الخطبة الاولى:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله، ان شاء الله اليوم سنكمل موضوعنا المتعلق في الظلم والذي كانا قد بدأنا به قبل رمضان، تطرقنا على مدى 3 خطب عن ظلم النفس وبينا كلمات الامام أحمد الحسن ع فيه، وان شاء الله اليوم سنتحدث عن نوع أخر من الظلم، اذكركم بالرواية التي تذكر هذا الظلم...
نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " الا وان الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب، فاما الظلم الذي لا يغفر، فالشرك بالله تعالى، قال الله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) وأما الظلم الذي يغفر، فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد بعضهم بعضا، القصاص هناك شديد، ليس هو جراحا بالمدى ولا ضربا بالسياط، ولكنه ما يستصغر ذلك معه ". مستدرك الوسائل ج12 ص104
﴿... لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيم﴾ [لقمان: 13]
[ سؤال/ 27: ما معنى قول الحسين (ع) في دعاء عرفة: (إلهي أخرجني من ذل نفسي، وطهرني من شكّي وشركي) ؟
الجواب: الشرك أنواع، منها:
1- الشرك الظاهر: وهو أيضاً أقسام، منها: الشرك الصريح في العقيدة كعبادة الأصنام والأوثان، وعبادة العلماء غير العاملين الضالين. وهم الأصنام التي لها لسان، كما ورد في القرآن الكريم ([1]) وعن الرسول وعن الأئمة في ذم اليهود الذين أطاعوا علماءهم في معصية الله فعبدوهم بذلك ([2]).
2- الشرك الخفي: ومنه الرياء بكل أقسامه. وليس منه التوجه إلى الخلق في قضاء الحوائج دون التوجه إلى الله سبحانه قاضي الحاجات (الذي يعطي من سأله ومن لم يسأله تحنناً منه ورحمة) بل إن هذا - أي التوجه إلى الخلق دون الله سبحانه - هو كفر بالله، ومع الأسف هذا هو الحال السائد بين الناس. ومنه التوجه إلى الناس في قضاء الحاجات مع التوجه إلى الله، وهذا هو الشرك الخفي، قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ ([3]). والحق أن يتوجه العبد في كل حوائجه إلى الله سبحانه، ويعتبر العباد مجرد وسيلة وآلة بيد الله يسيرها سبحانه كيف يشاء، وحيث يشاء لقضاء حاجته، فإذا توجه إلى الله لا يضره التعامل مع الخلق.
3- الشرك النفسي: وهو أخفى أنواع الشرك وهو (الأنا) التي لابد للمخلوق منها، وهي تشوبه بالظلمة والعدم، التي بدونها لا يبقى إلا الله سبحانه وتعالى، وبالتالي فكل عبد من عباد الله هو مشرك بهذا المعنى. والإمام الحسين (ع) أراد هذا المعنى من الشرك وما يصحبه من الشك، وكان الإمام الحسين (ع) يطلب الفتح المبين، وإزالة شائبة العدم والظلمة عن صفحة وجوده، التي بدونها لا يبقى إلا الله الواحد القهار سبحانه. وبالتالي فإنّ الحسين (ع) كأنه يقول: (إلهي لا أحد يستحق الوجود إلا أنت، ووجودي ذنب عظيم لا سبيل لغفرانه إلا بفنائي وببقائك أنت سبحانك).
وهذا الشك والشرك بالقوة لا بالفعل، أي إنّ منشأه موجود لا أنه موجود بالفعل، أي إنّ قابلية الفعل موجودة لكنها غير متحققة بالفعل أي لا توجد في الخارج، فالفطرة الإنسانية فيها النكتة السوداء التي هي شائبة العدم والظلمة، وهذه النكتة السوداء هي موطئ خرطوم الشيطان الذي يوسوس من خلاله لابن آدم ([4]). ]
[1]- مثل قوله تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ...) التوبة :31.
[2]- عن أبي بصير، عن أبي عبـد الله (ع)، قال: قلت لـه: "اتخذوا أحبارهـم و رهبانهـم أرباباً من دون الله" ؟ فقـال: (أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم ما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراماً، وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون) الكافي : ج1 ص70 ح1 ، وكذلك ح3.
[3]- يوسف : 106.
[4]- قال النبي : (إن الشيطان ليجثم على قلب بني آدم له خرطوم كخرطوم الكلب إذا ذكر العبد الله عز وجل خنس) بحار الأنوار : ج76 ص49.
كتاب التوحيد [ وباختصار: هم يعتقدون إن الاعتقاد بوجود الواسطة بين العباد والمعبود شرك، ويرفضون هذا الاعتقاد أو العمل به، وأتصور أنهم لو راجعوا موقف إبليس مع آدم لما وجدوه يختلف قيد أنملة عن موقفهم في رفض الوسيط والقبلة إلى الله سبحانه ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً﴾، ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
وهذه بعض النقاط للتوضيح أكثر ولرفع الشبهة عن المشتبه الذي يطلب الحق، ولعلهم يلتفتون أن الله تَعَبَّدَ الخلق أول ما تَعَبَّدَهم بالسجود لخليفته والواسطة بينه وبينهم، ولعلهم لا يرفضون السجود والاعتراف بدور خليفة الله في أرضه باعتباره واسطة إلى الله وشفيعاً بين يدي الله بحقيقته التي لا تموت ولا تفنى بموت جسده أو فنائه، فما دامت حقائقهم باقية فإن شفاعتهم ووساطتهم باقية، ولعلهم يتركون متابعة إبليس في إنكار الوساطة والتنكر للوسيط (خليفة الله).
ومتوكلاً على الله أقول:
1- الذهاب إلى الطبيب واستعمال الدواء لا يمثل شركاً بالله، كما إنهما لا ينفعان الإنسان إذا لم يشأ الله ويجعل بإمكان الطبيب والدواء أن ينفعا الإنسان، كذا الحال إذا كان الأمر بالنسبة للروح، ولكن الطبيب هذه المرة أرواح الأنبياء والدواء الكمال الذي يفيضونه على من يواليهم، فالتوجه لهم ليس شركاً بالله؛ لأنهم لا ينفعون الإنسان إلا بإذن الله، كما أن الإعراض عنهم هو غاية الجهل والكفر؛ لأنهم أسباب شفاء الأرواح وهذا مقام جعله الله لهم عندما جعلهم خلفاءه الذين يواجه بهم بقية خلقه في أرضه، وليس لأحد أن يسلبهم إياه ومن يعترض يكون كإبليس الذي رفض السجود لأولهم (آدم (ع)).
2- وأيضاً هم لا ينفعون شيئاً إذا لم يشأ الله كالطبيب والدواء، ولذا فلابد من التوجه إلى الله بالدعاء لينفع الطبيب والدواء وينتفع المريض، فهم لا ينفعون ولا يشفعون إلا بإذن الله وإرادته.
3- من يتوجه إلى أطباء الأرواح الأنبياء والأوصياء ويترك التوجه إلى الله بالدعاء ويعتقد أنهم ينفعون دون التوجه إلى الله ودون أن يأذن الله لهم فهو مشرك، ولن ينفعونه شيئاً ولن ينتفع منهم شيئاً ﴿يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً﴾([165]).﴿وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾([166]).
4- ومن يعرض عنهم ويدعي أنه يتوجه إلى الله مباشرة لكي لا يكون مشركاً، فهو في الحقيقة موقفه تماماً كموقف إبليس لا يفرق قيد أنملة، فهو كافر بمقامهم الذي جعله الله لهم، وكافر بأمر الله وهذا مطرود من رحمة الله وعبادته كعبادة إبليس (لعنه الله).
قال الصادق (ع): (..... فأول من قاس إبليس واستكبر، والاستكبار هو أول معصية عصي الله بها، قال: فقال إبليس: يا رب اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال الله: لا حاجة لي إلى عبادتك، إنما أريد أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد، فأبى أن يسجد فقال الله تبارك وتعالى: اخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين .....) ([167]).
5- ثم إن من يفهم مابينته في أكثر من كتاب ومن خلال القرآن الكريم عن ملكوت السموات يعرف أنّ كون هؤلاء الأولياء من الأنبياء والأوصياء (ع) واسطة بين المعبود والعباد هي مسألة قهرية وحتمية وليست اختيارية للعباد، حيث إنّ مقام ومرتبة هؤلاء الأولياء فوق العباد، فلابد للعبد من المرور بهم (ع) ليصل إلى المعبود. ]
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنصار الله، سابقا قبل عدة أشهر كنا قد بدأنا بكتاب الطهارة في كتاب شرائع الإسلام للإمام أحمد الحسن ع، والامام ع يقسم كتاب الطهارة إلى عدة أركان، الركن الأول في المياه، وبيناه سابقا يقسم الامام المياه إلى (ماء مطلق – مضاف – أسئار)، وبيناهم كما بينهم الامام ع والركن الثاني (وهو موضوع خطبتنا اليوم) في الطهارة المائية...
شرائع الإسلام ج1 [ الركن الثاني : في الطهارة المائية وهي: وضوء، وغسل. وفي الوضوء فصول: الأول: في الأحداث الموجبة للوضوء
وهي ستة: خروج البول، والغائط، والريح من الموضع المعتاد.
ولو خرج الغائط من الأمعاء الدقيقة لا ينقض ومن الغليظة ينقض (1) . ولو اتفق المخرج في غير الموضع المعتاد نقض، وكذا لو خرج الحدث من جرح ثم صار معتاداً (2) .
والنوم الغالب على الحاستين (3) ، وفي معناه كل ما أزال العقل من إغماء أو جنون أو سكر. والإستحاضة القليلة (4) .
ولا ينقض الطهارة مذي، ولا وذي، ولا ودي (5)، ولا دم ولو خرج من أحد السبيلين (6) عدا الدماء الثلاثة (الحيض والنفاس والإستحاضة)، ولا قيء، ولا نخامة (7)، ولا تقليم ظفر، ولا حلق، ولا مس ذَكَر، ولا قُبِل ولا دبر، ولا لمس امرأة، ولا أكل ما مسته النار، ولا ما يخرج من السبيلين إلا أن يخالطه شيء من النواقض. (8) (9) ]
أحكام الشريعة بين السائل والمجيب (للشيخ علاء السالم) ج2 :
(1) - س/ هل للأمعاء دخل في الحكم بانتقاض الوضوء بالغائط ؟
ج/ نعم، فلو خرج الغائط من الأمعاء الدقيقة لا ينقض، ومن الغليظة ينقض. بخلاف من قال بناقضية الخارج مما دون المعدة للوضوء بقول مطلق كالشيخ الطوسي (رحمه الله).
س/ وما هي الأمعاء الدقيقة والغليظة ؟
ج/ الأمعاء الدقيقة: هي التي تمتد من فتحة المعدة السفلى حتى الصمام الأعور الذي يفصل بينها وبين الأمعاء الغليظة، وهي: ما يلي الأمعاء الدقيقة وتتصل بها من خلال الصمام الأعوري وتنتهي بالفتحة الشرجية أي المخرج. والمكلف لا يهمّه معرفة الأمعاء الدقيقة ليتحقق من خروج الغائط منها من عدمه بعد أن لم يكن خروجه منها ناقضاً للوضوء وكان الناقض فقط خروجه من الأمعاء الغليظة عبر الموضع المعروف.
(2) - س/ ولو اتفق المخرج في غير الموضع المعتاد لمرض ونحوه وأحدث منه (كأن خرج منه ريح أو بول)، فهل ينقض الوضوء ؟
ج/ نعم ينقض، وكذا ينقض لو خرج الحدث من جرح ثم صار خروجه منه معتاداً
(3) - النوم الغالب على الحاستين (السمع والبصر).
(4) - الإستحاضة القليلة (التي لا تمتلئ فيه القطنة دماً).
(5) - أما المذي: فهو ماء رقيق لزج يخرج عقيب الملاعبة والتقبيل ونحوهما، وأما الوذي: فهو ماء يخرج عقيب المني والإنزال، والودي: هو ماء أبيض غليظ يخرج عقيب البول.
(6) - أحد السبيلين (أي سبيل البول والغائط)
(7) - ولا نخامة (الفضلات التي تخرج من الصدر بالتنحنح وما شابه)
(8) - إلا أن يخالطه شيء من النواقض (كما لو خرجت من مخرجه حصاة غير متلوثة بغائط فإنها لا تنقض الوضوء).
(9) - قال بعض العامة بناقضية القيء ولمس المرأة وأمور أخرى للوضوء
الأجوبة الفقهية (كتاب الطهارة)
س17/ شخص مريض وضع له (صوندة) في الموضع المعروف لخروج الإدرار، فهل خروجه عبرها ينقض وضوءه حتى لو كان بدون إرادته ؟
ج/ خروج الإدرار ينقض وضوءه سواء كان بإرادته أم بدونها، أما لو شك بخروج شيء فلا ينتقض وضوءه.
س18/ بالنسبة للرجل لا ينقض وضوءه الوذي والودي والمذي، ولكن ما يخرج من المرأة عند المداعبة هل ينقض الوضوء أو يوجب عليها الغسل بخروجه ؟
ج/ المرأة إذا أمنت تغتسل، أما ما يخرج منها عند المداعبة مع زوجها فلا ينقض الوضوء ولا يوجب عليها الغسل إلا أن رافقته رعشة أو شبق الشهوة.
س19/ بعض الأحيان يحصل للإنسان ما يعرف بالغازات في بطنه، ويشك في انتقاض وضوءه بخروج ريح ولكنه لا يجزم بذلك، ما هو الحكم ؟
ج/ يحكم بالطهارة.
هذا ما جاء تحت الفصل الأول (الأحداث الموجبة للوضوء)، وان شاء الله في خطبة قادمة نبين ما جاء في الفصل الثاني، نختم بهذا الدعاء...
هذا الدعاء ذكره الامام في اعمال ال40 يوم في ذوالقعدة وذو الحجة، وكذلك في الفيسبوك عندما قيل له ع...
( تعطینی ذکر ام دعاء حتی اوصل الی حاجتی دعاء او ذکرا ان تحتل فیه مشکلتی و اوصل الی حاجتی...
[ ...وهذا دعاء ان شاء الله فيه خير كثير لمن واضب عليه أربعين يوما وأسألكم الدعاء:
يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاْسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الاْشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ للمُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ، وَاَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ اَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ اِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما اَوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما اَغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ، وَاْفْتَحْ لي يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَولِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَاَنِلْني حُسْنَ النَّظَرِ فيـما شَكَوْتُ، وَاَذِقْني حَلاوَةَ الصُّنْعِ فيـما سَاَلْتُ ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمةً وَفَرجاً هَنيئاً، وَاجْعَلْ لي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً، وَلا تَشْغَلْني بِالاْهتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ، وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بي يا رَبِّ ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَليَّ هَمّاً، واَنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فيهِ، فاَفْعَلْ بي ذلِكَ وَاِنْ لَمْ اَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَذَا الْمَنِّ الْكَريمِ، فَاَنْتَ قادِرٌ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ. ] ) أحد التعليقات في صفحة الامام ع بتاريخ 13 7 2016
هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر]
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله، ان شاء الله اليوم سنكمل موضوعنا المتعلق في الظلم والذي كانا قد بدأنا به قبل رمضان، تطرقنا على مدى 3 خطب عن ظلم النفس وبينا كلمات الامام أحمد الحسن ع فيه، وان شاء الله اليوم سنتحدث عن نوع أخر من الظلم، اذكركم بالرواية التي تذكر هذا الظلم...
نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " الا وان الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب، فاما الظلم الذي لا يغفر، فالشرك بالله تعالى، قال الله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) وأما الظلم الذي يغفر، فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد بعضهم بعضا، القصاص هناك شديد، ليس هو جراحا بالمدى ولا ضربا بالسياط، ولكنه ما يستصغر ذلك معه ". مستدرك الوسائل ج12 ص104
﴿... لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيم﴾ [لقمان: 13]
[ سؤال/ 27: ما معنى قول الحسين (ع) في دعاء عرفة: (إلهي أخرجني من ذل نفسي، وطهرني من شكّي وشركي) ؟
الجواب: الشرك أنواع، منها:
1- الشرك الظاهر: وهو أيضاً أقسام، منها: الشرك الصريح في العقيدة كعبادة الأصنام والأوثان، وعبادة العلماء غير العاملين الضالين. وهم الأصنام التي لها لسان، كما ورد في القرآن الكريم ([1]) وعن الرسول وعن الأئمة في ذم اليهود الذين أطاعوا علماءهم في معصية الله فعبدوهم بذلك ([2]).
2- الشرك الخفي: ومنه الرياء بكل أقسامه. وليس منه التوجه إلى الخلق في قضاء الحوائج دون التوجه إلى الله سبحانه قاضي الحاجات (الذي يعطي من سأله ومن لم يسأله تحنناً منه ورحمة) بل إن هذا - أي التوجه إلى الخلق دون الله سبحانه - هو كفر بالله، ومع الأسف هذا هو الحال السائد بين الناس. ومنه التوجه إلى الناس في قضاء الحاجات مع التوجه إلى الله، وهذا هو الشرك الخفي، قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ ([3]). والحق أن يتوجه العبد في كل حوائجه إلى الله سبحانه، ويعتبر العباد مجرد وسيلة وآلة بيد الله يسيرها سبحانه كيف يشاء، وحيث يشاء لقضاء حاجته، فإذا توجه إلى الله لا يضره التعامل مع الخلق.
3- الشرك النفسي: وهو أخفى أنواع الشرك وهو (الأنا) التي لابد للمخلوق منها، وهي تشوبه بالظلمة والعدم، التي بدونها لا يبقى إلا الله سبحانه وتعالى، وبالتالي فكل عبد من عباد الله هو مشرك بهذا المعنى. والإمام الحسين (ع) أراد هذا المعنى من الشرك وما يصحبه من الشك، وكان الإمام الحسين (ع) يطلب الفتح المبين، وإزالة شائبة العدم والظلمة عن صفحة وجوده، التي بدونها لا يبقى إلا الله الواحد القهار سبحانه. وبالتالي فإنّ الحسين (ع) كأنه يقول: (إلهي لا أحد يستحق الوجود إلا أنت، ووجودي ذنب عظيم لا سبيل لغفرانه إلا بفنائي وببقائك أنت سبحانك).
وهذا الشك والشرك بالقوة لا بالفعل، أي إنّ منشأه موجود لا أنه موجود بالفعل، أي إنّ قابلية الفعل موجودة لكنها غير متحققة بالفعل أي لا توجد في الخارج، فالفطرة الإنسانية فيها النكتة السوداء التي هي شائبة العدم والظلمة، وهذه النكتة السوداء هي موطئ خرطوم الشيطان الذي يوسوس من خلاله لابن آدم ([4]). ]
[1]- مثل قوله تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ...) التوبة :31.
[2]- عن أبي بصير، عن أبي عبـد الله (ع)، قال: قلت لـه: "اتخذوا أحبارهـم و رهبانهـم أرباباً من دون الله" ؟ فقـال: (أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم ما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراماً، وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون) الكافي : ج1 ص70 ح1 ، وكذلك ح3.
[3]- يوسف : 106.
[4]- قال النبي : (إن الشيطان ليجثم على قلب بني آدم له خرطوم كخرطوم الكلب إذا ذكر العبد الله عز وجل خنس) بحار الأنوار : ج76 ص49.
كتاب التوحيد [ وباختصار: هم يعتقدون إن الاعتقاد بوجود الواسطة بين العباد والمعبود شرك، ويرفضون هذا الاعتقاد أو العمل به، وأتصور أنهم لو راجعوا موقف إبليس مع آدم لما وجدوه يختلف قيد أنملة عن موقفهم في رفض الوسيط والقبلة إلى الله سبحانه ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً﴾، ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
وهذه بعض النقاط للتوضيح أكثر ولرفع الشبهة عن المشتبه الذي يطلب الحق، ولعلهم يلتفتون أن الله تَعَبَّدَ الخلق أول ما تَعَبَّدَهم بالسجود لخليفته والواسطة بينه وبينهم، ولعلهم لا يرفضون السجود والاعتراف بدور خليفة الله في أرضه باعتباره واسطة إلى الله وشفيعاً بين يدي الله بحقيقته التي لا تموت ولا تفنى بموت جسده أو فنائه، فما دامت حقائقهم باقية فإن شفاعتهم ووساطتهم باقية، ولعلهم يتركون متابعة إبليس في إنكار الوساطة والتنكر للوسيط (خليفة الله).
ومتوكلاً على الله أقول:
1- الذهاب إلى الطبيب واستعمال الدواء لا يمثل شركاً بالله، كما إنهما لا ينفعان الإنسان إذا لم يشأ الله ويجعل بإمكان الطبيب والدواء أن ينفعا الإنسان، كذا الحال إذا كان الأمر بالنسبة للروح، ولكن الطبيب هذه المرة أرواح الأنبياء والدواء الكمال الذي يفيضونه على من يواليهم، فالتوجه لهم ليس شركاً بالله؛ لأنهم لا ينفعون الإنسان إلا بإذن الله، كما أن الإعراض عنهم هو غاية الجهل والكفر؛ لأنهم أسباب شفاء الأرواح وهذا مقام جعله الله لهم عندما جعلهم خلفاءه الذين يواجه بهم بقية خلقه في أرضه، وليس لأحد أن يسلبهم إياه ومن يعترض يكون كإبليس الذي رفض السجود لأولهم (آدم (ع)).
2- وأيضاً هم لا ينفعون شيئاً إذا لم يشأ الله كالطبيب والدواء، ولذا فلابد من التوجه إلى الله بالدعاء لينفع الطبيب والدواء وينتفع المريض، فهم لا ينفعون ولا يشفعون إلا بإذن الله وإرادته.
3- من يتوجه إلى أطباء الأرواح الأنبياء والأوصياء ويترك التوجه إلى الله بالدعاء ويعتقد أنهم ينفعون دون التوجه إلى الله ودون أن يأذن الله لهم فهو مشرك، ولن ينفعونه شيئاً ولن ينتفع منهم شيئاً ﴿يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً﴾([165]).﴿وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾([166]).
4- ومن يعرض عنهم ويدعي أنه يتوجه إلى الله مباشرة لكي لا يكون مشركاً، فهو في الحقيقة موقفه تماماً كموقف إبليس لا يفرق قيد أنملة، فهو كافر بمقامهم الذي جعله الله لهم، وكافر بأمر الله وهذا مطرود من رحمة الله وعبادته كعبادة إبليس (لعنه الله).
قال الصادق (ع): (..... فأول من قاس إبليس واستكبر، والاستكبار هو أول معصية عصي الله بها، قال: فقال إبليس: يا رب اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال الله: لا حاجة لي إلى عبادتك، إنما أريد أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد، فأبى أن يسجد فقال الله تبارك وتعالى: اخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين .....) ([167]).
5- ثم إن من يفهم مابينته في أكثر من كتاب ومن خلال القرآن الكريم عن ملكوت السموات يعرف أنّ كون هؤلاء الأولياء من الأنبياء والأوصياء (ع) واسطة بين المعبود والعباد هي مسألة قهرية وحتمية وليست اختيارية للعباد، حيث إنّ مقام ومرتبة هؤلاء الأولياء فوق العباد، فلابد للعبد من المرور بهم (ع) ليصل إلى المعبود. ]
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنصار الله، سابقا قبل عدة أشهر كنا قد بدأنا بكتاب الطهارة في كتاب شرائع الإسلام للإمام أحمد الحسن ع، والامام ع يقسم كتاب الطهارة إلى عدة أركان، الركن الأول في المياه، وبيناه سابقا يقسم الامام المياه إلى (ماء مطلق – مضاف – أسئار)، وبيناهم كما بينهم الامام ع والركن الثاني (وهو موضوع خطبتنا اليوم) في الطهارة المائية...
شرائع الإسلام ج1 [ الركن الثاني : في الطهارة المائية وهي: وضوء، وغسل. وفي الوضوء فصول: الأول: في الأحداث الموجبة للوضوء
وهي ستة: خروج البول، والغائط، والريح من الموضع المعتاد.
ولو خرج الغائط من الأمعاء الدقيقة لا ينقض ومن الغليظة ينقض (1) . ولو اتفق المخرج في غير الموضع المعتاد نقض، وكذا لو خرج الحدث من جرح ثم صار معتاداً (2) .
والنوم الغالب على الحاستين (3) ، وفي معناه كل ما أزال العقل من إغماء أو جنون أو سكر. والإستحاضة القليلة (4) .
ولا ينقض الطهارة مذي، ولا وذي، ولا ودي (5)، ولا دم ولو خرج من أحد السبيلين (6) عدا الدماء الثلاثة (الحيض والنفاس والإستحاضة)، ولا قيء، ولا نخامة (7)، ولا تقليم ظفر، ولا حلق، ولا مس ذَكَر، ولا قُبِل ولا دبر، ولا لمس امرأة، ولا أكل ما مسته النار، ولا ما يخرج من السبيلين إلا أن يخالطه شيء من النواقض. (8) (9) ]
أحكام الشريعة بين السائل والمجيب (للشيخ علاء السالم) ج2 :
(1) - س/ هل للأمعاء دخل في الحكم بانتقاض الوضوء بالغائط ؟
ج/ نعم، فلو خرج الغائط من الأمعاء الدقيقة لا ينقض، ومن الغليظة ينقض. بخلاف من قال بناقضية الخارج مما دون المعدة للوضوء بقول مطلق كالشيخ الطوسي (رحمه الله).
س/ وما هي الأمعاء الدقيقة والغليظة ؟
ج/ الأمعاء الدقيقة: هي التي تمتد من فتحة المعدة السفلى حتى الصمام الأعور الذي يفصل بينها وبين الأمعاء الغليظة، وهي: ما يلي الأمعاء الدقيقة وتتصل بها من خلال الصمام الأعوري وتنتهي بالفتحة الشرجية أي المخرج. والمكلف لا يهمّه معرفة الأمعاء الدقيقة ليتحقق من خروج الغائط منها من عدمه بعد أن لم يكن خروجه منها ناقضاً للوضوء وكان الناقض فقط خروجه من الأمعاء الغليظة عبر الموضع المعروف.
(2) - س/ ولو اتفق المخرج في غير الموضع المعتاد لمرض ونحوه وأحدث منه (كأن خرج منه ريح أو بول)، فهل ينقض الوضوء ؟
ج/ نعم ينقض، وكذا ينقض لو خرج الحدث من جرح ثم صار خروجه منه معتاداً
(3) - النوم الغالب على الحاستين (السمع والبصر).
(4) - الإستحاضة القليلة (التي لا تمتلئ فيه القطنة دماً).
(5) - أما المذي: فهو ماء رقيق لزج يخرج عقيب الملاعبة والتقبيل ونحوهما، وأما الوذي: فهو ماء يخرج عقيب المني والإنزال، والودي: هو ماء أبيض غليظ يخرج عقيب البول.
(6) - أحد السبيلين (أي سبيل البول والغائط)
(7) - ولا نخامة (الفضلات التي تخرج من الصدر بالتنحنح وما شابه)
(8) - إلا أن يخالطه شيء من النواقض (كما لو خرجت من مخرجه حصاة غير متلوثة بغائط فإنها لا تنقض الوضوء).
(9) - قال بعض العامة بناقضية القيء ولمس المرأة وأمور أخرى للوضوء
الأجوبة الفقهية (كتاب الطهارة)
س17/ شخص مريض وضع له (صوندة) في الموضع المعروف لخروج الإدرار، فهل خروجه عبرها ينقض وضوءه حتى لو كان بدون إرادته ؟
ج/ خروج الإدرار ينقض وضوءه سواء كان بإرادته أم بدونها، أما لو شك بخروج شيء فلا ينتقض وضوءه.
س18/ بالنسبة للرجل لا ينقض وضوءه الوذي والودي والمذي، ولكن ما يخرج من المرأة عند المداعبة هل ينقض الوضوء أو يوجب عليها الغسل بخروجه ؟
ج/ المرأة إذا أمنت تغتسل، أما ما يخرج منها عند المداعبة مع زوجها فلا ينقض الوضوء ولا يوجب عليها الغسل إلا أن رافقته رعشة أو شبق الشهوة.
س19/ بعض الأحيان يحصل للإنسان ما يعرف بالغازات في بطنه، ويشك في انتقاض وضوءه بخروج ريح ولكنه لا يجزم بذلك، ما هو الحكم ؟
ج/ يحكم بالطهارة.
هذا ما جاء تحت الفصل الأول (الأحداث الموجبة للوضوء)، وان شاء الله في خطبة قادمة نبين ما جاء في الفصل الثاني، نختم بهذا الدعاء...
هذا الدعاء ذكره الامام في اعمال ال40 يوم في ذوالقعدة وذو الحجة، وكذلك في الفيسبوك عندما قيل له ع...
( تعطینی ذکر ام دعاء حتی اوصل الی حاجتی دعاء او ذکرا ان تحتل فیه مشکلتی و اوصل الی حاجتی...
[ ...وهذا دعاء ان شاء الله فيه خير كثير لمن واضب عليه أربعين يوما وأسألكم الدعاء:
يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاْسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الاْشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ للمُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ، وَاَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ اَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ اِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما اَوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما اَغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ، وَاْفْتَحْ لي يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَولِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَاَنِلْني حُسْنَ النَّظَرِ فيـما شَكَوْتُ، وَاَذِقْني حَلاوَةَ الصُّنْعِ فيـما سَاَلْتُ ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمةً وَفَرجاً هَنيئاً، وَاجْعَلْ لي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً، وَلا تَشْغَلْني بِالاْهتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ، وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بي يا رَبِّ ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَليَّ هَمّاً، واَنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فيهِ، فاَفْعَلْ بي ذلِكَ وَاِنْ لَمْ اَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَذَا الْمَنِّ الْكَريمِ، فَاَنْتَ قادِرٌ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ. ] ) أحد التعليقات في صفحة الامام ع بتاريخ 13 7 2016
هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر]