الخطبة الاولى:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله، ان شاء الله اليوم سنتكلم ونكمل موضوعنا الذي طرحناه في الخطبة السابقة ألا وهو ظلم النفس، اقرأ لكم كلمات الامام ع في هذا الموضوع...
المتشابهات ج4 [ سؤال/ 128: ما معنى قول إبراهيم (ع) : ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ في قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ ([50]) ؟ وهل صحيح أنّ إبراهيم (ع) قالها لأنه كان يحمل همَّ ذريته، كما يقول بعض العلماء؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
عندما حمل إبراهيم (ع) وهو شاب الفأس وكسَّر الأصنام، وألقاه النمرود وعلماء الضلالة في النار، كافأه الله سبحانه وتعالى بدون أن يطلب هو (ع)، بأن جعل الأنبياء اللاحقين بعده من ذريته *. ثم إن إبراهيم (ع) استمر بدعوته الإلهية، فلما امتحنه الله سبحانه وتعالى بالكلمات ونجح إبراهيم (ع) بالامتحان والابتلاء خاطبه تعالى فقال له: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً﴾.
ومرتبة الإمامة الإلهية مرتبة عالية، لم ينلها كل الأنبياء والمرسلين (ع)، وهنا سأل إبراهيم (ع) الله سبحانه وتعالى هذا السؤال: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾، أي وهل أنّ الأنبياء الذين بشرتني بهم فيما مضى هم (أئمة) أيضاً ؟ فقال تعالى: ﴿لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، أي الظالمين من الأنبياء (ع). وظلم الأنبياء ليس كظلم غيرهم وإنما هو من نوع (حسنات الأبرار سيئات المقربين) ([51])، أي إتيانهم بالعمل ليس على الوجه الأمثل بسبب التمايز بالمعرفة بينهم (ع) فكل منهم (ع) يعبده سبحانه بحسب معرفته ولذا تتفاوت عبادتهم، فتكون سجدة من محمد (ص) أفضل من عبادة الثقلين، وضربة من علي (ع) بـ (عبادة الثقلين) ([52]).
وهذا التمايز بيِّن بينهم (ع)، وذكره تعالى: ﴿تلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ ([53]).
فنفس العمل لو كُلف به يونس النبي (ع) وكُلف به محمد (ص) لم يكن إتيان يونس به في نفس مستوى إتيان محمد (ص)، فهذا التقصير من يونس (ع) في الإتيان بالعمل نسبةً إلى ما يأتي به محمد (ص) هو ظلم من يونس (ع)؛ لأن هذا التقصير منعه من نيل رتبة عظيمة فُطِرَ كإنسان لينالها، وبالتالي فإنّ هناك مرتبة من هذا النوع من الظلم يجب أن يتجاوزها الأنبياء والمرسلون من ذرية إبراهيم (ع) لينالوا مرتبة الإمامة، ولهذا قال تعالى: ﴿لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ أي لا ينال الإمامة كل الأنبياء من ذريتك يا إبراهيم، إنما ينالها الأنبياء والمرسلون من ذريتك الذين يتجاوزون هذا الظلم، فيرتقون إلى هذه المرتبة ﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ* إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ ([54]).
وقد أشار تعالى في القرآن لبعض الأئمة من ذرية إبراهيم (ع) :
ومنهم: موسى (ع)، قال تعالى: ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى﴾ ([55])، أي خالية من الظلم، فالإنسان يأخذ ويعطي باليد، واليد البيضاء تشير إلى عدالة الإنسان التامة مع الناس ومع الله سبحانه وتعالى، فموسى (ع) طهر نفسه من الظلم بمرتبة عالية، كما في الآية: ﴿إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
ومنهم: عيسى (ع)، قال تعالى مخبراً عن عيسى (ع) : ﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً﴾ ([56])، أي إنّ عيسى (ع) نال مرتبة الإمامة، فهو يعطي الأمان لنفسه وللناس.
وأشار تعالى إلى من لم ينل مرتبة الإمامة منهم كيحيى (ع)، قال تعالى: ﴿وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً﴾ ([57])، أي إنه لم يصل إلى مرتبة الإمامة لكي يعطي للناس ولنفسه الأمان، وإنما هو مهَّدَ الطريق لعيسى (ع) ووجّه الناس إليه (ع).
أما قول بعضهم: إن إبراهيم (ع) كان يحمل همَّ ذريته ، فإذا كانوا يقصدون أنه (ع) أراد لهم الإمامة (ع) فهذا لا؛ لأنّ إبراهيم (ع) لم يكن حريصاً على دنيا ولا على آخرة، إنما كان حريصاً على رضا الله سبحانه وتعالى. ودعاء الأنبياء وإبراهيم (ع) لذريتهم إنما هو للصالحين منهم بعد علم الأنبياء (ع) بصلاحهم، ومن قبل إبراهيم (ع) نوح (ع) فإنه لعن ابنه بعد أن لعنه الله سبحانه، وبعد أن علم أنه ضال عن الصراط المستقيم ومن أهل الجحيم.
فلم يكن إبراهيم (ع) أو الأنبياء يحملون همَّ ذريتهم لأنهم أولادهم، وإلا لكانوا بذلك على درجة كبيرة من حب الأنا والانحراف عن الصراط المستقيم، (حاشاهم من ذلك) وهم خيرة الله من خلقه، إنما كان إبراهيم والأنبياء (ع) يحملون همَّ الصالحين من ذريتهم؛ لأنهم علموا بصلاحهم، ولأنهم علموا أن هؤلاء الأبناء الصالحين سوف يخلفونهم بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وتحمل العناء والمشقة والأذى من الناس في سبيل نشر التوحيد وكلمة الله سبحانه وتعالى في أرضه.
فكان إبراهيم (ع) والأنبياء (ع) يحملون همَّ الصالحين من ذريتهم؛ لأنهم أولياء الله سبحانه، لا لأنهم أولادهم. والفرق شاسع بين الأمرين، كالفرق بين حب الله سبحانه، وحب الدنيا في قلب الصالح والطالح. ]
[52]- قال : (لضربة علي لعمرو يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين) عوالي اللئالي لابن أبي جمهور : ج4 ص86.
مثال على حسنات الابرار سيئات المقربين، أي ظلم الأنبياء والمرسلين أو الأئمة في ما بينهم...
[ قال عيسى (ع): (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم ولكن بكلمة الله)، وأنا عبد الله أقول لكم بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى. ] الجواب المنير ج1 من السؤال2
[ سؤال/ 68: ورد في الحديث عنهم (ع) ما معناه: إنّ العبادة خوفاً من النار هي عبادة العبيد، وإنّ العبادة طمعاً في الجنة هي عبادة التجار، وإنّ العبادة لا خوفاً من النار ولا طمعاً بالجنة هي عبادة الأحرار. فما وصف عبادة الأحرار، وما هي حدودها؟
الجواب: عبادة الأحرار هي عبادة الحقيقة والكنه لا عبادة الذات الموصوفة بصفات الكمال الإلهية، فالإنسان إذا توجّه إلى الذات الإلهية لا يخلو توجهه من الطمع في تحصيل كمال أو رفع نقص، وإن كانت عبادته لا خوفاً من النار ولا طمعاً في الجنة. ولذا فإنّ التوحيد الحقيقي هو التوجه إلى الكنه والحقيقة، وأما ما سواه فهو نسبة إلى هذا التوحيد يكون شركاً. فعبادة العبيد شرك وعبادة التجار شرك، وعبادة الأحرار المتوجهين للذات لتحصيل كمال أو لسدّ أو رفع نقص أيضاً شرك، قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ ([188]). والحمد لله وحده. ] المتشابهات ج2
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنصار الله، في الخطب السابقة بينا النظر الثاني تحت كتاب الصيام من كتاب شرائع الإسلام للإمام أحمد الحسن ع، والذي كان في أقسام الصيام، والخطبة السابقة كانت في بيان شهر رمضان، واليوم ان شاء الله سنتحدث عن الأجوبة الفقهية المتعلقة بما بيناه في الخطبة السابقة...
الأجوبة الفقهية (كتاب الصيام)
س30/ ما حكم الاستهلال بالنسبة للمؤمنين ؟
ج/ الاستهلال واجب على المؤمنين، وإن قام به من تصح شهادتهم سقط عن الآخرين.
س31/ ومتى يكون بداية الرؤية والاستهلال لشهر رمضان، أفي النهار أم الفجر أم بعد الزوال أم قبله أو في وقت ظهور الشفق أو بعده أو قبله أو غير ذلك ؟
ج/ مبدأ الاستهلال والرؤية من بعد الزوال من يوم 29 من الشهر السابق (بالنسبة لرمضان يكون شهر شعبان)، ويمتد الاستهلال إلى منتصف الليل، وإن كانت رؤية الهلال تتم عادة بعد غياب الشمس وقبل ذهاب الشفق.
س32/ هل من شروط المستهل المؤمن: البلوغ، سلامة النظر، العدالة، وحدة المکان والزمان للشاهدین، التیقن والاطمئنان من الرؤیة، الخبرة في التشخیص ؟
ج/ من الشروط: البلوغ والعقل والعدالة.
س33/ وفي موارد ثبوت رؤية الهلال ورد: (أو رؤي رؤية شائعة)، والسؤال: هل يختص الشياع بالمجتمع المؤمن فقط أو يشمل غيره ؟
ج/ الشياع لا يختص بالمؤمنين.
س34/ أيضاً قد يحصل شياع عن طريق وسائل الإعلام المنتشرة في أيامنا هذه، فهل يعتمد عليه ؟
ج/ الشياع يكون بين الناس بأنهم رأوه بأنفسهم أي لو سألت الناس فستجد كثيراً منهم يقول إنه رأى الهلال بحيث يحصل لك اطمئنان أنهم لا يتواطئون على الكذب.
س35/ وفي موضع رؤية الهلال: هل يشترط الاثنان في الشهادة على الرؤية دون الإخبار بثبوت الشهر، فلو نقل شخص مؤمن - رجلاً كان أو امرأة - أنّ اثنين قد شاهدا الهلال، هل يثبت للسامع دخول الشهر اعتماداً على قوله ؟
ج/ لا يثبت.
س36/ وماذا لو كان السامع شخصاً لا يستطيع التأكد من الخبر المنقول له لأي سبب كان كالحبس أو غيره، ولكن غلب على ظنه دخول الشهر بقول المخبر، هل يكفيه الصيام اعتماداً عليه ؟
ج/ يكفيه إلا إن ظهر له في المستقبل خلافه.
س37/ وعن ثبوت الهلال أيضاً ورد: (ويثبت بشهادة النساء)، والسؤال: هل تحسب كل شهادتين بشهادة واحدة وبالتالي نكون بحاجة إلى شهادة أربعة نساء ؟
ج/ يثبت بشهادة رجل وامرأتين.
س38/ (لا يثبت الهلال بشهادة الواحد)، والسؤال: حتى ولو كانت شهادته تورث العلم للسامع ؟
ج/ لا يثبت بشهادة الواحد.
س39/ هل لوحدة الأفق أو تعدده دور في تحديد الهلال ؟
ج/ هذا جواب لسؤال قريب من هذا السؤال وهو موجود في كتاب الجواب المنير: (بالنسبة لولادة الهلال لا علاقة لها بالأفق المنسوب إلى مكان الناظر أما رؤيته بالعين فهي تتأثر بالأفق قطعاً لأنه منسوب إلى مكان الناظر، وإذا حكم الإمام العادل (ع) بأول الشهر القمري أو ختامه يثبت على كل أهل الأرض بغض النظر عن الرؤية البصرية وإمكانها أو عدمه).
س40/ هل يمكن أن تختلف البلدان في أول شهر رمضان أو يوم العيد، وكيف ؟
ج/ تختلف بحسب ثبوت الرؤية بالطريقة التي بينتها في الشرائع أما عند حضور الإمام العادل وحكمه بأول الشهر القمري فيثبت في كل البلدان.
س41/ ورد في الشرائع: (وإذا ثبت رؤية الهلال في بلد ثبتت في كل البلاد التي لا تختلف عنه في الوقت أكثر من ربع الليل والنهار أي ست ساعات)، والسؤال: بالنسبة إلى البلدان التي تتقدم أو تتأخر عن بلد الرؤية بأكثر من ذلك، فمثلاً: إذا ثبتت الرؤية في منطقة الشرق الأوسط غروب يوم الخميس فسيكون الجمعة أول الشهر الفضيل، فبالنسبة إلى استراليا التي تتقدم عليها بأكثر من ست ساعات وأمريكا التي تتأخر بأكثر من ذلك أيضاً متى يكون عندهم اليوم الأول ؟
ج/ يكون عند كل بلد بحسب ثبوت الرؤية فيه أو في بلاد يصح أن يعتمدوا على رؤية الهلال فيها كما هو مبين، أما لو حضر الإمام فحكمه بأول الشهر يشمل كل البلاد.
س42/ هل يشترط رؤية الهلال بالعين المجردة، أم تكفي الرؤية ولو عبر الأجهزة الحديثة كالتلسكوبات وأمثالها ؟
ج/ يمكن الاستفادة من الأجهزة لتحديد المكان والارتفاع والجهة، ولكن لا يثبت إلا إن رؤي الهلال بالعين المجردة.
س43/ لو فرض أنّ الأفق في المنطقة التي يتوقع فيها طلوع الهلال غائم ولا يمكن معه الرؤية بالعين أصلاً، هل يعمل على حساب شعبان ثلاثين أم هناك حل آخر ؟
ج/ قد بيَّنت الحلول الأخرى في أكثر من موضع منها ثبوت الرؤية في بلد آخر بحسب ما مبين.
س44/ ما قيمة أقوال الفلكيين وأمثالهم في تحديد الرؤية أو أيام الشهر ابتداء وانتهاء ؟
ج/ يمكن الاستفادة منها لتسهيل الرؤية بالعين.
س45/ هل يمكن تعاقب شهريين قمريين (29) يوماً لكل منهما ؟
ج/ يثبت أول الشهر بالرؤية فلا إشكال في تعاقب شهرين قمريين (29) يوماً لكل منهما.
س46/ في صوم الثلاثين من شعبان ورد: (ولو صامه بنية رمضان لأمارة يجزيه)، هل لنا أن نتعرف على بعض مصاديق تحقق الأمارة المقبولة أو غير المقبولة شرعاً ؟
ج/ الأمارة: هي أيّ علامة ترجح أن يكون اليوم هو الأول من شهر رمضان ولكن غير كافية ليثبت أنه منه مثل شهادة المؤمن الواحد، وكما بينت في الشرائع فإن الأفضل والمستحب صيام الثلاثين من شعبان بنية الندب، فإن انكشف من الشهر أجزأ.
س47/ ما المقصود بالشفق فيما ورد في الشرائع: (ولا بغيبوبة الهلال بعد الشفق) ؟
ج/ أي الحمرة المغربية، والمراد من هذا هو أن لا يعتبر الهلال ليوم سابق لو بقي في السماء إلى ما بعد ذهاب الحمرة المغربية.
س48/ ورد في الشرائع: (ولا برؤيته يوم الثلاثين قبل الزوال)، فما المقصود بذلك ؟
ج/ أي لو رؤي الهلال يوم الثلاثين قبل الزوال لا يعد هذا اليوم أول أيام الشهر التالي.
نتوقف عند هذا القدر، وفي الخطبة القادمة سنتطرق لشروط شهر رمضان، نختم بهذا الدعاء ان شاء الله... [ ... ولا تفوتك أدعية الصحيفة السجادية المباركة، فهي زبور آل محمد (ع) ... ] كتاب التيه أو الطريق الى الله
وكان من دعائه (عليه السلام) في طلب العفو والرحمة ( أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاكْسِرْ شَهْوَتِي عَنْ كُـلِّ مَحْرَم، وَازْوِ حِـرْصِي عَنْ كُلِّ مَأثَم، وَامْنَعْنِي عَنْ أَذَى كُـلِّ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَـة وَمُسْلِم وَمُسْلِمَة، أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا عَبْد نالَ مِنِّي مَا حَظَرْتَ عَلَيْهِ، وَانْتَهَكَ مِنِّي مَا حَجَرْتَ عَلَيْهِ، فَمَضَى بِظُلاَمَتِي مَيِّتاً، أَوْ حَصَلْتَ لِيْ قِبَلَهُ حَيّاً، فَاغْفِرْ لَهُ مَا أَلَمَّ بِهِ مِنِّي، وَاعْفُ لَهُ عَمَّا أَدْبَرَ بِهِ عَنِّي، وَلاَ تَقِفْـهُ عَلَى مَا ارْتَكَبَ فِيَّ، وَلاَ تَكْشِفْهُ عَمَّا اكْتَسَبَ بِيْ، وَاجْعَلْ مَا سَمَحْتُ بِهِ مِنَ الْعَفْـوِ عَنْهُمْ وَتَبَرَّعْتُ بِـهِ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ أَزْكَى صَدَقَاتِ الْمُتَصَدِّقِينَ وَأَعْلَى صِلاَتِ الْمُتَقَرِّبِينَ، وَعَوِّضْنِي مِنْ عَفْوِي عَنْهُمْ عَفْوَكَ وَمِنْ دُعَائِي لَهُمْ رَحْمَتَكَ حَتَّى يَسْعَدَ كُلُّ وَاحِد مِنَّا بِفَضْلِكَ وَيَنْجُوَ كُلٌّ مِنَّا بِمَنِّكَ. ... ) الصحيفة السجادية
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله، ان شاء الله اليوم سنتكلم ونكمل موضوعنا الذي طرحناه في الخطبة السابقة ألا وهو ظلم النفس، اقرأ لكم كلمات الامام ع في هذا الموضوع...
المتشابهات ج4 [ سؤال/ 128: ما معنى قول إبراهيم (ع) : ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾ في قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ ([50]) ؟ وهل صحيح أنّ إبراهيم (ع) قالها لأنه كان يحمل همَّ ذريته، كما يقول بعض العلماء؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
عندما حمل إبراهيم (ع) وهو شاب الفأس وكسَّر الأصنام، وألقاه النمرود وعلماء الضلالة في النار، كافأه الله سبحانه وتعالى بدون أن يطلب هو (ع)، بأن جعل الأنبياء اللاحقين بعده من ذريته *. ثم إن إبراهيم (ع) استمر بدعوته الإلهية، فلما امتحنه الله سبحانه وتعالى بالكلمات ونجح إبراهيم (ع) بالامتحان والابتلاء خاطبه تعالى فقال له: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً﴾.
ومرتبة الإمامة الإلهية مرتبة عالية، لم ينلها كل الأنبياء والمرسلين (ع)، وهنا سأل إبراهيم (ع) الله سبحانه وتعالى هذا السؤال: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾، أي وهل أنّ الأنبياء الذين بشرتني بهم فيما مضى هم (أئمة) أيضاً ؟ فقال تعالى: ﴿لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، أي الظالمين من الأنبياء (ع). وظلم الأنبياء ليس كظلم غيرهم وإنما هو من نوع (حسنات الأبرار سيئات المقربين) ([51])، أي إتيانهم بالعمل ليس على الوجه الأمثل بسبب التمايز بالمعرفة بينهم (ع) فكل منهم (ع) يعبده سبحانه بحسب معرفته ولذا تتفاوت عبادتهم، فتكون سجدة من محمد (ص) أفضل من عبادة الثقلين، وضربة من علي (ع) بـ (عبادة الثقلين) ([52]).
وهذا التمايز بيِّن بينهم (ع)، وذكره تعالى: ﴿تلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ ([53]).
فنفس العمل لو كُلف به يونس النبي (ع) وكُلف به محمد (ص) لم يكن إتيان يونس به في نفس مستوى إتيان محمد (ص)، فهذا التقصير من يونس (ع) في الإتيان بالعمل نسبةً إلى ما يأتي به محمد (ص) هو ظلم من يونس (ع)؛ لأن هذا التقصير منعه من نيل رتبة عظيمة فُطِرَ كإنسان لينالها، وبالتالي فإنّ هناك مرتبة من هذا النوع من الظلم يجب أن يتجاوزها الأنبياء والمرسلون من ذرية إبراهيم (ع) لينالوا مرتبة الإمامة، ولهذا قال تعالى: ﴿لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ أي لا ينال الإمامة كل الأنبياء من ذريتك يا إبراهيم، إنما ينالها الأنبياء والمرسلون من ذريتك الذين يتجاوزون هذا الظلم، فيرتقون إلى هذه المرتبة ﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ* إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ ([54]).
وقد أشار تعالى في القرآن لبعض الأئمة من ذرية إبراهيم (ع) :
ومنهم: موسى (ع)، قال تعالى: ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى﴾ ([55])، أي خالية من الظلم، فالإنسان يأخذ ويعطي باليد، واليد البيضاء تشير إلى عدالة الإنسان التامة مع الناس ومع الله سبحانه وتعالى، فموسى (ع) طهر نفسه من الظلم بمرتبة عالية، كما في الآية: ﴿إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
ومنهم: عيسى (ع)، قال تعالى مخبراً عن عيسى (ع) : ﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً﴾ ([56])، أي إنّ عيسى (ع) نال مرتبة الإمامة، فهو يعطي الأمان لنفسه وللناس.
وأشار تعالى إلى من لم ينل مرتبة الإمامة منهم كيحيى (ع)، قال تعالى: ﴿وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً﴾ ([57])، أي إنه لم يصل إلى مرتبة الإمامة لكي يعطي للناس ولنفسه الأمان، وإنما هو مهَّدَ الطريق لعيسى (ع) ووجّه الناس إليه (ع).
أما قول بعضهم: إن إبراهيم (ع) كان يحمل همَّ ذريته ، فإذا كانوا يقصدون أنه (ع) أراد لهم الإمامة (ع) فهذا لا؛ لأنّ إبراهيم (ع) لم يكن حريصاً على دنيا ولا على آخرة، إنما كان حريصاً على رضا الله سبحانه وتعالى. ودعاء الأنبياء وإبراهيم (ع) لذريتهم إنما هو للصالحين منهم بعد علم الأنبياء (ع) بصلاحهم، ومن قبل إبراهيم (ع) نوح (ع) فإنه لعن ابنه بعد أن لعنه الله سبحانه، وبعد أن علم أنه ضال عن الصراط المستقيم ومن أهل الجحيم.
فلم يكن إبراهيم (ع) أو الأنبياء يحملون همَّ ذريتهم لأنهم أولادهم، وإلا لكانوا بذلك على درجة كبيرة من حب الأنا والانحراف عن الصراط المستقيم، (حاشاهم من ذلك) وهم خيرة الله من خلقه، إنما كان إبراهيم والأنبياء (ع) يحملون همَّ الصالحين من ذريتهم؛ لأنهم علموا بصلاحهم، ولأنهم علموا أن هؤلاء الأبناء الصالحين سوف يخلفونهم بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وتحمل العناء والمشقة والأذى من الناس في سبيل نشر التوحيد وكلمة الله سبحانه وتعالى في أرضه.
فكان إبراهيم (ع) والأنبياء (ع) يحملون همَّ الصالحين من ذريتهم؛ لأنهم أولياء الله سبحانه، لا لأنهم أولادهم. والفرق شاسع بين الأمرين، كالفرق بين حب الله سبحانه، وحب الدنيا في قلب الصالح والطالح. ]
[52]- قال : (لضربة علي لعمرو يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين) عوالي اللئالي لابن أبي جمهور : ج4 ص86.
مثال على حسنات الابرار سيئات المقربين، أي ظلم الأنبياء والمرسلين أو الأئمة في ما بينهم...
[ قال عيسى (ع): (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم ولكن بكلمة الله)، وأنا عبد الله أقول لكم بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى. ] الجواب المنير ج1 من السؤال2
[ سؤال/ 68: ورد في الحديث عنهم (ع) ما معناه: إنّ العبادة خوفاً من النار هي عبادة العبيد، وإنّ العبادة طمعاً في الجنة هي عبادة التجار، وإنّ العبادة لا خوفاً من النار ولا طمعاً بالجنة هي عبادة الأحرار. فما وصف عبادة الأحرار، وما هي حدودها؟
الجواب: عبادة الأحرار هي عبادة الحقيقة والكنه لا عبادة الذات الموصوفة بصفات الكمال الإلهية، فالإنسان إذا توجّه إلى الذات الإلهية لا يخلو توجهه من الطمع في تحصيل كمال أو رفع نقص، وإن كانت عبادته لا خوفاً من النار ولا طمعاً في الجنة. ولذا فإنّ التوحيد الحقيقي هو التوجه إلى الكنه والحقيقة، وأما ما سواه فهو نسبة إلى هذا التوحيد يكون شركاً. فعبادة العبيد شرك وعبادة التجار شرك، وعبادة الأحرار المتوجهين للذات لتحصيل كمال أو لسدّ أو رفع نقص أيضاً شرك، قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ ([188]). والحمد لله وحده. ] المتشابهات ج2
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنصار الله، في الخطب السابقة بينا النظر الثاني تحت كتاب الصيام من كتاب شرائع الإسلام للإمام أحمد الحسن ع، والذي كان في أقسام الصيام، والخطبة السابقة كانت في بيان شهر رمضان، واليوم ان شاء الله سنتحدث عن الأجوبة الفقهية المتعلقة بما بيناه في الخطبة السابقة...
الأجوبة الفقهية (كتاب الصيام)
س30/ ما حكم الاستهلال بالنسبة للمؤمنين ؟
ج/ الاستهلال واجب على المؤمنين، وإن قام به من تصح شهادتهم سقط عن الآخرين.
س31/ ومتى يكون بداية الرؤية والاستهلال لشهر رمضان، أفي النهار أم الفجر أم بعد الزوال أم قبله أو في وقت ظهور الشفق أو بعده أو قبله أو غير ذلك ؟
ج/ مبدأ الاستهلال والرؤية من بعد الزوال من يوم 29 من الشهر السابق (بالنسبة لرمضان يكون شهر شعبان)، ويمتد الاستهلال إلى منتصف الليل، وإن كانت رؤية الهلال تتم عادة بعد غياب الشمس وقبل ذهاب الشفق.
س32/ هل من شروط المستهل المؤمن: البلوغ، سلامة النظر، العدالة، وحدة المکان والزمان للشاهدین، التیقن والاطمئنان من الرؤیة، الخبرة في التشخیص ؟
ج/ من الشروط: البلوغ والعقل والعدالة.
س33/ وفي موارد ثبوت رؤية الهلال ورد: (أو رؤي رؤية شائعة)، والسؤال: هل يختص الشياع بالمجتمع المؤمن فقط أو يشمل غيره ؟
ج/ الشياع لا يختص بالمؤمنين.
س34/ أيضاً قد يحصل شياع عن طريق وسائل الإعلام المنتشرة في أيامنا هذه، فهل يعتمد عليه ؟
ج/ الشياع يكون بين الناس بأنهم رأوه بأنفسهم أي لو سألت الناس فستجد كثيراً منهم يقول إنه رأى الهلال بحيث يحصل لك اطمئنان أنهم لا يتواطئون على الكذب.
س35/ وفي موضع رؤية الهلال: هل يشترط الاثنان في الشهادة على الرؤية دون الإخبار بثبوت الشهر، فلو نقل شخص مؤمن - رجلاً كان أو امرأة - أنّ اثنين قد شاهدا الهلال، هل يثبت للسامع دخول الشهر اعتماداً على قوله ؟
ج/ لا يثبت.
س36/ وماذا لو كان السامع شخصاً لا يستطيع التأكد من الخبر المنقول له لأي سبب كان كالحبس أو غيره، ولكن غلب على ظنه دخول الشهر بقول المخبر، هل يكفيه الصيام اعتماداً عليه ؟
ج/ يكفيه إلا إن ظهر له في المستقبل خلافه.
س37/ وعن ثبوت الهلال أيضاً ورد: (ويثبت بشهادة النساء)، والسؤال: هل تحسب كل شهادتين بشهادة واحدة وبالتالي نكون بحاجة إلى شهادة أربعة نساء ؟
ج/ يثبت بشهادة رجل وامرأتين.
س38/ (لا يثبت الهلال بشهادة الواحد)، والسؤال: حتى ولو كانت شهادته تورث العلم للسامع ؟
ج/ لا يثبت بشهادة الواحد.
س39/ هل لوحدة الأفق أو تعدده دور في تحديد الهلال ؟
ج/ هذا جواب لسؤال قريب من هذا السؤال وهو موجود في كتاب الجواب المنير: (بالنسبة لولادة الهلال لا علاقة لها بالأفق المنسوب إلى مكان الناظر أما رؤيته بالعين فهي تتأثر بالأفق قطعاً لأنه منسوب إلى مكان الناظر، وإذا حكم الإمام العادل (ع) بأول الشهر القمري أو ختامه يثبت على كل أهل الأرض بغض النظر عن الرؤية البصرية وإمكانها أو عدمه).
س40/ هل يمكن أن تختلف البلدان في أول شهر رمضان أو يوم العيد، وكيف ؟
ج/ تختلف بحسب ثبوت الرؤية بالطريقة التي بينتها في الشرائع أما عند حضور الإمام العادل وحكمه بأول الشهر القمري فيثبت في كل البلدان.
س41/ ورد في الشرائع: (وإذا ثبت رؤية الهلال في بلد ثبتت في كل البلاد التي لا تختلف عنه في الوقت أكثر من ربع الليل والنهار أي ست ساعات)، والسؤال: بالنسبة إلى البلدان التي تتقدم أو تتأخر عن بلد الرؤية بأكثر من ذلك، فمثلاً: إذا ثبتت الرؤية في منطقة الشرق الأوسط غروب يوم الخميس فسيكون الجمعة أول الشهر الفضيل، فبالنسبة إلى استراليا التي تتقدم عليها بأكثر من ست ساعات وأمريكا التي تتأخر بأكثر من ذلك أيضاً متى يكون عندهم اليوم الأول ؟
ج/ يكون عند كل بلد بحسب ثبوت الرؤية فيه أو في بلاد يصح أن يعتمدوا على رؤية الهلال فيها كما هو مبين، أما لو حضر الإمام فحكمه بأول الشهر يشمل كل البلاد.
س42/ هل يشترط رؤية الهلال بالعين المجردة، أم تكفي الرؤية ولو عبر الأجهزة الحديثة كالتلسكوبات وأمثالها ؟
ج/ يمكن الاستفادة من الأجهزة لتحديد المكان والارتفاع والجهة، ولكن لا يثبت إلا إن رؤي الهلال بالعين المجردة.
س43/ لو فرض أنّ الأفق في المنطقة التي يتوقع فيها طلوع الهلال غائم ولا يمكن معه الرؤية بالعين أصلاً، هل يعمل على حساب شعبان ثلاثين أم هناك حل آخر ؟
ج/ قد بيَّنت الحلول الأخرى في أكثر من موضع منها ثبوت الرؤية في بلد آخر بحسب ما مبين.
س44/ ما قيمة أقوال الفلكيين وأمثالهم في تحديد الرؤية أو أيام الشهر ابتداء وانتهاء ؟
ج/ يمكن الاستفادة منها لتسهيل الرؤية بالعين.
س45/ هل يمكن تعاقب شهريين قمريين (29) يوماً لكل منهما ؟
ج/ يثبت أول الشهر بالرؤية فلا إشكال في تعاقب شهرين قمريين (29) يوماً لكل منهما.
س46/ في صوم الثلاثين من شعبان ورد: (ولو صامه بنية رمضان لأمارة يجزيه)، هل لنا أن نتعرف على بعض مصاديق تحقق الأمارة المقبولة أو غير المقبولة شرعاً ؟
ج/ الأمارة: هي أيّ علامة ترجح أن يكون اليوم هو الأول من شهر رمضان ولكن غير كافية ليثبت أنه منه مثل شهادة المؤمن الواحد، وكما بينت في الشرائع فإن الأفضل والمستحب صيام الثلاثين من شعبان بنية الندب، فإن انكشف من الشهر أجزأ.
س47/ ما المقصود بالشفق فيما ورد في الشرائع: (ولا بغيبوبة الهلال بعد الشفق) ؟
ج/ أي الحمرة المغربية، والمراد من هذا هو أن لا يعتبر الهلال ليوم سابق لو بقي في السماء إلى ما بعد ذهاب الحمرة المغربية.
س48/ ورد في الشرائع: (ولا برؤيته يوم الثلاثين قبل الزوال)، فما المقصود بذلك ؟
ج/ أي لو رؤي الهلال يوم الثلاثين قبل الزوال لا يعد هذا اليوم أول أيام الشهر التالي.
نتوقف عند هذا القدر، وفي الخطبة القادمة سنتطرق لشروط شهر رمضان، نختم بهذا الدعاء ان شاء الله... [ ... ولا تفوتك أدعية الصحيفة السجادية المباركة، فهي زبور آل محمد (ع) ... ] كتاب التيه أو الطريق الى الله
وكان من دعائه (عليه السلام) في طلب العفو والرحمة ( أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاكْسِرْ شَهْوَتِي عَنْ كُـلِّ مَحْرَم، وَازْوِ حِـرْصِي عَنْ كُلِّ مَأثَم، وَامْنَعْنِي عَنْ أَذَى كُـلِّ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَـة وَمُسْلِم وَمُسْلِمَة، أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا عَبْد نالَ مِنِّي مَا حَظَرْتَ عَلَيْهِ، وَانْتَهَكَ مِنِّي مَا حَجَرْتَ عَلَيْهِ، فَمَضَى بِظُلاَمَتِي مَيِّتاً، أَوْ حَصَلْتَ لِيْ قِبَلَهُ حَيّاً، فَاغْفِرْ لَهُ مَا أَلَمَّ بِهِ مِنِّي، وَاعْفُ لَهُ عَمَّا أَدْبَرَ بِهِ عَنِّي، وَلاَ تَقِفْـهُ عَلَى مَا ارْتَكَبَ فِيَّ، وَلاَ تَكْشِفْهُ عَمَّا اكْتَسَبَ بِيْ، وَاجْعَلْ مَا سَمَحْتُ بِهِ مِنَ الْعَفْـوِ عَنْهُمْ وَتَبَرَّعْتُ بِـهِ مِنَ الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ أَزْكَى صَدَقَاتِ الْمُتَصَدِّقِينَ وَأَعْلَى صِلاَتِ الْمُتَقَرِّبِينَ، وَعَوِّضْنِي مِنْ عَفْوِي عَنْهُمْ عَفْوَكَ وَمِنْ دُعَائِي لَهُمْ رَحْمَتَكَ حَتَّى يَسْعَدَ كُلُّ وَاحِد مِنَّا بِفَضْلِكَ وَيَنْجُوَ كُلٌّ مِنَّا بِمَنِّكَ. ... ) الصحيفة السجادية
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]