الخطبة الاولى:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
بينا في الخطبة السابقة أن الغاية من الصلاة هو التوجه والانشغال بالله والعروج إليه، وبينا معنى التكبير في الصلاة، والتكبيرات السبع، والتكبيرات في نهاية الصلاة، ومعنى هيئة التكبير في الصلاة، وكذلك معنى هيئة الجلوس للسجود،والعديد من الامور الاخرى، وبينا حال من لا يتوجه لله في صلاته كيف وصفه الامام ع وأهل البيت ع، اليوم نبين علة الوضوء والاذان والقراءة في الصلاة وبقية الامور.
الملحق 5 من كتاب التوحيد [ عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن أبي عبد الله (ع)، قال: (قال: ما تروي هذه الناصبة ؟ فقلت: جعلت فداك فيماذا ؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: إنهم يقولون: إن ابي بن كعب رآه في النوم، فقال: كذبوا فإن دين الله عز وجل أعز من أن يرى في النوم، قال: فقال له سدير الصيرفي: جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا، فقال أبو عبد الله (ع): إن الله عز وجل لما عرج بنبيه إلى سماواته السبع أما اوليهن فبارك عليه، والثانية علمه فرضه فأنزل الله محملاً من نور فيه أربعون نوعاً من أنواع النور، كانت محدقة بعرش الله تغشي أبصار الناظرين، أما واحد منها فأصفر فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة ، وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة، وواحد منها أبيض فمن أجل ذلك ابيض البياض، والباقي على ساير عدد الخلق من النور والالوان في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضة، ثم عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجداً وقالت: سبوح قدوس ما أشبه هذا النور بنور ربنا، فقال جبرئيل (ع): الله أكبر الله أكبر، ثم فتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة فسلمت على النبي أفواجاً وقالت: يا محمد كيف أخوك إذا نزلت فاقرأه السلام، قال النبي : أفتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا، وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمساً - يعنون في كل وقت صلاة - وإنا لنصلي عليك وعليه.
[قال:] ثم زادني ربي أربعين نوعاً من أنواع النور لا يشبه النور الأول وزادني حلقاً وسلاسل وعرج بي إلى السماء الثانية، فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجداً وقالت: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ما أشبه هذا النور بنور ربنا ، فقال جبرئيل (ع): أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. فاجتمعت الملائكة وقالت: يا جبرئيل من هذا معك ؟ قال: هذا محمد ، قالوا: وقد بعث ؟ قال : نعم، قال النبي : فخرجوا إلي شبه المعانيق فسلموا علي وقالوا: اقرأ أخاك السلام، قلت: أ تعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمساً - يعنون في كل وقت صلاة - قال: ثم زادني ربي أربعين نوعاً من أنواع النور لا تشبه الأنوار الأولى، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة وخرت سجداً وقالت: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا ؟ فقال جبرئيل (ع): أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله. فاجتمعت الملائكة وقالت: مرحباً بالأول ومرحباً بالآخر ومرحباً بالحاشر ومرحباً بالناشر محمد خير النبيين وعلي خير الوصيين. قال النبي : ثم سلموا علي وسألوني عن أخي، قلت: هو في الأرض أ فتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد نحج البيت المعمور كل سنة وعليه رق أبيض فيه اسم محمد واسم علي والحسن والحسين [والأئمة] وشيعتهم إلى يوم القيامة، وإنا لنبارك عليهم كل يوم وليلة خمساً - يعنون في وقت كل صلاة - ويمسحون رؤوسهم بأيديهم.
قال: ثم زادني ربي أربعين نوعاً من أنواع النور لا تشبه تلك الأنوار الأولى، ثم عرج بي حتى انتهيت إلى السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئاً وسمعت دوياً كأنه في الصدور، فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء وخرجت إلي شبه المعانيق فقـال جبرئيل (ع): حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح. فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان، فقال جبرئيل (ع): قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة. فقالت الملائكة: هي لشيعته إلى يوم القيامة، ثم اجتمعت الملائكة وقالت: كيف تركت أخاك ؟ فقلت لهم: وتعرفونه ؟ قالوا: نعرفه وشيعته وهم نور حول عرش الله وإن في البيت المعمور لرقا من نور [فيه كتاب من نور] فيه اسم محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة وشيعتهم إلى يوم القيامة، لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل وإنه لميثاقنا وإنه ليُقرأ علينا كل يوم جمعة، ثم قيل لي: ارفع رأسك يا محمد، فرفعت رأسي فإذا أطباق السماء قد خرقت والحجب قد رفعت، ثم قال لي: طأطئ رأسك، أنظر ما ترى ؟ فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا وحرم مثل حرم هذا البيت لو ألقيت شيئاً من يدي لم يقع إلا عليه، فقيل لي: يا محمد إن هذا الحرم وأنت الحرام ولكل مثل مثال، ثم أوحى الله إلي: يا محمد ادنُ من صاد فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنا رسول الله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن، فتلقى رسول الله الماء بيده اليمنى فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين، ثم أوحى الله عز وجل إليه أن اغسل وجهك فإنك تنظر إلى عظمتي، ثم اغسل ذراعيك اليمنى واليسرى فإنك تلقى بيدك كلامي، ثم امسح رأسك بفضل ما بقي في يديك من الماء ورجليك إلى كعبيك فإني أبارك عليك وأوطيك موطئا لم يطأه أحد غيرك، فهذا علة الأذان والوضوء.
ثم أوحى الله عز وجل إليه: يا محمد استقبل الحجر الأسود وكبرني على عدد حجبي فمن أجل ذلك صار التكبير سبعاً؛ لأن الحجب سبع فافتتح عند انقطاع الحجب، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة والحجب متطابقة بينهن بحار النور وذلك النور الذي أنزله الله على محمد ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات لافتتاح الحجب ثلاث مرات، فصار التكبير سبعاً والافتتاح ثلاثاً، فلما فرغ من التكبير والافتتاح أوحى الله إليه سمِّ باسمي فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة ، ثم أوحى الله إليه أن احمدني، فلما قال: الحمد لله رب العالمين، قال النبي في نفسه شكراً، فأوحى الله عز وجل إليه قطعت حمدي فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين، فلما بلغ ولا الضالين قال النبي : الحمد لله رب العالمين شكراً ، فأوحى الله إليه قطعت ذكري فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة ثم أوحى الله عز وجل إليه : اقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾.
ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول الله : الواحد الأحد الصمد ، فأوحى الله إليه: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول الله : كذلك الله كذلك [الله] ربنا، فلما قال ذلك أوحى الله إليه: اركع لربك يا محمد، فركع فأوحى الله إليه وهو راكع قل: سبحان ربي العظيم ففعل ذلك ثلاثاً، ثم أوحى الله إليه: أن ارفع رأسك يا محمد، ففعل رسول الله فقام منتصباً فأوحى الله عز وجل إليه: أن اسجد لربك يا محمد، فخر رسول الله ساجداً، فأوحى الله عز وجل إليه قل: سبحان ربي الأعلى، ففعل ذلك ثلاثاً، ثم أوحى الله إليه: استو جالساً يا محمد، ففعل فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالساً نظر إلى عظمته تجلت له فخر ساجداً من تلقاء نفسه لا لأمر أُمر به فسبح أيضا ثلاثاً، فأوحى الله إليه: انتصب قائماً، ففعل فلم ير ما كان رأى من العظمة فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة وسجدتين. ]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في الخطبة الثانية ان شاء الله
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
نكمل ان شاء الله من حيث توقفنا...
[ ثم أوحى الله عز وجل إليه: اقرأ بالحمد لله، فقرأها مثل ما قرأ أولاً، ثم أوحى الله عز وجل: إليه اقرأ إنا أنزلناه فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة، وفعل في الركوع مثل ما فعل في المرة الأولى ثم سجد سجدة واحدة، ثم أوحى الله إليه: ارفع رأسك يا محمد ثبتك ربك، فلما ذهب ليقوم قيل: يا محمد اجلس، فجلس فأوحى الله إليه يا محمد إذا ما أنعمت عليك فسمِّ باسمي فأُلهم أن قال: بسم الله وبالله ولا إله إلا الله والأسماء الحسنى كلها لله، ثم أوحى الله إليه: يا محمد صل على نفسك وعلى أهل بيتك، فقال: صلى الله علي وعلى أهل بيتي، وقد فعل، ثم التفت فإذا بصفوف من الملائكة والمرسلين والنبيين فقيل: يا محمد سلم عليهم، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فأوحى الله إليه: أن السلام والتحية والرحمة والبركات أنت وذريتك.
ثم أوحى الله إليه أن لا يلتفت يساراً وأول آية سمعها بعد قل هو الله أحد وإنا أنزلناه آية أصحاب اليمين و أصحاب الشمال فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة، ومن أجل ذلك كان التكبير في السجود شكراً وقوله: سمع الله لمن حمده لأن النبي سمع ضجة الملائكة بالتسبيح والتحميد والتهليل، فمن أجل ذلك قال: سمع الله لمن حمده، ومن أجل ذلك صارت الركعتان الأوليان كلما أحدث فيهما حدثا كان على صاحبهما إعادتهما فهذا الفرض الأول في صلاة الزوال يعني صلاة الظهر). الكافي ج3 ص482 – 486.
(....... فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالساً نظر إلى عظمته تجلت له فخر ساجداً من تلقاء نفسه لا لأمر أُمر به .......):
هذه الكلمات تبين بوضوح ملازمة السجود الحقيقي للمعرفة.
(... ثم اجتمعت الملائكة وقالت كيف: تركت أخاك ؟ فقلت لهم: وتعرفونه ؟ قالوا: نعرفه وشيعته وهم نور حول عرش الله وإن في البيت المعمور لرقا من نور [فيه كتاب من نور] فيه اسم محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة وشيعتهم إلى يوم القيامة لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل وإنه لميثاقنا وإنه ليُقرأ علينا كل يوم جمعة ....) :
وشيعة علي هنا الذين لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل هم الأئمة والمهديون حجج الله من ولد علي (ع)، فهم النور الذي حول العرش وأسماؤهم مكتوبة في رق من نور وموضوعة في البيت المعمور الذي هو قبلة الملائكة، والذي ورد في الروايات أن الكعبة إنما هي صُورَة له صُوِرت للناس في الأرض، وكون هذه الأسماء أي أسماء الأئمة والمهديين هي ميثاق الملائكة، ويقرأ عليهم كل يوم جمعة يبين بوضوح تام أن هذه الأسماء متعلقة بسجودهم وباستغفارهم عن اعتراضهم عندما أمروا بالسجود، بل وبحسب العلاقة بين البيت المعمور والكعبة وبحسب هذه الرواية المباركة تعرف أن السجود إلى الكعبة إنما لعلة وجود نور هذه الأسماء فيها ، والذي أشار له بوضوح تام ولادة علي بن أبي طالب (ع) في الكعبة ووضع الحجر الذي أودع العهد والميثاق في ركنها.
(.... ثم أوحى الله عز وجل إليه: يا محمد استقبل الحجر الأسود وكبرني على عدد حجبي، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعاً لأن الحجب سبع ......) :
التكبيرات السبع في الصلاة معروفة للمؤمنين وهي تكبيرة الإحرام وست تكبيرات تفتتح بها الصلاة.
أما كون الحجر الأسود بالخصوص من الكعبة هو الذي أمر الله محمداً باستقباله فلأن الحجر يشير إلى المهدي، والمهدي أو يوسف آل محمد هو قبلة محمد وآل محمد ، فكلهم قد بشروا به وشاركوا في تهيئة الطريق لإقامة دولة العدل الإلهي التي سيقيمها المهدي. ]
هذه ليست العلاقة الاولى التي تكون بين الرسول ص واليماني ع التي تمثلت بالحجر، بل كذلك في الرواية التي قرئناها هناك علاقة وردت...
[ يا محمد ادنُ من صاد فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنا رسول الله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن... ]
نقرأ لكم ما بينه الامام ع بخصوص (ص)...
الجواب المنير ج6 من السؤال 522 [ ج س1: قال تعالى: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾.
(ص): هو حرف من الحروف المقطعة، وهو يشير إلى أحد الأئمة، وهذا أمر بيّنته سابقاً، وهو أنّ كل حرف منها يشير إلى أحد المعصومين (ع).
و(ص): هو اسم نهر في الجنة، وهو نهر ماء الحياة والعلم الذي يحيي القلوب والأرواح، وإذا شاء الله له التجلي والظهور والنبع في هذا العالم يكون سبباً أيضاً لحياة الأجساد الميتة كما حصل لحوت موسى ويوشع (عليهما السلام) عندما نسياه بقرب العبد الصالح، فكان نبع ماء الحياة أو العلم الذي ظهر بقرب الحوت في تلك اللحظة سبباً في حياته واتخاذه سبيلاً في البحر سرباً، وكانت هذه إشارة وآية أيضاً لموسى (ع) يعرف من خلالها العبد الصالح الذي يحيي القلوب بنبع الحياة ونهر الحياة والعلم. ... ]
الجواب المنير ج3 س226 [ وأخيراً نصيحتي لك أن تجعل جهدك وهمّك في الباب الذي ابتليت به اليوم وستُسأل عنه غداً.
قال الصادق ع: (الركن اليماني باب من أبواب الجنة لم يغلقه الله منذ فتحه).
وقال ع: (الركن اليماني بابنا الذي ندخل منه الجنة ، وفيه نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد). ]
مقدمة المتشابهات ج4 [ وأنا ص ونهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد ]
بيان الحق والسداد ج1 [ ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾. و (ص) نهر يجري من العرش . واليماني هو الحجر، والركن اليماني نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد ، فهذا النهر هو ذاك يبدأ من العرش ويمر بالجنة وينتهي إلى الأرض وهو اليماني، والذي قال عنه رسول الله في الوصية: (أسمه أحمد وعبد الله والمهدي)، حيث إنّ المهدي هو اليماني ووزير الإمام المهدي ع، فالإمام المهدي ع يسمى بالمهدي، وأيضاً اليماني يسمى بالمهدي كما في وصية رسول الله . ... والآن لنقرأ قوله تعالى فيما يخص (ص) أو المهدي: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ * كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ * وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾ ]
وهناك علاقة ثالثة بينها الامام ع...
الجواب المنير ج5 من جواب السؤال 487 [...أصحاب الكساء اليماني؛ وهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين... الخمسة صلوات الله عليهم جمعهم الكساء اليماني الذي تغطوا به، والرسول محمد (ص) شفي بعد أن تغطى بالكساء اليماني، وهذا الشفاء إشارة إلى أن صلاح الدين الإسلامي المحمدي بعد خرابه باليماني... ]
بيان الامام أحمد الحسن ع إلى الانصار [ ...والكساء اليماني الذي به شفاء الخمسة أصحاب الكساء (ع) فبه يجبر ضلع الزهراء (ع) المكسور ويسكن دم الحسين (ع) الذي يفور ، وبنصره ينتصرون وبحكمه يحكمون... ]
اللهم مكن لقائم آل محمد ص في القريب العاجل وهيء له انصاره وعجل له اخذ ثأر ضلع الزهراء المكسور ودم الحسين الذي يفور برحمتك يا ارحم الراحمين.
نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...
اللهم وأحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، حتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا عدل إلا زهر، واجعلنا يا رب من أعوانه، وممن يقوي سلطانه، والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله، والمسلمين لأحكامه، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك. أنت يا رب الذي تكشف السوء، وتجيب المضطر إذا دعاك، وتنجي من الكرب العظيم، فاكشف الضر عن وليك، واجعله خليفتك في أرضك كما ضمنت له. اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمد، ولا تجعلنا من أعداء آل محمد، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد، فاني أعوذ بك من ذلك، فأعذني وأستجير بك فأجرني. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (1) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3).
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
بينا في الخطبة السابقة أن الغاية من الصلاة هو التوجه والانشغال بالله والعروج إليه، وبينا معنى التكبير في الصلاة، والتكبيرات السبع، والتكبيرات في نهاية الصلاة، ومعنى هيئة التكبير في الصلاة، وكذلك معنى هيئة الجلوس للسجود،والعديد من الامور الاخرى، وبينا حال من لا يتوجه لله في صلاته كيف وصفه الامام ع وأهل البيت ع، اليوم نبين علة الوضوء والاذان والقراءة في الصلاة وبقية الامور.
الملحق 5 من كتاب التوحيد [ عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن أبي عبد الله (ع)، قال: (قال: ما تروي هذه الناصبة ؟ فقلت: جعلت فداك فيماذا ؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: إنهم يقولون: إن ابي بن كعب رآه في النوم، فقال: كذبوا فإن دين الله عز وجل أعز من أن يرى في النوم، قال: فقال له سدير الصيرفي: جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا، فقال أبو عبد الله (ع): إن الله عز وجل لما عرج بنبيه إلى سماواته السبع أما اوليهن فبارك عليه، والثانية علمه فرضه فأنزل الله محملاً من نور فيه أربعون نوعاً من أنواع النور، كانت محدقة بعرش الله تغشي أبصار الناظرين، أما واحد منها فأصفر فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة ، وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة، وواحد منها أبيض فمن أجل ذلك ابيض البياض، والباقي على ساير عدد الخلق من النور والالوان في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضة، ثم عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجداً وقالت: سبوح قدوس ما أشبه هذا النور بنور ربنا، فقال جبرئيل (ع): الله أكبر الله أكبر، ثم فتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة فسلمت على النبي أفواجاً وقالت: يا محمد كيف أخوك إذا نزلت فاقرأه السلام، قال النبي : أفتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا، وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمساً - يعنون في كل وقت صلاة - وإنا لنصلي عليك وعليه.
[قال:] ثم زادني ربي أربعين نوعاً من أنواع النور لا يشبه النور الأول وزادني حلقاً وسلاسل وعرج بي إلى السماء الثانية، فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجداً وقالت: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ما أشبه هذا النور بنور ربنا ، فقال جبرئيل (ع): أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. فاجتمعت الملائكة وقالت: يا جبرئيل من هذا معك ؟ قال: هذا محمد ، قالوا: وقد بعث ؟ قال : نعم، قال النبي : فخرجوا إلي شبه المعانيق فسلموا علي وقالوا: اقرأ أخاك السلام، قلت: أ تعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمساً - يعنون في كل وقت صلاة - قال: ثم زادني ربي أربعين نوعاً من أنواع النور لا تشبه الأنوار الأولى، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة وخرت سجداً وقالت: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا ؟ فقال جبرئيل (ع): أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله. فاجتمعت الملائكة وقالت: مرحباً بالأول ومرحباً بالآخر ومرحباً بالحاشر ومرحباً بالناشر محمد خير النبيين وعلي خير الوصيين. قال النبي : ثم سلموا علي وسألوني عن أخي، قلت: هو في الأرض أ فتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد نحج البيت المعمور كل سنة وعليه رق أبيض فيه اسم محمد واسم علي والحسن والحسين [والأئمة] وشيعتهم إلى يوم القيامة، وإنا لنبارك عليهم كل يوم وليلة خمساً - يعنون في وقت كل صلاة - ويمسحون رؤوسهم بأيديهم.
قال: ثم زادني ربي أربعين نوعاً من أنواع النور لا تشبه تلك الأنوار الأولى، ثم عرج بي حتى انتهيت إلى السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئاً وسمعت دوياً كأنه في الصدور، فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء وخرجت إلي شبه المعانيق فقـال جبرئيل (ع): حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح. فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان، فقال جبرئيل (ع): قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة. فقالت الملائكة: هي لشيعته إلى يوم القيامة، ثم اجتمعت الملائكة وقالت: كيف تركت أخاك ؟ فقلت لهم: وتعرفونه ؟ قالوا: نعرفه وشيعته وهم نور حول عرش الله وإن في البيت المعمور لرقا من نور [فيه كتاب من نور] فيه اسم محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة وشيعتهم إلى يوم القيامة، لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل وإنه لميثاقنا وإنه ليُقرأ علينا كل يوم جمعة، ثم قيل لي: ارفع رأسك يا محمد، فرفعت رأسي فإذا أطباق السماء قد خرقت والحجب قد رفعت، ثم قال لي: طأطئ رأسك، أنظر ما ترى ؟ فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا وحرم مثل حرم هذا البيت لو ألقيت شيئاً من يدي لم يقع إلا عليه، فقيل لي: يا محمد إن هذا الحرم وأنت الحرام ولكل مثل مثال، ثم أوحى الله إلي: يا محمد ادنُ من صاد فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنا رسول الله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن، فتلقى رسول الله الماء بيده اليمنى فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين، ثم أوحى الله عز وجل إليه أن اغسل وجهك فإنك تنظر إلى عظمتي، ثم اغسل ذراعيك اليمنى واليسرى فإنك تلقى بيدك كلامي، ثم امسح رأسك بفضل ما بقي في يديك من الماء ورجليك إلى كعبيك فإني أبارك عليك وأوطيك موطئا لم يطأه أحد غيرك، فهذا علة الأذان والوضوء.
ثم أوحى الله عز وجل إليه: يا محمد استقبل الحجر الأسود وكبرني على عدد حجبي فمن أجل ذلك صار التكبير سبعاً؛ لأن الحجب سبع فافتتح عند انقطاع الحجب، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة والحجب متطابقة بينهن بحار النور وذلك النور الذي أنزله الله على محمد ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات لافتتاح الحجب ثلاث مرات، فصار التكبير سبعاً والافتتاح ثلاثاً، فلما فرغ من التكبير والافتتاح أوحى الله إليه سمِّ باسمي فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة ، ثم أوحى الله إليه أن احمدني، فلما قال: الحمد لله رب العالمين، قال النبي في نفسه شكراً، فأوحى الله عز وجل إليه قطعت حمدي فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين، فلما بلغ ولا الضالين قال النبي : الحمد لله رب العالمين شكراً ، فأوحى الله إليه قطعت ذكري فسم باسمي فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة ثم أوحى الله عز وجل إليه : اقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾.
ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول الله : الواحد الأحد الصمد ، فأوحى الله إليه: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول الله : كذلك الله كذلك [الله] ربنا، فلما قال ذلك أوحى الله إليه: اركع لربك يا محمد، فركع فأوحى الله إليه وهو راكع قل: سبحان ربي العظيم ففعل ذلك ثلاثاً، ثم أوحى الله إليه: أن ارفع رأسك يا محمد، ففعل رسول الله فقام منتصباً فأوحى الله عز وجل إليه: أن اسجد لربك يا محمد، فخر رسول الله ساجداً، فأوحى الله عز وجل إليه قل: سبحان ربي الأعلى، ففعل ذلك ثلاثاً، ثم أوحى الله إليه: استو جالساً يا محمد، ففعل فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالساً نظر إلى عظمته تجلت له فخر ساجداً من تلقاء نفسه لا لأمر أُمر به فسبح أيضا ثلاثاً، فأوحى الله إليه: انتصب قائماً، ففعل فلم ير ما كان رأى من العظمة فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة وسجدتين. ]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في الخطبة الثانية ان شاء الله
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
نكمل ان شاء الله من حيث توقفنا...
[ ثم أوحى الله عز وجل إليه: اقرأ بالحمد لله، فقرأها مثل ما قرأ أولاً، ثم أوحى الله عز وجل: إليه اقرأ إنا أنزلناه فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة، وفعل في الركوع مثل ما فعل في المرة الأولى ثم سجد سجدة واحدة، ثم أوحى الله إليه: ارفع رأسك يا محمد ثبتك ربك، فلما ذهب ليقوم قيل: يا محمد اجلس، فجلس فأوحى الله إليه يا محمد إذا ما أنعمت عليك فسمِّ باسمي فأُلهم أن قال: بسم الله وبالله ولا إله إلا الله والأسماء الحسنى كلها لله، ثم أوحى الله إليه: يا محمد صل على نفسك وعلى أهل بيتك، فقال: صلى الله علي وعلى أهل بيتي، وقد فعل، ثم التفت فإذا بصفوف من الملائكة والمرسلين والنبيين فقيل: يا محمد سلم عليهم، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فأوحى الله إليه: أن السلام والتحية والرحمة والبركات أنت وذريتك.
ثم أوحى الله إليه أن لا يلتفت يساراً وأول آية سمعها بعد قل هو الله أحد وإنا أنزلناه آية أصحاب اليمين و أصحاب الشمال فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة، ومن أجل ذلك كان التكبير في السجود شكراً وقوله: سمع الله لمن حمده لأن النبي سمع ضجة الملائكة بالتسبيح والتحميد والتهليل، فمن أجل ذلك قال: سمع الله لمن حمده، ومن أجل ذلك صارت الركعتان الأوليان كلما أحدث فيهما حدثا كان على صاحبهما إعادتهما فهذا الفرض الأول في صلاة الزوال يعني صلاة الظهر). الكافي ج3 ص482 – 486.
(....... فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالساً نظر إلى عظمته تجلت له فخر ساجداً من تلقاء نفسه لا لأمر أُمر به .......):
هذه الكلمات تبين بوضوح ملازمة السجود الحقيقي للمعرفة.
(... ثم اجتمعت الملائكة وقالت كيف: تركت أخاك ؟ فقلت لهم: وتعرفونه ؟ قالوا: نعرفه وشيعته وهم نور حول عرش الله وإن في البيت المعمور لرقا من نور [فيه كتاب من نور] فيه اسم محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة وشيعتهم إلى يوم القيامة لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل وإنه لميثاقنا وإنه ليُقرأ علينا كل يوم جمعة ....) :
وشيعة علي هنا الذين لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل هم الأئمة والمهديون حجج الله من ولد علي (ع)، فهم النور الذي حول العرش وأسماؤهم مكتوبة في رق من نور وموضوعة في البيت المعمور الذي هو قبلة الملائكة، والذي ورد في الروايات أن الكعبة إنما هي صُورَة له صُوِرت للناس في الأرض، وكون هذه الأسماء أي أسماء الأئمة والمهديين هي ميثاق الملائكة، ويقرأ عليهم كل يوم جمعة يبين بوضوح تام أن هذه الأسماء متعلقة بسجودهم وباستغفارهم عن اعتراضهم عندما أمروا بالسجود، بل وبحسب العلاقة بين البيت المعمور والكعبة وبحسب هذه الرواية المباركة تعرف أن السجود إلى الكعبة إنما لعلة وجود نور هذه الأسماء فيها ، والذي أشار له بوضوح تام ولادة علي بن أبي طالب (ع) في الكعبة ووضع الحجر الذي أودع العهد والميثاق في ركنها.
(.... ثم أوحى الله عز وجل إليه: يا محمد استقبل الحجر الأسود وكبرني على عدد حجبي، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعاً لأن الحجب سبع ......) :
التكبيرات السبع في الصلاة معروفة للمؤمنين وهي تكبيرة الإحرام وست تكبيرات تفتتح بها الصلاة.
أما كون الحجر الأسود بالخصوص من الكعبة هو الذي أمر الله محمداً باستقباله فلأن الحجر يشير إلى المهدي، والمهدي أو يوسف آل محمد هو قبلة محمد وآل محمد ، فكلهم قد بشروا به وشاركوا في تهيئة الطريق لإقامة دولة العدل الإلهي التي سيقيمها المهدي. ]
هذه ليست العلاقة الاولى التي تكون بين الرسول ص واليماني ع التي تمثلت بالحجر، بل كذلك في الرواية التي قرئناها هناك علاقة وردت...
[ يا محمد ادنُ من صاد فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنا رسول الله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن... ]
نقرأ لكم ما بينه الامام ع بخصوص (ص)...
الجواب المنير ج6 من السؤال 522 [ ج س1: قال تعالى: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾.
(ص): هو حرف من الحروف المقطعة، وهو يشير إلى أحد الأئمة، وهذا أمر بيّنته سابقاً، وهو أنّ كل حرف منها يشير إلى أحد المعصومين (ع).
و(ص): هو اسم نهر في الجنة، وهو نهر ماء الحياة والعلم الذي يحيي القلوب والأرواح، وإذا شاء الله له التجلي والظهور والنبع في هذا العالم يكون سبباً أيضاً لحياة الأجساد الميتة كما حصل لحوت موسى ويوشع (عليهما السلام) عندما نسياه بقرب العبد الصالح، فكان نبع ماء الحياة أو العلم الذي ظهر بقرب الحوت في تلك اللحظة سبباً في حياته واتخاذه سبيلاً في البحر سرباً، وكانت هذه إشارة وآية أيضاً لموسى (ع) يعرف من خلالها العبد الصالح الذي يحيي القلوب بنبع الحياة ونهر الحياة والعلم. ... ]
الجواب المنير ج3 س226 [ وأخيراً نصيحتي لك أن تجعل جهدك وهمّك في الباب الذي ابتليت به اليوم وستُسأل عنه غداً.
قال الصادق ع: (الركن اليماني باب من أبواب الجنة لم يغلقه الله منذ فتحه).
وقال ع: (الركن اليماني بابنا الذي ندخل منه الجنة ، وفيه نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد). ]
مقدمة المتشابهات ج4 [ وأنا ص ونهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد ]
بيان الحق والسداد ج1 [ ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾. و (ص) نهر يجري من العرش . واليماني هو الحجر، والركن اليماني نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد ، فهذا النهر هو ذاك يبدأ من العرش ويمر بالجنة وينتهي إلى الأرض وهو اليماني، والذي قال عنه رسول الله في الوصية: (أسمه أحمد وعبد الله والمهدي)، حيث إنّ المهدي هو اليماني ووزير الإمام المهدي ع، فالإمام المهدي ع يسمى بالمهدي، وأيضاً اليماني يسمى بالمهدي كما في وصية رسول الله . ... والآن لنقرأ قوله تعالى فيما يخص (ص) أو المهدي: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ * كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ * وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾ ]
وهناك علاقة ثالثة بينها الامام ع...
الجواب المنير ج5 من جواب السؤال 487 [...أصحاب الكساء اليماني؛ وهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين... الخمسة صلوات الله عليهم جمعهم الكساء اليماني الذي تغطوا به، والرسول محمد (ص) شفي بعد أن تغطى بالكساء اليماني، وهذا الشفاء إشارة إلى أن صلاح الدين الإسلامي المحمدي بعد خرابه باليماني... ]
بيان الامام أحمد الحسن ع إلى الانصار [ ...والكساء اليماني الذي به شفاء الخمسة أصحاب الكساء (ع) فبه يجبر ضلع الزهراء (ع) المكسور ويسكن دم الحسين (ع) الذي يفور ، وبنصره ينتصرون وبحكمه يحكمون... ]
اللهم مكن لقائم آل محمد ص في القريب العاجل وهيء له انصاره وعجل له اخذ ثأر ضلع الزهراء المكسور ودم الحسين الذي يفور برحمتك يا ارحم الراحمين.
نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...
اللهم وأحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، حتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا عدل إلا زهر، واجعلنا يا رب من أعوانه، وممن يقوي سلطانه، والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله، والمسلمين لأحكامه، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك. أنت يا رب الذي تكشف السوء، وتجيب المضطر إذا دعاك، وتنجي من الكرب العظيم، فاكشف الضر عن وليك، واجعله خليفتك في أرضك كما ضمنت له. اللهم ولا تجعلنا من خصماء آل محمد، ولا تجعلنا من أعداء آل محمد، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد، فاني أعوذ بك من ذلك، فأعذني وأستجير بك فأجرني. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
هذا والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (1) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3).