بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
قَالَ عَلِيٌّ (ع): ((بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) سَرِيَّةً فَلَمَّا رَجَعُوا قَالَ مَرْحَباً بِقَوْمٍ قَضَوُا الْجِهَادَ الْأَصْغَرَ وَ بَقِيَ الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ قَالَ جِهَادُ النَّفْس)). النوادر (للراوندي) ص21
كانت الخطبة الاولى حول جهاد النفس و تأثيرها على الانسان في مواجهة الشيطان (لعنه الله) و كيف يتمكن الانسان أن يتقرب الى الله من خلال محاربة النفس, و معرفة الاسلحة التي يستخدمها إبليس (لعنه الله) لطعن الانسان في نفسه من خلال روايات الطاهرين (ع)
قلب الإنسان بين إصبعين من أصابع الرحمن, الشيطان إصبع والملك إصبع، أو الظلمة إصبع والنور إصبع، أو الجهل إصبع والعقل إصبع.
عن النبي (ص): ((قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن)). عوالي اللئالي:ج ١ ص ٤
والقلب بين هذين الإصبعين ، فجهاد النفس هو السعي مع الملك والنور والعقل إلى الله، ونبذ الشيطان والظلمة والجهل.
وبما أنّ هدف الشيطان وغرضه هو أن يردي الإنسان في هاوية الجحيم، وأن يجعله في مواجهة مخزية مع رب العالمين عندما يعصي الخالق الرؤوف الرحيم الكريم، وليحقق هذا الغرض لابد له من
أسلحة يستعين بها على تنفيذ ما يريد.
وهذه الأسلحة تتدرج من الظهور إلى الخفاء، ومن الضعف إلى القوة، وكلٌ بحسبه، فلكلٍّ صنف سلاحه الملائم لإضلاله.
ومن باب (اعرف عدوك) أتعرض لهذه الأسلحة ؛ ليتسنّى لمن يريد أن يجاهد بالجهاد الأكبر معرفة عدوه ، وبالتالي إنقاذ نفسه من النار ، وتحصين نفسه والتدرع بما هو ملائم ؛ لأن لا يكون هدفًا سهل المنال للشيطان (لعنه الله).
ولابد من معرفة أولاً - وقبل كل شيء - أنّ دوافع الإنسان للغواية مركبة ومشتبكة مع بعضها، الشيطان (لعنه الله) يستخدم من هذه التركيبة المعقدة ما يناسب كل إنسان لإضلاله؛
حيث إنّ الإنسان يعيش في هذا العالم الجسماني وممتحن بهذا العالم الجسماني في هذا الوقت وفي هذه الحياة الدنيا، فنفس الإنسان ومحيطها هما مدار البحث حول أسلحة الشيطان، فمن النفس ومن محيطها يتسلح الشيطان (لعنه الله) لإغواء الإنسان وليرديه في هاوية الجحيم، ومحيط الإنسان
هو العالم الجسماني أو الدنيا.
فالبحث إذن يدور حول الدنيا والنفس الإنسانية من جهة، وحول النفس الإنسانية من جهة أخرى؛ لأنّ السلاح إمّا:
أن يكون مركبًا من العالم الجسماني والنفس الإنسانية، كالسكين والجسم الذي تغرس فيه وكمثال الزاني والزانية، فالشيطان يستخدم المرأة أو الرجل وأيضًا يحتاج إلى الضعف الجنسي في نفس هذا الإنسان الذي يريد إغواءه وإردائه في الهاوية. فبالنسبة لرجل عصى الله بالزنا تمّثل المرأة السكين التي طعنه بها الشيطان ، أمّا ضعفه الجنسي فقد مّثل المكان الذي الذي طعنه به الشيطان .
أن يكون السلاح من داخل النفس الإنسانية ، فتكون السكين وموضع الطعن واحد وهي النفس، فلا يوجد شيء من العالم الجسماني، ومثاله العجب.
فنحتاج إذن إلى معرفة السكين(الدنيا)، والجسم الذي تغرس فيه (النفس)، والسكين النفسية (وهي سكين وسلاح يؤخذ من النفس ويغرس في النفس) ، وعندها إذا وفقنا سنعرف أسلحة الشيطان بشكل تفصيلي بعد أن عرفناها بشكل مبسط ، ونحن نحتاج إلى كلا المعرفتين البسيطة
(أي كون النفس والدنيا هما سلاح الشيطان)، والتفصيلية التي أتركها؛ لأنها تتفرع من هذا الإجمال.
عن سماعة بن مهران قال: ((كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ )ع( وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ مَوَالِيهِ فَجَرَى ذِكْرُ الْعَقْلِ وَ الْجَهْلِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اعْرِفُوا الْعَقْلَ وَ جُنْدَهُ وَ الْجَهْلَ وَ جُنْدَهُ تَهْتَدُوا قَالَ سَمَاعَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا نَعْرِفُ إِلَّا مَا عَرَّفْتَنَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْعَقْلَ وَ هُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مِنْ نُورِهِ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقْتُكَ خَلْقاً عَظِيماً وَ كَرَّمْتُكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِي قَالَ ثُمَّ خَلَقَ الْجَهْلَ مِنَ الْبَحْرِ الْأُجَاجِ ظُلْمَانِيّاً فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَلَمْ يُقْبِلْ فَقَالَ لَهُ اسْتَكْبَرْتَ فَلَعَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ لِلْعَقْلِ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَلَمَّا رَأَى الْجَهْلُ مَا أَكْرَمَ اللَّهُ بِهِ الْعَقْلَ وَ مَا أَعْطَاهُ أَضْمَرَ لَهُ الْعَدَاوَةَ فَقَالَ الْجَهْلُ يَا رَبِّ هَذَا خَلْقٌ مِثْلِي خَلَقْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ قَوَّيْتَهُ وَ أَنَا ضِدُّهُ وَ لَا قُوَّةَ لِي بِهِ فَأَعْطِنِي مِنَ الْجُنْدِ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُ فَقَالَ نَعَمْ فَإِنْ عَصَيْتَ بَعْدَ ذَلِكَ أَخْرَجْتُكَ وَ جُنْدَكَ مِنْ رَحْمَتِي قَالَ قَدْ رَضِيتُ فَأَعْطَاهُ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَكَانَ مِمَّا أَعْطَى الْعَقْلَ مِنَ الْخَمْسَةِ وَ السَّبْعِينَ الْجُنْدَ الْخَيْرُ وَ هُوَ وَزِيرُ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ وَ هُوَ وَزِيرُ الْجَهْلِ وَ الْإِيمَانُ وَ ضِدَّهُ الْكُفْرَ- وَ التَّصْدِيقُ وَ ضِدَّهُ الْجُحُودَ وَ الرَّجَاءُ وَ ضِدَّهُ الْقُنُوطَ وَ الْعَدْلُ وَ ضِدَّهُ الْجَوْرَ وَ الرِّضَا وَ ضِدَّهُ السُّخْطَ وَ الشُّكْرُ وَ ضِدَّهُ الْكُفْرَانَ وَ الطَّمَعُ وَ ضِدَّهُ الْيَأْسَ وَ التَّوَكُّلُ وَ ضِدَّهُ الْحِرْصَ وَ الرَّأْفَةُ وَ ضِدَّهَا الْقَسْوَةَ وَ الرَّحْمَةُ وَ ضِدَّهَا الْغَضَبَ وَ الْعِلْمُ وَ ضِدَّهُ الْجَهْلَ وَ الْفَهْمُ وَ ضِدَّهُ الْحُمْقَ وَ الْعِفَّةُ وَ ضِدَّهَا التَّهَتُّكَ وَ الزُّهْدُ وَ ضِدَّهُ الرَّغْبَةَ وَ الرِّفْقُ وَ ضِدَّهُ الْخُرْقَ وَ الرَّهْبَةُ وَ ضِدَّهُ الْجُرْأَةَ وَ التَّوَاضُعُ وَ ضِدَّهُ الْكِبْرَ وَ التُّؤَدَةُ وَ ضِدَّهَا التَّسَرُّعَ وَ الْحِلْمُ وَ ضِدَّهَا السَّفَهَ وَ الصَّمْتُ وَ ضِدَّهُ الْهَذَرَ وَ الِاسْتِسْلَامُ وَ ضِدَّهُ الِاسْتِكْبَارَ وَ التَّسْلِيمُ وَ ضِدَّهُ الشَّكَّ وَ الصَّبْرُ وَ ضِدَّهُ الْجَزَعَ وَ الصَّفْحُ وَ ضِدَّهُ الِانْتِقَامَ وَ الْغِنَى وَ ضِدَّهُ الْفَقْرَ وَ التَّذَكُّرُ وَ ضِدَّهُ السَّهْوَ وَ الْحِفْظُ وَ ضِدَّهُ النِّسْيَانَ وَ التَّعَطُّفُ وَ ضِدَّهُ الْقَطِيعَةَ وَ الْقُنُوعُ وَ ضِدَّهُ الْحِرْصَ وَ الْمُؤَاسَاةُ وَ ضِدَّهَا الْمَنْعَ وَ الْمَوَدَّةُ وَ ضِدَّهَا الْعَدَاوَةَ وَ الْوَفَاءُ وَ ضِدَّهُ الْغَدْرَ وَ الطَّاعَةُ وَ ضِدَّهَا الْمَعْصِيَةَ وَ الْخُضُوعُ وَ ضِدَّهُ التَّطَاوُلَ وَ السَّلَامَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَاءَ وَ الْحُبُّ وَ ضِدَّهُ الْبُغْضَ وَ الصِّدْقُ وَ ضِدَّهُ الْكَذِبَ وَ الْحَقُّ وَ ضِدَّهُ الْبَاطِلَ وَ الْأَمَانَةُ وَ ضِدَّهَا الْخِيَانَةَ وَ الْإِخْلَاصُ وَ ضِدَّهُ الشَّوْبَ وَ الشَّهَامَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَادَةَ وَ الْفَهْمُ وَ ضِدَّهُ الْغَبَاوَةَ وَ الْمَعْرِفَةُ وَ ضِدَّهَا الْإِنْكَارَ وَ الْمُدَارَاةُ وَ ضِدَّهَا الْمُكَاشَفَةَ وَ سَلَامَةُ الْغَيْبِ وَ ضِدَّهَا الْمُمَاكَرَةَ وَ الْكِتْمَانُ وَ ضِدَّهُ الْإِفْشَاءَ وَ الصَّلَاةُ وَ ضِدَّهَا الْإِضَاعَةَ وَ الصَّوْمُ وَ ضِدَّهُ الْإِفْطَارَ وَ الْجِهَادُ وَ ضِدَّهُ النُّكُولَ وَ الْحَجُّ وَ ضِدَّهُ نَبْذَ الْمِيثَاقِ وَ صَوْنُ الْحَدِيثِ وَ ضِدَّهُ النَّمِيمَةَ وَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَ ضِدَّهُ الْعُقُوقَ وَ الْحَقِيقَةُ وَ ضِدَّهَا الرِّيَاءَ وَ الْمَعْرُوفُ وَ ضِدَّهُ الْمُنْكَرَ وَ السَّتْرُ وَ ضِدَّهُ التَّبَرُّجَ وَ التَّقِيَّةُ وَ ضِدَّهَا الْإِذَاعَةَ وَ الْإِنْصَافُ وَ ضِدَّهُ الْحَمِيَّةَ وَ التَّهْيِئَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَغْيَ وَ النَّظَافَةُ وَ ضِدَّهَا الْقَذَرَ وَ الْحَيَاءُ وَ ضِدَّهَا الْجَلَعَ وَ الْقَصْدُ وَ ضِدَّهُ الْعُدْوَانَ وَ الرَّاحَةُ وَ ضِدَّهَا التَّعَبَ وَ السُّهُولَةُ وَ ضِدَّهَا الصُّعُوبَةَ وَ الْبَرَكَةُ وَ ضِدَّهَا الْمَحْقَ وَ الْعَافِيَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَاءَ وَ الْقَوَامُ وَ ضِدَّهُ الْمُكَاثَرَةَ وَ الْحِكْمَةُ وَ ضِدَّهَا الْهَوَاءَ وَ الْوَقَارُ وَ ضِدَّهُ الْخِفَّةَ وَ السَّعَادَةُ وَ ضِدَّهَا الشَّقَاوَةَ وَ التَّوْبَةُ وَ ضِدَّهَا الْإِصْرَار وَ الِاسْتِغْفَارُ وَ ضِدَّهُ الِاغْتِرَارَ وَ الْمُحَافَظَةُ وَ ضِدَّهَا التَّهَاوُنَ وَ الدُّعَاءُ وَ ضِدَّهُ الِاسْتِنْكَافَ وَ النَّشَاطُ وَ ضِدَّهُ الْكَسَلَ وَ الْفَرَحُ وَ ضِدَّهُ الْحَزَنَ وَ الْأُلْفَةُ وَ ضِدَّهَا الْفُرْقَةَ وَ السَّخَاءُ وَ ضِدَّهُ الْبُخْلَ فَلَا تَجْتَمِعُ هَذِهِ الْخِصَالُ كُلُّهَا مِنْ أَجْنَادِ الْعَقْلِ إِلَّا فِي نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَ أَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ مِنْ مَوَالِينَا فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْجُنُودِ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ وَ يَنْقَى مِنْ جُنُودِ الْجَهْلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ فِي الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ وَ إِنَّمَا يُدْرَكُ ذَلِكَ بِمَعْرِفَةِ الْعَقْلِ وَ جُنُودِهِ وَ بِمُجَانَبَةِ الْجَهْلِ وَ جُنُودِهِ وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ وَ مَرْضَاتِهِ)). الكافي ج1 ص20
و أما ما جاء عن أهل البيت (ع) في باب جهاد النفس:
قال الامام علي (ع): ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اقْبَلُوا النَّصِيحَةَ مِمَّنْ نَصَحَكُمْ وَ تَلَقَّوْهَا بِالطَّاعَةِ مِمَّنْ حَمَلَهَا إِلَيْكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَمْدَحْ مِنَ الْقُلُوبِ إِلَّا أَوْعَاهَا لِلْحِكْمَةِ وَ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَسْرَعَهُمْ إِلَى الْحَقِّ إِجَابَةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْجِهَادَ الْأَكْبَرَ جِهَادُ النَّفْسِ فَاشْتَغِلُوا بِجِهَادٍ أَنْفُسِكُمْ تَسْعَدُوا وَ ارْفُضُوا الْقِيلَ وَ الْقَالَ تَسْلَمُوا وَ أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ تَغْنَمُوا وَ كُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً تَفُوزُوا لَدَيْهِ بِالنَّعِيمِ الْمُقِيم)). عيون الحكم و المواعظ (لليثي) ص552
وَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (ص): ((أَنَّهُ قَالَ لِلْجَنَّةِ بَابٌ يُقَالُ لَهُ بَابُ الْمُجَاهِدِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ وَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَرَحَّبُ بِهِمْ وَ أَهْلُ الْجَمْعِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ بِمَا أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ وَ أَعْظَمُ الْجِهَادِ جِهَادُ النَّفْسِ لِأَنَّهَا أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ رَاغِبَةٌ فِي الشَّرِّ مَيَّالَةٌ إِلَى الشَّهَوَاتِ مُتَثَاقِلَةٌ بِالْخَيْرَاتِ كَثِيرَةُ الْآمَالِ نَاسِيَةٌ لِلْأَهْوَالِ مُحِبَّةٌ لِلرِّئَاسَةِ وَ طَالِبَةٌ لِلرَّاحَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي﴾. إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي) ؛ ج1 ؛ ص98
الحمدلله ربّ العالمين و صلّى الله على محمدٍ و آله الطيبين الطاهرين الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيرا.
قَالَ عَلِيٌّ (ع): ((بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) سَرِيَّةً فَلَمَّا رَجَعُوا قَالَ مَرْحَباً بِقَوْمٍ قَضَوُا الْجِهَادَ الْأَصْغَرَ وَ بَقِيَ الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ قَالَ جِهَادُ النَّفْس)). النوادر (للراوندي) ص21
كانت الخطبة الاولى حول جهاد النفس و تأثيرها على الانسان في مواجهة الشيطان (لعنه الله) و كيف يتمكن الانسان أن يتقرب الى الله من خلال محاربة النفس, و معرفة الاسلحة التي يستخدمها إبليس (لعنه الله) لطعن الانسان في نفسه من خلال روايات الطاهرين (ع)
قلب الإنسان بين إصبعين من أصابع الرحمن, الشيطان إصبع والملك إصبع، أو الظلمة إصبع والنور إصبع، أو الجهل إصبع والعقل إصبع.
عن النبي (ص): ((قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن)). عوالي اللئالي:ج ١ ص ٤
والقلب بين هذين الإصبعين ، فجهاد النفس هو السعي مع الملك والنور والعقل إلى الله، ونبذ الشيطان والظلمة والجهل.
وبما أنّ هدف الشيطان وغرضه هو أن يردي الإنسان في هاوية الجحيم، وأن يجعله في مواجهة مخزية مع رب العالمين عندما يعصي الخالق الرؤوف الرحيم الكريم، وليحقق هذا الغرض لابد له من
أسلحة يستعين بها على تنفيذ ما يريد.
وهذه الأسلحة تتدرج من الظهور إلى الخفاء، ومن الضعف إلى القوة، وكلٌ بحسبه، فلكلٍّ صنف سلاحه الملائم لإضلاله.
ومن باب (اعرف عدوك) أتعرض لهذه الأسلحة ؛ ليتسنّى لمن يريد أن يجاهد بالجهاد الأكبر معرفة عدوه ، وبالتالي إنقاذ نفسه من النار ، وتحصين نفسه والتدرع بما هو ملائم ؛ لأن لا يكون هدفًا سهل المنال للشيطان (لعنه الله).
ولابد من معرفة أولاً - وقبل كل شيء - أنّ دوافع الإنسان للغواية مركبة ومشتبكة مع بعضها، الشيطان (لعنه الله) يستخدم من هذه التركيبة المعقدة ما يناسب كل إنسان لإضلاله؛
حيث إنّ الإنسان يعيش في هذا العالم الجسماني وممتحن بهذا العالم الجسماني في هذا الوقت وفي هذه الحياة الدنيا، فنفس الإنسان ومحيطها هما مدار البحث حول أسلحة الشيطان، فمن النفس ومن محيطها يتسلح الشيطان (لعنه الله) لإغواء الإنسان وليرديه في هاوية الجحيم، ومحيط الإنسان
هو العالم الجسماني أو الدنيا.
فالبحث إذن يدور حول الدنيا والنفس الإنسانية من جهة، وحول النفس الإنسانية من جهة أخرى؛ لأنّ السلاح إمّا:
أن يكون مركبًا من العالم الجسماني والنفس الإنسانية، كالسكين والجسم الذي تغرس فيه وكمثال الزاني والزانية، فالشيطان يستخدم المرأة أو الرجل وأيضًا يحتاج إلى الضعف الجنسي في نفس هذا الإنسان الذي يريد إغواءه وإردائه في الهاوية. فبالنسبة لرجل عصى الله بالزنا تمّثل المرأة السكين التي طعنه بها الشيطان ، أمّا ضعفه الجنسي فقد مّثل المكان الذي الذي طعنه به الشيطان .
أن يكون السلاح من داخل النفس الإنسانية ، فتكون السكين وموضع الطعن واحد وهي النفس، فلا يوجد شيء من العالم الجسماني، ومثاله العجب.
فنحتاج إذن إلى معرفة السكين(الدنيا)، والجسم الذي تغرس فيه (النفس)، والسكين النفسية (وهي سكين وسلاح يؤخذ من النفس ويغرس في النفس) ، وعندها إذا وفقنا سنعرف أسلحة الشيطان بشكل تفصيلي بعد أن عرفناها بشكل مبسط ، ونحن نحتاج إلى كلا المعرفتين البسيطة
(أي كون النفس والدنيا هما سلاح الشيطان)، والتفصيلية التي أتركها؛ لأنها تتفرع من هذا الإجمال.
عن سماعة بن مهران قال: ((كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ )ع( وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ مَوَالِيهِ فَجَرَى ذِكْرُ الْعَقْلِ وَ الْجَهْلِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اعْرِفُوا الْعَقْلَ وَ جُنْدَهُ وَ الْجَهْلَ وَ جُنْدَهُ تَهْتَدُوا قَالَ سَمَاعَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا نَعْرِفُ إِلَّا مَا عَرَّفْتَنَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْعَقْلَ وَ هُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مِنْ نُورِهِ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقْتُكَ خَلْقاً عَظِيماً وَ كَرَّمْتُكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِي قَالَ ثُمَّ خَلَقَ الْجَهْلَ مِنَ الْبَحْرِ الْأُجَاجِ ظُلْمَانِيّاً فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَلَمْ يُقْبِلْ فَقَالَ لَهُ اسْتَكْبَرْتَ فَلَعَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ لِلْعَقْلِ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَلَمَّا رَأَى الْجَهْلُ مَا أَكْرَمَ اللَّهُ بِهِ الْعَقْلَ وَ مَا أَعْطَاهُ أَضْمَرَ لَهُ الْعَدَاوَةَ فَقَالَ الْجَهْلُ يَا رَبِّ هَذَا خَلْقٌ مِثْلِي خَلَقْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ قَوَّيْتَهُ وَ أَنَا ضِدُّهُ وَ لَا قُوَّةَ لِي بِهِ فَأَعْطِنِي مِنَ الْجُنْدِ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُ فَقَالَ نَعَمْ فَإِنْ عَصَيْتَ بَعْدَ ذَلِكَ أَخْرَجْتُكَ وَ جُنْدَكَ مِنْ رَحْمَتِي قَالَ قَدْ رَضِيتُ فَأَعْطَاهُ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ جُنْداً فَكَانَ مِمَّا أَعْطَى الْعَقْلَ مِنَ الْخَمْسَةِ وَ السَّبْعِينَ الْجُنْدَ الْخَيْرُ وَ هُوَ وَزِيرُ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ وَ هُوَ وَزِيرُ الْجَهْلِ وَ الْإِيمَانُ وَ ضِدَّهُ الْكُفْرَ- وَ التَّصْدِيقُ وَ ضِدَّهُ الْجُحُودَ وَ الرَّجَاءُ وَ ضِدَّهُ الْقُنُوطَ وَ الْعَدْلُ وَ ضِدَّهُ الْجَوْرَ وَ الرِّضَا وَ ضِدَّهُ السُّخْطَ وَ الشُّكْرُ وَ ضِدَّهُ الْكُفْرَانَ وَ الطَّمَعُ وَ ضِدَّهُ الْيَأْسَ وَ التَّوَكُّلُ وَ ضِدَّهُ الْحِرْصَ وَ الرَّأْفَةُ وَ ضِدَّهَا الْقَسْوَةَ وَ الرَّحْمَةُ وَ ضِدَّهَا الْغَضَبَ وَ الْعِلْمُ وَ ضِدَّهُ الْجَهْلَ وَ الْفَهْمُ وَ ضِدَّهُ الْحُمْقَ وَ الْعِفَّةُ وَ ضِدَّهَا التَّهَتُّكَ وَ الزُّهْدُ وَ ضِدَّهُ الرَّغْبَةَ وَ الرِّفْقُ وَ ضِدَّهُ الْخُرْقَ وَ الرَّهْبَةُ وَ ضِدَّهُ الْجُرْأَةَ وَ التَّوَاضُعُ وَ ضِدَّهُ الْكِبْرَ وَ التُّؤَدَةُ وَ ضِدَّهَا التَّسَرُّعَ وَ الْحِلْمُ وَ ضِدَّهَا السَّفَهَ وَ الصَّمْتُ وَ ضِدَّهُ الْهَذَرَ وَ الِاسْتِسْلَامُ وَ ضِدَّهُ الِاسْتِكْبَارَ وَ التَّسْلِيمُ وَ ضِدَّهُ الشَّكَّ وَ الصَّبْرُ وَ ضِدَّهُ الْجَزَعَ وَ الصَّفْحُ وَ ضِدَّهُ الِانْتِقَامَ وَ الْغِنَى وَ ضِدَّهُ الْفَقْرَ وَ التَّذَكُّرُ وَ ضِدَّهُ السَّهْوَ وَ الْحِفْظُ وَ ضِدَّهُ النِّسْيَانَ وَ التَّعَطُّفُ وَ ضِدَّهُ الْقَطِيعَةَ وَ الْقُنُوعُ وَ ضِدَّهُ الْحِرْصَ وَ الْمُؤَاسَاةُ وَ ضِدَّهَا الْمَنْعَ وَ الْمَوَدَّةُ وَ ضِدَّهَا الْعَدَاوَةَ وَ الْوَفَاءُ وَ ضِدَّهُ الْغَدْرَ وَ الطَّاعَةُ وَ ضِدَّهَا الْمَعْصِيَةَ وَ الْخُضُوعُ وَ ضِدَّهُ التَّطَاوُلَ وَ السَّلَامَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَاءَ وَ الْحُبُّ وَ ضِدَّهُ الْبُغْضَ وَ الصِّدْقُ وَ ضِدَّهُ الْكَذِبَ وَ الْحَقُّ وَ ضِدَّهُ الْبَاطِلَ وَ الْأَمَانَةُ وَ ضِدَّهَا الْخِيَانَةَ وَ الْإِخْلَاصُ وَ ضِدَّهُ الشَّوْبَ وَ الشَّهَامَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَادَةَ وَ الْفَهْمُ وَ ضِدَّهُ الْغَبَاوَةَ وَ الْمَعْرِفَةُ وَ ضِدَّهَا الْإِنْكَارَ وَ الْمُدَارَاةُ وَ ضِدَّهَا الْمُكَاشَفَةَ وَ سَلَامَةُ الْغَيْبِ وَ ضِدَّهَا الْمُمَاكَرَةَ وَ الْكِتْمَانُ وَ ضِدَّهُ الْإِفْشَاءَ وَ الصَّلَاةُ وَ ضِدَّهَا الْإِضَاعَةَ وَ الصَّوْمُ وَ ضِدَّهُ الْإِفْطَارَ وَ الْجِهَادُ وَ ضِدَّهُ النُّكُولَ وَ الْحَجُّ وَ ضِدَّهُ نَبْذَ الْمِيثَاقِ وَ صَوْنُ الْحَدِيثِ وَ ضِدَّهُ النَّمِيمَةَ وَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَ ضِدَّهُ الْعُقُوقَ وَ الْحَقِيقَةُ وَ ضِدَّهَا الرِّيَاءَ وَ الْمَعْرُوفُ وَ ضِدَّهُ الْمُنْكَرَ وَ السَّتْرُ وَ ضِدَّهُ التَّبَرُّجَ وَ التَّقِيَّةُ وَ ضِدَّهَا الْإِذَاعَةَ وَ الْإِنْصَافُ وَ ضِدَّهُ الْحَمِيَّةَ وَ التَّهْيِئَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَغْيَ وَ النَّظَافَةُ وَ ضِدَّهَا الْقَذَرَ وَ الْحَيَاءُ وَ ضِدَّهَا الْجَلَعَ وَ الْقَصْدُ وَ ضِدَّهُ الْعُدْوَانَ وَ الرَّاحَةُ وَ ضِدَّهَا التَّعَبَ وَ السُّهُولَةُ وَ ضِدَّهَا الصُّعُوبَةَ وَ الْبَرَكَةُ وَ ضِدَّهَا الْمَحْقَ وَ الْعَافِيَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَاءَ وَ الْقَوَامُ وَ ضِدَّهُ الْمُكَاثَرَةَ وَ الْحِكْمَةُ وَ ضِدَّهَا الْهَوَاءَ وَ الْوَقَارُ وَ ضِدَّهُ الْخِفَّةَ وَ السَّعَادَةُ وَ ضِدَّهَا الشَّقَاوَةَ وَ التَّوْبَةُ وَ ضِدَّهَا الْإِصْرَار وَ الِاسْتِغْفَارُ وَ ضِدَّهُ الِاغْتِرَارَ وَ الْمُحَافَظَةُ وَ ضِدَّهَا التَّهَاوُنَ وَ الدُّعَاءُ وَ ضِدَّهُ الِاسْتِنْكَافَ وَ النَّشَاطُ وَ ضِدَّهُ الْكَسَلَ وَ الْفَرَحُ وَ ضِدَّهُ الْحَزَنَ وَ الْأُلْفَةُ وَ ضِدَّهَا الْفُرْقَةَ وَ السَّخَاءُ وَ ضِدَّهُ الْبُخْلَ فَلَا تَجْتَمِعُ هَذِهِ الْخِصَالُ كُلُّهَا مِنْ أَجْنَادِ الْعَقْلِ إِلَّا فِي نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَ أَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ مِنْ مَوَالِينَا فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَعْضُ هَذِهِ الْجُنُودِ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ وَ يَنْقَى مِنْ جُنُودِ الْجَهْلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ فِي الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ وَ إِنَّمَا يُدْرَكُ ذَلِكَ بِمَعْرِفَةِ الْعَقْلِ وَ جُنُودِهِ وَ بِمُجَانَبَةِ الْجَهْلِ وَ جُنُودِهِ وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ وَ مَرْضَاتِهِ)). الكافي ج1 ص20
و أما ما جاء عن أهل البيت (ع) في باب جهاد النفس:
قال الامام علي (ع): ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اقْبَلُوا النَّصِيحَةَ مِمَّنْ نَصَحَكُمْ وَ تَلَقَّوْهَا بِالطَّاعَةِ مِمَّنْ حَمَلَهَا إِلَيْكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَمْدَحْ مِنَ الْقُلُوبِ إِلَّا أَوْعَاهَا لِلْحِكْمَةِ وَ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَسْرَعَهُمْ إِلَى الْحَقِّ إِجَابَةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْجِهَادَ الْأَكْبَرَ جِهَادُ النَّفْسِ فَاشْتَغِلُوا بِجِهَادٍ أَنْفُسِكُمْ تَسْعَدُوا وَ ارْفُضُوا الْقِيلَ وَ الْقَالَ تَسْلَمُوا وَ أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللَّهِ تَغْنَمُوا وَ كُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً تَفُوزُوا لَدَيْهِ بِالنَّعِيمِ الْمُقِيم)). عيون الحكم و المواعظ (لليثي) ص552
وَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (ص): ((أَنَّهُ قَالَ لِلْجَنَّةِ بَابٌ يُقَالُ لَهُ بَابُ الْمُجَاهِدِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ وَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَرَحَّبُ بِهِمْ وَ أَهْلُ الْجَمْعِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ بِمَا أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ وَ أَعْظَمُ الْجِهَادِ جِهَادُ النَّفْسِ لِأَنَّهَا أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ رَاغِبَةٌ فِي الشَّرِّ مَيَّالَةٌ إِلَى الشَّهَوَاتِ مُتَثَاقِلَةٌ بِالْخَيْرَاتِ كَثِيرَةُ الْآمَالِ نَاسِيَةٌ لِلْأَهْوَالِ مُحِبَّةٌ لِلرِّئَاسَةِ وَ طَالِبَةٌ لِلرَّاحَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي﴾. إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي) ؛ ج1 ؛ ص98
Comment