إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

خطبة الجمعة في الخليج بتأريخ 22 ربيع الأول 1435 - حقيقة السجود لآدم

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أنصاري 313
    مشرف
    • 04-01-2013
    • 99

    خطبة الجمعة في الخليج بتأريخ 22 ربيع الأول 1435 - حقيقة السجود لآدم

    حقيقة السجود لآدم
    بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد على هنئ عطائك ومحمود بلائك وجليل الائك ولك الحمد على احسانك الكثير وخيرك الغزير وتكليفك اليسير ودفع العسير. انت الذي سجد لك سواد الليل ,ونور النهار , وضوء القمر , وشعاع الشمس , ودوي الماء , وحفيف الشجر , اللهم صل على محمد واله الائمة والمهديين كما هديتنا بهم , وصل على محمد واله كما استنقذتنا بهم , وصل على محمد واله صلاة تشفع لنا يوم القيامة ويوم الفاقة اليك انك على كل شئ قدير وهو عليك يسير .
    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق. الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود.
    قال تعالى : واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا .
    وقال تعالى : فأذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين .
    ورد في بصائر الدرجات عن كامل التمار عن ابي جعفر ع قال : قد افلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء ياكامل ان الناس كلهم بهائم الا قليلا من المؤمنين والمؤمن غريب .
    وورد عن سعيد بن غزوان قال : سمعت ابا عبد الله ع يقول : والله لو امنوا بالله وحده وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الاية : فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .
    لمعرفة النور والابتعاد عن الظلمة امر الله خلقه بالاقتراب من منبع الفيض والسير الثابت الخطى في خط العدالة والايمان وايثار الحق ونصرته وذلك لايكون الا باقتفاء اثر الخليفة المنصب منه سبحانه وملازمته , وذلك بعد التحرر من رق العجل الظاهر والعجل الخفي , وتبني الموقف الرافض لكل اشكال الظلم والاستبداد وحمل رسالة السماء روحا وعملا في اسس بناء الشخصية الاسلامية , وحينها سيحيى المكلف حياة منهجها الخط الالهي المتمثل بخليفته وعنوانها الاخلاص والنصح للامة والناس .
    وقال السيد أحمد ع في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ﴾ : وهذا السجود كما هو لآدم (ع) فهو أيضاً لمحمد وعلي والزهراء والأئمة (ع)، وكونهم مقصودين بالسجود باعتبارهم قبلة الله سبحانه وتعالى فبهم يعرف الله وهم وجه الله وهم أسماؤه الحسنى، فهم الله في الخلق كما ورد في الحديث عن أسود بن سعيد، قال: كنت عند أبي جعفر (ع) فأنشأ يقول ابتداء من غير أن يُسئل: (نحن حجة الله ونحن باب الله ونحن لسان الله ونحن وجه الله ونحن عين الله في خلقه ونحن ولاة أمر الله في عباده).
    عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (ع)، قال: قال رسول الله (ص): (ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني، قال علي (ع): فقلت: يارسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل ؟ فقال: يا علي، إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك، وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، إلى أن قال ... ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية ولآدم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون، وإنه لما عرج بى إلى السماء أذّن جبرئيل مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، ثم قال لي: تقدم يا محمد، فقلت له: يا جبرئيل أتقدم عليك ؟ فقال: نعم؛ لأن الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه على ملائكته أجمعين، وفضّلك خاصة، فتقدمت فصليت بهم ولا فخر، فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل: تقدم يا محمد، وتخلف عني، فقلت: يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال: يا محمد، إن انتهاء حدي الذي وضعني الله عز وجل فيه إلى هذا المكان، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله.
    كتب السيد أحمد الحسن ع في كتابه التوحيد: في صلاتنا اليوم نسجد لله، هذا ما نعرفه جميعاً ولا نختلف فيه، ولكن أيضاً نحن نؤمن أن الملائكة سجدوا لآدم، وأيضاً نؤمن أن يعقوب وهو نبي ومعه زوجته وأبناؤه سجدوا لنبي الله يوسف (ع). وهذه المسألة لا يجب أن يغفلها من يبحث عن النجاة حقيقة، وإلا كان مضيعاً لدينه عن عمد؛ لأن هذه مسألة في غاية الأهمية والخطورة حيث إنّ السجود الذي يرتكز في الذهن اليوم إنه غير جائز لغير الله، وربما يرمى من يفعله بالشرك والكفر من قبل كثير ممن لا يكادون يعقلون، نجده وبوضوح تام قد حصل من الملائكة ويعقوب (ع) وجميعهم معصومون ولا يخطئون، بل والسجود كان بأمر الله فلا يحسن المرور على هذا الأمر هكذا دون الالتفات إليه أو إهماله بسبب العجز عن فهمه وإدراكه كما هو حاصل من كثيرين، بل لابد للإنسان الذي يبحث عن الحقيقة أن يفهم كل شيء في دين الله؛ لأنه سبحانه لم يفعل شيئاً أو يذكر شيئاً، هكذا لنمر عليه مرور الكرام دون أن نفهمه أو نفهم الحكمة التي فيه.
    هذا السجود في الحقيقة يضعنا أمام حقيقة جلية وهي: إن الله سبحانه الذي قال لخلقه: اسجدوا لي لأني إلهكم وربكم، هو نفسه سبحانه قال لهم: اسجدوا لآدم، واسجدوا ليوسف (ع)، وهذه مسألة في غاية الخطورة ولابد أن تفهم بدقة؛ لأن السجود هو غاية التذلل من الساجد ويبين فقر الساجد وغنى المسجود له، وبالتالي يبين بوضوح تأله الساجد للمسجود له واعترافه بربوبيته. ولو جعلنا الأمر على صيغة سؤال وقلنا: إن سجودنا لله يمثل أقصى ما يمكن أن نفعله من التذلل؛ لنبين حاجتنا وفقرنا التي تعني أننا نتأله إليه ليكملنا ونعترف بربوبيته وأنه مكمل لنا، فالسؤال الآن: ماذا يعني سجود الملائكة لآدم ؟ وماذا يعني سجود يعقوب ليوسف (ع) ؟ هل أن الأمر هو هو، أم إنه تغير ؟
    في الحقيقة إن الأمر هو هو ولم يتغير شيء مما يدل عليه سجود الساجد للمسجود له، فالسجود نفسه والساجد نفسه، نعم تبدل المسجود له فيعقوب مثلاً سجد لله وسجد ليوسف فالذي تغير فقط المسجود له ولا فرق بين دلالة السجود الأول ودلالة السجود الثاني، فإذا كان السجود الأول يدل على تأله يعقوب واعترافه بربوبية المسجود له فكذا سجوده الثاني، وبالتالي فإن هذا السجود إنما يبين وبوضوح تام أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول إني بهذا أعرف، ومن يريد معرفة لاهوتي فليعرف هذا ، من يريد معرفة ربوبيتي فليعرف هذا . انتهى كلامه ع
    وقال عليه السلام في موضع آخر من كتاب التوحيد في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً﴾. إن مسألة إلغاء دور ومكانة الأنبياء والأوصياء ليست جديدة بل هي ولدت مع أول نبي خلقه الله سبحانه وتعالى وهو آدم (ع)، فقد أنكر ورفض وكفر إبليس (لعنه الله) بدور آدم (ع) ورفض السجود لآدم ولم يقبل أن يكون آدم (ع) قبلته إلى الله. لم يكفر إبليس بالله ولم يرفض عبادة الله ولكنه رفض أن يسجد لآدم، رفض الاعتراف بفضل آدم وأنه قبلة وشفيع وواسطة إلى الله، وربما يصح أن نقول إن إبليس توصل إلى توحيد الوهابيين قبلهم ، وربما الأصح إنه عداهم بدائه واستفزهم بندائه، فوجدهم نعم المجيبون وأفضل من تابع خطاه في التنكر لأولياء الله (ع).
    وقد بيّن الله سبحانه وتعالى حال إبليس في القرآن بأوضح بيان، ولا يجد عاقل إن تدبر القرآن فرقاً بينه وبين الوهابيين، بل لم يكتف الوهابيون بإنكار مقام الأنبياء والأوصياء (ع) وشفاعتهم وكونهم (ع) قبلة الله ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً﴾، حتى زادوا على إبليس في كفره وتنكره لحجج الله، فقاموا بهدم البقع الطاهرة المقدسة لحجج الله آل محمد (ع)، وهي مواضع رحمة وبركة الله سبحانه وتعالى فتبين حقدهم وبغضهم لآل محمد (ع) وتبين مدى الشبه بين الوهابيين وبين إبليس، قال تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾. انتهى كلام السيد أحمد ع
    الخطبة الثانية
    الحمد الله رب العالمين والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,الحمد لله الذى يخلق ولم يخلق ويرزق ولا يرزق ويطعم ولا يطعم ويميت الاحياء ويحيى الموتى وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ,الحمد لله الذى لم يشهد احدا حين فطر السماوات والارض ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات ,الحمد لله الذى جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا, الحمد لله الذى اذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته , وكسانى ضياءه وانا فى نعمته , الحمد لله الاول قبل الانشاء والاحياء ,والآخر بعد فناء الاشياء, اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين , اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى البتول فاطمة الزهراء وعلى السبطين الامامين الهاديين الزكيين الحسن والحسين وعلى السجاد علي بن الحسين وعلى الباقر محمد بن علي وعلى الصادق جعفر بن محمد وعلى الكاظم موسى بن جعفر وعلى الرضا علي بن موسى وعلى الجواد محمد بن علي وعلى الهادى علي بن محمد وعلى العسكرى الحسن بن علي وعلى الخلف الهادى المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى محمد بن الحسن ابن العسكرى صاحب الزمان وشريك القرآن وامام الانس والجان وعلى وصيه ووليه وابنه وحبيبه ويمانيه احمد الحسن وعلى اولاده المهدين الاحد عشر مهدى مهدى الى قيام الساعة.
    وفي توضيح معنى السجود لخليفة الله تعقيباً على رؤيا يوسف (ع) في قوله تعالى : ﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾ ، قال السيد احمد الحسن (ع) : ( الأحد عشر كوكباً : إخوة يوسف (ع) ، والشمس والقمر : يعقوب وأم يوسف راحيل رآهم يوسف في الرؤيا ساجدين له ، فما هو هذا السجود ، وكيف وقع ، وهل يصح السجود لغير الله ، وإذا كان لا يصح فما معنى سجودنا للكعبة وهي حجارة ، وما معنى سجود الملائكة لآدم وهو إنسان مخلوق ، وما معنى سجود إخوة يوسف ويعقوب وهو نبي ، وأم يوسف ليوسف (ع) ؟!
    المرتكز في الأذهان عن السجود هو وضع الجبهة على الأرض ، أو الانحناء ووضعها على شيء منخفض عنها ، والمراد منه هو بيان الخضوع والتذلل والطاعة للمسجود له ، وربما كان السجود بالإيماء له بالرأس أو حتى برموش العين ، كما هو حال العاجز عنه بالصلاة .
    والحقيقة أن الإنسان الخاضع الذليل لله والمطيع لأمر الله ساجد في كل أحواله نائماً وقائماً وقاعداً وماشياً والإنسان الذي لا يخضع لله ولا يتذلل لله ولا يطيع أمر الله ليس بساجد وان وضع جبهته على الأرض ، فالسجود الحقيقي إذن هو الطاعة وامتثال الأمر الإلهي ، وربما تم دون وضع الجبهة على الأرض ، وربما لا يتم بوضع الجبهة على الأرض .
    فإبليس لم يرفض السجود لله ، ( بل له سجدة ستة آلاف عام ) ، ولكنه رفض أن تكون قبلته في السجود لله آدم (ع) ، فهو في حقيقة أمره متكبر على الله وليس بخاضع ولا متذلل ولا مطيع لأمر الله وهو من الساجدين لله الذين حق عليهم العذاب ؛ لأنه لم يتخذ القبلة التي أمره الله أن يتخذها ، ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ ، فهؤلاء الذين حق عليهم العذاب يوصفون بأنهم يسجدون لله ، ولكنه ليس سجوداً حقيقياً لأنهم لم يطيعوا الله في السجود له سبحانه من حيث يريد والى القبلة التي أمرهم بها ...
    فمن يعصِ الله فهو ليس عابداً ولا ساجداً لله بقدر تلك المعصية ، فإذا كانت المعصية متعلقة بالقبلة التي يتوجه إليها حال سجوده وطاعته ، أي انه اتخذ قبلة غير القبلة التي أمره الله بها ، فإنه في كل عمله عاصياً وليس عابداً ولا ساجداً لله ، ولا تزيده سرعة السير إلا بعداً ، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ﴾.
    فهكذا إنسان تولى الشر والشيطان والظلمة ليس على جادة الطريق التي توصل إلى الهدف ، بل مستدبراً القبلة التي توصله إلى الله فتكون سرعة سيره ( سجوده وعبادته وطاعته المدّعاة ) سبباً في إيصاله إلى هاوية الجحيم ؛ لأن كل أعماله - سجوده ، عبادته ، طاعته - يستقبل بها قبلة لم يأمره الله بها ، بل نهاه الله عن استقبالها فيكون سجوده عبادته طاعته ، كلها مبنية على المعصية والذنب فتكون معاصي وذنوب ، فلا صام ولا صلى ، بل أذنب وعصى ﴿ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى * أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ﴾، أي إن الأَولى هو التصديق بولي الله وحجته وخليفته سبحانه ( الرسول سواء كان نبياً أو وصياً ) ، والصلاة معه وهي الولاية لولي الله لأنها ولاية الله ، والسجود لولي الله أي طاعته ؛ لأنه سجود لله وطاعة لله ، ودون الخضوع لولي الله لا تنفع الأعمال الظاهرية ...
    فإذا علمنا أن الله لم ينظر إلى الأجسام منذ خلقها فلا يكون سجود الأجسام إلا مرشد ودليل يدل على الحقيقة ويشير إليها ، وهذه الحقيقة هي الطاعة وامتثال الأمر الصادر من الله سبحانه وتعالى ، فإذا كان لسجود الأجسام قبلة وهي الكعبة ، فلا بد أن يكون لسجود الأرواح قبلة ، وقبلة الأرواح هو ولي الله ( حجة الله على خلقه ) ، فبطاعته يطاع الله وبمعصيته يعصى الله ، ولذلك كان الأمر للملائكة ( الأرواح ) هو السجود لآدم ( الإنسان الكامل ) .. ). فسجد الملائكة في نهاية المطاف وبعد الاعتراض الذي تابوا عنه واعترفوا بخطيئتهم في محضر بارئهم ، فاجتازوا الامتحان الإلهي بخليفته سبحانه وحجته على خلقه .
    فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ سورة الحجر (98)
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) سورة الحجر

    أحكام فقهية من الشرائع
    من واجبات الصلاة القيام: القيام وهو ركن مع القدرة ، فمن أخل به عمدا أو سهوا بطلت صلاته. وإذا أمكنه القيام مستقلا وجب ، وإلا وجب أن يعتمد على ما يتمكن معه من القيام ، ويجوز الاعتماد على الحائط مع القدرة ، ولو قدر على القيام في بعض الصلاة وجب أن يقوم بقدر مكنته ، وإلا صلى قاعدا . والقاعد إذا تمكن من القيام إلى الركوع وجب ، وإلا ركع جالسا . وإذا عجز عن القعود صلى مضطجعا ، فإن عجز صلى مستلقيا والأخيران يوميان لركوعهما وسجودهما . ومن عجز عن حالة في أثناء الصلاة انتقل إلى ما دونها مستمرا ، كالقائم يعجز فيقعد ، أو القاعد يعجز يضطجع ، أو المضطجع يعجز فيستلقي . وكذا بالعكـس ، ومن لا يقدر على السجود ، يرفع ما يسـجد عليه ، فإن لم يقدر أومأ .
    والمسنون في هذا الفصل شيئان : أن يتربع المصلي قاعدا في حال قراءته . ويثني رجليه في حال ركوعه . ويتورك في حال تشهده.
    اللهم إني أعوذ بك أن أعادي لك وليّاً , أو أوالي لك عدواً , وأرضى لك سُخطاً أبداً. اللهم من صليت عليه فصلواتنا عليه , ومن لعنته فلعنتنا عليه. اللهم من كان في موته فرج لنا ولجميع المؤمنين , فأرحنا منه وأبدلنا به من هو خير لنا منه , حتى تُرينا من عِلم الإجابة ما نعرفه في أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين . اللهم انا نسالك بحق من اصطفيتهم من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم احد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تمكن لقائم ال محمد ص وان تنجز لمحمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ما وعدتهم من النصر والتمكين انك نعم المولى ونعم النصير اللهم ونسالك بحق احب الخلق اليك محمد وال محمد الائمة والمهديين صلواتك عليهم اجمعين ان تؤلف بين قلوب الانصار وتوفقهم للعمل بين يدي قائم ال محمد ص وان تختم لهم بالحسنى وان تمن على مرضاهم بالشفاء والصحة وعلى موتاهم بالرحمة والمغفرة وعلى مسافريهم بالوصول الى مقاصدهم سالمين غانمين وان تمن على احياءهم باللطف والكرامة وعلى فقرائهم بالغنى والثروة انك نعم المجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    ملاحظة: تم قراءة الخطبة والصلاة في المدينة المنورة
  • المعدن
    عضو نشيط
    • 22-04-2011
    • 130

    #2
    رد: خطبة الجمعة في الخليج بتأريخ 22 ربيع الأول 1435 - حقيقة السجود لآدم

    وفقكم الله وسددكم
    أحسنتم
    خادمكم المعدن
    اللهم صل على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎