جانب من خطبة الجمعة 16 رمضان 1436 ، 3 7 2015 (الطعام – الصيام8)
الخطبة الاولى:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
كل عام وأنتم بخير بمناسبة مولد الامام الحسن المجتبى عليه السلام البارحة، اسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يعيد هذه المناسبة علينا إلا بالثبات والتمكين لقائم آل محمد ص.
سنتطرق ان شاء الله في هذه الخطبة لموضوع دائما يقرن مع الصيام ألا وهو الطعام
سنذكر كلمات الامام ع في ما يخص هذا الموضوع ان شاء الله
الجواب المنير ج1 من السؤال2 ]قال عيسى (ع): (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم ولكن بكلمة الله)، وأنا عبد الله أقول لكم بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى[
مع العبد الصالح ج1 ص(83،84( ] سألت العبد الصالح (ع) عن ذلك، فقلت: بالطعام يموت ابن آدم، قد نُسأل ما هو المراد من الطعام الذي يميت ابن آدم.
فأجابني (ع): (نعم، الطعام هو ما يسدّ شهوة فروج الإنسان، فللفم طعام، وللعورة طعام، وللعين طعام ، وللأذن طعام. وهذا الطعام له حد وقانون، فالأكل الحلال للقوة يتقوى به الإنسان على طاعة الله هذا يحيي الإنسان؛ لأنه سبب لحياة روحه بالذكر الذي تقوّى عليه بهذا الطعام. وسد شهوة العورة بالحلال كذلك، وطعام العين النافع مثل النظر إلى القرآن وإلى حجة الله أو حتى النظر إلى مآل أعداء الله والاعتبار يحيي الإنسان، وأيضاً طعام الأذن النافع مثل سماع القرآن يحيي الإنسان.
أما إن كان الإنسان يأكل دون حساب لكم أو كيف أو نوع، أو يسد شهوة عورته بما يشاء دون حساب أيضاً لكيف وأين ومتى ومع من، وينظر لما يشاء ولمن يشاء دون حساب لما يريده الله ، وأيضاً يسمع ما يشاء، فهذا الإنسان يهلك نفسه بهذا الطعام الذي يطعم به فمه وعورته وعينه وأذنه. فالطعام دون أن يحسب الله سبحانه وتعالى يقتل الإنسان ويسبب هلاك الإنسان، فبالطعام يموت ابن آدم [ (
رحلة موسى ع إلى مجمع البحرين ص40 ]﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً﴾.
لولا أن موسى(ع) ﴿قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً﴾ لاستمر العبد الصالح مع موسى(ع) ، وإن اعترض موسى ينبهه فقط كما في المرتين الأولى والثانية.
ولكن في النهاية كان لابد للعبد الصالح الذي لم يكن من هذا العالم ولم يكن يأكل الطعام أن يغادر موسى(ع) ويوشعاً (ع) اللذين أخذ منهما الجوع مأخذه ليأخذا قسطهما من الراحة والطعام ، فهما قد بدءا رحلتهما مع العبد الصالح وهما في غاية التعب والجوع ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً﴾ أي إنّ غدائهما ذهب في البحر ولم يأكلا منه شيئاً واستمرا في الرحلة من دون طعام؛ لأن العبد الصالح لم يكن يأكل الطعام فلم يكن أمام موسى (ع) إلا الجوع وفي الجوع خير كثير؛
قال الصادق (ع): (إن البطن ليطغى من الملة ، وأقرب ما يكون العبد من الله تعالى إذا خف بطنه ، وأبغض ما يكون العبد من الله تعالى إذا امتلأ بطنه).
وقال الصادق(ع): (أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا ما خف بطنه).
ففي كون زاد موسى ويوشع في هذه الرحلة هو الجوع حكمة إلهية، وفي نهاية الرحلة وحلقتها الثالثة والأخيرة لم يجد موسى (ع) ويوشع (ع) إلا طلب الطعام من أهل القرية ليتمكنا من الاستمرار مع العالم ويقويا على التحرك معه ﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا﴾، وحتى إن موسى (ع) ولأن الجوع قد أرهقه لم يستطع أن يسكت وأعاد طلبه للطعام مرة أخرى عندما بنى العبد الصالح الجدار فقال له لو أنك طلبت منهم مقابلاً لهذا البناء طعاماً لي وليوشع (ع) ﴿ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً﴾، عندها لم يكن أمام العالم (العبد الصالح) إلا مغادرة موسى(ع) ويوشع (ع) لأنهما أرهقا من الجوع والتعب.
عن أبي عبد الله (ع) في قول موسى لفتاه: ﴿آتِنا غَداءَنا﴾، وقوله: ﴿رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾، فقال: (إنما عنى الطعام).
[ وقال أبو عبد الله (ع): (إن موسى (ع) لذو جوعات).
ولأن الاسبوع المقبل يصادف ذكرى استشهاد أمير المؤمنين ع سوف نذكر كلماته ع في ما يخص موضوعنا ان شاء الله...
نهج البلاغه ج3 ص68 ( ٤٥ - (ومن كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وهو عامله على البصرة وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها)
أما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو.
وغنيهم مدعو. فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدى به ويستضئ بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه.
ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد، وعقة وسداد. فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا، ولا ادخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا. بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين. ونعم الحكم الله. وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب أخبارها، وحفرة لو زيد في فسحتها وأوسعت يدا حافرها لاضغطها الحجر والمدر، وسد فرجها التراب المتراكم، وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق. ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة. ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى؟ أو أكون كما قال القائل - وحسبك داء أن تبيت ببطنة * وحولك أكباد تحن إلى القد
أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش. فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكترش من أعلافها وتلهو عما يراد بها. أو أترك سدى أو أهمل عابثا، أو أجر حبل الضلالة، أو أعتسف طريق المتاهة.
وكأني بقائلكم يقول إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الاقران ومنازلة الشجعان. ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا، والروائع الخضرة أرق جلودا، والنباتات البدوية أقوى وقودا وأبطأ خمودا، وأنا من رسول الله كالصنو من الصنو والذراع من العضد. والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها، وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المركوس حتى تخرج المدرة من بين حب الحصيد
إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، وأفلت من حبائلك، واجتنبت الذهاب في مداحضك. أين القرون الذين غررتهم بمداعبك أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك. هاهم رهائن القبور ومضامين اللحود. والله لو كنت شخصا مرئيا وقالبا حسيا لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني وأمم ألقيتهم في المهاوي، وملوك أسلمتهم إلى التلف وأوردتهم موارد البلاء إذ لا ورد ولا صدر. هيهات من وطئ دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن أزور عن حبائلك وفق. والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه. اعزبي عني.
فوالله لا أذل لك فتستذليني، ولا أسلس لك فتقوديني. وأيم الله يمينا أستثني فيها بمشيئة الله لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع بالملح مأدوما، ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها. أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض ويأكل علي من زاده فيهجع ؟.
قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية
طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها، وعركت بجنبها بؤسها.
وهجرت في الليل غمضها حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم. وهمهمت بذكر ربهم شفاههم، وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم " أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون "
فاتق الله يا ابن حنيف ولتكفك أقراصك ليكون من النار خلاصك )
بحار الانوار ص276 ج42 ( قالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لما كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قدمت إليه عند إفطاره طبقا فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن وملح جريش، فلما فرغ من صلاته أقبل على فطوره، فلما نظر إليه وتأمله حرك رأسه وبكى بكاءا شديدا عاليا، وقال: يا بنية ما ظننت أن بنتا تسوء أباها كما قد أسأت أنت إلي، قالت: وماذا يا أباه؟ قال: يا بنية أتقدمين إلى أبيك إدامين في فرد طبق واحد؟ أتريدين أن يطول وقوفي غدا بين يدي الله عز وجل يوم القيامة أنا أريد أن أتبع أخي وابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله ما قدم إليه إدامان في طبق واحد إلى أن قبضه الله، يا بنية ما من رجل طاب مطعمه ومشربه وملبسه إلا طال وقوفه بين يدي الله عز وجل يوم القيامة، يا بنية إن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وقد أخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله أن جبرئيل عليه السلام نزل إليه ومعه مفاتيح كنوز الأرض وقال: يا محمد السلام يقرؤك السلام ويقول لك: إن شئت صيرت معك جبال تهامة ذهبا وفضة، وخذ هذه مفاتيح كنوز الأرض ولا ينقص ذلك من حظك يوم القيامة، قال: يا جبرئيل وما يكون بعد ذلك؟ قال: الموت، فقال: إذا لا حاجة لي في الدنيا، دعني أجوع يوما وأشبع يوما، فاليوم الذي أجوع فيه أتضرع إلى ربي وأسأله، واليوم الذي أشبع فيه أشكر ربي وأحمده، فقال له جبرئيل: وفقت لكل خير يا محمد.
ثم قال عليه السلام: يا بنية الدنيا دار غرور ودار هوان، فمن قدم شيئا وجده، يا بنية والله لا آكل شيئا حتى ترفعين أحد الإدامين، فلما رفعته تقدم إلى الطعام فأكل قرصا واحدا بالملح الجريش، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قام إلى صلاته فصلى ولم يزل راكعا وساجدا ومبتهلا ومتضرعا إلى الله سبحانه... )
هذا والحمدلله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر (2) إن شانئك هو الابتر(3)
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
تم تغطية كل كتاب الصيام من كتاب شرائع الاسلام، وبقي فقط اللواحق والتي سنتطرق لها اليوم ان شاء الله.
شرائع الاسلام ] النظر الثالث : في اللواحق
وفيه مسائل:
الأولى: المرض الذي يجب معه الإفطار ما يخاف به الزيادة بالصيام، ويبني في ذلك على ما يعلمه من نفسه أو يظنه لأمارة كقول الطبيب العارف، ولو صام مع تحقق الضرر متكلفاً قضاه.
الثانية: المسافر إذا اجتمعت فيه شرائط القصر وجب، ولو صام عالماً بوجوبه قضاه، وإن كان جاهلاً لم يقض.
الثالثة: الشرائط المعتبرة في قصر الصلاة معتبرة في قصر الصيام، ويكفي خروجه قبل الزوال، وكل سفر يجب قصر الصلاة فيه يجب قصر الصيام.
الرابعة: الذين يلزمهم إتمام الصلاة سفراً يلزمهم الصيام، وهم الذين سفرهم أكثر من حضرهم.
الخامسة: لا يفطر المسافر حتى يخفى عليه آذان مصره (1)، فلو أفطر قبل ذلك كان عليه مع القضاء الكفارة.
السادسة: الهم والكبيرة وذو العطاش (2) يفطرون في رمضان ويتصدقون عن كل يوم بمد من طعام، ثم إن أمكن القضاء وجب وإلا سقط. وإن عجز الشيخ والشيخة سقط التكفير، كما يسقط الصيام.
السابعة: الحامل المقرب (3)، والمرضع القليلة اللبن يجوز لهما الإفطار في رمضان، وتقضيان مع الصدقة عن كل يوم بمد من طعام.
الثامنة: من نام في رمضان واستمر نومه، فإن كان نوى الصيام فلا قضاء عليه وإن لم ينو فعليه القضاء. والمجنون والمغمى عليه لا يجب على أحدهما القضاء، سواء عرض ذلك أياماً أو بعض أيام ، وسواء سبقت منهما النية أو لم تسبق ، وسواء عولج بما يفطر أو لم يعالج.
التاسعة: من يسوغ له الإفطار في شهر رمضان يكره له التملي من الطعام والشراب، وكذا الجماع.
1 مصره (بلده)
2 والهم (الشيخ الكبير) والكبيرة وذو العطاش (كل مريض يضره العطش)
س/ ومن كان حكمه التكفير والتصدق بمد من طعام وهو لا يمكنه دفع ذلك لفقره، فما هو حكمه ؟
ج/ الاستغفار.
3 والحامل المقرب (التي اقترب وضعها)،
س/ والمجنون والمغمى عليه، هل يقضيان ما فاتهما من صيام ؟
ج/ لا يجب على أحدهما القضاء، سواء عرض ذلك (أي الجنون والإغماء) أياماً أو أبعاض أيام، وسواء سبقت منهما النية لصوم رمضان أو لم تسبق، وسواء عولج بما يفطر (كالأكل والشرب والحقنة بالمائع) أو لم يعالج به بل عولج بغير المفطر (كالتبخير والكي وما شابه).
نختم بهذا الدعاء ان شاء الله... هذا الدعاء هو عبارة عن رواية نقرائها باذن الله...
بحار الانوار ج52 ص391 ]قال أمير المؤمنين عليه السلام: كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة على فرس محجل له شمراخ يزهر (( الامام ع بين في كتاب العجل أن الشمراخ تعني العمود الطويل – وهناك رواية أخرى تصف هذا الفرس بأنه أبقع أي مبقع كما بين الامام ع – فيقول الامام ع أن معنى الحديث أنه يركب دبابة ))، يدعو ويقول في دعائه:
لا اله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا، اللهم معز كل مؤمن وحيد، ومذل كل جبار عنيد، أنت كنفي حين تعييني المذاهب، وتضيق علي الأرض بما رحبت.
اللهم خلقتني وكنت غنيا عن خلقي ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين، يا منشر الرحمة من مواضعها ومخرج البركات من معادنها، ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزه يتعززون يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم، فهم من سطوته خائفون.
أسألك باسمك الذي فطرت به خلقك، فكل لك مذعنون
أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجز لي أمري وتعجل لي في الفرج، وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي الساعة الساعة الليلة الليلة إنك على كل شئ قدير. [
والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1[
الخطبة الاولى:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
كل عام وأنتم بخير بمناسبة مولد الامام الحسن المجتبى عليه السلام البارحة، اسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يعيد هذه المناسبة علينا إلا بالثبات والتمكين لقائم آل محمد ص.
سنتطرق ان شاء الله في هذه الخطبة لموضوع دائما يقرن مع الصيام ألا وهو الطعام
سنذكر كلمات الامام ع في ما يخص هذا الموضوع ان شاء الله
الجواب المنير ج1 من السؤال2 ]قال عيسى (ع): (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم ولكن بكلمة الله)، وأنا عبد الله أقول لكم بالطعام يموت ابن آدم وبكلمة الله يحيى[
مع العبد الصالح ج1 ص(83،84( ] سألت العبد الصالح (ع) عن ذلك، فقلت: بالطعام يموت ابن آدم، قد نُسأل ما هو المراد من الطعام الذي يميت ابن آدم.
فأجابني (ع): (نعم، الطعام هو ما يسدّ شهوة فروج الإنسان، فللفم طعام، وللعورة طعام، وللعين طعام ، وللأذن طعام. وهذا الطعام له حد وقانون، فالأكل الحلال للقوة يتقوى به الإنسان على طاعة الله هذا يحيي الإنسان؛ لأنه سبب لحياة روحه بالذكر الذي تقوّى عليه بهذا الطعام. وسد شهوة العورة بالحلال كذلك، وطعام العين النافع مثل النظر إلى القرآن وإلى حجة الله أو حتى النظر إلى مآل أعداء الله والاعتبار يحيي الإنسان، وأيضاً طعام الأذن النافع مثل سماع القرآن يحيي الإنسان.
أما إن كان الإنسان يأكل دون حساب لكم أو كيف أو نوع، أو يسد شهوة عورته بما يشاء دون حساب أيضاً لكيف وأين ومتى ومع من، وينظر لما يشاء ولمن يشاء دون حساب لما يريده الله ، وأيضاً يسمع ما يشاء، فهذا الإنسان يهلك نفسه بهذا الطعام الذي يطعم به فمه وعورته وعينه وأذنه. فالطعام دون أن يحسب الله سبحانه وتعالى يقتل الإنسان ويسبب هلاك الإنسان، فبالطعام يموت ابن آدم [ (
رحلة موسى ع إلى مجمع البحرين ص40 ]﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً﴾.
لولا أن موسى(ع) ﴿قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً﴾ لاستمر العبد الصالح مع موسى(ع) ، وإن اعترض موسى ينبهه فقط كما في المرتين الأولى والثانية.
ولكن في النهاية كان لابد للعبد الصالح الذي لم يكن من هذا العالم ولم يكن يأكل الطعام أن يغادر موسى(ع) ويوشعاً (ع) اللذين أخذ منهما الجوع مأخذه ليأخذا قسطهما من الراحة والطعام ، فهما قد بدءا رحلتهما مع العبد الصالح وهما في غاية التعب والجوع ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً﴾ أي إنّ غدائهما ذهب في البحر ولم يأكلا منه شيئاً واستمرا في الرحلة من دون طعام؛ لأن العبد الصالح لم يكن يأكل الطعام فلم يكن أمام موسى (ع) إلا الجوع وفي الجوع خير كثير؛
قال الصادق (ع): (إن البطن ليطغى من الملة ، وأقرب ما يكون العبد من الله تعالى إذا خف بطنه ، وأبغض ما يكون العبد من الله تعالى إذا امتلأ بطنه).
وقال الصادق(ع): (أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا ما خف بطنه).
ففي كون زاد موسى ويوشع في هذه الرحلة هو الجوع حكمة إلهية، وفي نهاية الرحلة وحلقتها الثالثة والأخيرة لم يجد موسى (ع) ويوشع (ع) إلا طلب الطعام من أهل القرية ليتمكنا من الاستمرار مع العالم ويقويا على التحرك معه ﴿فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا﴾، وحتى إن موسى (ع) ولأن الجوع قد أرهقه لم يستطع أن يسكت وأعاد طلبه للطعام مرة أخرى عندما بنى العبد الصالح الجدار فقال له لو أنك طلبت منهم مقابلاً لهذا البناء طعاماً لي وليوشع (ع) ﴿ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً﴾، عندها لم يكن أمام العالم (العبد الصالح) إلا مغادرة موسى(ع) ويوشع (ع) لأنهما أرهقا من الجوع والتعب.
عن أبي عبد الله (ع) في قول موسى لفتاه: ﴿آتِنا غَداءَنا﴾، وقوله: ﴿رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾، فقال: (إنما عنى الطعام).
[ وقال أبو عبد الله (ع): (إن موسى (ع) لذو جوعات).
ولأن الاسبوع المقبل يصادف ذكرى استشهاد أمير المؤمنين ع سوف نذكر كلماته ع في ما يخص موضوعنا ان شاء الله...
نهج البلاغه ج3 ص68 ( ٤٥ - (ومن كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وهو عامله على البصرة وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها)
أما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو.
وغنيهم مدعو. فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدى به ويستضئ بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه.
ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد، وعقة وسداد. فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا، ولا ادخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا. بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين. ونعم الحكم الله. وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب أخبارها، وحفرة لو زيد في فسحتها وأوسعت يدا حافرها لاضغطها الحجر والمدر، وسد فرجها التراب المتراكم، وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق. ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة. ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى؟ أو أكون كما قال القائل - وحسبك داء أن تبيت ببطنة * وحولك أكباد تحن إلى القد
أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش. فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكترش من أعلافها وتلهو عما يراد بها. أو أترك سدى أو أهمل عابثا، أو أجر حبل الضلالة، أو أعتسف طريق المتاهة.
وكأني بقائلكم يقول إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الاقران ومنازلة الشجعان. ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا، والروائع الخضرة أرق جلودا، والنباتات البدوية أقوى وقودا وأبطأ خمودا، وأنا من رسول الله كالصنو من الصنو والذراع من العضد. والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها، وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المركوس حتى تخرج المدرة من بين حب الحصيد
إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك، قد انسللت من مخالبك، وأفلت من حبائلك، واجتنبت الذهاب في مداحضك. أين القرون الذين غررتهم بمداعبك أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك. هاهم رهائن القبور ومضامين اللحود. والله لو كنت شخصا مرئيا وقالبا حسيا لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني وأمم ألقيتهم في المهاوي، وملوك أسلمتهم إلى التلف وأوردتهم موارد البلاء إذ لا ورد ولا صدر. هيهات من وطئ دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق، ومن أزور عن حبائلك وفق. والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه. اعزبي عني.
فوالله لا أذل لك فتستذليني، ولا أسلس لك فتقوديني. وأيم الله يمينا أستثني فيها بمشيئة الله لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع بالملح مأدوما، ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها. أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض ويأكل علي من زاده فيهجع ؟.
قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية
طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها، وعركت بجنبها بؤسها.
وهجرت في الليل غمضها حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم. وهمهمت بذكر ربهم شفاههم، وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم " أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون "
فاتق الله يا ابن حنيف ولتكفك أقراصك ليكون من النار خلاصك )
بحار الانوار ص276 ج42 ( قالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لما كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قدمت إليه عند إفطاره طبقا فيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن وملح جريش، فلما فرغ من صلاته أقبل على فطوره، فلما نظر إليه وتأمله حرك رأسه وبكى بكاءا شديدا عاليا، وقال: يا بنية ما ظننت أن بنتا تسوء أباها كما قد أسأت أنت إلي، قالت: وماذا يا أباه؟ قال: يا بنية أتقدمين إلى أبيك إدامين في فرد طبق واحد؟ أتريدين أن يطول وقوفي غدا بين يدي الله عز وجل يوم القيامة أنا أريد أن أتبع أخي وابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله ما قدم إليه إدامان في طبق واحد إلى أن قبضه الله، يا بنية ما من رجل طاب مطعمه ومشربه وملبسه إلا طال وقوفه بين يدي الله عز وجل يوم القيامة، يا بنية إن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وقد أخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله أن جبرئيل عليه السلام نزل إليه ومعه مفاتيح كنوز الأرض وقال: يا محمد السلام يقرؤك السلام ويقول لك: إن شئت صيرت معك جبال تهامة ذهبا وفضة، وخذ هذه مفاتيح كنوز الأرض ولا ينقص ذلك من حظك يوم القيامة، قال: يا جبرئيل وما يكون بعد ذلك؟ قال: الموت، فقال: إذا لا حاجة لي في الدنيا، دعني أجوع يوما وأشبع يوما، فاليوم الذي أجوع فيه أتضرع إلى ربي وأسأله، واليوم الذي أشبع فيه أشكر ربي وأحمده، فقال له جبرئيل: وفقت لكل خير يا محمد.
ثم قال عليه السلام: يا بنية الدنيا دار غرور ودار هوان، فمن قدم شيئا وجده، يا بنية والله لا آكل شيئا حتى ترفعين أحد الإدامين، فلما رفعته تقدم إلى الطعام فأكل قرصا واحدا بالملح الجريش، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قام إلى صلاته فصلى ولم يزل راكعا وساجدا ومبتهلا ومتضرعا إلى الله سبحانه... )
هذا والحمدلله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر (2) إن شانئك هو الابتر(3)
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله
تم تغطية كل كتاب الصيام من كتاب شرائع الاسلام، وبقي فقط اللواحق والتي سنتطرق لها اليوم ان شاء الله.
شرائع الاسلام ] النظر الثالث : في اللواحق
وفيه مسائل:
الأولى: المرض الذي يجب معه الإفطار ما يخاف به الزيادة بالصيام، ويبني في ذلك على ما يعلمه من نفسه أو يظنه لأمارة كقول الطبيب العارف، ولو صام مع تحقق الضرر متكلفاً قضاه.
الثانية: المسافر إذا اجتمعت فيه شرائط القصر وجب، ولو صام عالماً بوجوبه قضاه، وإن كان جاهلاً لم يقض.
الثالثة: الشرائط المعتبرة في قصر الصلاة معتبرة في قصر الصيام، ويكفي خروجه قبل الزوال، وكل سفر يجب قصر الصلاة فيه يجب قصر الصيام.
الرابعة: الذين يلزمهم إتمام الصلاة سفراً يلزمهم الصيام، وهم الذين سفرهم أكثر من حضرهم.
الخامسة: لا يفطر المسافر حتى يخفى عليه آذان مصره (1)، فلو أفطر قبل ذلك كان عليه مع القضاء الكفارة.
السادسة: الهم والكبيرة وذو العطاش (2) يفطرون في رمضان ويتصدقون عن كل يوم بمد من طعام، ثم إن أمكن القضاء وجب وإلا سقط. وإن عجز الشيخ والشيخة سقط التكفير، كما يسقط الصيام.
السابعة: الحامل المقرب (3)، والمرضع القليلة اللبن يجوز لهما الإفطار في رمضان، وتقضيان مع الصدقة عن كل يوم بمد من طعام.
الثامنة: من نام في رمضان واستمر نومه، فإن كان نوى الصيام فلا قضاء عليه وإن لم ينو فعليه القضاء. والمجنون والمغمى عليه لا يجب على أحدهما القضاء، سواء عرض ذلك أياماً أو بعض أيام ، وسواء سبقت منهما النية أو لم تسبق ، وسواء عولج بما يفطر أو لم يعالج.
التاسعة: من يسوغ له الإفطار في شهر رمضان يكره له التملي من الطعام والشراب، وكذا الجماع.
1 مصره (بلده)
2 والهم (الشيخ الكبير) والكبيرة وذو العطاش (كل مريض يضره العطش)
س/ ومن كان حكمه التكفير والتصدق بمد من طعام وهو لا يمكنه دفع ذلك لفقره، فما هو حكمه ؟
ج/ الاستغفار.
3 والحامل المقرب (التي اقترب وضعها)،
س/ والمجنون والمغمى عليه، هل يقضيان ما فاتهما من صيام ؟
ج/ لا يجب على أحدهما القضاء، سواء عرض ذلك (أي الجنون والإغماء) أياماً أو أبعاض أيام، وسواء سبقت منهما النية لصوم رمضان أو لم تسبق، وسواء عولج بما يفطر (كالأكل والشرب والحقنة بالمائع) أو لم يعالج به بل عولج بغير المفطر (كالتبخير والكي وما شابه).
نختم بهذا الدعاء ان شاء الله... هذا الدعاء هو عبارة عن رواية نقرائها باذن الله...
بحار الانوار ج52 ص391 ]قال أمير المؤمنين عليه السلام: كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة على فرس محجل له شمراخ يزهر (( الامام ع بين في كتاب العجل أن الشمراخ تعني العمود الطويل – وهناك رواية أخرى تصف هذا الفرس بأنه أبقع أي مبقع كما بين الامام ع – فيقول الامام ع أن معنى الحديث أنه يركب دبابة ))، يدعو ويقول في دعائه:
لا اله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا، اللهم معز كل مؤمن وحيد، ومذل كل جبار عنيد، أنت كنفي حين تعييني المذاهب، وتضيق علي الأرض بما رحبت.
اللهم خلقتني وكنت غنيا عن خلقي ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين، يا منشر الرحمة من مواضعها ومخرج البركات من معادنها، ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزه يتعززون يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم، فهم من سطوته خائفون.
أسألك باسمك الذي فطرت به خلقك، فكل لك مذعنون
أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجز لي أمري وتعجل لي في الفرج، وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي الساعة الساعة الليلة الليلة إنك على كل شئ قدير. [
والحمدلله رب العالمين واستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1[