بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
الحمد لله المتفرّد بآلائه ، المتفضّل بنعمائه ، العدل في قضائه ، الذي محّص بالإختبار عن أوليائه ، وأملا بالإستدراج لأعدائه ، وجعل امتحانه لمن عرفه أدباً ولمن أنكره غضباً.
في هذه الجمعة المباركة سوف نسلط الضوء على امرين مهمين الا وهما الامتحان والابتلاء الذي اصاب البشر سواء كانوا انبياء ام مكلفين والهدف من تسليط الضوء هو التفكر والاعتبار في حال الامم السالفة .
وقصص الأنبياء جديرة بالدراسة و القراءة الفاحصة العميقة لأنهم حجة الله على عباده و أعمالهم سنة مأثورة نحن مطالبون بالإعتبار بها
قال تعالى ) لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب )يوسف الآية (111
وأكبر دليل على أهميتها أن ثلث القرآن قصص قال تعالى (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ.... (سورة هود)
ونعلم أن معنى القصص مأخوذ من قص الأثر؛ وتتبعه بلا زيادة أو نقصان.قول رسول الله ص: ((لتتبعن سَنن من كان قبلكم شبراَ شبراَ، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جُحر ضب تبعتموهم.
لاجل هذا كانت وصية الإمامعلي (عليهالسلاملابنهالحسن (عليهالسلام) -: يابني! إنيوإنلمأكنعمرتعمرمنكانقبلي،فقدنظرتفيأعمالهم،وفكرتفيأخبارهم،وسرتفيآثارهم،حتىعدتكأحدهم،بلكأنيبماانتهىإليمنأمورهمقدعمرتمعأولهمإلىآخرهم) نهجالبلاغة: الكتاب٣١
والعبرة قد تمر، ولكن لا يلتفت إليها إلا العاقل الذي يمحص الأشياء، أما الذي يمر عليها مرور الكرام؛ فهو لا يستفيد منها
كما قال امير المؤمنين (ما اكثر العبر واقل المعتبرين ) البحار: ٧٨
فاخذ العبرة من امتحان الامم السالفة لابد منه لمن اراد الثبات والسير على الصراط المستقيم وبالتالي الوصول الى مرضاة الله سواء كان ذلك الامتحان بتنصيب نبي او رسول او امام او امتحان المؤمنين بمن نصبهم الله كما في زمن نوح او زمن طالوت ع لان سنة الله لا تتبدل ولن تتبدل
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الفتح23
فمثلا كيف كان امتحان الملائكة وابليس طاووس الملائكة بتنصيب ادم ع كيف امتحن الله قابيل بهابيل كيف كان امتحان قوم ادريس النبي ع كيف امتحن الله قوم نوح من المخالفين ومن المؤمنين كيف امتحن الله قوم موسى ع بخروجه من بيت فرعون كيف امتحن الله قوم صالح ع بناقة وهكذا
فالامتحان الالهي الذي جرى على الامم السالفة يجري علينا والفتن التي مرت على الامم السالفه تمر علينا ولا يكون المؤمن مؤمنا حتى يمحص ويغربل ويمتحنالم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ{3}
إذن الحوادث والأيام بما تحمل من متاعب ومصاعب وشدة وعسر، وكذا من أفراح وأتراح، ولين ويسر، كلها محطات امتحان للإنسان ليرى أيشكر أم يكفر، ولا بد للمؤمن أن يعي أبعاد مسيرته الشاقة، ويعي ما وراء ما يمر به من محن وابتلاءات لكي يواصل دربه السامي بوعي وبصيرة وصبر واستقامة دون تلكؤ أو ضعف
اما الابتلاء
سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أشد الناس بلاء في الدنيا فقال: النبيون ثم الامثل فالامثل، ويبتلى المؤمن على قدر إيمانه وحسن أعماله فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه. اصول الكافي ج2 ص253
وقد تعدَّدت صور الابتلاءات، وتنوَّعت لكل رسول ونبي على حدة فمنها ابتلاء ابراهيم بنار النمرود وابتلاء لوط ع بزوجته وابتلاء يعقوب النبي بفراق ولده وابتلاء اخوة يوسف ع بيوسف و ابتلاء يوسف ع بزليخة وابتلاء يونس بوعد الله و ابتلاء ايوب ع بمرضه و ابتلاء الامة بوعد عمران ع وبلاء زكريا بالامة بسبب الوعد وابتلاء مريم ع بولادة عيسى من غير اب و ابتلاء رسول الله ص وهكذا.واعلم ان للابتلاء حكم كثيرة منها
اولا :الابتلاء اعداد للرسول او النبي او الامام او المؤمن
الكل يعلم ان التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكنه الله ومثال على ذلك نبي الله يوسف ع
قال _تعالى_: "وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (يوسف:56).
ثانيا : البلاء كفارة للذنوب
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة
ثالثا : البلاء رفعة للدرجات
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ : ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ) .
رابعا: البلاء درس من دروس التوحيد والايمان والتفكر
وذلك لان البلاء ان اصاب عبدا لاذ بالناس فان ياس من الناس رجع الى ربه
والبلاء يطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ، ، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه ، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .
1
والحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
الحمد لله المتفرّد بآلائه ، المتفضّل بنعمائه ، العدل في قضائه ، الذي محّص بالإختبار عن أوليائه ، وأملا بالإستدراج لأعدائه ، وجعل امتحانه لمن عرفه أدباً ولمن أنكره غضباً.
في هذه الجمعة المباركة سوف نسلط الضوء على امرين مهمين الا وهما الامتحان والابتلاء الذي اصاب البشر سواء كانوا انبياء ام مكلفين والهدف من تسليط الضوء هو التفكر والاعتبار في حال الامم السالفة .
وقصص الأنبياء جديرة بالدراسة و القراءة الفاحصة العميقة لأنهم حجة الله على عباده و أعمالهم سنة مأثورة نحن مطالبون بالإعتبار بها
قال تعالى ) لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب )يوسف الآية (111
وأكبر دليل على أهميتها أن ثلث القرآن قصص قال تعالى (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ.... (سورة هود)
ونعلم أن معنى القصص مأخوذ من قص الأثر؛ وتتبعه بلا زيادة أو نقصان.قول رسول الله ص: ((لتتبعن سَنن من كان قبلكم شبراَ شبراَ، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جُحر ضب تبعتموهم.
لاجل هذا كانت وصية الإمامعلي (عليهالسلاملابنهالحسن (عليهالسلام) -: يابني! إنيوإنلمأكنعمرتعمرمنكانقبلي،فقدنظرتفيأعمالهم،وفكرتفيأخبارهم،وسرتفيآثارهم،حتىعدتكأحدهم،بلكأنيبماانتهىإليمنأمورهمقدعمرتمعأولهمإلىآخرهم) نهجالبلاغة: الكتاب٣١
والعبرة قد تمر، ولكن لا يلتفت إليها إلا العاقل الذي يمحص الأشياء، أما الذي يمر عليها مرور الكرام؛ فهو لا يستفيد منها
كما قال امير المؤمنين (ما اكثر العبر واقل المعتبرين ) البحار: ٧٨
فاخذ العبرة من امتحان الامم السالفة لابد منه لمن اراد الثبات والسير على الصراط المستقيم وبالتالي الوصول الى مرضاة الله سواء كان ذلك الامتحان بتنصيب نبي او رسول او امام او امتحان المؤمنين بمن نصبهم الله كما في زمن نوح او زمن طالوت ع لان سنة الله لا تتبدل ولن تتبدل
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الفتح23
فمثلا كيف كان امتحان الملائكة وابليس طاووس الملائكة بتنصيب ادم ع كيف امتحن الله قابيل بهابيل كيف كان امتحان قوم ادريس النبي ع كيف امتحن الله قوم نوح من المخالفين ومن المؤمنين كيف امتحن الله قوم موسى ع بخروجه من بيت فرعون كيف امتحن الله قوم صالح ع بناقة وهكذا
فالامتحان الالهي الذي جرى على الامم السالفة يجري علينا والفتن التي مرت على الامم السالفه تمر علينا ولا يكون المؤمن مؤمنا حتى يمحص ويغربل ويمتحنالم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ{3}
إذن الحوادث والأيام بما تحمل من متاعب ومصاعب وشدة وعسر، وكذا من أفراح وأتراح، ولين ويسر، كلها محطات امتحان للإنسان ليرى أيشكر أم يكفر، ولا بد للمؤمن أن يعي أبعاد مسيرته الشاقة، ويعي ما وراء ما يمر به من محن وابتلاءات لكي يواصل دربه السامي بوعي وبصيرة وصبر واستقامة دون تلكؤ أو ضعف
اما الابتلاء
عندما نتدبَّر آيات الله عز وجل في القرآن التي حدثتنا عن ابتلاءات الأنبياء والرسل، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، سنجد أنها سنةٌ لا تتخلَّف أن يكون هؤلاء الرهط الكريم أكرم الخلق على الله أشدَّ الناس بلاءً "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.
سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أشد الناس بلاء في الدنيا فقال: النبيون ثم الامثل فالامثل، ويبتلى المؤمن على قدر إيمانه وحسن أعماله فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه. اصول الكافي ج2 ص253
اولا :الابتلاء اعداد للرسول او النبي او الامام او المؤمن
الكل يعلم ان التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكنه الله ومثال على ذلك نبي الله يوسف ع
قال _تعالى_: "وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (يوسف:56).
ثانيا : البلاء كفارة للذنوب
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة
ثالثا : البلاء رفعة للدرجات
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ : ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ) .
رابعا: البلاء درس من دروس التوحيد والايمان والتفكر
وذلك لان البلاء ان اصاب عبدا لاذ بالناس فان ياس من الناس رجع الى ربه
والبلاء يطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ، ، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه ، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .
1
Comment