم أنهم لا يستحلون حمل السلام حتى يخرج الذي ينتظرونه فهم يقتلون الناس بالخنق وبالحجارة والخشبية بالخشب فقط ).
عندما يتحدث ابن حزم عن الأئمة الأثنا عشرية ويذكر مهديهم لا يقول أنه غاب في السرداب ، ثم أنه عندما يتحدث عن بعض الفرق المنقرضة ومنها الكيسانية وأصحاب المغيرة بن سعيد الذي يتبرأ منه الباقر والصادق –ع- من أئمة أهل البيت –ع- يقول أنهم ينتظرون منتظرهم ، ومن قول ابن حزم هذا أخذ منه بعض خصوم اهل البيت وشيعتهم فاتهموا الشيعة الأثني عشرية فرية السرداب .
كتاب الملل والنحل
تأليف أبو الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني الشافعي المتوفي 548هج
يذكر الفرق التي اعترفت بإمامة الحسن العسكري وكيف أن بعضها تؤمن بإن للحسن العسكري ولداً وأنه المهدي لأن الأرض لا تخلو من حجة وهو الخلف الغائب ، ويتحدث عن الغيبة وكيف أنها امتدت مائتين ونيفاً وخمسين أي منذ غيبة الإمام في 260هج وإلى عصر الشهرستاني الذي توفى في 548هج
يقول: (الفرقة السادسة من الفرق التي ظهرت بعد وفاة العسكري وله ولد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين ، فاستتر خوفاً من جعفر وغيره من الأعداء واسمه محمد وهو الإمام القائم الحجة المنتظر).
لا يذكر الشهرستاني أي شيء عن غيبة الإمام المهدي في السرداب.
كتاب تبليس إبليس
لأبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي البغدادي المتوفي 597هج ، إدارة الطباعة المنيرية ط 1368هج ، دار الكتب العلمية ، بيروت
يقول ص 97 تحت عنوان : ذكر تبليسه على الرافضة : يقول : وقد روينا أن الشيعة طالبت زيد بن علي بالتبري ممن خالف علياً في إمامته ، فامتنع من ذلك فرفضوه فسموا الرافضة : ومنهم أقوام قالوا الإمامة في موسى بن جعفر ثم في ابنه علي ثم إلى محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم إلى الحسن بن محمد العسكري ثم إلى ابنه محمد وهو الإمام الثاني عشر الإمام المنتظر الذي يزعمون أنه لم يمت وأنه سيرجع في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً.
فهل يوجد ذكر للسرداب في كلام ابن الجوزي ؟ رغم ركاكة نقل ابن الجوزي وتهاونه في الرجوع الى المصدر فانظر كيف يذكر اسم الإمام الحسن العسكري فيقول (الحسن بن محمد العسكري) لعله يكون خطا مطبعي !
وغير هذه المصادر الكثير مثل تاريخ الواقدي ت 200 هج و فتوح البلدان اللاذري ت 279 هج ، المعارف لابن قتيبة ، وتاريخ بغداد لابن أبي طاهر طيفور ت 271 هج، والأخبار الطوال للدينوري 273 هج وكتاب الأوراق للصولي ت 324 هج ، وتفسير الثعلبي ت 427 هج وتاريخ الصابيء 434 هج (فقدت مؤلفاته إلا جزء من كتابه " تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء – المنجد) ، وتاريخ الموصل الشمشاطي ألفه في 440 هج وتفسير الواحدي ت 468 هج ، والأغاني لأبي فرج الأصفهاني .
وكل هذه الكتب لم تذكر فرية وكذبة السرداب فمن أين أتت هذه الفكرة؟ سوف نتطرق الى أقوال فقهاء الشيعة في زمن الغيبة الصغرى والكبرى للإمام المهدي عليه السلام حتى يكون القاريء المنصف على إطلاع كامل بما يخطط له فقهاء باعوا ضمائرهم بحفنة من الأموال .
Comment