إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 18ربيع الثاني 1434 هجري الموافق 1-3-2013

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • شيخ نعيم الشمري
    عضو جديد
    • 05-03-2013
    • 94

    جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 18ربيع الثاني 1434 هجري الموافق 1-3-2013


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين الهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
    الحمد لله رب العالمين ، مالك الملك ،مجري الفلك ، مسخر الرياح، فالق الإصباح ، ديان الدين ، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض و عمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .


    قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ الذاريات : 56.

    قال الامام احمد الحسن ع في هذه الاية ( ولم يقل إلا ليأكلون أو إلا ليعملون، فإذا كان لابد من العمل والأكل والشرب، فليكن للعبادة نصيب أعظم وأوفر وأكبر. فأجملوا في الطلب يرحمكم الله، ولا تكن الدنيا منتهى همكم، ومبلغ علمكم. واعبدوا الله حق عبادته لتكون الآخرة لكم، فإن إليها المآل وفيها محط الرحال، والمقر بعد الآجال، فلا تغرنكم الحياة ولا يغرنكم بالله الغرور، فإنه سبحانه وتعالى يخاطبكم فيقول: (يا بن آدم أما تنصفني، أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إليَّ بالمعاصي. خيري إليك منزل وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح. يا بن آدم لو سمعت وصفك من غيرك، وأنت لا تعلم من الموصوف لسارعت إلى مقته) مستدرك الوسائل : ج11 ص335.
    وقال الصادق u: (لما فتح رسول الله <ص> مكة قام على الصفا، فقال: يا بني هاشم يا بني عبد المطلب، إني رسول الله إليكم واني شفيق عليكم، لا تقولوا إن محمداً منا فو الله ما أوليائي منكم ولا من غيركم إلا المتقون، ألا فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا على رقابكم، ويأتي الناس يحملون الآخرة، ألا وأني قد أعذرت فيما بيني وبينكم، وفيما بين الله عز وجل وبينكم، وان لي عملي ولكم عملكم) (- بحار الأنوار : ج8 ص359.
    أيها المؤمنون اصبروا وصابروا ورابطوا وارجوا الله سبحانه وتعالى، وليكن رضاكم في الله وغضبكم في الله، وحبكم في الله وبغضكم في الله، كونوا أشداءً على الكفار رحماءً بينكم، ولا تأخذكم في الله لومة لائم. وتحصنوا بكلمة الله فيكن أحدكم بألف، تزول الجبال ولا يزول عن أمر الله سبحانه وتعالى، والجهاد في سبيله، فإنّ وليكم الله، وأعداءكم وليهم الشيطان (لعنه الله) وسينكص على عقبيه لما يتراءى الجمعان، وسيهزم الجمع ويولون الدبر عما قريب إن شاء الله وبقوة الله الواحد القهار. فلا يكن آخر صبركم الجزع، ونهاية رجائكم اليأس، فتخسروا الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.
    رحم الله امرئً نصر آل محمد بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
    ﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾ يوسف : 37 – 38. انتهى كلام الامام ع

    فمن اراد ان ينصر ال محمد ع عليه ان يبدا بنفسه ومن ثم بغيرة عليه ان يجعل قلبه وعاء لمشيئة ال محمد ع كما جعل ال محمد ع قلوبهم اوعية لمشيئة الله عليه ان لا يرى نفسه بل يرى رضى ربه عليه ان يتشرف بخدمة انصار الله وان يتواضع لهم لانه من تواضع لله رفعه الله

    قال عيسى ع بن مريم u: (يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة، اقضوها لي، قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله، فقام فغسل أقدامهم. فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله، فقال إنّ أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم. ثم قال عيسى u: بالتواضع تعمر الحكمة، لا بالتكبر، وكذلك في السهل ينبت الزرع، لا في الجبل) (الكافي : ج1 ص37.

    قال الامام احمد الحسن ع (في السهل ينبت الزرع لا في الجبل.أيها الاخوة الأعزاء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، تواضعوا في الأرض تعرفوا في السماء، واعلموا أنّ الخلق عيال الله، وأحبّ الخلق إلى الله أرأفهم بعياله.

    كونوا رحماء بينكم ، أشداء على الكفار، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ
    مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾ يوسف : 21.

    تعلموا تعاليم الأنبياء، واعملوا بها، فسيرى الله عملكم ورسوله والأئمة والأنبيـاء والمرسلون وعباد الله الصالحون، ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى﴾ - النجم : 39 – 41.

    وتيقنوا ، فباليقين يأخذ ابن آدم ويغترف من رحمة الله، هكذا قال نوح النبي وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح ومحمد عبد الله والأئمة الأطهار <ع>: (خذ على قدر يقينك) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فباليقين أولياء الله يُحيون الموتى ويُشفون المرضى.

    واعلموا أيها الأحبة أنّ اليقين مفتاح باب الله الأعظم، فمن تيقن أن لا قوة إلا بالله أصبح في عينه الفراعنة - أمريكا وأذنابها الأراذل - أهون من الذبابة وأحقر، وكيف لا تكون كذلك في عين من ينام في كهف الله الحصين.


    وزنوا أنفسكم واعرضوها على الحق، لتعلموا مدى اليقين الذي توصلتم له، انظروا هل أنتم على استعداد لأنْ تعرضوا أنفسكم وأموالكم للتلف مع الحسيـن بن علي u اليوم، أم أنتم مترددون في غياهب ظلمات الدنيا الدنية من حب الحياة والجاه والمال والولد.
    اعلموا أيها الأحبة أنّ الحسين u ذبيح الله وطريق الحسين u هو كهف الله الحصين.
    أيها الأحبة، كثيرون راسلوا الحسين u في هذا الزمان وقالوا أقدم يا بن رسول الله على جند لك مجندة، فلما جاءهم وامتحنهم الله بقليل من تراث الدنيا والخوف من الدجال الأكبر (أمريكا) قالوا: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ المائدة : 24.
    وقالوا ﴿لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ(البقرة : 249.
    وأعاد أهل الكوفة في هذا الزمان الكرة فتعساً لهم بما قدمت أيديهم ونطقت ألسنتهم من الباطل،وهم ذراري قتلة الحسين بن علي u.

    وأقسم بالله ما قدمنا عليهم إلا بعدما دعونا صباحاً ومساءً وهم يئنّون من وطأة الظالمين والفراعنة، فلما حللنا بين أظهرهم عَدْوا علينا يقاتلوننا، وسلّوا علينا سيفاً لنا في أيمانهم، وأمسوا ظهيراً لأعدائهم على أوليائهم، فويل لمن كان أولياؤه أعداءه يوم القيامة، وخصمهم جدّي رسول الله <ص>، رضينا بالله حكماً والموعد القيامة ومن ورائهم جهنم يصلونها وبئس الورد المورود.

    يا أنصـار الله. يا أنصـار الأنبياء والمرسلين. يا أنصـار الحسين u. يا أنصـار الإمام المهدي u.
    اتقوا الله وتيقنوا وانظروا كيف تخلفون الإمام المهدي u في أمانته عندكم ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (يوسف : 11 – 12. انتهى كلام النور احمد ع

    اقول اوصيكم ونفسي اخواني انصار الله بان نجعل الله نصب اعيننا وان نكون على يقين انه يرانا ويرقب افعالنا لاننا محط نظره سبحانه كما قال مولاي احمد ع فلا نقصر في عمل او نؤخر عمل او نؤجل عمل اليوم لغد او نتكل على غيرنا ليقوم باعمالنا بل علينا ان نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا كي لا ننكسر وان لا ننظر لانفسنا بل نجعل نظرنا الى الله وان نصبر فان الصبر من الايمان كالراس من الجسد ولا خير في جسد لا راس معه كما ان لا خير في ايمانا لا صبر معه والصبر هو الصبر على الطاعة والتسليم لامر الله
    ولا طاعة الا بمعرفه ولا معرفة الا بمعرفة حجة الله ولا تكفي المعرفة فقط فقديما كانوا يعرفون علي ع لكنهم فشلوا في مسايرته لانهم لم يعرفوه معرفة حقيقية معرفة نوارانية ففشلوا في مسايرته فعلينا ان نتعض بمن سبقنا قبل ان يتعض بنا من يلحق بنا فعلينا ان نعمل الى ان ينقطع النفس قال الامام احمد ع اعملوا واعملوا واعملوا حتى ينقطع النفس فان في العمل نجاتكم ولا خير فيمن يعلم ولا يعمل .
    علينا ان نترك المراء علينا ان ننشغل بانفسنا وان نترك امر الله لله فهو اعلم بالمصلحة منا وان لا نطلب جاه او وجاهه اومكانه او منصب بل نطلب رضا الله سبحانه
    وان اختار الله لنا شئ فهو اعلم بانفسنا منا وهو يسددنا وياخذ بايدينا وسانقل لكم قصة وعبرة للقمان ع

    تفسير علي بن إبراهيم عن حماد قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن لقمان و حكمته التي ذكرها الله عز و جل فقال أما و الله لقد أوتي لقمان الحكمة لا بحسب و لا مال و لا أهل و لا بسط في جسم و لا جمال و لكنه كان رجلا قويا في أمر الله متورعا في الله عميق النظر طويل الفكر لم ينم نهارا قط و لم يره أحد من الناس على بول و لا غائط و لا اغتسال لشدة تستره و لم يضحك من شي‏ء قط و لم ينازع إنسانا قط و لم يفرح بشي‏ء أتاه من أمر الدنيا و لا حزن منها على شي‏ء قط و قد نكح من النساء و ولد له الأولاد الكثيرة و قد مات أكثرهم أفراطا فما بكى لأحد منهم و لم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان إلا أصلح بينهما و لم يسمع قولا من أحد إلا استحسنه إلا سأل عن تفسيره و عمن أخذه و كان يكثر مجالسة الفقهاء و الحكماء و كان يغشي القضاة و الملوك و السلاطين فيرثي للقضاة مما ابتلوا به و يرحم الملوك و السلاطين لغرتهم بالله و طمأنينتهم بذلك و يتعلم ما يغلب به نفسه و يجاهد به هواه و كان يداوي قلبه بالتفكر و يداوي نفسه بالعبر و كان لا يتكلم إلا فيما يعنيه فبذلك أوتي الحكمة

    و إن الله تعالى أمر طوائف من الملائكة حين انتصف النهار و هدأت العيون بالقابلة فنادوا لقمان حيث يسمع و لا يراهم فقالوا يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض و تحكم بين الناس
    فقال لقمان إن أمرني ربي فالسمع و الطاعة لأنه إن فعل بي ذلك أعانني و علمني و عصمني و إن هو خيرني قبلت العافية
    فقالت الملائكة يا لقمان لم قال لأن الحكم بين الناس بأشد المنازل من الدين و أكثر فتنا و بلاء ثم ساق الحديث إلى قوله فعجبت الملائكة من حكمته و استحسن الرحمن منطقه فلما أمسى و أخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكمة فغشاه بها من قرنه إلى قدمه و هو نائم و غطاه بالحكمة غطاء فاستيقظ و هو أحكم الناس في زمانه و خرج على الناس ينطق بالحكمة فلما أوتي الحكم بالخلافة و لم يقبلها أمر الله الملائكة فنادت داود بالخلافة فقبلها و لم يشترط فيها بشرط لقمان
    فأعطاه الله الخلافة في الأرض و ابتلي فيها غير مرة و كل ذلك يهوي في الخطأ فيقيه الله و يغفر له و كان لقمان يكثر زيارة داود و يعظه بمواعظه و كان يقول له داود (عليه السلام) طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة و صرفت عنك البلية و أعطي داود (عليه السلام) الخلافة و ابتلي بالخطإ و الفتنة فوعظ لقمان ابنه بالنار حتى تفطر و انشق و كان فيما وعظه أن قال
    يا بني إنك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها و استقبلت الآخرة فدار أنت إليها تسير أقرب إليك من دار أنت عنها متباعد
    يا بني جالس العلماء و زاحمهم بركبتيك و لا تجادلهم فيمنعوك و خذ من الدنيا بلاغا و لا ترفضها فتكون عيالاً على الناس و صم صوما يقطع شهوتك و لا تصم صياما يمنعك من الصلاة فإن الصلاة أحب إلى الله من الصيام( الصوم عن الانا )
    يا بني إن الدنيا بحر عميق قد هلك فيها عالم كثير فاجعل سفينتك فيها الإيمان و اجعل شراعها التوكل و اجعل زادك فيها تقوى الله فإن نجوت فبرحمة الله و إن هلكت فبذنوبك
    يا بني إن تأدبت صغيرا انتفعت به كبيرا يا بني خف الله خوفا لو أتيت يوم القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك و أرج الله رجاء لو وافيت القيامة بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر الله لك فقال له ابنه
    يا أبت و كيف أطبق هذا و إنما لي قلب واحد فقال يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران نور للخوف و نور للرجاء لو وزنا ما رجح أحدهما على الآخر مثقال ذرة يا بني لا تركن إلى الدنيا و لا تشغل قلبك بها فما خلق الله خلقا هو أهون عليه منها أ لا ترى أنه لم يجعل نعيمها ثوابا للمطيعين و لم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين .قصص الانبياء ص 326

    لاجل ذلك ينبهنا وينصحنا مولانا احمد ع حيث قال ع ( .حتى متى نبقى ننظر إلى أنفسنا ، والله لو أنه سبحانه وتعالى استعملني من أول الدهر حتى آخره ثم أدخلني النار لكان محسنًا معي ، واي إحسان أعظم من أنه يستعملني ولو في آن .المفروض أننا لانهتم إلا لشيء واحد هو أن نرفع من صفحتنا السوداء هذه الأنا التي لا تكاد تفارقنا(
    ) .أنت إن طلبت بنفسك ، فهنا أمران ؛ الأول : أنك تقول في كل طلب أنا ) وتنظر إلى نفسك ، والثاني : أنك في كل طلب تقول أنا أعرف ، أنا أفهم ، أنا أعلم المصلحة ،أي أنت من يشخص ، شخصت أ ن المصلحة في أن يحصل لك كذا ومن ثم طلبت من الله أن ينفذ لك ما شخصت ، أي باختصار أنك تقول لله سبحانه
    أنا أعرف منك في المصلحة ، وأنا أعلم منك ؛ لأنك حددتها وطلبت منه فقط التنفيذ ، أنت تقول له افعل لي كذا ، أي أنك شخصت أن " كذا " هي الحق وفيها المصلحة الدنيوية والأخروية .لكن في قوله تعالى لعبده " قل ربي زدني علمًا "، هنا من شخص المصلحة ؟ الله ، لماذا تطلب ؟
    لأنه قال لك اطلب هذا . على كل حال ، هي ليست أقوالا بل أفعال ، أي أننا نفهمها عندما نكون فيها ، لا عندما نكون خارجها ونتكلم بها
    ثم قال ع( المطلوب منكم أن تتخذوا القرار الصحيح والاختيار الصحيح بين
    " أنا ........ هو " ، وعندما يكون الاختيار صحيحًا ، وعندما ينجو الإنسان المؤمن من الأنا يحقق ما جاء لأجله الأنبياء والأوصياء ع
    فقال ع المعرفة الحقيقية تكون هي حقيقة المخلوق ولا تنسى ولا تزول هي الإيمان المستقر) انتهى كلام الامام احمد ع

    فالايمان منه مستقر ومنه مستودع

    عن صفوان قال سألنى أبوالحسن عليه السلام:- ومحمد بن خلف جالس فقال لى مات يحيى بن القاسم الحذاء ؟
    فقلت له . نعم ، ومات زرعة
    فقال : كان جعفرعليه السلام يقول فمستقر ومستودع فالمستقر قوم يعطون الايمان ويستقر في قلوبهم والمستودع قوم يعطون الايمان ثم يسلبون .) تفسير نور الثقلين ج1 ص 752

    وتعالى في قوله: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (الحج:11)
    عن أبى جعفر عليه السلام قال :- سألته عن قول الله عزوجل : " ومن
    الناس من يعبد الله على حرف "
    قال : هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله ،فخرجوا من الشرك ولم يعرفوا ان محمدا صلى الله عليه واله رسول الله ، فهم يعبدون الله على شك في محمد وما جاء به ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه واله
    وقالوا : ننظر فان كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا انه صادق وانه رسول الله ، وان كان غير ذلك نظرنا
    قال الله عزوجل : " فان اصابه خير اطمأن به " يعنى عافية في الدنيا
    وان اصابته فتنة " يعنى بلاء في نفسه " انقلب على وجهه " انقلب على شكه إلى الشرك خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه
    قال ينقلب مشركا يدعو غير الله ويعبد غيره ، فمنهم من يعرف فيدخل الايمان قلبه فيؤمن ويصدق ويزول عن منزلته من الشك إلى الايمان ، ومنهم من يثبت على شكه ومنهم من ينقلب إلى الشرك) تفسير نور الثقلين ج3.

    نكمل كلام الامام احمد الحسن ع (فقال ع عندما يكون هو المعرفة ، الذي يحترق بالنار ويصبح نارًا ، أما إن كنت تقصد العمل الذي يؤدي لهذا :
    أو لا : أن يطبق كل ما يأمره الله به ، وكل ما يرشده له ، ويتخلق بكل خلق يرضاه الله ، ويجتنب كل خلق يسخطه الله ، ومن ثم لا يطلب جنة ولا تجنب نار ولا ولا ، بل فقط أن يكون
    واقفًا في باب الله ويعمل بما يشاء ، ومن ثم يعرف الآتي : أنه إن قال اشفني ، أعطني ، ارزقني ،افعل بي كذا ، فهو في كل هذه الأدعية يقول انا
    فالمفروض أن يقتنع قناعة كاملة أنه يكفيه أن يقف في باب الله ويستعمله الله متفض ً لا عليه ،فلو أنه سبحانه استعمله منذ أن خلق الدنيا إلى قيام الساعة ومن ثم أدخله النار لكان محسنًا معه ،
    وكيف لا يكون محسنًا من أوجدني من العدم ، ومن ثم شرفني أن استعملني لأكون حجرًا يرميه كيفما يشاء ، وأي فضل أعظم من هذا ، بل لو أدخلني النار خالدًا بعد هذا لكان محسنًا معي ؛
    لأنه في كل ما مضى محسن ، وفيما يأتي محسن ، استحق أكثر من النار ؛ لأني ناظر إلى نفسي .المفروض أن يبقى الإنسان دائمًا واقفًا في باب الله يرجو أن يتفضل عليه ويستعمله ،
    والمفروض أن لا يكون عمل الإنسان مع الله مقابل ثمن أو جزاء ، أي المفروض أن لا يطلب ثمنًا أو جزاء . وهل تعتبره إنسانًا جيدًا من يطلب ثمنًا أو جزاء مقابل خدمة بسيطة يقدمها لإنسان
    كريم وّفر له فيما مضى بيتًا وما لا وعملا وكل ما يحتاج في حياته دون مقابل ، فكيف بالله سبحانه الذي إن استعملك شرفك ، وكان عملك معه شرفًا لك وخير يصيبك ، فكيف تطلب مقابلا على ذلك ؟! ) .

    ( كيف قهر الاولياء أنفسهم لما يرضي الله ) ..
    فأجابني بالله وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [يوسف : 53]
    إن كنت تطلب فاطلب ما بينه الحسين ع" ماذا فقد من وجدك " ، اطلب أن تتعلق به سبحانه في كل آن ، فمن أحب شيئًا أعشى بصره . لو أنك تعلقت به وأحببته في كل آن فلن
    ترى غيره ، ولن تعرف غيره ، بل ستراه في كل شيء ، وسترى كل شيء به سبحانه . ماذا فقد
    من وجدك ، وماذا وجد من فقدك . نعم ، فمن وجد الله ، ومن عرف الله لا ينقصه شيء ، ولا يفقد شيئًا ؛ لأنه عرف أ ن الله هو
    كل شيء . ومن فقد الله ، ومن جهل الله تمامًا لم يجد شيئًا ، وهو فاقد لكل شيء ، فلن تسد فقره كل الكرة الأرضية بما فيها ؛ لأنه هو أمسى الفقر بعينه
    وكل إنسان بحسب جهله بالله تجده يحس بنفس القدر بالفقر والنقص الدائم الذي لا يجد له ما يسده - بسبب جهله بالله - سوى المادة التي هي في الحقيقة كالماء المالح الذي يزيد عطش الشاربين ولا يرويهم أبدًا . الغنى فقط بالله ، من الله ، ومن يعرض عن الله لن يجد الغنى الحقيقي ، ويبقى يلهث خلف
    سراب حتى يهلك في قلب الصحراء . المعرفة هي كل شيء ، لذا قال محمد ص لعلي ع : " يا علي إن ساعة تفكر خير من عبادة ألف عام "
    فقال ع أنتم إن شاء الله خير مني ، بل أسال الله أن يرحمني بفضلكم عنده ، فأنتم ) : نصرتم الحق وسمعتم كلمات الله وأطعتم الله وعملتم بما أمركم به سبحانه ، أما أنا فقد شاء الله أن يجعلني طريقًا ليوصل لكم رسالته ، وإلا فلا أرى نفسي خيرًا من الأطهار الذين أطاعوا الله وصدقوا بكلماته ، وفقكم الله جميعًا وجزاكم الله خيرًا
    فقال ع الخوف في كل آن ، فمن عرف نفسه وظلمتها وتقصيرها الدائم كيف لا يخاف . انتهى كلام الامام احمد ع
    صدقت يابن المصطفى كيف لا يخاف وقد قالها الحسين ع من قبل خوفا من الله وحبا في لقاء الله وانت تقولها اليوم اني اخاف من الله ان يحاسبني او يعاتبني اذا نحن ماذا نقول والذنوب غطتنا لكننا لا نقول الا اللهم اغفر لنا بحق محمد وال محمد اللهم اصلح حالنا بحق محمد وال محمد اللهم ارضى عنا بحق محمد وال محمد
    والحمد لله وحده
    شيخ نعيم الشمري الانصاري
  • احمد حجة الله
    السيد حسن الحمامي
    • 21-09-2010
    • 91

    #2
    رد: جانب من خطبة الجمعة في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ 18ربيع الثاني 1434 هجري الموافق 1-3-2013

    بسم ألله ألرحمن ألرحيم ألحمد لله رب ألعالمين و صلى ألله على محمد و آل محمد ألأئمة و ألمهديين و سلم تسليماً كثيرا كلمات طاهرة من كتاب ألله و سنة نبيه و روايات آل محمد (عليهم ألصلاة و ألسلام) جمعة مباركة إن شاء ألله تعالى نرجوا ان تكون خطبة الجمعة موعظة لمن يريد الله و رسوله ( صلوات الله عليه و آله) و أن يتخذ منها نبراساً لطريق ألنور و ألخير ليعمل بين يدي قائم آل محمد و أليماني ألموعود ( عليه و آله ألصلاة و ألسلام ) فطوبى لكم يا انصار ألله و طوبى لمن سعى في إنقاذ ألناس من ظلمات ألردى عمل مأجور و سعي مشكور و العاقبة للمتقين ألأطهار و ألحمد لله رب ألعالمين و صلى ألله على محمد و آل محمد ألأئمة و ألمهديين و سلم تسليماً كثيرا اخوكم السيد ألحمامي خادمكم
    [frame="3 98"]
    [/frame]

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎