الخطبة الاولى:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
... (بيان ما سيجري على الحسين ع) ... المقتل ( في مكّة وقبل أنْ يخرج قام خطيباً فقال : (( الحمد لله وما شاء الله ولا قوّة إلاّ بالله وصلّى الله على رسوله ، خُطَّ الموت على ولد آدم مَخَطَّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخُيِّر لي مصرعٌ أنا لاقيه ، كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلاة بين النّواويس وكربلاء ، فيملأن منّي أكراشاً جوفا وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم خُطَّ بالقلم ، رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفّينا اُجور الصابرين . لنْ تشذ عن رسول الله لحمته ، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس ، تقرّ بهم عينه وينجز بهم وعده . ألا مَن كان فينا باذلاً مهجته موطِّناً على لقاء الله نفسَه فليرحل معنا ، فإنّي راحل مصبحاً إنْ شاء الله تعالى )). )
المقتل ( ... ألا وإنّي زاحف بهذه الاُسرة على قلّة العدد وخذلان النّاصر )) . ثمّ أنشد أبيات فروة بن مُسيك المرادي(2) .
فـإن نـهزم فـهزّامون قدماً وإن نـهْزَم فـغير مُـهزَّمينا
ومـا أن طبنا(1) جبن ولكن مـنـايانا ودولــة آخـرينا
فـقل لـلشامتين بـنا أفيقوا سـيلقى الـشامتون كما لقينا
إذا مات الموت رفَّع عن اُناس بـكـلكله أنــاخ بـآخرينا )
بنات رسول الله (ص) سبايا، ورأس الحسين ع معهم، ورأس الحسين ع يردد على طول الطريق هذه الآيات، ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا منْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾، ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾، ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾
[ ... واعلم أنّ مصاب الحسين (ع) قد خفّف عنكم الكثير الكثير مما لا طاقة لكم على حمله من ظلم الظالمين، لتنالوا رضا الله سبحانه، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار.
لقد فدى الحسين (ع) دماءكم بدمه الشريف المقدس، وفدى نساءكم وأعراضكم بخير نساء العالمين من الأولين والآخرين بعد أمها فاطمة (ع)، وهي زينب (ع)، وفدى أبناءكم بالرضيع.
والإمام المهدي (ع) وأنا العبد الفقير المسكين أكثر خلق الله رقابنا مثقلة بفضل الحسين (ع)، ودين الحسين (ع) قد أثقل ظهري ، ولا طاقة لي بوفائه إلا أن يوفيه الله عني.
واعلم أنّ الإمام المهدي (ع) عندما يقول للحسين (ع) : (لأبكينك بدل الدموع دماً) ([31])، يقولها على الحقيقة لا المبالغة، وهذا لأنّ الحسين (ع) فدى قضية الإمام المهدي (ع) بدمه الشريف وبنفسه المقدسة، فجعل نفسه فداء لقضية الإمام المهدي (ع)، فهو ذبيح الله، أي كما أنك عندما تبني بيتاً تفدي له كبشاً، كذلك الله سبحانه وتعالى لما بنى عرشه وسماواته وأرضه جعل فداءها الحسين (ع).
وقضية الإمام المهدي (ع) هي قضية الله وخاتمة الإنذار الإلهي، وهي قضية عرش الله سبحانه وملكه وحاكميته في أرضه، قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ ([32]) أي بالحسين (ع)، والمفدى هو الإمام المهدي (ع)، فسلام على ذبيح السلام والحق والعدل.
واعلم أنّ علياً الأكبر (ع) ذبيح الإسلام، كما أنّ الحسين (ع) ذبيح الله، والحمد لله وحده. ]
في المنتدى [ ... لماذا تحول يد الذي حاول أن يلمس زوجة إبراهيم عليه السلام إلي حجر و لكن زوجات و بنات و أطفال محمد صلي الله عليه و أله تعرضوا للإهانة و السجن و خلع الحجاب إلخ من قبل يزيد الملعون ? السيدة زينب لم تكن مجرد أي أمرأة و كيف فعل يزيد لعنة الله عليه ما فعل بدون رد فعل مباشر مثل الحال مع زوجة إبراهيم عليه السلام ؟ ...
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
وفقكم الله وسدد خطاكم الله سبحانه وتعالى لا يتدخل ويغير القانون الطبيعي الا عند الضرورة ولحكمة بالغة فيمكن ان يتدخل ويأتي بالمعجزة لحفظ عرض أوليائه وفي هذا حكمة وخصوصا إذا كان سببا لهداية من يطلبون الهدى، ولكن ليس من الحكمة ان يتدخل ليمنع تعرض أوليائه أو من يلوذ بهم للأذى والإهانة من أعدائه وذلك لأن الدنيا هي دنيا الامتحان فأولياؤه ممتحنون بهذا الأذى وهم ينالون خير الآخرة ورضا الله بصبرهم على الأذى والتكذيب والإهانة في سبيل الله كما ان أعداءه ممتحنون في هذه الدنيا وهم بجرأتهم على أذى أوليائه يحتطبون لآخرتهم وسيجدون آخرتهم موقدة بما احتطبوا.
وفقكم الله ان مظلومية فاطمة (ص) وصبرها عندما هجم القوم على دارها وكسروا ضلعها كانت سببا لتعريف الناس بحق خليفة الله علي ابن ابي طالب (ص) ومظلومية زينب (ص) وصبرها على الأذى والسبي والإهانة كذلك ، ان دور فاطمة (ص) في نشر الدين الإلهي الحق لا يقل عن دور علي (ص) كما ان دور زينب (ص) لا يقل عن دور الحسن والحسين (ص). احمد الحسن ربيع الثاني 1434 هـ / ق. ]
نتوقف عند هذا القدر، ونكمل في الخطبة الثانية ان شاء الله...
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، ... ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...
... (نكمل الموضوع الذي ابتدأناه في الخطبة الأولى) ...
وكذلك الشهداء فدونا [ إن هذه المصيبة التي نحن فيها اليوم وهي اختطاف الثورة الحسينية من قبل أعدائها جعلت من الحتمي ضمن الخطة الإلهية إعادة ملحمة كربلاء من جديد لتراق دماء حسينية طاهرة فتكون سببا في إحياء هدف الثورة الحسينية من جديد وهو حاكمية الله فتفشل خطة إبليس لعنه الله وجنده من فقهاء الضلال أخزاهم الله فكانت مشيئة الله وكان ما حدث في محرم الحرام. وها هي الحقيقة تظهر جلية وتعلو وترتفع يوما بعد يوم ليراها كل الناس رغم كل حملات التضليل وتغييب الحقيقة التي مارسها فقهاء الضلال وأذنابهم الحمد لله الذي أخزى إبليس وجنده من فقهاء الضلال وخيب فعلهم ببقية طاهرة قبضوا على دينهم ودين سلفهم من شيعة محمد وآل محمد عليهم السلام كما يقبض على جمر الغضى فتحملوا ثقل وألم حمل هذه الرسالة الإلهية رغم قلة الناصر وكثرة العدو واستكلابه عليهم سلام لأنصار الإمام المهدي الذين صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً , سلام للأسرى المظلومين القابعين في مطامير نظراء بني العباس في هذا الزمان أخزاهم الله سلام لكم ونعم الصبر صبركم وأذكركم وأذكر نفسي أن نتخذ أولياء الله الماضين رحمهم الله قدوة لنا وأسوة لنا فإذا ضاقت عليكم مطامير السجون تذكروا نبي الله يوسف وتذكروا موسى بن جعفر عليه السلام الذي سجنه بنو العباس في طامورة ضيقة معتمة وقضى فيها سنينا من الألم دون شكوى بل قضاها بالحمد والعبادة حتى قضى وذهب إلى ربه صابرا محتسبا.
أيها الأحبة تذكروا دائما أن هذه الدنيا هي دار الامتحان هي دار امتحان لا تبحثوا فيها عن مكافئة ولا تبحثوا فيها عن راحة هي دنيا الامتحان فاحرصوا على النجاح والفوز وتحقيق أعلى نتيجة يمكنكم تحقيقها في هذا الامتحان احرصوا على ان يختم لكم بخير.
سلام لشهداء الحق في هذا الزمان سلام لكم أيها الأطهار يا من عبرتم إلى النور لا ينقطع حزننا عليكم لا والله فحزني على فقدكم كما قال القائل في رثاء أمير المؤمنين كمن ذبح وحيدها في حجرها. سلام عليكم يا من طلقتم الدنيا وزخرفها في زمن تكالب فيه غيركم على الدنيا سلام عليكم يا من نصرتم الحق في زمن عز فيه الناصر سلام عليكم وعلى دمائكم التي سالت وكانت سببا لإحياء هدف الثورة الحسينية من جديد .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أهل بيت الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام ] خطاب محرم الصوتي للامام أحمد الحسن ع
هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر]
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
... (بيان ما سيجري على الحسين ع) ... المقتل ( في مكّة وقبل أنْ يخرج قام خطيباً فقال : (( الحمد لله وما شاء الله ولا قوّة إلاّ بالله وصلّى الله على رسوله ، خُطَّ الموت على ولد آدم مَخَطَّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخُيِّر لي مصرعٌ أنا لاقيه ، كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلاة بين النّواويس وكربلاء ، فيملأن منّي أكراشاً جوفا وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم خُطَّ بالقلم ، رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفّينا اُجور الصابرين . لنْ تشذ عن رسول الله لحمته ، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس ، تقرّ بهم عينه وينجز بهم وعده . ألا مَن كان فينا باذلاً مهجته موطِّناً على لقاء الله نفسَه فليرحل معنا ، فإنّي راحل مصبحاً إنْ شاء الله تعالى )). )
المقتل ( ... ألا وإنّي زاحف بهذه الاُسرة على قلّة العدد وخذلان النّاصر )) . ثمّ أنشد أبيات فروة بن مُسيك المرادي(2) .
فـإن نـهزم فـهزّامون قدماً وإن نـهْزَم فـغير مُـهزَّمينا
ومـا أن طبنا(1) جبن ولكن مـنـايانا ودولــة آخـرينا
فـقل لـلشامتين بـنا أفيقوا سـيلقى الـشامتون كما لقينا
إذا مات الموت رفَّع عن اُناس بـكـلكله أنــاخ بـآخرينا )
بنات رسول الله (ص) سبايا، ورأس الحسين ع معهم، ورأس الحسين ع يردد على طول الطريق هذه الآيات، ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا منْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾، ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾، ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾
[ ... واعلم أنّ مصاب الحسين (ع) قد خفّف عنكم الكثير الكثير مما لا طاقة لكم على حمله من ظلم الظالمين، لتنالوا رضا الله سبحانه، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار.
لقد فدى الحسين (ع) دماءكم بدمه الشريف المقدس، وفدى نساءكم وأعراضكم بخير نساء العالمين من الأولين والآخرين بعد أمها فاطمة (ع)، وهي زينب (ع)، وفدى أبناءكم بالرضيع.
والإمام المهدي (ع) وأنا العبد الفقير المسكين أكثر خلق الله رقابنا مثقلة بفضل الحسين (ع)، ودين الحسين (ع) قد أثقل ظهري ، ولا طاقة لي بوفائه إلا أن يوفيه الله عني.
واعلم أنّ الإمام المهدي (ع) عندما يقول للحسين (ع) : (لأبكينك بدل الدموع دماً) ([31])، يقولها على الحقيقة لا المبالغة، وهذا لأنّ الحسين (ع) فدى قضية الإمام المهدي (ع) بدمه الشريف وبنفسه المقدسة، فجعل نفسه فداء لقضية الإمام المهدي (ع)، فهو ذبيح الله، أي كما أنك عندما تبني بيتاً تفدي له كبشاً، كذلك الله سبحانه وتعالى لما بنى عرشه وسماواته وأرضه جعل فداءها الحسين (ع).
وقضية الإمام المهدي (ع) هي قضية الله وخاتمة الإنذار الإلهي، وهي قضية عرش الله سبحانه وملكه وحاكميته في أرضه، قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ ([32]) أي بالحسين (ع)، والمفدى هو الإمام المهدي (ع)، فسلام على ذبيح السلام والحق والعدل.
واعلم أنّ علياً الأكبر (ع) ذبيح الإسلام، كما أنّ الحسين (ع) ذبيح الله، والحمد لله وحده. ]
في المنتدى [ ... لماذا تحول يد الذي حاول أن يلمس زوجة إبراهيم عليه السلام إلي حجر و لكن زوجات و بنات و أطفال محمد صلي الله عليه و أله تعرضوا للإهانة و السجن و خلع الحجاب إلخ من قبل يزيد الملعون ? السيدة زينب لم تكن مجرد أي أمرأة و كيف فعل يزيد لعنة الله عليه ما فعل بدون رد فعل مباشر مثل الحال مع زوجة إبراهيم عليه السلام ؟ ...
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
وفقكم الله وسدد خطاكم الله سبحانه وتعالى لا يتدخل ويغير القانون الطبيعي الا عند الضرورة ولحكمة بالغة فيمكن ان يتدخل ويأتي بالمعجزة لحفظ عرض أوليائه وفي هذا حكمة وخصوصا إذا كان سببا لهداية من يطلبون الهدى، ولكن ليس من الحكمة ان يتدخل ليمنع تعرض أوليائه أو من يلوذ بهم للأذى والإهانة من أعدائه وذلك لأن الدنيا هي دنيا الامتحان فأولياؤه ممتحنون بهذا الأذى وهم ينالون خير الآخرة ورضا الله بصبرهم على الأذى والتكذيب والإهانة في سبيل الله كما ان أعداءه ممتحنون في هذه الدنيا وهم بجرأتهم على أذى أوليائه يحتطبون لآخرتهم وسيجدون آخرتهم موقدة بما احتطبوا.
وفقكم الله ان مظلومية فاطمة (ص) وصبرها عندما هجم القوم على دارها وكسروا ضلعها كانت سببا لتعريف الناس بحق خليفة الله علي ابن ابي طالب (ص) ومظلومية زينب (ص) وصبرها على الأذى والسبي والإهانة كذلك ، ان دور فاطمة (ص) في نشر الدين الإلهي الحق لا يقل عن دور علي (ص) كما ان دور زينب (ص) لا يقل عن دور الحسن والحسين (ص). احمد الحسن ربيع الثاني 1434 هـ / ق. ]
نتوقف عند هذا القدر، ونكمل في الخطبة الثانية ان شاء الله...
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، ... ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...
... (نكمل الموضوع الذي ابتدأناه في الخطبة الأولى) ...
وكذلك الشهداء فدونا [ إن هذه المصيبة التي نحن فيها اليوم وهي اختطاف الثورة الحسينية من قبل أعدائها جعلت من الحتمي ضمن الخطة الإلهية إعادة ملحمة كربلاء من جديد لتراق دماء حسينية طاهرة فتكون سببا في إحياء هدف الثورة الحسينية من جديد وهو حاكمية الله فتفشل خطة إبليس لعنه الله وجنده من فقهاء الضلال أخزاهم الله فكانت مشيئة الله وكان ما حدث في محرم الحرام. وها هي الحقيقة تظهر جلية وتعلو وترتفع يوما بعد يوم ليراها كل الناس رغم كل حملات التضليل وتغييب الحقيقة التي مارسها فقهاء الضلال وأذنابهم الحمد لله الذي أخزى إبليس وجنده من فقهاء الضلال وخيب فعلهم ببقية طاهرة قبضوا على دينهم ودين سلفهم من شيعة محمد وآل محمد عليهم السلام كما يقبض على جمر الغضى فتحملوا ثقل وألم حمل هذه الرسالة الإلهية رغم قلة الناصر وكثرة العدو واستكلابه عليهم سلام لأنصار الإمام المهدي الذين صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً , سلام للأسرى المظلومين القابعين في مطامير نظراء بني العباس في هذا الزمان أخزاهم الله سلام لكم ونعم الصبر صبركم وأذكركم وأذكر نفسي أن نتخذ أولياء الله الماضين رحمهم الله قدوة لنا وأسوة لنا فإذا ضاقت عليكم مطامير السجون تذكروا نبي الله يوسف وتذكروا موسى بن جعفر عليه السلام الذي سجنه بنو العباس في طامورة ضيقة معتمة وقضى فيها سنينا من الألم دون شكوى بل قضاها بالحمد والعبادة حتى قضى وذهب إلى ربه صابرا محتسبا.
أيها الأحبة تذكروا دائما أن هذه الدنيا هي دار الامتحان هي دار امتحان لا تبحثوا فيها عن مكافئة ولا تبحثوا فيها عن راحة هي دنيا الامتحان فاحرصوا على النجاح والفوز وتحقيق أعلى نتيجة يمكنكم تحقيقها في هذا الامتحان احرصوا على ان يختم لكم بخير.
سلام لشهداء الحق في هذا الزمان سلام لكم أيها الأطهار يا من عبرتم إلى النور لا ينقطع حزننا عليكم لا والله فحزني على فقدكم كما قال القائل في رثاء أمير المؤمنين كمن ذبح وحيدها في حجرها. سلام عليكم يا من طلقتم الدنيا وزخرفها في زمن تكالب فيه غيركم على الدنيا سلام عليكم يا من نصرتم الحق في زمن عز فيه الناصر سلام عليكم وعلى دمائكم التي سالت وكانت سببا لإحياء هدف الثورة الحسينية من جديد .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أهل بيت الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام ] خطاب محرم الصوتي للامام أحمد الحسن ع
هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر]