بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . ) البقرة - 183- 184
ما هو الصوم ؟ الصوم هو الامتناع عن المفطرات مع النية.
وهذا المعنى من الصيام ما ذهب اليه المفسرون ان تكف عن المفطرات من ماكل ومشرب وجماع الى اخره فتجد اليوم حتى الناكر لولاية ال محمد ع يصوم وذلك لانه يظن ان الله محتاج لصيامه او ان الله يريد بذلك عقابه او ان هذا الصوم عن المفطرات هو حقيقة ما اراده الله من العبد كانه نسى او تناسى ان الله لم ينظر الى عالم الاجسام منذ ان خلقه اذا ما هو الهدف من الصوم وما هو حقيقة الصوم
فحقيقة الصيام هو الصوم عن الانا والغاء وجود الانسان امام امر الله سبحانه وهذا ما بينه رسول الله ص في حديثه حيث قال
قال رسول الله ص "قال الله تبارك وتعالى: الصوم لي وأنا أجزي به،
سؤال/ 13: ما معنى الحديث القدسي: (الصوم لي وأنا اجزي به) الكافي : ج4 ص63 ح6.
الجواب: قراءة (أجزي به) خاطئة، فهو سبحانه وتعالى يجازي العباد على كل العبادات، ولا خصوصية للصوم بحسب هذه القراءة الخاطئة.
والقراءة الصحيحة هي: (أُجزى به) أي بضم الهمزة وبالألف المقصورة والمراد بالصوم هو صوم مريم وزيادة ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً﴾ (مريم : 26 انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
اقول لو تدبرنا قصة مريم ع وكيف الغت وجودها امام امر الله سبحانه فمريم ع كانت منبوذه عند علماء اليهود في ذلك الوقت لانهم يعلمون انها افضل منهم علما وخلقا ومنطقا فحسدوها وحاولوا بكل طريقة الايقاع بمريم ع لتشويه سمعتها وجاء الامر الالهي لمريم ع ان تنتبذ مكانا شرقيا
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا )والقصة واضحة في كتاب الله لكن البلاء العظيم والاختبار الالهي الذي جرى على مريم ع يجسد مرتبة عالية من التسليم لامر الله بعد المعرفه والغاء الوجود والثقة العالية به سبحانه والا كيف بمريم ع وهي منبوذة عند علماء الهيكل تخرج من اهلها وتبقى مدة من الزمن بعيدة عنهم ومن ثم تاتيهم بغلام
(فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) فاتهموها بالفاحشة وقول الزور والبهتان حتى قالوا لها (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)
اقول أي تسليم واي معرفة عند مريم ع حتى فعلت ما فعلت واي الغاء لوجودها ع حيث انهالايهما ما سيقال فيها او يفعل بها علماء الهيكل واتباعهم العميان
فهل يستطيع احد ان يعمل كعمل مريم ع وهي امراءة ضعيفة لكن استطاعت ان تقف بوجه علماء الهيكل لانها تحمل في قلبها لا قوة الا بالله لم تنظر لنفسها وما يصنع بها ولاجل هذا كان جزاء صوم مريم ع هو الله التي كانت مستوحشه من الخلق مستانسه به سبحانه
قال الامام احمد الحسن ع (أي أن يكون الإنسان مستوحشاً من الخلق، مستأنساً بالله سبحانه، بل هذه هي البداية والنهاية التي تكون حصيلتها هي: أن
الله هو الجزاء على الصوم هي الصوم عن (الأنا) وذلك عندما يسير العبد على الصراط المستقيم، وهو يعلم ويعتقد ويرى
أن وجوده المفترض وبقاءه المظنون بسبب شائبة العدم والظلمة المختلطة بالنور. وهذا هو الذنب الذي لا يفارق العبد وهو ماضي العبد وحاضره ومستقبله، فلو أعرض العبد عن الأنا، وطلب إماطة صفحة الظلمة والعدم بإخلاص واستجاب
سبحانه وتعالى لدعائه لما بقي إلا الله الواحد القهار وأشرقت الأرض بنور ربها وجيء بالكتاب وقيل الحمد لله رب العالمين. انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
وكما اسلفنا ان حقيقة الصوم هو الصوم عن الانا كما قال رسول الله ص
لأصحابه: "ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الصوم يسوّد وجهه،
(الصوم يسوّد وجهه) وذلك لان الصائم الذي عرف حجة الله وقتل اناه بين يديه وعد من الساجدين كيف لا يسود وجه ابليس الذي لم يسجد وتوعد ان يجعل بني ادم لا يسجدون واذا بابن ادم يسجد لخليفة الله
اذا الصوم او الكف عن المفطرات هو زكاة للابدان اما حقيقته فهو قتل الانا والفناء بحجة الله لاجل هذا كان الصوم هو الجزاء لله سبحانه
أي بمعنى ان لا ننشغل بطعام البدن ونترك طعام الروح وهو العلم والتفكر والتدبر بل لو استطعنا ان لا ناكل الا الله فلنفعل كما قال مولاي الصادق ع
قال الصادق ع ما معناه: (إن استطعت أن لا تأكل إلا الله فافعل)، ما معنى هذا الحديث؟
قال الامام احمد الحسن ع (أي أن تكون ذاكراً لله سبحانه وتعالى على كل حال فالذكر طعام الروح، ثم أن تقلل طعام الجسد بقدر الحاجة
له ، أي أن يكون للقوة لا للشهوة ، قال عيسى ع: (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم، بل بكلمة الله).
وهكذا يحصل الإنسان على المقام في السماوات الملكوتية ثم إنه يطعم ويسقى دونما طعام جسماني مادي فالصائم إذا نام في النهار يطعم ويسقى كما ورد في الحديث عنهم ع
عن الحسن بن صدقة قال: قال أبو الحسن ع: (قيلوا فان الله يطعم الصائم ويسقيه في منامه) الكافي : ج4 ص65، باب فضل الصوم والصائم ح14، وسائل الشيعة (آل البيت) : ج10 ص136 ح13042.
بل كثيرون عندما ينامون في النهار أيام الصيام يرون في الرؤيا أنهم أكلوا وشربوا ويستيقظون وقد ذهب عنهم الجوع والظمأ وكأنهم أكلوا في هذا العالم الجسماني فالإمام الصادق ع يرشد الناس إلى الإكثار من ذكر الله وتقليل العروج على الدنيا.
والحقيقة التي يجب أن يعرفها الناس هي أنه: (بالطعام يموت ابن آدم)، فبالطعام والشهوات تشغل الروح عن رقيها وتنكب على تدبير هذا البدن الجسماني وهذا الانشغال بالنسبة للروح هو نوع من الموت التدريجي كما أنّ الذكروالسعي في طريق الله سبحانه وتعالى هو نوع من الحياة والرقي التدريجي.
الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . ) البقرة - 183- 184
ما هو الصوم ؟ الصوم هو الامتناع عن المفطرات مع النية.
وهذا المعنى من الصيام ما ذهب اليه المفسرون ان تكف عن المفطرات من ماكل ومشرب وجماع الى اخره فتجد اليوم حتى الناكر لولاية ال محمد ع يصوم وذلك لانه يظن ان الله محتاج لصيامه او ان الله يريد بذلك عقابه او ان هذا الصوم عن المفطرات هو حقيقة ما اراده الله من العبد كانه نسى او تناسى ان الله لم ينظر الى عالم الاجسام منذ ان خلقه اذا ما هو الهدف من الصوم وما هو حقيقة الصوم
فحقيقة الصيام هو الصوم عن الانا والغاء وجود الانسان امام امر الله سبحانه وهذا ما بينه رسول الله ص في حديثه حيث قال
قال رسول الله ص "قال الله تبارك وتعالى: الصوم لي وأنا أجزي به،
سؤال/ 13: ما معنى الحديث القدسي: (الصوم لي وأنا اجزي به) الكافي : ج4 ص63 ح6.
الجواب: قراءة (أجزي به) خاطئة، فهو سبحانه وتعالى يجازي العباد على كل العبادات، ولا خصوصية للصوم بحسب هذه القراءة الخاطئة.
والقراءة الصحيحة هي: (أُجزى به) أي بضم الهمزة وبالألف المقصورة والمراد بالصوم هو صوم مريم وزيادة ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً﴾ (مريم : 26 انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
اقول لو تدبرنا قصة مريم ع وكيف الغت وجودها امام امر الله سبحانه فمريم ع كانت منبوذه عند علماء اليهود في ذلك الوقت لانهم يعلمون انها افضل منهم علما وخلقا ومنطقا فحسدوها وحاولوا بكل طريقة الايقاع بمريم ع لتشويه سمعتها وجاء الامر الالهي لمريم ع ان تنتبذ مكانا شرقيا
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا )والقصة واضحة في كتاب الله لكن البلاء العظيم والاختبار الالهي الذي جرى على مريم ع يجسد مرتبة عالية من التسليم لامر الله بعد المعرفه والغاء الوجود والثقة العالية به سبحانه والا كيف بمريم ع وهي منبوذة عند علماء الهيكل تخرج من اهلها وتبقى مدة من الزمن بعيدة عنهم ومن ثم تاتيهم بغلام
(فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) فاتهموها بالفاحشة وقول الزور والبهتان حتى قالوا لها (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)
اقول أي تسليم واي معرفة عند مريم ع حتى فعلت ما فعلت واي الغاء لوجودها ع حيث انهالايهما ما سيقال فيها او يفعل بها علماء الهيكل واتباعهم العميان
فهل يستطيع احد ان يعمل كعمل مريم ع وهي امراءة ضعيفة لكن استطاعت ان تقف بوجه علماء الهيكل لانها تحمل في قلبها لا قوة الا بالله لم تنظر لنفسها وما يصنع بها ولاجل هذا كان جزاء صوم مريم ع هو الله التي كانت مستوحشه من الخلق مستانسه به سبحانه
قال الامام احمد الحسن ع (أي أن يكون الإنسان مستوحشاً من الخلق، مستأنساً بالله سبحانه، بل هذه هي البداية والنهاية التي تكون حصيلتها هي: أن
الله هو الجزاء على الصوم هي الصوم عن (الأنا) وذلك عندما يسير العبد على الصراط المستقيم، وهو يعلم ويعتقد ويرى
أن وجوده المفترض وبقاءه المظنون بسبب شائبة العدم والظلمة المختلطة بالنور. وهذا هو الذنب الذي لا يفارق العبد وهو ماضي العبد وحاضره ومستقبله، فلو أعرض العبد عن الأنا، وطلب إماطة صفحة الظلمة والعدم بإخلاص واستجاب
سبحانه وتعالى لدعائه لما بقي إلا الله الواحد القهار وأشرقت الأرض بنور ربها وجيء بالكتاب وقيل الحمد لله رب العالمين. انتهى كلام الامام احمد الحسن ع
وكما اسلفنا ان حقيقة الصوم هو الصوم عن الانا كما قال رسول الله ص
لأصحابه: "ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان عنكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الصوم يسوّد وجهه،
(الصوم يسوّد وجهه) وذلك لان الصائم الذي عرف حجة الله وقتل اناه بين يديه وعد من الساجدين كيف لا يسود وجه ابليس الذي لم يسجد وتوعد ان يجعل بني ادم لا يسجدون واذا بابن ادم يسجد لخليفة الله
اذا الصوم او الكف عن المفطرات هو زكاة للابدان اما حقيقته فهو قتل الانا والفناء بحجة الله لاجل هذا كان الصوم هو الجزاء لله سبحانه
أي بمعنى ان لا ننشغل بطعام البدن ونترك طعام الروح وهو العلم والتفكر والتدبر بل لو استطعنا ان لا ناكل الا الله فلنفعل كما قال مولاي الصادق ع
قال الصادق ع ما معناه: (إن استطعت أن لا تأكل إلا الله فافعل)، ما معنى هذا الحديث؟
قال الامام احمد الحسن ع (أي أن تكون ذاكراً لله سبحانه وتعالى على كل حال فالذكر طعام الروح، ثم أن تقلل طعام الجسد بقدر الحاجة
له ، أي أن يكون للقوة لا للشهوة ، قال عيسى ع: (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم، بل بكلمة الله).
وهكذا يحصل الإنسان على المقام في السماوات الملكوتية ثم إنه يطعم ويسقى دونما طعام جسماني مادي فالصائم إذا نام في النهار يطعم ويسقى كما ورد في الحديث عنهم ع
عن الحسن بن صدقة قال: قال أبو الحسن ع: (قيلوا فان الله يطعم الصائم ويسقيه في منامه) الكافي : ج4 ص65، باب فضل الصوم والصائم ح14، وسائل الشيعة (آل البيت) : ج10 ص136 ح13042.
بل كثيرون عندما ينامون في النهار أيام الصيام يرون في الرؤيا أنهم أكلوا وشربوا ويستيقظون وقد ذهب عنهم الجوع والظمأ وكأنهم أكلوا في هذا العالم الجسماني فالإمام الصادق ع يرشد الناس إلى الإكثار من ذكر الله وتقليل العروج على الدنيا.
والحقيقة التي يجب أن يعرفها الناس هي أنه: (بالطعام يموت ابن آدم)، فبالطعام والشهوات تشغل الروح عن رقيها وتنكب على تدبير هذا البدن الجسماني وهذا الانشغال بالنسبة للروح هو نوع من الموت التدريجي كما أنّ الذكروالسعي في طريق الله سبحانه وتعالى هو نوع من الحياة والرقي التدريجي.
Comment