بسم الله الرحمن الرحيم
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
"...بربكم هذه هي سيرة السجاد (ع)، الذي كان يحمل الطعام في ظلام الليل ويدسه تحت رأس المؤالف والمخالف، أم هي سيرة محمد (ص) والأئمة (ع) الذين كانوا يعطون حتى المؤلفة قلوبهم وكانوا يرحمون الفقراء واليتامى، وربما سقطت الدمعة من عيني علي (ع) قبل أن تسقط من عين أرملة أو يتيم، وربما خرجت الزفرة والحسرة من صدر محمد (ص) قبل صدر الفقير.كان محمد (ص) وعلي (ع) والأئمة يجوعون ليشبع الفقراء، ويعطون البعيد قبل القريب.
لقد انتشر الإسلام بأخلاق هؤلاء القادة العظام لا بالمصطلحات الفلسفية. عندما جاءت الخلافة للإمام علي (ع) أول ما قام به هو التسوية في العطاء، وإلقاء دواوين التمييز التي أجراها من كان قبله، ولهذا ثارت ثائرة القوم عليه وانتفض طلحة والزبير وأشباههما.
أمّا أنتم اليوم فقد أعدتم دواوين التمييز، وأعدتموها عثمانية تغدقون على من يعبدكم من دون الله، وآثرتم هذا بزعمكم لعلمه وفضلتم فلان بادعائكم لفضله، وهذا وفلان لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر. ومن جهة أخرى تمنعون الأرملة؛ لأنها مجهولة الحال، واليتيم لأنّه بلا معرّف وتقتّرون على معظم طلبة الحوزة، بل وتمنعون من لا يواكب مسيرتكم المخزية سواء العلمية أم العملية التي من أجلى مظاهر انحرافها هو الابتعاد عن كتاب الله ودراسته ومدارسته. وإهمالكم إرشاد الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واستسلامكم للدعة والراحة حتى أمسيتم قوماً مترفين لا تتحملون حرارة الشمس فضلاً عن شظف العيش، وأذى الطواغيت في سبيل إعلاء كلمة لا اله إلاّ الله.
ورد في بعض الروايات التي تصف معركة يخوضها المهدي (ع) لفتح مدينة النجف وتطهيرها من المنافقين الذين سيقفون ضده ويقاتلونه، أنّ أصحاب الإمام المهدي (ع) يحوطون به وثيابهم ممزقة ! نعم ممزقة؛ لأنّهم لا يشترون ثياباً بأموال الأرملة واليتيم والمريض.
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، قال في قول الله (عز وجل): ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ﴾ . قال (ع): (هم قوم وصفوا عدلاً بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره) .
وعن خيثمة، قال: قال لي أبو جعفر (ع): (أبلغ شيعتنا أن لن ينال ما عند الله إلاّ بعمل، وأبلغ شيعتنا إنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم يخالفه إلى غيره) .
وعن أبي عبد الله (ع)، قال: (أتقو الله واعدلوا فأنكم تعيبون على قوم لا يعدلون).
وعن أمير المؤمنين (ع)، قال: (ألا إنّه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلاّ عزّاً).
بربكم بقي شيء نميزكم به عن الطواغيت المتسلطين على الأمة الإسلامية؟ أنتم وهم تغدقون على من يعبدكم من دون الله ويبيع آخرته بدنياكم وتتركون الفقراء والمساكين يتضورون جوعاً، والمرضى يعانون الآلام حتى الموت. أنتم وهم تأمرون بالمنكر فهم المطرقة وأنتم السندان، هم يهينون كتاب الله وأنتم تستقبلون فعلتهم الشنيعة بصمت وهدوء خبيث .
فالويل لكم، تدّعون أنكم شيعة علي (ع) وتخالفونه، كلا ثم كلا. أنتم شيعة عثمان؛ لأنكم توافقونه، وعلي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين، ويكفيكم هذا التفاوت، وكل أناء بالذي فيه ينضح.
أنتم قادة عميان، أجل أنتم قادة عميان، وأعمى منكم من يسير خلفكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل وإلى الله المشتكى. فليس كلما يعرف يقال، وليس كل ما يقال حان وقته، وليس كل ما حان وقته حضر أهله.
قال أبي الحسن الثالث (ع): (إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم) .
فالفرج قريب إنّ شاء الله، والحمد لله الذي يؤمن الخائفين، وينجي الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين، ويهلك ملوكاً ويستخلف آخرين.
والحمد لله قاصم الجبارين، مبير الظالمين، مدرك الهاربين، نكال الظالمين، صريخ المستصرخين، موضع حاجات الطالبين، معتمد المؤمنين.
الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها، وترجف الأرض وعمارها، وتموج الجبال ومن يسبح في غمراتها.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ﴾ ..."
* * *
والحمد لله رب العالمين
احمد الحسن ع من كتاب العجل ج2
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
"...بربكم هذه هي سيرة السجاد (ع)، الذي كان يحمل الطعام في ظلام الليل ويدسه تحت رأس المؤالف والمخالف، أم هي سيرة محمد (ص) والأئمة (ع) الذين كانوا يعطون حتى المؤلفة قلوبهم وكانوا يرحمون الفقراء واليتامى، وربما سقطت الدمعة من عيني علي (ع) قبل أن تسقط من عين أرملة أو يتيم، وربما خرجت الزفرة والحسرة من صدر محمد (ص) قبل صدر الفقير.كان محمد (ص) وعلي (ع) والأئمة يجوعون ليشبع الفقراء، ويعطون البعيد قبل القريب.
لقد انتشر الإسلام بأخلاق هؤلاء القادة العظام لا بالمصطلحات الفلسفية. عندما جاءت الخلافة للإمام علي (ع) أول ما قام به هو التسوية في العطاء، وإلقاء دواوين التمييز التي أجراها من كان قبله، ولهذا ثارت ثائرة القوم عليه وانتفض طلحة والزبير وأشباههما.
أمّا أنتم اليوم فقد أعدتم دواوين التمييز، وأعدتموها عثمانية تغدقون على من يعبدكم من دون الله، وآثرتم هذا بزعمكم لعلمه وفضلتم فلان بادعائكم لفضله، وهذا وفلان لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر. ومن جهة أخرى تمنعون الأرملة؛ لأنها مجهولة الحال، واليتيم لأنّه بلا معرّف وتقتّرون على معظم طلبة الحوزة، بل وتمنعون من لا يواكب مسيرتكم المخزية سواء العلمية أم العملية التي من أجلى مظاهر انحرافها هو الابتعاد عن كتاب الله ودراسته ومدارسته. وإهمالكم إرشاد الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واستسلامكم للدعة والراحة حتى أمسيتم قوماً مترفين لا تتحملون حرارة الشمس فضلاً عن شظف العيش، وأذى الطواغيت في سبيل إعلاء كلمة لا اله إلاّ الله.
ورد في بعض الروايات التي تصف معركة يخوضها المهدي (ع) لفتح مدينة النجف وتطهيرها من المنافقين الذين سيقفون ضده ويقاتلونه، أنّ أصحاب الإمام المهدي (ع) يحوطون به وثيابهم ممزقة ! نعم ممزقة؛ لأنّهم لا يشترون ثياباً بأموال الأرملة واليتيم والمريض.
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، قال في قول الله (عز وجل): ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ﴾ . قال (ع): (هم قوم وصفوا عدلاً بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره) .
وعن خيثمة، قال: قال لي أبو جعفر (ع): (أبلغ شيعتنا أن لن ينال ما عند الله إلاّ بعمل، وأبلغ شيعتنا إنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثم يخالفه إلى غيره) .
وعن أبي عبد الله (ع)، قال: (أتقو الله واعدلوا فأنكم تعيبون على قوم لا يعدلون).
وعن أمير المؤمنين (ع)، قال: (ألا إنّه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلاّ عزّاً).
بربكم بقي شيء نميزكم به عن الطواغيت المتسلطين على الأمة الإسلامية؟ أنتم وهم تغدقون على من يعبدكم من دون الله ويبيع آخرته بدنياكم وتتركون الفقراء والمساكين يتضورون جوعاً، والمرضى يعانون الآلام حتى الموت. أنتم وهم تأمرون بالمنكر فهم المطرقة وأنتم السندان، هم يهينون كتاب الله وأنتم تستقبلون فعلتهم الشنيعة بصمت وهدوء خبيث .
فالويل لكم، تدّعون أنكم شيعة علي (ع) وتخالفونه، كلا ثم كلا. أنتم شيعة عثمان؛ لأنكم توافقونه، وعلي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين، ويكفيكم هذا التفاوت، وكل أناء بالذي فيه ينضح.
أنتم قادة عميان، أجل أنتم قادة عميان، وأعمى منكم من يسير خلفكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل وإلى الله المشتكى. فليس كلما يعرف يقال، وليس كل ما يقال حان وقته، وليس كل ما حان وقته حضر أهله.
قال أبي الحسن الثالث (ع): (إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم) .
فالفرج قريب إنّ شاء الله، والحمد لله الذي يؤمن الخائفين، وينجي الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين، ويهلك ملوكاً ويستخلف آخرين.
والحمد لله قاصم الجبارين، مبير الظالمين، مدرك الهاربين، نكال الظالمين، صريخ المستصرخين، موضع حاجات الطالبين، معتمد المؤمنين.
الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها، وترجف الأرض وعمارها، وتموج الجبال ومن يسبح في غمراتها.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ﴾ ..."
* * *
والحمد لله رب العالمين
احمد الحسن ع من كتاب العجل ج2
Comment