مسألة نسب الامام أحمد الحسن ع
مسألة النسب اصبح سؤالاً اشبه ما يكون باللازمة المكررة يرددها معاندو الدعوة اليمانية المباركة دون كلل او ملل، فدائما حينما يتم طرح أدلة الدعوة تراهم يلجأون الى السؤال الذي اثارته مرجعيات اخر الزمان : ما هو نسب السيد احمد الحسن ؟؟!
وهنا لنا وقفة مع هذا السؤال نرى من خلالها مدى جدية من يطرحه من جهة ومدى حظ نفس السؤال من الموضوعية من جهة اخرى، وسيكون الحديث بصورة نقاط وكما يلي:-
1- دعوة السيد احمد الحسن ع تتمحور حول عنوان اساسي هو انه وصي ورسول الامام المهدي ع واليماني الموعود، أي ان دعوته كونه ع ابن الامام المهدي ع ليس هو محل النزاع ومرمى السهام لكي يطلب المتخرصون اثباته كشرط أساسي اول للدخول في نقاش الادلة ، بل اننا سنرى ان اثباته لابد ان يمر عبر النظر في ادلة الدعوة واثباتها.
وبالنتيجة يكون تقديم السؤال المذكور على الادلة مغالطة بل مصادرة على المطلوب، بل هروب والتفاف عليه ومحاولة لتبرير الكفر الذي تبيته النفوس والعياذ بالله.
2- يمكن حصر طرق اثبات النسب بثلاثة طرق كالاتي:
· ان يتم اثباته عن طريق النسابة ( العارفين بالانساب ).
· ان يتم اثباته من خلال تقديم وثائق رسمية ( حكومية ) .
· ان يتم اثباته من خلال اثبات ان من يدعي هذا النسب صادق لا يمكن ان يكذب بقوله والادلة على انه هكذا صادرة عن المعصوم ع .
ومن الواضح ان الطريق الاول والثاني مستحيلان فيما يتعلق بالامام المهدي ع باعتبار الخصوصية التي تحيط بوضعه، فهو غائب ومعرفة النسابة به تستلزم معرفته من الناس وبالنتيجة هتك ستر الغيبة، وكذلك الامر بالنسبة للوثائق الرسمية بل انها اؤكد من هذه الناحية.
اذن لا يبقى سوى الطريق الثالث, ولابد لمن يسأل عن نسب السيد اليماني ع من سلوكه اذا كان يطلب حقا والا فهو مجرد معاند يحاول المغالطة ويعاجز في ايات الله .
3 - من يطلب النسب عليه ان يخبرنا اولا هل انه يُلزم نفسه بالايمان بالدعوة بعد اثبات النسب له؟
وهل فعله هذا صحيح ؟ بمعنى هل يوجد دليل شرعي يؤكد ان الحجة تثبت له الحجية عبر اثبات نسبه؟
اذا قال انه بعد ان يعرف النسب سوف يطلب الدليل على الدعوة وينظر فيه، فنقول له إذن يمكن التفكيك بين الامرين ولاتلازم بينهما ابدا، بل يثبت ان الاكتفاء بادلة الدعوة ممكن بينما الاكتفاء بالنسب غير ممكن.
وقريبا ان شاء الله سيتم الأعلان عن شجرة نسب الامام أحمد الحسن ع الى الامام المهدي الحجة بن الحسن ع.
فهل ستبقى قضية النسب عذرا يحتج به؟
لربما ستتوقد أذهانهم على شبهات أخرى يجعلونها عاذرا لهم.
قال علي أمير المؤمنين ع لعمار بن ياسر وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاما: دعه يا عمار، فإنه لم يأخذ من الدين إلا ما قاربه من الدنيا، وعلى عمد لبس على نفسه،
ليجعل الشبهات عاذر لسقطاته .
والحمد لله وحده.
Comment