رد: اللقائات مع الامام احمد الحسن (ع) مجزئة الى سؤال و جواب- نص مرفق بصوت-
لقاء خاص و مباشر مع الامام احمد الحسن اليماني (ع ) وصي و رسول الإمام المهدي (ع ) على قناة المنقذ العالمي الفضائية بالتنسيق مع غرفة أنصار الإمام المهدي (ع ) في البالتوك/القسم الاسلامي.
تقديم: الدكتور عبدالرزاق الديراوي
في يوم الجمعة 18/12/2015 الساعة 18:30 بتوقيت النجف الاشرف
_________________________________
اللقاء الثالث مع الامام احمد الحسن (عليه السلام) [١٨·١٢·٢٠١٥]
ج١
مقدمة
<فيديو>
https://youtu.be/AQVRgQGsdiw
د. عبد الرزاق الديراوي : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا بكم اعزائي مشاهدي قناة المنقذ العالمي والتحية موصولة كذلك إلى الإخوة والأخوات المستمعين في غرف انصار الإمام المهدي ع في برنامج البالتلك. اسمحولي ان ارحب باسمكم واسمي بالسيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي في هذا اللقاء الخاص الذي يتناول مسائل الإلحاد التي خصص لها السيد أحمد الحسن كتابا منشورا بعنوان "وهم الإلحاد".
السلام عليكم سيدنا ورحمة الله وبركاته. قبل أن أبدأ بطرح الأسئلة أعطي الكلمة لكم سيدنا فتفضلوا.
الإمام أحمد الحسن (ع) : يا الله. بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم الله د. عبدالرزاق الديراوي. ليس لدي شيء د.عبدالرزاق. نتوكل على الله واستمع إلى أسئلتكم إن شاء الله جزاكم الله خيرا
_________________________________
اللقاء الثالث مع الامام احمد الحسن (عليه السلام) [١٨·١٢·٢٠١٥]
ج٢
معركة الايمان و الالحاد
<فيديو>
http://youtu.be/p5gFhFxE4qE
د.عبدالرزاق الديراوي : بسم الله الرحمن الرحيم. اذا سنبدأ بطرح الأسئلة إن شاء الله تعالى.
السؤال الأول: بدأت معركة الإيمان والإلحاد مع بدايات الوعي البشري وكان محورها دائما منطقة الغيب التي يحاول الايمان نقل الوعي اليها بينما يعمل الإلحاد على الحيلولة دون ذلك. في هذا التوصيف يمكن القول ان الإلحاد كان يخوض دائما معركة سهلة لا تكلفه سوى الإنكار الذي يمتلك رصيدا كبيرا في عقل وقلب الإنسان المنغمس في المادة، أما الإيمان فقد تمثلت خطته الأقوى بإثبات أن فهم هذا العالم المحسوس يقتضي منا افتراض حقائق ماورائية، لعل الإلحاد اليوم يسعى لإفشال هذه الخطة عبر محاولة تقديم تفسيرات مادية كاملة للكون والحياة. لا أدري ان كانت الصورة هي كما وصفتها ولكني أريد أن أسأل هل سيغير الإيمان أو يطور خطته لتشمل الدخول في منطقة يعتبرها غير المتدينين منطقتهم الخاصة وهل في كتاب وهم الإلحاد شيء من هذا؟ نستمع منكم الإجابة سيدنا .. تفضلوا
الإمام أحمد الحسن ع : حياكم الله. حقيقة الإيمان بوجود إله أو عدمه كلاهما يحتاج دليل اثبات .. يعني أقصد كلا الطرفين يحتاج دليل اثبات لما يتبناه من اعتقاد بوجود إله أو عدم وجود إله. اما ان كان الإنسان لا أدريا اي يقول أنه لا يعرف ان كان هناك إله ام لا فهكذا شخص لا يحتاج لدليل اثبات لعقيدته باعتبار أنه يعتقد بجهله بالواقع، ولكن أيضا يبقى بحاجة مناقشة ادلة الإثبات للجهل مقابلة له وبيان أنها غير كافية يعني يحتاج نقض ادلة اثبات وجود إله. وفي الحقيقة كان الإلحاد سابقا بمستوى اللاادرية اي بمعنى أنه ليس الحاد علمي ممنهج لديه طرح متكامل لإثبات عدم وجود إله وإنما فقط التركيز على نقض ادلة وجود إله وبطبيعة الحال يرافق ذلك مجموعة من الإشكالات على العدل الإلهي والكمال وما شابه من اشكالات على الدين عموما والكتب السماوية والأنبياء. ولهذا لم تكن هناك حاجة سابقا بالنسبة للخط الإيماني لأكثر من اثبات وجود الإله والرد على الإشكالات والنقوضات، أما اليوم فالأمر اختلف تماما، اليوم نحن نواجه الحاد علمي ممنهج بدقة عالية. فهناك اجابات هم يعتبرونها كافية للأسئلة الإنسانية الكبرى وبهذا ليس فقط بالنسبة لهم طبعا لا داعي لفرض وجود إله ـ كما ذكرت جنابكم ـ بل ان توفر هذه الإجابات، بالنسبة لهم طبعا، يثبت عدم وجود إله. يعني الأسئلة من قبيل ما هو مصدر الحياة على الأرض؟ كيف جاءت؟ وكيف تطورت وتعقدت وتنوعت؟ يوفر الإجابة عليها علم الأحياء التطوري وهو قادر على توفير اجابات علمية دقيقة خصوصا بعد تطور علم الجينات في الفترة الأخيرة.
أيضا الأسئلة من قبيل كيف ومن اين جاء الكون الجسماني الذي نعيش فيه؟ هناك إجابات لهكذا اسئلة يوفرها علم الفيزياء النظرية والكونية. فمثلا ميكانيك الكم في الفيزياء وخصوصا مبدأ الريبة او اللايقين لهايزنبرغ وهو مبدأ فيزيائي مشهور ومعروف وقد وقف ضده اينشتاين في وقته وقال مقولته المشهورة "الله لا يلعب النرد" ولكن هذا المبدأ الفيزيائي مثبت تجريبيا الآن وتبين أن اينشتاين مخطئ وغير مصيب في جدله في حينها. أقول أن هذا المبدأ الفيزيائي يقول أن الفراغ لا يمكن أن يكون خال تماما من اي تفاوتات كمومية لأنه لو كان كذلك، اي خال من التفاوتات الكمومية، فسيكون لدينا موضع حددت قيمته وسرعته وضبط على الصفر اي اصبحنا على علم ويقين بحال هذا الموضع في الكون وهذا يمثل انتهاكا لمبدأ اللايقين لهايزنبرغ الذي يقول أنه لا يمكن تحديد الموضع والسرعة او قيمة المجال ومعدل تغيره معا وبدقة لكم ما، فالنتيجة هي ان الفراغ الكوني الذي نعيش فيه مليء بالتفاوتات الكمومية وبالتالي يثبت أن الفراغ الكوني منتج لجسيمات من لاشيء ـ طبعا فيزيائيا وليس فلسفيا ـ وهذا الإثبات يكفي بالنسبة لبعض علماء الفيزياء الذي تبنوا الإلحاد طبعا للمجادلة بأنه لا يوجد اله لأن الكون نشا اصلا من حدث كمومي فإذا كانت الكموم تنتج من لاشيء اذن فالكون جاء من لاشيء .. هذه هي القضية التي يطرحونها ـ وحتى اكون واضح ـ فهذه القضية تمثل اخطر قضية واجهت الخط الإيماني إلى اليوم خصوصا أن من تبنوها اشخاص يشار لهم في هذا المجال أي في الفيزياء النظرية والفيزياء الكونية مثل ستيفن هوكنغ وستيفن واينبرغ وغيرهم كثير من علماء الفيزياء. طبعا يعزز هذه القضية بالنسبة لهم أيضا أن الكون الذي نعيش فيه طاقة انطلاقه فقط تسمح له بالإفلات من جاذبيته أي أن مجموع طاقته الكلية يساوي صفر، فطاقته الموجبة تساوي طاقته السالبة، وهذا معناه أنه لا يوجد شيء دخل للكون من خارجه ـ وطبعا هم حتى مسالة ضبط الثابت الكوني وضعوا اطروحات علمية لتفسيرها مثل فرض توفر احتمالات كثيرة لنشوء الكون حيث طرح هوكنغ نظرية أن الكون له بداية غير حدية أيضا هناك نظرية "ام" او الأوتار الفائقة ـ وعموما هم خلصوا إلى أن الكون الذي نعيش فيه مجرد نتاج تفاوتات كمومية في الفراغ وهكذا بحسبهم فقد وضعوا الإجابات الفيزيائية التي تفسر من اين جاء الكون دون الحاجة إلى فرض وجود إله وهي مدعمة بأدلة علمية ونتائج قياسات دقيقة بعض الأحيان. وهذه الإجابات العلمية كما تلاحظ هي في مستوى طرح بديل علمي للعلة على المستوى الأرضي والكوني، ولا يخفى على المستمعين الكرام أن اثبات وجود إله انما يدور حول كونه علة الوجود سواء الكوني او الأرضي فتحديد العلم للعلة على أنها ليست الله وإنما التفاوتات الكمية او الجاذبية على المستوى الكوني وكونها مركبات كيميائية على المستوى الأرضي ينهي بحسبهم اي مجال لفرض إله ويثبت عدم وجود إله. يعني هؤلاء العلماء الذي تبنوا الإلحاد العلمي امثال عالم الأحياء التطورية ريتشارد دوكنز او عالم الفيزياء النظرية ستيفن هوكنغ يريدون القول أن العلم مليء، ملأ الساحة واجاب على هذه الأسئلة الكبرى وبين العلل التي كانت مجهولة ولم يعد هناك فراغ يسمح لكم بحشر إلهكم فيه كعلة لحدوث شيء أو بدءه، هذا طبعا اضافة إلى أن الطرح الديني التقليدي الإسلامي والمسيحي واليهودي وكذا الأديان الشرقية الهندوسية وغيرها للبدايات سواء على المستوى الكوني أم الأرضي والإنساني يناقض الحقائق العلمية، مثلا الطرح الديني التقليدي يفترض أن الله صنع صنما طينيا ثم حوله إلى جسم انسان اسمه آدم، وهذا الطرح يناقض حقيقة علمية ثابتة اليوم وتدرس في كل الجامعات العريقة حول العالم وهي أن الإنسان الحديث الهوموسابينس هو نتاج تطوري لمليارات السنين، فالأمر بدأ بجزيء قابل لنسخ نفسه ثم خلية ثم خلية حقيقية النواة ثم اجسام متعددة الخلايا إلى أن وصل الأمر إلى الهومو بأنواعه ونحن الهوموسابينس عمرنا بحدود المئتي ألف عام فقط.
وحقيقة هذا الطرح العلمي سواء على مستوى الأحياء التطورية ام على مستوى الفيزياء النظرية والكونية فرض علينا المواجهة وبيان الحق خصوصا مع خلو الساحة من أي طرح علمي رصين يثبت وجود إله حيث أن اعتماد غالبية المتدينين او المؤمنين بوجود إله على رفض نظرية التطور والحقائق العلمية الأخرى المثبتة ليس سوى هروب من الحقيقة كما أن الاعتقاد بأن النص الديني لا يمكن أن يتوافق مع نظرية التطور هو اكبر هدية تقدم للملحدين حيث أنهم بكل بساطة يستطيعون اثبات أن التطور حقيقة علمية لا تقبل الشك.
وأعتقد أن المواجهة الفكرية والعلمية اليوم مع الإلحاد العلمي بمستوى يحتاج تدخل إلهي، لهذا كان ما قمت به من تصدي لهذه القضية التي تعتبر القضية الأولى للدين والإيمان واعتقد كتاب وهم الإلحاد قلب الطاولة على الإلحاد وإلى اليوم بعد مرور فترة طويلة هي اكثر من كافية فاني لم أجد أي رد من الملحدين على ما طرحته في كتاب وهم الإلحاد لإثبات وجود إله من نفس المسائل العلمية التي تبنوها.
لكم المايك د. عبدالرزاق.
_________________________________
اللقاء الثالث مع الامام احمد الحسن (عليه السلام) [١٨·١٢·٢٠١٥]
ج٣
مواجهة الالحاد
<فيديو>
http://youtu.be/4zlT7vCIu1c
د.عبدالرزاق الديرواي : نعم جزاكم الله خير سيدنا. سؤالي الآخر سيدنا، الإحصائيات تشير إلى أن عدد الملحدين أو أعداد الملحدين صارت تنافس أعداد أصحاب الديانات الكبرى. إلى ماذا ترجعون أسباب انتشار الإلحاد في مجتمعات هذا اليوم خصوصا المجتمعات العربية منها وما هو السبيل الأمثل لمواجهة الإلحاد والملحدين وانتشال المغرر بهم من مستنقعات الالحاد؟
اترك لكم الجواب سيدنا تفضلوا
الإمام أحمد الحسن ع : حياكم الله. أعتقد أن الفضول أو البحث عن إجابات مقنعة أكيد هو سبب رئيسي لانتشار أي فكر أو ثقافة أو سلوك في المجتمع الإنساني عموما. فالإنسانية وصلت إلى ما هي عليه اليوم من معارف وعلوم بسبب الفضول الإنساني. ولهذا أقول ربما أهم أسباب انتشار الإلحاد تعود إلى أن الإنسان بطبيعته كائن فضولي ويريد أن يعرف كل شيء ويبحث عن إجابات وإذا لم يقتنع بالإجابة يبقى في حالة بحث مستمرة. والدين أو رجال الدين إذا لم يقدموا الاجابات المقنعة والصحيحة والدقيقة للناس فكثيرون سيبحثون عن الإجابة الصحيحة والدقيقة والمقنعة في جهة اخرى.
واليوم العلوم الاساسية كالفيزياء والرياضيات والكيمياء والأحياء بعد أن تسببت بهذا التقدم العمراني والتكنولوجي والصحي الكبير اصبحت تتمتع بثقة عالية في المجتمع الإنساني ومع مستوى التعليم الأكاديمي المرتفع عموما ومع توفر شبكة المعلومات اصبح الحصول على المعلومات واستيعابها يسير جدا لمن يريد فعلا الوصول إلى المعلومة والحقيقة. يعني باختصار يمكن أن نقول أن سبب رئيسي للإلحاد هو عدم وجود إجابات صحيحة ومقنعة لدى رجال الدين حول القضايا العلمية المعاصرة المرتبطة بنشوء الكون أو ظهور الحياة وتطورها وصولا إلى ظهور الإنسان على كوكب الارض وأيضا اعتقادهم أن الدين يتنافى مع بعض الأمور التي أصبحت علميا تعد من مبادئ العلوم الأساسية، فبالنسبة لبعض رجال الدين ليت الأمر اقتصر على عدم وجود الإجابات بل إن مواجهة بعض رجال الدين للإلحاد العلمي هي مواجهة بائسة ومزرية ومخجلة حقيقة وهي سبب إلحاد كثيرين أيضا يعني كمثال يردون نظرية التطور المثبتة اليوم بأدلة علمية قطعية في علم الجينات بإشكالات تافهة حد الإسفاف، وهكذا طرح عندما يواجه به شخص مطلع على علم الأحياء التطوري سيجعله يشفق على حال من يواجهه به وما هو عليه من جهل وربما سيجعله يبتعد عن الدين والإيمان تماما. بل نستطيع أن نقول أن رجال الدين عندما يقولون إن الدين يتعارض مع نظرية التطور يقدمون ـ كما قلت ـ يقدمون أكبر هدية للمنظرين للإلحاد لأنهم يستطيعون اثبات أن نظرية التطور صحيحة ولا غبار عليها اليوم، وبالتالي يتوصلون إلى نتيجة أن ما يتعارض معها هو الباطل وفي حالتنا طبعا هو الدين ووجود إله.
أيضا أحد أسباب الإلحاد هو الطرح الديني المتناقض أو الركيك، الطرح العقائدي والطرح الإيماني والذي يستغله الملحدون للطعن بالدين ـ ولا أريد أن أدخل في هذا الموضوع لأنه واسع جدا ـ هذه الأمور طبعا تشمل الجميع.
أما المسلمون السنة بالخصوص سواء كانوا ناطقين باللغة العربية أم بأي لغة اخرى فأعتقد هناك سبب اضافي أيضا وهو ما فعله ويفعله السلفيون من جرائم، فهؤلاء دينهم قائم على تكفير وقتل وانتهاك حرمة من يخالفهم متى ما سنحت لهم الفرصة، وقد سنحت لهم الفرصة هذه الفترة، ولكن تحت مراقبة عدسات الكامرات المتوفرة في كل مكان والتي تنقل كل ما يفعلون من جرائم والعالم يشاهد هذه الجرائم ويشاهدهم أيضا وهم يبررونها بأنها من الإسلام السني أو جزء من قانون الإيمان عندهم باعتبار انها مستندة لنصوص أو لتصرفات الحكام الذين يقدسهم السنة، مثل احراق الإنسان وهو حي، فقد فعلها أبو بكر بالفجاءة السلمي وكررها السلفيون اليوم وطبعا هذا جعل كثيرون ينفرون من دينهم، فبعض السنة شكلت لهم هذه التصرفات صدمة لم يتمكنوا من استيعابها فتوجهوا أما إلى دين آخر أو للإلحاد وأخذوا يطعنون بالإسلام وبالقرآن وبالرسول ويتهمونه بهذه الجرائم.
أما بالنسبة لمواجهة الإلحاد فأعتقد الإلحاد العلمي قضية فكرية وعلمية وهي تحتاج لمواجهة فكرية وعلمية، وهذه هي القضية الأهم والمحورية والتي يجب التركيز عليها ـ يعني أقصد الإلحاد العلمي ومواجهته علميا ـ وطبعا لابد أن تكون المواجهة بعد تصحيح الأخطاء الموجودة لا بالإصرار عليها، وليس عيبا أن تتم مراجعة الموروث الديني وتدقيقه ونقده بإنصاف وحيادية علمية ولكن العيب أن يستمر الإنسان في اللجاج والعناد والمكابرة والإصرار على منهج متهرئ مليء بالتناقضات، وأعتقد أن معهد الدراسات العليا يمكنه العمل بهذا الاتجاه لتوعية الناس وتعريفهم بالحقائق كما هي ورفع مستواهم المعرفي عموما .. نعم.
أما بالنسبة للجهات التي تسيء للدين من خلال ارتكابها للجرائم باسم الدين، فأعتقد الحل هو بيان براءة الدين منهم ومن سلوكهم، وكذلك توضيح حقيقة المسائل التي ينسبونها للدين مثل كون بعضها غير صحيحة أو انهم اخطئوا بالتأويل أو ما شابه، وطبعا البراءة بتحديدهم وتشخيصهم بعقائدهم وبمنابعهم، فغير صحيح ترديد بعضهم هذه الأيام مقولة "الإرهاب لا دين له" فهذه مقولة خاطئة وغير صحيحة ولا يقبلها شخص يمتلك عقل ويمكنه التفكير ويحترم عقله، فالإرهاب اليوم له دين وعقيدة وهي السلفية الوهابية ومنبعها السعودية، وحتى يمكن أن نقول أن كل سلفي وهابي هو إرهابي أو مشروع إرهابي مستقبلي، وقد كررت هذا الأمر مرارا. فهذه هي حقيقة عقائدهم وفتاوى كبار علمائهم ولا يمكنهم التنصل منها، وقد قامت دعوة ابن عبد الوهاب على أن من يخالفون دينه الوهابي فهم مشركون وقد استحل هو وآل سعود قتالهم ودماءهم ويمكنكم الاطلاع على تاريخ نجد لابن غنام، مؤرخ الدين الوهابي المعروف والذي يستهل كتابه بتكفير المسلمين ويأخذ بتعداد البلدان الإسلامية بلدا بلدا، فيعدد القطيف والبحرين ومصر والموصل وبغداد ويتكلم عن عامة السنة على انهم مشركون لأنهم يزورون القبور، كقبر أبو حنيفة والزبير الخ.. هذا فضلا عن الشيعة الذين قامت الدعوة الوهابية على معاداتهم وعموما إذا كان بعضهم اليوم يريد تغيير منهجهم الإجرامي فعليهم أن يتبرؤوا من السلفية الوهابية ويقوم بطرح سلفية تفتي بتجريم انتهاك دماء المخالفين لهم.
انا أكتفي بهذا الكلام بخصوص السلفية الوهابية وجرائمهم، ولكن أعتقد الموضوع يحتاج حملات منظمة لتعرية إرهاب وإجرام الدين السلفي الوهابي الإرهابي عالميا حتى لا تختلط الأمور، ويعرف الناس في الغرب والشرق أن الدين السلفي الوهابي هو عبارة عن دين مبني على الجريمة والقتل والاعتداء على الآخرين، وأيضا حتى يتبين أن هؤلاء يمثلون المنهج السفياني الأموي المعادي للإسلام منذ اول يوم بعث فيه الرسول محمد (صلى الله عليه وآله)، في حين الإسلام الحقيقي متمثل بآل محمد فهم ورثة النبي محمد صلى الله عليه وآله نبي الإسلام. نعم ، لكم المايك.
يتبع...
لقاء خاص و مباشر مع الامام احمد الحسن اليماني (ع ) وصي و رسول الإمام المهدي (ع ) على قناة المنقذ العالمي الفضائية بالتنسيق مع غرفة أنصار الإمام المهدي (ع ) في البالتوك/القسم الاسلامي.
تقديم: الدكتور عبدالرزاق الديراوي
في يوم الجمعة 18/12/2015 الساعة 18:30 بتوقيت النجف الاشرف
_________________________________
اللقاء الثالث مع الامام احمد الحسن (عليه السلام) [١٨·١٢·٢٠١٥]
ج١
مقدمة
<فيديو>
https://youtu.be/AQVRgQGsdiw
د. عبد الرزاق الديراوي : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا بكم اعزائي مشاهدي قناة المنقذ العالمي والتحية موصولة كذلك إلى الإخوة والأخوات المستمعين في غرف انصار الإمام المهدي ع في برنامج البالتلك. اسمحولي ان ارحب باسمكم واسمي بالسيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي في هذا اللقاء الخاص الذي يتناول مسائل الإلحاد التي خصص لها السيد أحمد الحسن كتابا منشورا بعنوان "وهم الإلحاد".
السلام عليكم سيدنا ورحمة الله وبركاته. قبل أن أبدأ بطرح الأسئلة أعطي الكلمة لكم سيدنا فتفضلوا.
الإمام أحمد الحسن (ع) : يا الله. بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم الله د. عبدالرزاق الديراوي. ليس لدي شيء د.عبدالرزاق. نتوكل على الله واستمع إلى أسئلتكم إن شاء الله جزاكم الله خيرا
_________________________________
اللقاء الثالث مع الامام احمد الحسن (عليه السلام) [١٨·١٢·٢٠١٥]
ج٢
معركة الايمان و الالحاد
<فيديو>
http://youtu.be/p5gFhFxE4qE
د.عبدالرزاق الديراوي : بسم الله الرحمن الرحيم. اذا سنبدأ بطرح الأسئلة إن شاء الله تعالى.
السؤال الأول: بدأت معركة الإيمان والإلحاد مع بدايات الوعي البشري وكان محورها دائما منطقة الغيب التي يحاول الايمان نقل الوعي اليها بينما يعمل الإلحاد على الحيلولة دون ذلك. في هذا التوصيف يمكن القول ان الإلحاد كان يخوض دائما معركة سهلة لا تكلفه سوى الإنكار الذي يمتلك رصيدا كبيرا في عقل وقلب الإنسان المنغمس في المادة، أما الإيمان فقد تمثلت خطته الأقوى بإثبات أن فهم هذا العالم المحسوس يقتضي منا افتراض حقائق ماورائية، لعل الإلحاد اليوم يسعى لإفشال هذه الخطة عبر محاولة تقديم تفسيرات مادية كاملة للكون والحياة. لا أدري ان كانت الصورة هي كما وصفتها ولكني أريد أن أسأل هل سيغير الإيمان أو يطور خطته لتشمل الدخول في منطقة يعتبرها غير المتدينين منطقتهم الخاصة وهل في كتاب وهم الإلحاد شيء من هذا؟ نستمع منكم الإجابة سيدنا .. تفضلوا
الإمام أحمد الحسن ع : حياكم الله. حقيقة الإيمان بوجود إله أو عدمه كلاهما يحتاج دليل اثبات .. يعني أقصد كلا الطرفين يحتاج دليل اثبات لما يتبناه من اعتقاد بوجود إله أو عدم وجود إله. اما ان كان الإنسان لا أدريا اي يقول أنه لا يعرف ان كان هناك إله ام لا فهكذا شخص لا يحتاج لدليل اثبات لعقيدته باعتبار أنه يعتقد بجهله بالواقع، ولكن أيضا يبقى بحاجة مناقشة ادلة الإثبات للجهل مقابلة له وبيان أنها غير كافية يعني يحتاج نقض ادلة اثبات وجود إله. وفي الحقيقة كان الإلحاد سابقا بمستوى اللاادرية اي بمعنى أنه ليس الحاد علمي ممنهج لديه طرح متكامل لإثبات عدم وجود إله وإنما فقط التركيز على نقض ادلة وجود إله وبطبيعة الحال يرافق ذلك مجموعة من الإشكالات على العدل الإلهي والكمال وما شابه من اشكالات على الدين عموما والكتب السماوية والأنبياء. ولهذا لم تكن هناك حاجة سابقا بالنسبة للخط الإيماني لأكثر من اثبات وجود الإله والرد على الإشكالات والنقوضات، أما اليوم فالأمر اختلف تماما، اليوم نحن نواجه الحاد علمي ممنهج بدقة عالية. فهناك اجابات هم يعتبرونها كافية للأسئلة الإنسانية الكبرى وبهذا ليس فقط بالنسبة لهم طبعا لا داعي لفرض وجود إله ـ كما ذكرت جنابكم ـ بل ان توفر هذه الإجابات، بالنسبة لهم طبعا، يثبت عدم وجود إله. يعني الأسئلة من قبيل ما هو مصدر الحياة على الأرض؟ كيف جاءت؟ وكيف تطورت وتعقدت وتنوعت؟ يوفر الإجابة عليها علم الأحياء التطوري وهو قادر على توفير اجابات علمية دقيقة خصوصا بعد تطور علم الجينات في الفترة الأخيرة.
أيضا الأسئلة من قبيل كيف ومن اين جاء الكون الجسماني الذي نعيش فيه؟ هناك إجابات لهكذا اسئلة يوفرها علم الفيزياء النظرية والكونية. فمثلا ميكانيك الكم في الفيزياء وخصوصا مبدأ الريبة او اللايقين لهايزنبرغ وهو مبدأ فيزيائي مشهور ومعروف وقد وقف ضده اينشتاين في وقته وقال مقولته المشهورة "الله لا يلعب النرد" ولكن هذا المبدأ الفيزيائي مثبت تجريبيا الآن وتبين أن اينشتاين مخطئ وغير مصيب في جدله في حينها. أقول أن هذا المبدأ الفيزيائي يقول أن الفراغ لا يمكن أن يكون خال تماما من اي تفاوتات كمومية لأنه لو كان كذلك، اي خال من التفاوتات الكمومية، فسيكون لدينا موضع حددت قيمته وسرعته وضبط على الصفر اي اصبحنا على علم ويقين بحال هذا الموضع في الكون وهذا يمثل انتهاكا لمبدأ اللايقين لهايزنبرغ الذي يقول أنه لا يمكن تحديد الموضع والسرعة او قيمة المجال ومعدل تغيره معا وبدقة لكم ما، فالنتيجة هي ان الفراغ الكوني الذي نعيش فيه مليء بالتفاوتات الكمومية وبالتالي يثبت أن الفراغ الكوني منتج لجسيمات من لاشيء ـ طبعا فيزيائيا وليس فلسفيا ـ وهذا الإثبات يكفي بالنسبة لبعض علماء الفيزياء الذي تبنوا الإلحاد طبعا للمجادلة بأنه لا يوجد اله لأن الكون نشا اصلا من حدث كمومي فإذا كانت الكموم تنتج من لاشيء اذن فالكون جاء من لاشيء .. هذه هي القضية التي يطرحونها ـ وحتى اكون واضح ـ فهذه القضية تمثل اخطر قضية واجهت الخط الإيماني إلى اليوم خصوصا أن من تبنوها اشخاص يشار لهم في هذا المجال أي في الفيزياء النظرية والفيزياء الكونية مثل ستيفن هوكنغ وستيفن واينبرغ وغيرهم كثير من علماء الفيزياء. طبعا يعزز هذه القضية بالنسبة لهم أيضا أن الكون الذي نعيش فيه طاقة انطلاقه فقط تسمح له بالإفلات من جاذبيته أي أن مجموع طاقته الكلية يساوي صفر، فطاقته الموجبة تساوي طاقته السالبة، وهذا معناه أنه لا يوجد شيء دخل للكون من خارجه ـ وطبعا هم حتى مسالة ضبط الثابت الكوني وضعوا اطروحات علمية لتفسيرها مثل فرض توفر احتمالات كثيرة لنشوء الكون حيث طرح هوكنغ نظرية أن الكون له بداية غير حدية أيضا هناك نظرية "ام" او الأوتار الفائقة ـ وعموما هم خلصوا إلى أن الكون الذي نعيش فيه مجرد نتاج تفاوتات كمومية في الفراغ وهكذا بحسبهم فقد وضعوا الإجابات الفيزيائية التي تفسر من اين جاء الكون دون الحاجة إلى فرض وجود إله وهي مدعمة بأدلة علمية ونتائج قياسات دقيقة بعض الأحيان. وهذه الإجابات العلمية كما تلاحظ هي في مستوى طرح بديل علمي للعلة على المستوى الأرضي والكوني، ولا يخفى على المستمعين الكرام أن اثبات وجود إله انما يدور حول كونه علة الوجود سواء الكوني او الأرضي فتحديد العلم للعلة على أنها ليست الله وإنما التفاوتات الكمية او الجاذبية على المستوى الكوني وكونها مركبات كيميائية على المستوى الأرضي ينهي بحسبهم اي مجال لفرض إله ويثبت عدم وجود إله. يعني هؤلاء العلماء الذي تبنوا الإلحاد العلمي امثال عالم الأحياء التطورية ريتشارد دوكنز او عالم الفيزياء النظرية ستيفن هوكنغ يريدون القول أن العلم مليء، ملأ الساحة واجاب على هذه الأسئلة الكبرى وبين العلل التي كانت مجهولة ولم يعد هناك فراغ يسمح لكم بحشر إلهكم فيه كعلة لحدوث شيء أو بدءه، هذا طبعا اضافة إلى أن الطرح الديني التقليدي الإسلامي والمسيحي واليهودي وكذا الأديان الشرقية الهندوسية وغيرها للبدايات سواء على المستوى الكوني أم الأرضي والإنساني يناقض الحقائق العلمية، مثلا الطرح الديني التقليدي يفترض أن الله صنع صنما طينيا ثم حوله إلى جسم انسان اسمه آدم، وهذا الطرح يناقض حقيقة علمية ثابتة اليوم وتدرس في كل الجامعات العريقة حول العالم وهي أن الإنسان الحديث الهوموسابينس هو نتاج تطوري لمليارات السنين، فالأمر بدأ بجزيء قابل لنسخ نفسه ثم خلية ثم خلية حقيقية النواة ثم اجسام متعددة الخلايا إلى أن وصل الأمر إلى الهومو بأنواعه ونحن الهوموسابينس عمرنا بحدود المئتي ألف عام فقط.
وحقيقة هذا الطرح العلمي سواء على مستوى الأحياء التطورية ام على مستوى الفيزياء النظرية والكونية فرض علينا المواجهة وبيان الحق خصوصا مع خلو الساحة من أي طرح علمي رصين يثبت وجود إله حيث أن اعتماد غالبية المتدينين او المؤمنين بوجود إله على رفض نظرية التطور والحقائق العلمية الأخرى المثبتة ليس سوى هروب من الحقيقة كما أن الاعتقاد بأن النص الديني لا يمكن أن يتوافق مع نظرية التطور هو اكبر هدية تقدم للملحدين حيث أنهم بكل بساطة يستطيعون اثبات أن التطور حقيقة علمية لا تقبل الشك.
وأعتقد أن المواجهة الفكرية والعلمية اليوم مع الإلحاد العلمي بمستوى يحتاج تدخل إلهي، لهذا كان ما قمت به من تصدي لهذه القضية التي تعتبر القضية الأولى للدين والإيمان واعتقد كتاب وهم الإلحاد قلب الطاولة على الإلحاد وإلى اليوم بعد مرور فترة طويلة هي اكثر من كافية فاني لم أجد أي رد من الملحدين على ما طرحته في كتاب وهم الإلحاد لإثبات وجود إله من نفس المسائل العلمية التي تبنوها.
لكم المايك د. عبدالرزاق.
_________________________________
اللقاء الثالث مع الامام احمد الحسن (عليه السلام) [١٨·١٢·٢٠١٥]
ج٣
مواجهة الالحاد
<فيديو>
http://youtu.be/4zlT7vCIu1c
د.عبدالرزاق الديرواي : نعم جزاكم الله خير سيدنا. سؤالي الآخر سيدنا، الإحصائيات تشير إلى أن عدد الملحدين أو أعداد الملحدين صارت تنافس أعداد أصحاب الديانات الكبرى. إلى ماذا ترجعون أسباب انتشار الإلحاد في مجتمعات هذا اليوم خصوصا المجتمعات العربية منها وما هو السبيل الأمثل لمواجهة الإلحاد والملحدين وانتشال المغرر بهم من مستنقعات الالحاد؟
اترك لكم الجواب سيدنا تفضلوا
الإمام أحمد الحسن ع : حياكم الله. أعتقد أن الفضول أو البحث عن إجابات مقنعة أكيد هو سبب رئيسي لانتشار أي فكر أو ثقافة أو سلوك في المجتمع الإنساني عموما. فالإنسانية وصلت إلى ما هي عليه اليوم من معارف وعلوم بسبب الفضول الإنساني. ولهذا أقول ربما أهم أسباب انتشار الإلحاد تعود إلى أن الإنسان بطبيعته كائن فضولي ويريد أن يعرف كل شيء ويبحث عن إجابات وإذا لم يقتنع بالإجابة يبقى في حالة بحث مستمرة. والدين أو رجال الدين إذا لم يقدموا الاجابات المقنعة والصحيحة والدقيقة للناس فكثيرون سيبحثون عن الإجابة الصحيحة والدقيقة والمقنعة في جهة اخرى.
واليوم العلوم الاساسية كالفيزياء والرياضيات والكيمياء والأحياء بعد أن تسببت بهذا التقدم العمراني والتكنولوجي والصحي الكبير اصبحت تتمتع بثقة عالية في المجتمع الإنساني ومع مستوى التعليم الأكاديمي المرتفع عموما ومع توفر شبكة المعلومات اصبح الحصول على المعلومات واستيعابها يسير جدا لمن يريد فعلا الوصول إلى المعلومة والحقيقة. يعني باختصار يمكن أن نقول أن سبب رئيسي للإلحاد هو عدم وجود إجابات صحيحة ومقنعة لدى رجال الدين حول القضايا العلمية المعاصرة المرتبطة بنشوء الكون أو ظهور الحياة وتطورها وصولا إلى ظهور الإنسان على كوكب الارض وأيضا اعتقادهم أن الدين يتنافى مع بعض الأمور التي أصبحت علميا تعد من مبادئ العلوم الأساسية، فبالنسبة لبعض رجال الدين ليت الأمر اقتصر على عدم وجود الإجابات بل إن مواجهة بعض رجال الدين للإلحاد العلمي هي مواجهة بائسة ومزرية ومخجلة حقيقة وهي سبب إلحاد كثيرين أيضا يعني كمثال يردون نظرية التطور المثبتة اليوم بأدلة علمية قطعية في علم الجينات بإشكالات تافهة حد الإسفاف، وهكذا طرح عندما يواجه به شخص مطلع على علم الأحياء التطوري سيجعله يشفق على حال من يواجهه به وما هو عليه من جهل وربما سيجعله يبتعد عن الدين والإيمان تماما. بل نستطيع أن نقول أن رجال الدين عندما يقولون إن الدين يتعارض مع نظرية التطور يقدمون ـ كما قلت ـ يقدمون أكبر هدية للمنظرين للإلحاد لأنهم يستطيعون اثبات أن نظرية التطور صحيحة ولا غبار عليها اليوم، وبالتالي يتوصلون إلى نتيجة أن ما يتعارض معها هو الباطل وفي حالتنا طبعا هو الدين ووجود إله.
أيضا أحد أسباب الإلحاد هو الطرح الديني المتناقض أو الركيك، الطرح العقائدي والطرح الإيماني والذي يستغله الملحدون للطعن بالدين ـ ولا أريد أن أدخل في هذا الموضوع لأنه واسع جدا ـ هذه الأمور طبعا تشمل الجميع.
أما المسلمون السنة بالخصوص سواء كانوا ناطقين باللغة العربية أم بأي لغة اخرى فأعتقد هناك سبب اضافي أيضا وهو ما فعله ويفعله السلفيون من جرائم، فهؤلاء دينهم قائم على تكفير وقتل وانتهاك حرمة من يخالفهم متى ما سنحت لهم الفرصة، وقد سنحت لهم الفرصة هذه الفترة، ولكن تحت مراقبة عدسات الكامرات المتوفرة في كل مكان والتي تنقل كل ما يفعلون من جرائم والعالم يشاهد هذه الجرائم ويشاهدهم أيضا وهم يبررونها بأنها من الإسلام السني أو جزء من قانون الإيمان عندهم باعتبار انها مستندة لنصوص أو لتصرفات الحكام الذين يقدسهم السنة، مثل احراق الإنسان وهو حي، فقد فعلها أبو بكر بالفجاءة السلمي وكررها السلفيون اليوم وطبعا هذا جعل كثيرون ينفرون من دينهم، فبعض السنة شكلت لهم هذه التصرفات صدمة لم يتمكنوا من استيعابها فتوجهوا أما إلى دين آخر أو للإلحاد وأخذوا يطعنون بالإسلام وبالقرآن وبالرسول ويتهمونه بهذه الجرائم.
أما بالنسبة لمواجهة الإلحاد فأعتقد الإلحاد العلمي قضية فكرية وعلمية وهي تحتاج لمواجهة فكرية وعلمية، وهذه هي القضية الأهم والمحورية والتي يجب التركيز عليها ـ يعني أقصد الإلحاد العلمي ومواجهته علميا ـ وطبعا لابد أن تكون المواجهة بعد تصحيح الأخطاء الموجودة لا بالإصرار عليها، وليس عيبا أن تتم مراجعة الموروث الديني وتدقيقه ونقده بإنصاف وحيادية علمية ولكن العيب أن يستمر الإنسان في اللجاج والعناد والمكابرة والإصرار على منهج متهرئ مليء بالتناقضات، وأعتقد أن معهد الدراسات العليا يمكنه العمل بهذا الاتجاه لتوعية الناس وتعريفهم بالحقائق كما هي ورفع مستواهم المعرفي عموما .. نعم.
أما بالنسبة للجهات التي تسيء للدين من خلال ارتكابها للجرائم باسم الدين، فأعتقد الحل هو بيان براءة الدين منهم ومن سلوكهم، وكذلك توضيح حقيقة المسائل التي ينسبونها للدين مثل كون بعضها غير صحيحة أو انهم اخطئوا بالتأويل أو ما شابه، وطبعا البراءة بتحديدهم وتشخيصهم بعقائدهم وبمنابعهم، فغير صحيح ترديد بعضهم هذه الأيام مقولة "الإرهاب لا دين له" فهذه مقولة خاطئة وغير صحيحة ولا يقبلها شخص يمتلك عقل ويمكنه التفكير ويحترم عقله، فالإرهاب اليوم له دين وعقيدة وهي السلفية الوهابية ومنبعها السعودية، وحتى يمكن أن نقول أن كل سلفي وهابي هو إرهابي أو مشروع إرهابي مستقبلي، وقد كررت هذا الأمر مرارا. فهذه هي حقيقة عقائدهم وفتاوى كبار علمائهم ولا يمكنهم التنصل منها، وقد قامت دعوة ابن عبد الوهاب على أن من يخالفون دينه الوهابي فهم مشركون وقد استحل هو وآل سعود قتالهم ودماءهم ويمكنكم الاطلاع على تاريخ نجد لابن غنام، مؤرخ الدين الوهابي المعروف والذي يستهل كتابه بتكفير المسلمين ويأخذ بتعداد البلدان الإسلامية بلدا بلدا، فيعدد القطيف والبحرين ومصر والموصل وبغداد ويتكلم عن عامة السنة على انهم مشركون لأنهم يزورون القبور، كقبر أبو حنيفة والزبير الخ.. هذا فضلا عن الشيعة الذين قامت الدعوة الوهابية على معاداتهم وعموما إذا كان بعضهم اليوم يريد تغيير منهجهم الإجرامي فعليهم أن يتبرؤوا من السلفية الوهابية ويقوم بطرح سلفية تفتي بتجريم انتهاك دماء المخالفين لهم.
انا أكتفي بهذا الكلام بخصوص السلفية الوهابية وجرائمهم، ولكن أعتقد الموضوع يحتاج حملات منظمة لتعرية إرهاب وإجرام الدين السلفي الوهابي الإرهابي عالميا حتى لا تختلط الأمور، ويعرف الناس في الغرب والشرق أن الدين السلفي الوهابي هو عبارة عن دين مبني على الجريمة والقتل والاعتداء على الآخرين، وأيضا حتى يتبين أن هؤلاء يمثلون المنهج السفياني الأموي المعادي للإسلام منذ اول يوم بعث فيه الرسول محمد (صلى الله عليه وآله)، في حين الإسلام الحقيقي متمثل بآل محمد فهم ورثة النبي محمد صلى الله عليه وآله نبي الإسلام. نعم ، لكم المايك.
يتبع...
Comment