بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و صلّى الله على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلّم تسليما كثيرا.
الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(( البقرة 186
طالما نسمع ونقول ونكرر لماذا لا يستجاب دعائنا لماذا ندعو ونتوسل و نرجو من الله عز وجل ولا نرى اثرا للاستجابة او ان الاستجابة تتأخر كثيرا والله عز وجل يقول (ادعوني استجب لكم) ويقول (واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني فليستجيبوا لي وليأمنوا بي) ونرى الكثير من الروايات تحث على الدعاء والاكثار منه بل والإلحاح في السؤال لكن يبقى السؤال مطروحا لم لا يستجاب لنا طبعا هذا السؤال احيانا لا يكون له معنى لان الله عز وجل يستجيب لنا في بعض الامور واخرى لا يستجيب لحكمة ما والاسباب كثيرة ولست هنا بصدد الحديث عنها الا اني استقراء معكم الروايات الواردة عن اهل البيت عليهم السلام لنستجلي بعض الاجابات حول هذا التساؤل .
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك، إني قد سألت الله حاجة منذ كذا و كذا سنة، و قد دخل قلبي من إبطائها شيء.
فقال: «يا أحمد، إياك و الشيطان أن يكون له عليك سبيل حتى يقنطك، إن أبا جعفر (صلوات الله عليه) كان يقول: إن المؤمن يسأل الله عز و جل حاجة، فيؤخر عنه تعجيل إجابتها، حبا لصوته و استماع نحيبه».
ثم قال: «و الله، ما أخر الله عز و جل عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا، خير لهم مما عجل لهم فيها، و أي شيء الدنيا! إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه، في الرخاء نحوا من دعائه في الشدة، ليس إذا أعطي فتر، فلا تمل الدعاء، فإنه من الله عز و جل بمكان.
و عليك بالصبر، و طلب الحلال، و صلة الرحم، و إياك و مكاشفة الناس، فإنا أهل بيت نصل من قطعنا، و نحسن إلى من أساء إلينا، فنرى- و الله- في ذلك العاقبة الحسنة.
إن صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فأعطي طلب غير الذي سأل، و صغرت النعمة في عينه، فلا يشبع من شيء، و إن كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطر للحقوق التي تجب عليه، و ما يخاف من الفتنة فيها، أخبرني عنك لو أني قلت لك قولا أ كنت تثق به مني؟».
فقلت: جعلت فداك، إذا لم أثق بقولك فبمن أثق و أنت حجة الله على خلقه؟
قال: «فكن بالله أوثق، فإنك على موعد من الله عز و جل، أليس الله عز و جل يقول: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ و قال: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ و قال: وَ اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلًا فكن بالله عز و جل أوثق منك بغيره، و لا تجعلوا في أنفسكم إلا خيرا، فإنه يغفر لكم.
لماذا لا يستجاب الدعاء بعض الاحيان؟
قال قومٌ للإمام جعفر الصادق (عليه السلام): ندعو فلا يُستجاب لنا ،قال (عليه السلام): لأنّكم تدعون مَن لا تعرفونه.
فاذاً أحد الاسباب هي عدم معرفة الله سبحانه و تعالى أو قِلة المعرفة.
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الله كره إلحاح الناس بعضهم لبعض في المسألة ، وأحبّ لنفسه ، إنّ الله يحبّ أن يُسأل ويُطلب ما عنده.
الله سبحانه يحب الانسان المؤمن أن يدعوه و يطلب منه و يلح على ذلك في الدعاء, يعني هناك من الناس من يدعوا مرة او مرتين و يترك الدعاء, و هذا ما لا يريده الله عزّوجل.
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ العبد الولي لله يدعو الله في الأمر ينوبه ، فيقال للملَك الموكل به : اقض لعبدي حاجته ولا تعجّلها ، فإنّي أشتهي أن أسمع نداءه وصوته وإنّ العبد العدوّ لله ليدعو الله في الأمر ينوبه ، فيقال للملك الموكّل به اقض لعبدي حاجته وعجلها ، فإنّي أكره أن أسمع نداءه وصوته .. فيقول الناس ما أعطي هذا إلاّ لكرامته ، وما مُنع هذا إلاّ لهوانه.
أما ماذا سيحصل عليه الانسان المؤمن عند دعائه ان لم يستجاب؟
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الربّ عز وجل ليلي حساب المؤمن ( يوم القيامة ) فيقول الله عز وجل: تعرف هذا الحساب ؟.. فيقول المؤمن : لا يا رب فيقول الله (عز وجل) :دعوتني في ليلة كذا وكذا في كذا وكذا ، فذخرتها لك ، فلمّا يرى من عظمة ثواب الله يقول المؤمن: يا ربّ .. ليت أنّك لم تكن عجّلت لي شيئاً و ادّخرته لي.
نرى مدى تأكيد أهل البيت ي على الدعاء و كم كانوا يحثوا شيعتهم لذلك
عن النبي (ص) أنه قال : ((أعجز الناس من عجز عن الدعاء , وأبخل الناس من بخل بالسلام )).
أما كيفية الدعاء
عن عثمان بن عيسى، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: آيتان في كتاب الله عز و جل أطلبهما فلا أجدهما. قال: «و ما هما؟» قلت: قول الله عز و جل:
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فندعوه و لا نرى إجابة! قال: «أفترى الله عز و جل أخلف وعده؟» قلت: لا. قال: «فمم ذلك؟» فقلت: لا أدري.
قال: «لكني أخبرك: من أطاع الله عز و جل فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه».
قلت: و ما جهة الدعاء؟
قال: «تبدأ فتحمد الله، و تذكر نعمه عندك، ثم تشكره، ثم تصلي على النبي (صلى الله عليه و آله)، ثم تذكر ذنوبك فتقر بها، ثم تستعيذ منها، فهذا جهة الدعاء».
ثم قال: «و ما الآية الاخرى؟».
قلت: قول الله عز و جل: وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ «6» فإني أنفق و لا أرى خلفا! قال: «افترى الله عز و جل أخلف وعده؟ قلت: لا. قال: «مم ذلك؟» قلت: لا أدري.
قال: «لو أن أحدكم اكتسب المال من حله، و أنفقه في ذلك، لم ينفق درهما إلا اخلف عليه»
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «من كان له إلى الله حاجة يريد قضاءها، فليصل أربع ركعات بفاتحة الكتاب و الأنعام، و ليقل في صلاته إذا فرغ من القراءة: يا كريم يا كريم يا كريم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم، يا أعظم من كل عظيم، يا سميع الدعاء يا من لا تغيره الأيام و الليالي، صل على محمد و آل محمد، و ارحم ضعفي، و فقري، و فاقتي، و مسكنتي، فإنك أعلم بها مني، و أنت أعلم بحاجتي، يا من رحم الشيخ يعقوب حين رد عليه يوسف قرة عينه، يا من رحم أيوب بعد حلول بلائه، يا من رحم محمدا (عليه و آله السلام)، و من اليتم آواه، و نصره على جبابرة قريش، و طواغيتها، و أمكنه منهم، يا مغيث يا مغيث يا مغيث. يقوله مرارا، فو الذي نفسي بيده لو دعوت الله بها بعد ما تصلي هذه الصلاة في دبر هذه السورة، ثم سألت الله جميع حوائجك ما بخل عليك، و لأعطاك ذلك إن شاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صلي على محمد النبي...
طريق الخروج من التيه
الصلاة: وهي عمود الدين ومعراج المؤمن وشرفه، إذا قبلت قبل ما سواها وإن ردّت ردّ ما سواها، وبها تطهر الأرواح من الرجس كما تطهر الأبدان من الخبث بالماء، وعن رسول الله (ص): (إن الله تعالى ذِكره قسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين)
الدعاء: قال تعالى: ((قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُم))
و قال تعالى: ((وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرين))
عليكم بالدعاء في اليسر والعسر ولقضاء كل حاجة صغيرة أو كبيرة، ولا تستصغر شيئًا أن تطلبه من الله، ولا تستكثر شيئًا أن تطلبه من الله، فإنّك لم تصب خيرًا قط إلا من الله ولم يدفع عنك شرًا أحد قط إلا الله.
وروي أن الله أوحى إلى موسى (ع): (يا موسى أدعوني لملح عجينتك ولشسع نعلك ولعلف دابتك)
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الله كره إلحاح الناس بعضهم لبعض في المسألة ، وأحبّ لنفسه ، إنّ الله يحبّ أن يُسأل ويُطلب ما عنده.
عن النبي (ص) أنه قال : ((أعجز الناس من عجز عن الدعاء , وأبخل الناس من بخل بالسلام )).
واعلموا أيّها الأحبة إنّ الله سبحانه وتعالى لا يحد بوصف، وعطاؤه ما لا نهاية له، وإنما ينزل بقدر؛ لأن عالمنا محدود فاطلب ما بدا لك من خير الدنيا والآخرة لما فيه صلاح دينك ورضا ربك، ولا تفوتك أدعية الصحيفة السجادية المباركة، فهي زبور آل محمد (ع) ودعاء كميل خصوصًا في ليالي الجمع، ودعاء أبي حمزة الثمالي، والمناجاة الشعبانية.
وأورد هنا هذه المناجاة لعل الله يجعل فيها نجاتنا من مكائد الدنيا وخدعها ويوفق البعض لتدبر معانيها أو لحفظها والدعاء بها على كل حال.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَهِي أَسْكَنْتَنَا دَاراً حَفَرَتْ لَنَا حُفَرَ مَكْرِهَا، وَ عَلَّقَتْنَا بِأَيْدِي الْمَنَايَا فِي حَبَائِلِ غَدْرِهَا فَإِلَيْكَ نَلْتَجِئُ مِنْ مَكَائِدِ خُدَعِهَا وَ بِكَ نَعْتَصِمُ مِنَ الِاغْتِرَارِ بِزَخَارِفِ زِينَتِهَا فَإِنَّهَا الْمُهِلَكَةُ طُلَّابَهَا الْمُتْلِفَةُ حُلَّالَهَا الْمَحْشُوَّةُ بِالْآفَاتِ الْمَشْحُونَةُ بِالنَّكِبَاتِ، إِلَهِي فَزَهِّدْنَا فِيهَا وَ سَلِّمْنَا مِنْهَا بِتَوْفِيقِكَ وَ عِصْمَتِكَ وَ انْزِعْ عَنَّا جَلَابِيبَ مُخَالَفَتِكَ وَ تَوَلَّ أُمُورَنَا بِحُسْنِ كِفَايَتِكَ وَ أَوْفِرْ مَزِيدَنَا مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ أَجْمِلْ صِلَاتِنَا مِنْ فَيْضِ مَوَاهِبِكَ وَ اغْرِسْ فِي أَفْئِدَتِنَا أَشْجَارَ مَحَبَّتِكَ، وَ أَتْمِمْ لَنَا أَنْوَارَ مَعْرِفَتِكَ، وَ أَذِقْنَا حَلَاوَةَ عَفْوِكَ وَ لَذَّةَ مَغْفِرَتِكَ، وَ أَقْرِرْ أَعْيُنَنَا يَوْمَ لِقَائِكَ بِرُؤْيَتِكَ، وَ أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قُلُوبِنَا كَمَا فَعَلْتَ بِالصَّالِحِينَ مِنْ صَفْوَتِكَ وَ الْأَبْرَارِ مِنْ خَاصَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ.
وعليكم بذكر الله على كل حال في العمل وفي الفراغ وفي الليل والنهار، وخاصة بعد الصلاة الواجبة قبل أن تقوم من مقامك. وأكثروا من الصلاة على محمد وآل محمد، ولا تتركوا سجدة الشكر بعد الصلاة وبعد كل نعمة ينعم الله سبحانه وتعالى بها عليك وبعد كل مكروه يدفع عنك. وصفتها أن تسجد ثم تضع خدك الأيمن على الأرض ثم الأيسر ثم تعود للسجود، وأقل ما يقال فيها شكرًا لله ثلاث مرات، والأفضل مائة مائة مرة.
ومن الأذكار التي على المؤمنين المداومة عليها خصوصًا بعد صلاة الصبح:
1- لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير (١٠ مرات) بعد صلاة الصبح وقبل غروب الشمس.
2- سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إ لا بالله العلي العظيم (10 مرات)
3- أشهد أن لا إله إ لا الله وحده لا شريك له، إلهًا واحدًا أحدًا فردًا صمدًا لم يتخذ صاحبه ولا ولدًا (10 مرات)
4- اللهم صل على محمد وعجل فرجهم (100 مرة)
5- سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر (30 مرة)
وهذه الأذكار كما أن لها فائدة أخروية كذلك لها فائدة دنيوية وتدفع شر السلطان والشيطان .
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
وهو من أهم الواجبات التي يقوم بها المجتمع الإسلامي ككل، فطالب العلوم الدينية والطبيب والفلاح والمهندس وكل فرد في المجتمع الإسلامي مسؤول عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد أنذر رسول الله (ص) هذه الأمة عن تركه بأن يسلط الله عليها شرارها ثم يدعون فلا يستجاب لهم؛ قال رسول الله (ص): ((لتأمرن المعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم)) وهل يوجد أشر من الطواغيت المتسلطين على الأمة اليوم؟!
ورد في رواية عن النبي (ص): ((أَوْحَى اللَّهُ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ إِلَى جَبْرَئِيلَ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَخْسِفَ بِبَلَدٍ يَشْتَمِلُ عَلَى الْكُفَّارِ وَ الْفُجَّارِ- فَقَالَ جَبْرَئِيلُ: يَا رَبِّ أَخْسِفُ بِهِمْ إِلَّا بِفُلَانٍ الزَّاهِدِ لِيَعْرِفَ مَا ذَا يَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ. فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: بَلِ اخْسِفْ بِفُلَانٍ قَبْلَهُمْ.
فَسَأَلَ رَبَّهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ- عَرِّفْنِي لِمَ ذَلِكَ وَ هُوَ زَاهِدٌ عَابِدٌ قَالَ: مَكَّنْتُ لَهُ وَ أَقْدَرْتُهُ، فَهُوَ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَ لَا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ كَانَ يَتَوَفَّرُ عَلَى حُبِّهِمْ فِي غَضَبِي لَهُمْ.
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَيْفَ بِنَا وَ نَحْنُ لَا نَقْدِرُ عَلَى إِنْكَارِ مَا نُشَاهِدُهُ مِنْ مُنْكَرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيَعُمَّنَّكُمْ عِقَابُ اللَّهِ- ثُمَّ قَالَ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُنْكِرْهُ بِيَدِهِ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، فَحَسْبُهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ لِذَلِكَ كَارِه))
فعودوا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تأخذكم في الله لومة لائم، ولترفع الأصوات بوجه كل عاصٍ لعل الله يرحمنا ويرفع عنا هذا البلاء، قال تعالى: ((وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون))
وقد ورد عنهم (ع) إن بالأمر بالمعروف تقام الفرائض، وتأمن المذاهب وتحل المكاسب وتمنع المظالم وتعمر الأرض وينتصف للمظلوم من الظالم ولا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر فإن لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء.
وقال النبي (ص): ((كيف بكم إذا فسدت نساؤكم ، وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر، فقيل له ويكون ذلك يا رسول الله ؟ قال (ص): نعم فقال كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ويتم عن المعروف، فقيل له يا رسول الله ويكون ذلك ؟ فقال (ص): نعم وشر من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا))
فعلى كل مؤمن ومؤمنة اليوم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويعملوا ليل نهار لإصلاح النفوس الفاسدة التي أصبحت ترى المعروف منكرًا والمنكر معروفًا والحمد لله وحده.
ابومحمد العوادي
الحمدلله رب العالمين و صلّى الله على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلّم تسليما كثيرا.
الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(( البقرة 186
طالما نسمع ونقول ونكرر لماذا لا يستجاب دعائنا لماذا ندعو ونتوسل و نرجو من الله عز وجل ولا نرى اثرا للاستجابة او ان الاستجابة تتأخر كثيرا والله عز وجل يقول (ادعوني استجب لكم) ويقول (واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني فليستجيبوا لي وليأمنوا بي) ونرى الكثير من الروايات تحث على الدعاء والاكثار منه بل والإلحاح في السؤال لكن يبقى السؤال مطروحا لم لا يستجاب لنا طبعا هذا السؤال احيانا لا يكون له معنى لان الله عز وجل يستجيب لنا في بعض الامور واخرى لا يستجيب لحكمة ما والاسباب كثيرة ولست هنا بصدد الحديث عنها الا اني استقراء معكم الروايات الواردة عن اهل البيت عليهم السلام لنستجلي بعض الاجابات حول هذا التساؤل .
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك، إني قد سألت الله حاجة منذ كذا و كذا سنة، و قد دخل قلبي من إبطائها شيء.
فقال: «يا أحمد، إياك و الشيطان أن يكون له عليك سبيل حتى يقنطك، إن أبا جعفر (صلوات الله عليه) كان يقول: إن المؤمن يسأل الله عز و جل حاجة، فيؤخر عنه تعجيل إجابتها، حبا لصوته و استماع نحيبه».
ثم قال: «و الله، ما أخر الله عز و جل عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا، خير لهم مما عجل لهم فيها، و أي شيء الدنيا! إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه، في الرخاء نحوا من دعائه في الشدة، ليس إذا أعطي فتر، فلا تمل الدعاء، فإنه من الله عز و جل بمكان.
و عليك بالصبر، و طلب الحلال، و صلة الرحم، و إياك و مكاشفة الناس، فإنا أهل بيت نصل من قطعنا، و نحسن إلى من أساء إلينا، فنرى- و الله- في ذلك العاقبة الحسنة.
إن صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فأعطي طلب غير الذي سأل، و صغرت النعمة في عينه، فلا يشبع من شيء، و إن كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطر للحقوق التي تجب عليه، و ما يخاف من الفتنة فيها، أخبرني عنك لو أني قلت لك قولا أ كنت تثق به مني؟».
فقلت: جعلت فداك، إذا لم أثق بقولك فبمن أثق و أنت حجة الله على خلقه؟
قال: «فكن بالله أوثق، فإنك على موعد من الله عز و جل، أليس الله عز و جل يقول: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ و قال: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ و قال: وَ اللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلًا فكن بالله عز و جل أوثق منك بغيره، و لا تجعلوا في أنفسكم إلا خيرا، فإنه يغفر لكم.
لماذا لا يستجاب الدعاء بعض الاحيان؟
قال قومٌ للإمام جعفر الصادق (عليه السلام): ندعو فلا يُستجاب لنا ،قال (عليه السلام): لأنّكم تدعون مَن لا تعرفونه.
فاذاً أحد الاسباب هي عدم معرفة الله سبحانه و تعالى أو قِلة المعرفة.
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الله كره إلحاح الناس بعضهم لبعض في المسألة ، وأحبّ لنفسه ، إنّ الله يحبّ أن يُسأل ويُطلب ما عنده.
الله سبحانه يحب الانسان المؤمن أن يدعوه و يطلب منه و يلح على ذلك في الدعاء, يعني هناك من الناس من يدعوا مرة او مرتين و يترك الدعاء, و هذا ما لا يريده الله عزّوجل.
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ العبد الولي لله يدعو الله في الأمر ينوبه ، فيقال للملَك الموكل به : اقض لعبدي حاجته ولا تعجّلها ، فإنّي أشتهي أن أسمع نداءه وصوته وإنّ العبد العدوّ لله ليدعو الله في الأمر ينوبه ، فيقال للملك الموكّل به اقض لعبدي حاجته وعجلها ، فإنّي أكره أن أسمع نداءه وصوته .. فيقول الناس ما أعطي هذا إلاّ لكرامته ، وما مُنع هذا إلاّ لهوانه.
أما ماذا سيحصل عليه الانسان المؤمن عند دعائه ان لم يستجاب؟
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الربّ عز وجل ليلي حساب المؤمن ( يوم القيامة ) فيقول الله عز وجل: تعرف هذا الحساب ؟.. فيقول المؤمن : لا يا رب فيقول الله (عز وجل) :دعوتني في ليلة كذا وكذا في كذا وكذا ، فذخرتها لك ، فلمّا يرى من عظمة ثواب الله يقول المؤمن: يا ربّ .. ليت أنّك لم تكن عجّلت لي شيئاً و ادّخرته لي.
نرى مدى تأكيد أهل البيت ي على الدعاء و كم كانوا يحثوا شيعتهم لذلك
عن النبي (ص) أنه قال : ((أعجز الناس من عجز عن الدعاء , وأبخل الناس من بخل بالسلام )).
أما كيفية الدعاء
عن عثمان بن عيسى، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: آيتان في كتاب الله عز و جل أطلبهما فلا أجدهما. قال: «و ما هما؟» قلت: قول الله عز و جل:
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فندعوه و لا نرى إجابة! قال: «أفترى الله عز و جل أخلف وعده؟» قلت: لا. قال: «فمم ذلك؟» فقلت: لا أدري.
قال: «لكني أخبرك: من أطاع الله عز و جل فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه».
قلت: و ما جهة الدعاء؟
قال: «تبدأ فتحمد الله، و تذكر نعمه عندك، ثم تشكره، ثم تصلي على النبي (صلى الله عليه و آله)، ثم تذكر ذنوبك فتقر بها، ثم تستعيذ منها، فهذا جهة الدعاء».
ثم قال: «و ما الآية الاخرى؟».
قلت: قول الله عز و جل: وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ «6» فإني أنفق و لا أرى خلفا! قال: «افترى الله عز و جل أخلف وعده؟ قلت: لا. قال: «مم ذلك؟» قلت: لا أدري.
قال: «لو أن أحدكم اكتسب المال من حله، و أنفقه في ذلك، لم ينفق درهما إلا اخلف عليه»
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «من كان له إلى الله حاجة يريد قضاءها، فليصل أربع ركعات بفاتحة الكتاب و الأنعام، و ليقل في صلاته إذا فرغ من القراءة: يا كريم يا كريم يا كريم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم، يا أعظم من كل عظيم، يا سميع الدعاء يا من لا تغيره الأيام و الليالي، صل على محمد و آل محمد، و ارحم ضعفي، و فقري، و فاقتي، و مسكنتي، فإنك أعلم بها مني، و أنت أعلم بحاجتي، يا من رحم الشيخ يعقوب حين رد عليه يوسف قرة عينه، يا من رحم أيوب بعد حلول بلائه، يا من رحم محمدا (عليه و آله السلام)، و من اليتم آواه، و نصره على جبابرة قريش، و طواغيتها، و أمكنه منهم، يا مغيث يا مغيث يا مغيث. يقوله مرارا، فو الذي نفسي بيده لو دعوت الله بها بعد ما تصلي هذه الصلاة في دبر هذه السورة، ثم سألت الله جميع حوائجك ما بخل عليك، و لأعطاك ذلك إن شاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صلي على محمد النبي...
طريق الخروج من التيه
الصلاة: وهي عمود الدين ومعراج المؤمن وشرفه، إذا قبلت قبل ما سواها وإن ردّت ردّ ما سواها، وبها تطهر الأرواح من الرجس كما تطهر الأبدان من الخبث بالماء، وعن رسول الله (ص): (إن الله تعالى ذِكره قسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين)
الدعاء: قال تعالى: ((قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُم))
و قال تعالى: ((وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرين))
عليكم بالدعاء في اليسر والعسر ولقضاء كل حاجة صغيرة أو كبيرة، ولا تستصغر شيئًا أن تطلبه من الله، ولا تستكثر شيئًا أن تطلبه من الله، فإنّك لم تصب خيرًا قط إلا من الله ولم يدفع عنك شرًا أحد قط إلا الله.
وروي أن الله أوحى إلى موسى (ع): (يا موسى أدعوني لملح عجينتك ولشسع نعلك ولعلف دابتك)
قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الله كره إلحاح الناس بعضهم لبعض في المسألة ، وأحبّ لنفسه ، إنّ الله يحبّ أن يُسأل ويُطلب ما عنده.
عن النبي (ص) أنه قال : ((أعجز الناس من عجز عن الدعاء , وأبخل الناس من بخل بالسلام )).
واعلموا أيّها الأحبة إنّ الله سبحانه وتعالى لا يحد بوصف، وعطاؤه ما لا نهاية له، وإنما ينزل بقدر؛ لأن عالمنا محدود فاطلب ما بدا لك من خير الدنيا والآخرة لما فيه صلاح دينك ورضا ربك، ولا تفوتك أدعية الصحيفة السجادية المباركة، فهي زبور آل محمد (ع) ودعاء كميل خصوصًا في ليالي الجمع، ودعاء أبي حمزة الثمالي، والمناجاة الشعبانية.
وأورد هنا هذه المناجاة لعل الله يجعل فيها نجاتنا من مكائد الدنيا وخدعها ويوفق البعض لتدبر معانيها أو لحفظها والدعاء بها على كل حال.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَهِي أَسْكَنْتَنَا دَاراً حَفَرَتْ لَنَا حُفَرَ مَكْرِهَا، وَ عَلَّقَتْنَا بِأَيْدِي الْمَنَايَا فِي حَبَائِلِ غَدْرِهَا فَإِلَيْكَ نَلْتَجِئُ مِنْ مَكَائِدِ خُدَعِهَا وَ بِكَ نَعْتَصِمُ مِنَ الِاغْتِرَارِ بِزَخَارِفِ زِينَتِهَا فَإِنَّهَا الْمُهِلَكَةُ طُلَّابَهَا الْمُتْلِفَةُ حُلَّالَهَا الْمَحْشُوَّةُ بِالْآفَاتِ الْمَشْحُونَةُ بِالنَّكِبَاتِ، إِلَهِي فَزَهِّدْنَا فِيهَا وَ سَلِّمْنَا مِنْهَا بِتَوْفِيقِكَ وَ عِصْمَتِكَ وَ انْزِعْ عَنَّا جَلَابِيبَ مُخَالَفَتِكَ وَ تَوَلَّ أُمُورَنَا بِحُسْنِ كِفَايَتِكَ وَ أَوْفِرْ مَزِيدَنَا مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ أَجْمِلْ صِلَاتِنَا مِنْ فَيْضِ مَوَاهِبِكَ وَ اغْرِسْ فِي أَفْئِدَتِنَا أَشْجَارَ مَحَبَّتِكَ، وَ أَتْمِمْ لَنَا أَنْوَارَ مَعْرِفَتِكَ، وَ أَذِقْنَا حَلَاوَةَ عَفْوِكَ وَ لَذَّةَ مَغْفِرَتِكَ، وَ أَقْرِرْ أَعْيُنَنَا يَوْمَ لِقَائِكَ بِرُؤْيَتِكَ، وَ أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قُلُوبِنَا كَمَا فَعَلْتَ بِالصَّالِحِينَ مِنْ صَفْوَتِكَ وَ الْأَبْرَارِ مِنْ خَاصَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ.
وعليكم بذكر الله على كل حال في العمل وفي الفراغ وفي الليل والنهار، وخاصة بعد الصلاة الواجبة قبل أن تقوم من مقامك. وأكثروا من الصلاة على محمد وآل محمد، ولا تتركوا سجدة الشكر بعد الصلاة وبعد كل نعمة ينعم الله سبحانه وتعالى بها عليك وبعد كل مكروه يدفع عنك. وصفتها أن تسجد ثم تضع خدك الأيمن على الأرض ثم الأيسر ثم تعود للسجود، وأقل ما يقال فيها شكرًا لله ثلاث مرات، والأفضل مائة مائة مرة.
ومن الأذكار التي على المؤمنين المداومة عليها خصوصًا بعد صلاة الصبح:
1- لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير (١٠ مرات) بعد صلاة الصبح وقبل غروب الشمس.
2- سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إ لا بالله العلي العظيم (10 مرات)
3- أشهد أن لا إله إ لا الله وحده لا شريك له، إلهًا واحدًا أحدًا فردًا صمدًا لم يتخذ صاحبه ولا ولدًا (10 مرات)
4- اللهم صل على محمد وعجل فرجهم (100 مرة)
5- سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر (30 مرة)
وهذه الأذكار كما أن لها فائدة أخروية كذلك لها فائدة دنيوية وتدفع شر السلطان والشيطان .
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
وهو من أهم الواجبات التي يقوم بها المجتمع الإسلامي ككل، فطالب العلوم الدينية والطبيب والفلاح والمهندس وكل فرد في المجتمع الإسلامي مسؤول عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد أنذر رسول الله (ص) هذه الأمة عن تركه بأن يسلط الله عليها شرارها ثم يدعون فلا يستجاب لهم؛ قال رسول الله (ص): ((لتأمرن المعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم)) وهل يوجد أشر من الطواغيت المتسلطين على الأمة اليوم؟!
ورد في رواية عن النبي (ص): ((أَوْحَى اللَّهُ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ إِلَى جَبْرَئِيلَ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَخْسِفَ بِبَلَدٍ يَشْتَمِلُ عَلَى الْكُفَّارِ وَ الْفُجَّارِ- فَقَالَ جَبْرَئِيلُ: يَا رَبِّ أَخْسِفُ بِهِمْ إِلَّا بِفُلَانٍ الزَّاهِدِ لِيَعْرِفَ مَا ذَا يَأْمُرُ اللَّهُ بِهِ. فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: بَلِ اخْسِفْ بِفُلَانٍ قَبْلَهُمْ.
فَسَأَلَ رَبَّهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ- عَرِّفْنِي لِمَ ذَلِكَ وَ هُوَ زَاهِدٌ عَابِدٌ قَالَ: مَكَّنْتُ لَهُ وَ أَقْدَرْتُهُ، فَهُوَ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَ لَا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ كَانَ يَتَوَفَّرُ عَلَى حُبِّهِمْ فِي غَضَبِي لَهُمْ.
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَيْفَ بِنَا وَ نَحْنُ لَا نَقْدِرُ عَلَى إِنْكَارِ مَا نُشَاهِدُهُ مِنْ مُنْكَرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيَعُمَّنَّكُمْ عِقَابُ اللَّهِ- ثُمَّ قَالَ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُنْكِرْهُ بِيَدِهِ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، فَحَسْبُهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ لِذَلِكَ كَارِه))
فعودوا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تأخذكم في الله لومة لائم، ولترفع الأصوات بوجه كل عاصٍ لعل الله يرحمنا ويرفع عنا هذا البلاء، قال تعالى: ((وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون))
وقد ورد عنهم (ع) إن بالأمر بالمعروف تقام الفرائض، وتأمن المذاهب وتحل المكاسب وتمنع المظالم وتعمر الأرض وينتصف للمظلوم من الظالم ولا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر فإن لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء.
وقال النبي (ص): ((كيف بكم إذا فسدت نساؤكم ، وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر، فقيل له ويكون ذلك يا رسول الله ؟ قال (ص): نعم فقال كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ويتم عن المعروف، فقيل له يا رسول الله ويكون ذلك ؟ فقال (ص): نعم وشر من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا))
فعلى كل مؤمن ومؤمنة اليوم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويعملوا ليل نهار لإصلاح النفوس الفاسدة التي أصبحت ترى المعروف منكرًا والمنكر معروفًا والحمد لله وحده.
ابومحمد العوادي
Comment