إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 28 صفر 1437 هجري قمري تحت عنوان شهادة رسول الله ص

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من صلاة الجمعة في حسينية انصار لامام المهدي ع في الكاظمية المقدسة بتاريخ 28 صفر 1437 هجري قمري تحت عنوان شهادة رسول الله ص

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما كثسرا
    ولعنة الله على من خالفهم وانحرف عن صراطهم المستقيم والحمد لله الذي شرفنا بهم ونسأله تعالى ان يمن علينا باتباعهم وان يرزقنا عادتهم القتل في سبيله وان يكرمنا بكرامتهم الشهادة بعد ان يقتل بنا اعداء الدين ويذيقهم بايدينا عذاب الاولين والآخرين ويفرج عنا بالبقية محمد ابن الحسن وولده احمد الحسن عليهما السلام.
    نتقدم باحر التعازي الى مقام ولي الله الاعظم الامام محمد بن الحسن المهدي ع والى ولده ووصيه ورسوله الامام احمد الحسن ع والى امة المصطفى لاسيما انصار الله بهذه الذكرى الاليمة ذكرى شهادة المصطفى محمد ص سالين الله العلي القدير ان يثلج قلوب ال محمد ع بتمكين ولدهم قائم ال محمد ع بالقريب العاجل انه حميد مجيد .
    كانت شهادة رسول الله ص في يوم الاثنين الموافق الثامن والعشرين من شهر صفر سنة احدى عشرة هجري وكان عمره الشريف ثلاثا وستين سنة.

    من اهم الوقائع التي حدثت في ايام عمره الشريف ص منذ بعثته الى يوم شهادته كثيرة جدا وفيها من الدروس والعبر التي لا تحصى لكننا سنسلط الضوء على جانب من تلك الوقائع وهو الالم والاذى الذي عانى منه رسول الله ص في حياته وعند شهادته وبعد شهادته وما هو سبب قوله (( ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ))
    لاشك ولا ريب ان رسول الله ص ذاق الامرين منذ بعثته وعند دعوته وفي شهادته بل حتى بعد شهادته :
    اولا : معاناته في حياته:
    الجهة الاولى هم الكفار الذين حاولوا قتله واغتياله لكن الله عصمه منهم .
    الجهة الثانية هم المشركون الذين بدورهم اذوه بزعمهم انه شاعر ومجنون وكذاب وساحر وغيرها من التهم .
    الجهة الثالثة هم المنافقون الذي كانوا يظهرون الايمان ويبطنون الكفر حيث انهم كانوا يستخفون برسول الله ص وبحقه ويؤذونه ويرفعون اصواتهم بحضرته ويكذبون عليه ويبهتونه وغيرها الكثير من افعالهم المشينة .
    الجهة الرابعة هم اليهود الذين آذوه بقولهم: (راعنا)، (والسَّام عليكم)، ومحاولةُ قتله، ودسُّ السُّمِّ له، ولم ينته إيذاؤهم له ص حتى الآن.
    الجهة الخامسة هم المسلمون ومن أذى المسلمين له؛ ترك دينه أو التهاون فيه، وترك وصاياه وما اوجبه على امته وترك سنته التي سنها وتمسكهم بسنن المبتدعين والمنافقين والكفار والتشبه بهم وهو القائل (من رغب عن سنتي فليس مني ) وقال ( من تشبه بقوم فهو منهم )
    وكل هذه الافعال سواء صدرت من قريب او بعيد فهي تؤذي النبي ص ومن اذى رسول الله ص فقد اذى الله ومن اذى الله فهو ملعون و مصيره جهنم .
    قال الله عز وجل: ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا). (الأحزاب: 57) وقال سبحانه: ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ). (التوبة: 61)
    في هاتين الآيتين وغيرهما من كتاب الله سبحانه وتعالى، التحذير الشديد للناس جميعا، وللمسلمين خصوصا من أذى رسول الله ص بقول أو فعل أو إشارة، وقصد بذلك الاستهزاءَ أو الاحتقارَ أو التنقَّص فمن تسبب باذى رسول الله ص فهو ملعون في الدنيا والاخرة واللعن هو الطرد من رحمة الله بنص الاية (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا).
    لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا قال رسول الله ص (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت)) وما هو نوع الالم والاذى الذي اصاب رسول الله ص ومن هو المتسبب بذلك هل هم كفار قريش ام المشركين ام المنافقين ام اليهود ام المسلمين ؟؟؟
    فلو راجعا سيرة المصطفي ص فنجد هناك أنواع الأذية التي حصل عليها من قبل المشركين, في بداية الدعوة الإسلامية وبعدها ,منها :تكذيبه ووصفه بالساحر والمجنون والكذاب ,وضربه وكسر رباعيته المباركة وتهجيره من مكة وغيرها.
    لكن كل هذه الأذية متعارفه بسيرة الأنبياء والمرسلين حيث كل أنبياء الله تعرضوا الى الضرب والتكذيب من قبل المشركين ,وكل أنبياء الله قد واجهوا أنواع الأذية من أقوامهم نقرأ في القران الكريم قصص بعض الأنبياء الذين واجهوا أنواع الأذية من أقوامهم, منها دعوة نبي الله نوح ع وكيف استهزء به قومه وسخروا منه وكان يضرب ويلقى على قارعة الطريق مغشيا عليه ثلاث ليالي.
    وغيرها الكثير ومنها دعوة نبي الله ابراهيم ع وكيف ارادوا حرقه وسخرية قوم لوط بنبي الله لوط والالم والاذى الذي مر به نبي الله ايوب ع حتى ان الله ضرب به مثلا في كتابه وهناك من الانبياء ممن حزوا راسه بالمناشير كنبي الله يحيى ع وهناك الكثير من الأنبياء الذين قتلوهم بني إسرائيل بأبشع أنواع القتل والتعذيب ؟
    فحينما يقول الرسول الأعظم ((ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت)) فأكيد ان أذيته تفوق أذيتهم جميعاً ؟أي ان أذيته فاقت اذية جميع الأنبياء والمرسلين البالغ عددهم مئة واربع وعشرين الف ؟
    الكل يعلم ان رسول الله ص بعث ليخرج الامة من الضلال الى الهداية ومن الظلمات الى النور وهذا الامر يتطلب التعب والعناء وتحمل المشقة والالم والاذى وهذه الامور ليست بغريبة او جديدة على رسول الله ص فهو من اخبر بعدة احاديث شريفة عن هذا الامر.
    اذن ماهي الأذية التي تأذى منها رسول الله (صلى الله عليه واله ) حتى دعته يقول(ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت) , وكما تعلموا انه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فأي أذية جعلته يقول هذا الكلام؟؟؟
    الاذية التي تاذاها رسول الله ص هي ما جرى على اهل البيت ع في حياته وما يجري عليهم بعد شهادته ففي حياته ص ورغم بيان الايات القرانية النازلة باهل البيت ع وكيف انزل الله بهم اية المودة واية التطهير وعشرات الايات النازلة بحقهم والاحاديث الشريفة التي حث بها امته على التمسك باهل بيته.
    وتاكيده ص ان اجر الرسالة هو مودة اهل بيته واحترامهم والتمسك بهم لانهم خلفاء الله وحججه على خلقه وانهم امتدادا لرسول الله ص ورغم تحذيره ص من بغضهم ومحاربتهم حتى قال ( انا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم ) وقال ( من اذاهم فقد اذاني ) لكن للاسف الشديد تجد المنافقين يؤذون رسول الله ص في اهل بيته كما جاء في الاحاديث :
    ابن شهر آشوب: عن الواحدي في (أسباب النزول)، و مقاتل بن سليمان، و أبي القاسم القشيري في تفسيريهما: أنه نزل قوله تعالى: وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا الآية، في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و ذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه، و يسمعونه، و يكذبون عليه. البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 495

    ابن مردويه: بالإسناد عن محمد بن عبد الله الأنصاري، و جابر الأنصاري، و في (الفضائل) عن أبي المظفر بإسناده عن جابر الأنصاري، و في (الخصائص) عن النطنزي بإسناده عن جابر، كلهم عن عمر بن الخطاب، قال: كنت أجفو عليا، فلقيني رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فقال: «إنك آذيتني، يا عمر». فقلت: أعوذ بالله من أذى رسول الله. قال: «إنك قد آذيت عليا، و من آذاه فقد آذاني». البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 495
    من طريق المخالفين: الترمذي في (الجامع)، و أبو نعيم في (الحلية)، و البخاري في (الصحيح)، و الموصلي في (المسند)، و أحمد في (الفضائل) و (المسند) و الخطيب في (الأربعين)، عن عمران بن الحصين، و ابن عباس، و بريدة، أنه رغب علي (عليه السلام) من الغنائم في جارية، فزايده حاطب بن أبي بلتعة، و بريدة الأسلمي، فلما بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها أخذها بذلك، فلما رجعوا وقف بريدة قدام الرسول (صلى الله عليه و آله)، و شكا من علي (عليه السلام)، فأعرض عنه النبي (صلى الله عليه و آله)، ثم جاءه عن يمينه، و عن شماله، و من خلفه يشكوه، فأعرض عنه، ثم قام بين يديه، فقالها، فغضب النبي (صلى الله عليه و آله) و تغير لونه، و تربد وجهه، و انتفخت أوداجه، و قال: «ما لك- يا بريدة- آذيت رسول الله منذ اليوم؟! أما سمعت أن الله تعالى يقول: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً؟ أما علمت أن عليا مني و أنا منه، و أن من آذى عليا فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى الله، و من آذى الله فحق على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم؟ البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 495
    صعد المنبر فخطب واجتمع الناس إليه فقال: يروى ان النبي ص
    يا معشر المؤمنين ، إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إليَّ أنّي مقبوض ، وأنّ ابن عمّي علياً مقتول ، وإنّي أيها الناس ! أخبركم خبراً إن عملتم به سلمتم ،وأن تركتموه هلكتم : إنّ ابن عمّي علياً هو أخي ووزيري ، وهو خليفتي ، وهو المبلّغ عنّي ، وهو إمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين ، إن استرشدتموه أرشدكم ، وإن اتبعتموه نجوتم ، وإن خالفتموه ضللتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، وإن عصيتموه فالله عصيتم ، وإن بايعتموه فالله بايعتم ، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، إنّ الله عزّ وجلّ أنزل عليَّ القرآن وهو الذي مَن خالفه ضلّ ، ومَن ابتغى علمه عند غير علي ( عليه السلام ) هلك .
    أيها الناس ! اسمَعوا قولي ، واعرفوا حقّ نصيحتي ، ولا تُخالفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي أُمرتم به ، ومَن حفظهم فقد حفظني ، فإنّهم حامتي وقرابتي وإخواني وأولادي ، فإنّكم مجمعون ومُساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهم أهل بيتي ، فمَن آذاهم فقد آذاني ، ومَن ظلمهم فقد ظلمني ، ومَن أذلّهم فقد أذلّني ، ومَن أعزّهم فقد أعزّني ، ومَن أكرمهم أكرمني ، ومَن نصرهم نصرني ، ومَن خذلهم خذلني ، ومَن طلب الهُدى في غيرهم فقد كذّبني ، أيها الناس اتقوا الله وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموني ، فإنّي خصم لمن آذاهم ، ومَن كنتُ خصمه فقد خصمته ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم))
    وغيرها الكثير من الاحاديث في كتب الفريقين التي تبين سبب قول النبي ص ((( ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ))

    ثانيا: معاناته عند شهادته :
    اما بالنسبة لمعانات رسول الله ص في ايام رحيله وشهادته فهي نار على علم وهذا واضح من خلال ما نقله البخاري في صحيحه وغيره من علماء اهل السنة والتي تسمى برزية الخميس
    قال البخاري في : الجزء: 8 ص: 160 :باب كراهية الخلاف(
    عن ابن عباس قال لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال هلم أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والإختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال قوموا عني قال عبيد الله فكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم ).!؟.

    جاء في الصحيح أن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم قال ( ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما شأنه؟ أهجر؟! استفهموه؟! فذهبوا يردّون عليه! فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ... ) ( صحيح مسلم : باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه ح 1637
    .......

    1
    ــ صحيح البخاري 1/32 كتاب العلم / باب كتابة العلم و 4 / 7 كتاب المرضى / باب قول المريض قوموا عني و 4/271 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب كراهية الخلاف و 2/178 كتاب الجهاد والسير / باب هل يستشفع إلى أهل الذمة و 4/62 باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب.2ــ صحيح مسلم 3/1259 كتاب الوصية / باب ترك الوصية و 3/1257 كتاب الوصية / باب ترك الوصية .3ــ مسند أحمد 1/24 و 222 و 3/346 . وغيرها كثير ....
    و حديث الرزية ورد بعبارات مختلفة لكن اساسه ان عمر حاول منع الرسول الاكرم ص من كتابة وصيته،الرسول الذي لا ينطق عن الهوى و الذي اوصانا الله و امرنا ان لا نجعل خطابه كخطاب احد و الا نعصى له امرا لكن عمر قال انه يهجر او هجر وكلمة يهجر من اكبر الكلمات التي سببت الاذية لرسول الله (صلى الله عليه واله) ومعلوم حكم من يؤذي رسول الله (صلى الله عليه واله) في القران الكريم)إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (
    ولوا ان عاقل طرح على نفسه هذا السؤال لماذا حاول عمر ومن معه منع كتابة الكتاب الذي يعصم الامة من الضلال ؟؟؟
    اقول : لانه كان يعلم ان رسول الله ص اراد ان يكتب للامة في هذا الكتاب اسماء الاوصياء من بعده الى يوم القيامة فقال عمر حسبنا كتاب الله واتهم النبي ص بالهجر السؤال لماذا قال عمر حسبنا كتاب الله اي ان الكتاب يكفينا لا حاجة لنا باسماء العترة ا وان نتمسك بهم ؟؟؟
    لان رسول الله ص في حياته وفي عدة مواضح بين لامته ان التمسك بالكتاب والعترة فيه النجات وانهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض
    - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ – (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي )) سنن الترمذي - (ج 12 / ص 256)
    - عن زيد بن أرقم : « كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين : أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله تعالى ، وعترتي» المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 10 / ص 377)
    - عن أبي سعيد : « إني أوشك أن أدعا فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا بم تخلفوني فيهما » مسند أبي يعلى الموصلي - (ج 3 / ص 29)
    - عن زيد بن أرقم قال : « كأني دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، .. مشكل الآثار للطحاوي - (ج 4 / ص 310)
    عَنْ زَيْدِ بن أَرْقَمَ ، " إِنِّي لَكُمْ فَرَطٌ ، وَإِنَّكُمْ وَارِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ ، ....، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِي الثَّقَلَيْنِ ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الثَّقَلانِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ n : " الأَكْبَرُ كِتَابُ اللَّهِ ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَّهِ ، وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ لَنْ تَزَالُوا ، وَلَنْ تَضِلُّوا ، وَالأَصْغَرُ عِتْرَتِي ، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ، وَسَأَلْتُ لَهُمَا ذَاكَ رَبِّي ، فَلا تَقْدُمُوهُمَا فَتَهْلِكُوا ، وَلا تُعَلِّمُوهُمَا ، فَإِنَّهُمَا أَعْلَمُ مِنْكُمْ ". المعجم الكبير - للطبراني / ح - (ج 3 / ص 111)

    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - إِنِّي قَدْتَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي مسند أحمد - ص 180)

    تدبر وفقك الله ما بين حديث الثقلين ((قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي))

    وما بين رزية الخميس (قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا...)
    اذن بالجمع ما بين الحديثين خرجنا بخلاصة ان رسول الله ص اراد ان يذكر اسماء العترة او قل اسماء الاوصياء من بعده الى يوم القيامة كي لا تضل الامة من بعده .
    الثابت لدى الجميع ان القوم تنازعوا في حضرة رسول الله ص ورفعوا اصواتهم في حضرته وطردهم لكن هل ان الكتاب الذي اراد رسول الله ص كتابته كي لا تضل الامة من بعده ولا تختلف كتب ام لم يكتب ؟؟؟

    البعض يقول لم يكتب الكتاب لان البعض عارض عليه والبعض الاخر يقول لم يكتب الكتاب بسبب النزاع والبعض الاخر قال لم يكتب الكتاب لكن اوصاهم بثلاثة فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم والثالثة نسيتها .
    فلا اعلم هل هذا هو الكتاب العاصم من الضلال بربكم وهل يعقل ان اخراج المشركين من جزيرة العرب يعصم الامة من الضلال ؟؟؟
    والطامة الكبرى ان الثالثة نسيها الراواي لانها لاتصب في مصلحته ؟؟؟
    اقول على كل عاقل ان يطرح على نفسه بعض التساؤلات ويجد لها اجابة قبل ان يدخل في خانت من اذى رسول الله ص منها :
    1- هل رسول الله ص يخالف القران الكريم ويخالف اقواله وحاشاه ؟؟؟؟
    ان قلتم لا يخالف القران واقواله فكتاب الله يحث على كتابة الوصيه ورسول الله ص يامر الامه بكتابة الوصيه ويقول المحروم من حرمه وصيته وترك الوصيه عار في الدنيا ونار وشنار في الاخرة ومن ترك الوصيه ختم عمله بمعصيه فهل اوصى النبي( ص) ام انه ختم عمله بمعصية وحاشاه..
    2- عندما اشتد بالنبي ص وجعه يوم الخميس وقال للقوم هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده هل كان كلام النبي ص بامر الله ام بهواه وحاشاه ؟؟

    ان قلتم بامر الله وهو الحق فالنبي ص لا يخالف امر الله فاين الكتاب ؟؟
    وان قلتم قالها بهواه وحاشاه فانتم خارجين عن دائرة الاسلام لانكم رددتم شهادة الله واتهمتم النبي ص الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ؟؟؟
    وهل في نظركم ان الوحي او التسديد الالهي رفع عن النبي ص عندما اشتد به الوجع؟؟؟

    3- هل رسول الله ص الذي بعثه الله ليعلمهم الكتاب والحكمه ارتحل الى جوار ربه وترك امته هكذا ام انه اوضح الطريق لهم وبين لهم من المستحق للخلافة بعده ؟؟؟؟

    ان قلتم نعم بين الطريق بعده ومن هو المستحق لها فنقول من هو وما هو الدليل ؟؟؟؟؟

    وان قلتم لم يبين وترك الحبل على الغارب فانتم تتهمون النبي ص بانه ليس حكيم بل تردون كلام النبي ص لانه يقول كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته فهل رسول الله ص يامر الامه وهو يخالف ؟؟؟

    لا شك أن الرسول محمد (ص) هو القدوة والمثل الأعلى فلا يقول ما لا يفعل (وحاشاه) ولقد سمعنا الآيات والروايات الكثيرة الواردة عن الرسول محمد (ص) بوجوب الوصية وان من مات ولم يوصِ مات ميتة جاهلية وختم عمله بمعصية فهل يعقل أن يموت الرسول (ص) ولا يوصي إلى أمته . وهل يعقل أن يوجب الله تعالى على ربّ الأسرة أن يوصي بأسرته وما عليه وما له ولا يوجب على الرسول (ص) الوصية لهذه الأمة الإسلامية التي هي خاتمة الأمم ليرفع عنها الاختلاف والتناحر الذي أدى إلى الاقتتال فيما بين الفرق الإسلامية .
    ولم ينكر الوصية عن رسول (ص) فيما سبق إلا أبناء العامة حيث ادّعوا أن الرسول (ص) مات ولم يوصِ لأحد ولم ينصب أحداً للخلافة على الأمة وترك الأمة هملاً بلا راعٍ وعلى الأمة أن تختار قيّماً عليها بالتشاور (الانتخابات)..
    لكن للاسف التحق بركب اهل العامة من يزعمون انهم على نهج ال محمد ع بنكرانهم الوصية المقدسة لماذا لان احمد الحسن ع احتج بها فسبحان الذي قال (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗقَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ))
    من هنا عرفنا لماذا قال رسول الله ص (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت (

    ثالثا :معاناته بعد شهادته :

    أعقب وفاة رسول الله ص أمور خطيرة ، جرَّت وراءها فتناً عديدة غيَّرت مسار الإسلام الذي أراده الله تعالى وأراده رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام. تمخَّضت هذه الأحداث عن تعيين الناس الخليفة ، وجثمان النبيِّ العظيم لم يوارَ في التراب بعد ، والإمام عليٌّ عليه السلام وبنو هاشم ـ
    وجمع من المهاجرين والأنصار ـ منهمكون بجثمان النبيِّ ص حافِّين به يودِّعونه في آخر ساعات وجوده على أرض المعمورة. وينتظرُ أمته من بعده أمرٌ خطير كما قال تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ آل عمران : 144.
    فالله عزّ وجلّ بيّن أن هناك منافقين حول النبيّ (ص) وأنّ هناك من سيرتدّ بعد وفاته ، وقد أكّدت الروايات الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما هذا الكلام ،
    والاحاديث كثيرا جدا التي تبين ارتداد الامة بعد الرسول ص منها
    عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ، فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم ، قلت : أين ؟
    قال : إلى النار والله ، قلت ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) صحيح البخاري 8 : 151
    وتأمل هذه المفردة في الحديث ( حتى إذا عرفتهم ) وهذا يعني أنهم عاشوا مع الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وليسوا أفرادا من أمته متأخرين أو المنافقين كما يدعي البعض .
    ثم تأمل هذه المفردة ( إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ) .
    أي انهم كانوا بحسب الظاهر على نهجك يا محمد ص لكنهم ارتدوا بعدك نعم هكذا كان ، وانظروا كتب التواريخ وما فعله كثير من الصحابة من كنز الأموال وقتل النفوس وتعطيل حدود الله وتغيير سنة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لترى عجبا ! !
    فبعد شهادة رسول الله ص بدات محاربة اهل البيت ع علنا وقتلوهم بأبشع أنواع القتل, ابتداء بقضية السيدة الزهراء والهجوم على دارها , إلى أمير المؤمنين وغصب حقه الى ريحانتيه من الدنيا الحسن والحسين وبقية أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) ,
    فيكون معنى كلامه ما اوذي نبي بمثل ما أوذيت ,أي بمثل ما أوذيت في نفسي واهل بيتي باعتبار ان الذي يؤذي أهل البيت يكون قد أذى رسول الله ( ص) بدليل ما ورد في حق الزهراء (عليها السلام) (( من أذاها أذاني ) وفي حق امير المؤمنين (عليه السلام ) انه نفس رسول الله (ص ) ( انفسنا وأنفسكم ) وهكذا سائر الأئمة (عليهم السلام ) فيكون ما تعرض له الأئمة من أذى هو أذى لرسول الله (ص )
    والمصائب التي جرت على أهل البيت لم تجري على احد من الأنبياء قبله وتكفي رزية يوم عاشوراء شاهد على ذلك فكان يتأذى رسول الله بسبب المنافقين الذين يعلم بانهم سوف يكونوا أعداء وقتله لأهل بيته الطاهرين ,وسوف يكونوا سبب في ضلال الناس الى يوم القيامة.
    ولا يتصور احد ان المسالة انتهت بموت المنافقين في اول الزمان بل هي باقية ما دام لال محمد ع باقية فبالامس انكر من انكر على رسول الله ص وصيته واراد اطفاء نور الله باتهامه لرسول الله ص بانه يهجر وقال حسبنا كتاب الله حتى لايذكر اسم امير المؤمنين علي ع والائمة من اله مما تسبب بايذاء رسول الله ص واليوم اعيدت الكره وبنفس الطريقة في حق الكتاب الذي كتبه رسول الله ص العاصم للامة من الضلال فاذا كان عمر بن الخطاب قد اعترض على كتابة الكتاب حسدا لال علي ع فاليوم الامة انكرت الكتاب حسدا لال احمد المهدي ع .
    اسالكم بالله ما هو الفرق ما بين من اعترض على النبي ص وحاول منع كتابة الوصية الكتاب العاصم للامة من الضلال وما بين من انكرها بعد كتابتها هل يوجد فرق لا والذي رفع السماء بلا عمد لافرق بينهم .
    لذا اذكركم بقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا). (الأحزاب: 57) وقال سبحانه: ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ). (التوبة: 61) وقوله ص (( ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت )فالحذر ان يكون احدكم ممن اذى رسول الله ص في اهل بيته لان خصمه سيكون شفيعه يوم القيامة وتعسا لمن يكن خصمه شفيعه .
    والحمد لله وحده
    الشيخ نعيم الشمري
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎