من الصفحة الشخصية للامام احمد الحسن ع ( 6 صفر 1434 )
مراسي مختارة في موانئ سومر واكاد
أخترت سومر وأكاد لانه من المؤكد آثاريا وتاريخيا ودينيا ان نوح ع وإبراهيم ع منهم، فهم أصل الدين ومنهم بدأ الدين في أول الزمان ومنهم يبدأ في آخر الزمان فهم شعب ناحوا آلاف السنين على دموزي أو (الابن الصالح) وانتظروا جلجامش أو (المحارب الذي في المقدمة) ولازال من أتوا بعدهم في بلاد مابين النهريين ينوحون على الحسين ع وينتظرون المهدي الذي انتظروه جلجامش الموعود بظهوره في بلادهم منذ آلاف السنين نسأل الله ان يصلح احوالهم ويهديهم الى صراطه المستقيم ويختم لهم بخير أما من ينتظرون ظهور المهدي في مكان آخر غير سومر وأكاد بلاد أباءه نوح وإبراهيم ع فسيطول انتظارهم وسيكون انتظارا بلا نهاية.
المرسى الأول :
ملاحم سومر واكاد والدين الالهي:
بعض أو جل الباحثين في تاريخ الشرق الادنى او الاوسط القديم يعتبرون ان الدين نتاج انساني صرف وبدأ بتأليه عشتار الاله الانثى بمختلف مسمياتها والتي وجدوا تماثيلها بمختلف الاحجام منتشرة في حضارات الشرق الادنى القديمة التي تمتد الى اكثر من تسعة آلاف سنة قبل الميلاد وقد وضعوا تعليلا لهذه البداية الدينية ان المجتمع الانساني في بداياته كان مجتمعا تسيطر عليه الانثى بصورة الام التي يجتمع حولها الابناء الذين لايعرفون غير انتسابهم لها وهكذا بحسب هؤلاء قدست الانثى (الام الكبرى عشتار) وصنعت لها تماثيل وبعد زمن تحول المجتمع الانساني الى ذكوري عندما أكتشفت الزراعة واخذوا في الاستقرار وبناء البيت والعائلة وهذا أدى الى ادخال الآلهة الذكور في المعابد وهكذا تكون الدين الذي تطور فيما بعد الى اليهودية والمسيحية والاسلام وغيرها ولكن ينسى هؤلاء الذين يبنون نظريتهم على تماثيل انثوية قديمة انه يمكن ان تنسف نظريتهم بسهولة بفرض ان هذه التماثيل انما صنعت للاثارة الجنسية ولاتمثل شيئا مقدسا فوجود انثى مقدسة صنع لها تمثال في عصر معين لايجعل الباحث المحقق يحكم بأن كل تمثال صنع لانثى قبلها يمثلها وهذا الرأي : ان الانسان القديم صنع أدوات اثارة جنسية موجود ويطرحه بعض علماء الاثار أيضا هناك نصوص اثرية تصف الاله عشتار او انانا المعروفة في بلاد سومر واكاد بصفات الدنيا التي يعيش فيها الانسان فهي في النصوص ليست الام ولا حتى انثى حقيقية:
بل هي الدنيا التي رفض الملك دموزي عندما اعتلى العرش ان يسجد لها كما سجد لها ملوك آخرين فأسلمت دموزي (الابن الصالح) الى الشياطين ليقتلوه ((وتقصد انانا (عشتار) الى المدينتين السومريتين "أوما" و"بادتبيرا" حيث نجد الهيهما ، كما قدمنا ، يسجدان لها وبذلك تخلصا من قبضة الشياطين . ثم تصل الى مدينة كلاب التي كان دموزي الهها الحامي . وتستمر القصيدة على الوجه الاتي:
ارتدى دموزي (تموز) حلة فاخرة واعتلى جالسا على منصته،
فمسكه الشياطين من فخذيه..........،
لقد هجم عليه الشياطين السبعة كما يفعلون بجانب الرجل المريض ،
فأنقطع الرعاة عن نفخ الناي والمزمار أمامه.
ثم صوبت (أي (انانا)) نظرها عليه ، ثبتت عليه نظرة الموت،
نطقت بالكلمة ضده، كلمة السخط والحنق ،
وصرخت ضده بصرخة التجريم قائلة ،:
"اما هذا فخذوه"،)) من الواح سومر - كريمر
وهي الدنيا التي رفض جلجامش ان يخضع لها لما جلس على العرش ولبس تاجه:
((ففتح جلجامش فاه واجاب عشتار الجليلة وقال : .......
اي خير سأناله لو تزوجتك؟
انتِ!
ما انتِ الا الموقد الذي تخمد ناره في البرد،
انتِ كالباب الناقص لايصد عاصفة ولا ريحا،
انتِ قصر يتحطم في داخله الابطال،
انتِ فيل يمزق رحله ،
انتِ قير يلوث من يحمله وقربة تبلل حاملها،
انتِ حجر مرمر ينهار جداره،
انتِ حجر يشب يستقدم العدو ويغريه،
وانتِ نعل يقرص قدم منتعله،
اي من عشاقك من بقيت على حبه ابدا؟
واي من رعاتك من رضيت عنه دائما؟ .................)) ملحمة جلجامش – طه باقر
وعموما فأن نظرية ان اصل الدين هو تأليه الانثى الام مجرد فرضية لا تستند الى دليل علمي رصين ولهذا فلم اجد ان هناك حاجة للرد التفصيلي على هكذا فروض ولكن وجدت من الضروري بيان الادلة والاشارات الى الاصل الالهي للدين السومري، فهذا الموضوع يتعلق باثبات ان الدين السومري دين الهي سابق محرف فهنا نريد بيان ان السومريين الذين كانوا يعرفون الوضوء بالماء والصلاة والصيام والدعاء والتضرع شعب متدين وان دينهم الهي فالملاحم السومرية وقصص السومريين فيها اخبارات غيبية حصلت بعد ان كان يتداولها السومريون بآلاف السنين ، نعم ربما يكون دينهم محرف في بعض الفترات ولكنه دين الهي، كما كان اهل مكة اصحاب ديانة حنيفية ابراهيمية محرفة ويعبدون او يقدسون اصناما وكما يوجد اليوم السلفيون او الوهابيون وهم عبدة صنم وورثة عبدة الاصنام القدماء في مكة فهم يقولون انهم مسلمون ولكنهم يعبدون صنما كبيرا يعتقدون انه موجود في السماء وغير موجود في الأرض وله يدين اثنتين وفيها أصابع ورجلين اثنتين وعينين اثنتين على نحو الحقيقة.
فمسألة تحريف الدين الإلهي وجدت ولاتزال موجودة ،ونحن اذا عدنا الى بداية الدين الالهي نجد ان آدم جاء الى الارض بالدين الالهي الاول وفيه قصص ابناءه الصالحين من بعده والمفروض ان الناس ، كما هي عادتهم ، يحفظون هذه القصص ويروونها ويتوارثونها ،وقصص وملاحم السومريين في بعض الاحيان ماهي الا نقل لبعض هذه القصص المقدسة الموروثة فقد روى السومريون قصة الطوفان بالتفصيل وقبل التوراة بزمن طويل:
((الطوفان - أول نوح :
صرنا متأكدين الآن من أن قصة الطوفان التي وردت في التوراة، لم تكن في الاصل من وضع مدوني أسفار التوراة، وذلك منذ أن اكتشف (جورج سمث) الذي كان يشتغل في المتحف البريطاني ، اللوح الحادي عشر من ملحمة جلجامش ، وحل رموزه . ولكن قصة الطوفان البابلية بدورها سومرية الاصل . فقد نشر (آرنوبوبل) في عام 1914 قطعة هي الثلث الاسفل من لوح سومري ذي ستة حقول وجده من بين مجموعة ألواح (نفر) المحفوظة في متحف الجامعة . وكانت محتوياتها تتعلق على الاغلب بقصة الطوفان وظلت هذه القطعة حتى الان وحيدة فريدة لم يعثر على ما يطابقها أو يضاهيها ...... وبالرغم مما في النص من كسر ونقص ، فان ما ورد فيه من العبارات ذات شأن كبير ........ فهي تتضمن مواطن مهمة تلقى ضوءا كاشفا على خلق الانسان ، وأصل (الملكية ) ، ووجود ما لا يقل عن خمس مدن في عصر ما قبل الطوفان)) من الواح سومر – صموئيل كريمرـ ص 251ـ 252.
نعم هي ربما قصص محرفة بعض الاحيان - خصوصا في منظور الديانات الاخرى - نتيجة مرور الزمن عليها ودخول المزاج الانساني المشوش بالوساوس لها ولكن هل المُحَرف يخلوا من الحقيقة تماما؟!!!.
هل تساءلنا أين ذهب تراث آدم ونوح واين كان هذا التراث في زمن السومريين أو الاكاديين،اين ذهب تراث الدين الالهي الذي كان قبل الطوفان؟!!!
لايعقل ان يهتم نوح ومن معه بنقل الماعز والبقر ولايهتمون بنقل الدين الالهي منذ آدم ع في صدورهم، ولابد ان الانسانية بعد نوح ع - ممثلة بالسومريين أو الاكاديين وورثتهم البابليين والاشوريين - كما نقلت تاريخ الملوك والمزارعين والحرفيين نقلت ايضا تراث آدم ونوح والمثل العليا المقدسة ولو محرفة وفي قصص تتناقلها الاجيال، لتكون النتيجة ان الدين السومري أو الاكادي هو دين ادم ونوح محرفا ربما بعض الاحيان بتأليه كل شيء يؤله له كالدنيا والصالحين.
وكمثال على التحريف : محاولة تحريف لملحمة جلجامش اكتشفت في الاثار وهذا طبعا يدل على امرين :
الاول ان ملحمة جلجامش نص ديني فلا يوجد احد يهتم بتحريف نص ادبي
والثاني ان نص ملحمة جلجامش الذي وصلنا ليس خاليا من التحريف حتما
يقول طه باقر ( ولعل اطرف ما وجده المنقبون حديثا في الموضع الاثري المعروف باسم سلطان تبه في جنوبي تركيا قرب حران أجزاء من الملحمة ورسالة عجيبة زورها كاتب قديم في الالف الثاني ق.م. فقد جاءت تلك الرسالة على لسان البطل جلجامش معنونة الى أحد الملوك القدماء يطلب منه جلجامش (كذا) ارسال احجار كريمة ليصنع منها تعويذة لصديقه أنكيدو تزن ثلاثين منا) ملحمة جلجامش- طه باقر.
((وبمقارنة هذه القطع الاصلية المتنوعة مع النص النينوي بدت معلومات قيمة . ليس في سد الثغرات فحسب بل أظهرت تماما بأن قصيدة (ملحمة) جلجامش لم تكن على شكل واحد في عهد الاشوريين . وهذا برهان على ان الاسطورة تطورت بصورة ملحوظة عبر الاجيال . وبتعبير آخر فإن الكَتَبة لم يكتفوا بنسخ النص القديم بشكل أمين وحرفي بل وأضافوا وبتروا وحوروا . وهذا مما يدل أو يشارك في الدلالة على ان الفكرة التي انتشرت – مع خطئها- بأن الشرق ماكان ولن يكون قط جامدا متكمشا)) اساطير بابل – شارل
فإذا كانت هناك محاولات تحريف مقصودة لنصوص مكتوبة فمابالك بالنصوص المنقولة شفاهة قبل عصر الكتابة اكيد ان تعرضها للتحريف اكبر وانها لما دونت في عصور الكتابة والتدوين الأولى دونت بصورتها المحرفة وبالتالي فقصة الطوفان وقصة دموزي وقصة جلجامش وغيرها من القصص ذات الأصول السومرية – الاكادية يمكننا ان نجزم انها لم تدون بالصورة التي تداولها القاص قبل عهد التدوين.
المرسى الثاني :
دين سومر واكاد والأديان الثلاثة، الإسلام، المسيحية، اليهودية
الحقيقة ان اي مطلع على التوراة والانجيل والقرآن وعلى ماحوته الرقم الطينية السومرية سيحكم قطعا بأحد حكمين لامحالة ولامناص له عن أحدهما:
الحكم الأول: أن الدين اصله من تأليف الانسان السومري وما التوراة والانجيل والقرآن الا عملية اجترار للدين السومري (خلق الانسان الاول آدم ، قصة هابيل وقابيل ، قصة الطوفان ، الخطيئة ،الحياة بعد الموت، الجنة ، النار ... الخ).
الحكم الثاني: أن الدين السومري هو نفسه دين آدم ودين نوح ع ولكنه نقل ثم دوِّن بصورة محرفة وتعبَّد به السومريون او الاكاديون (البابليون والاشوريون) بصورته المحرفة، وهذا ما أريد بيانه من خلال بيان ان القصص السومرية ماهي الا اخبارات غيبية جاء بها آدم الى الارض وهي قصص الصالحين من ابناءه ع وما سيمر بهم وخصوصا من يمثلون علامات مهمة في طريق الدين مثل دموزي (الابن الصالح)، او جلجامش.
الشبه الكبير جدا بين ما هو مدون في التوراة وبين الالواح السومرية انتبه له د.صموئيل كريمر ووصل به الامر ان يضع فصولا في كتبه يبين فيها الشبه بين الالواح الطينية السومرية والتوراة وكمثال:
((الفصل السابع عشر (الفردوس) أول أوجه مشابهة مع التوراة)) من الواح سومر ص 239 ،
((الزواج المقدس ونشيد الأنشاد لسليمان)) اينانا ودموزي طقوس الجنس المقدس عند السومريين – د.صموئيل كريمر،
والسومريون كانوا يعرفون ويعملون بأمور دقيقة في الدين الالهي مثل الاعتقاد بالرؤى وانها كلام الله والتوسم والاعتقاد بان الله ممكن ان يكلم الانسان في كل شيء يمر به
ويقول شارل – في اساطير بابل : ((عرفنا الان ان البشر خلقوا ليخدموا الالهة وان هؤلاء يعاقبونهم لاتفه الذنوب فعليهم ان يطيعوا رغبات السماء بكل دقة وان يلبوا نزواتهم. كيف يعلمون إذن كي يحافظوا على هذا الوفاق ويتجنبوا غضب الالهة ؟ واذا ما راوا احلاما – ان الآلهة يوحون ما يخطر لهم بواسطة الاحلام – فكيف يفسرونها بصورة ترضيهم ، هذا اذا كان هناك احلام فكيف اذا لم تكن ؟
الجواب: يعمدون الى الارهاصات والدلالات الطبيعية فهي ترشدهم الى الحقيقة ولذا يجب الانتباه الكلي ليس الى تغيرات القمر فحسب بل الى شكل الغيوم ، فكل حركة وكل تنقل من الزاحفة تحت العشب حتى الكواكب السابحة في ميدان النجوم تعطي اشارة لارادة الالهة سواء اكانت حسنة ام سيئة وهنا يظهر الفن او العلم عبقريته فيميز اذا كانت الارادة خيرة ام لا.
وعلى السحرة ان يتدخلوا اما ليعجلوا مجيء الحظ السعيد واما ليدفعوا القوى المعادية التي تهدد الحياة وليس المقصود حياة الافراد او عامة الشعب بل حياة الملك الذي يناط به مصير الامة باسرها.
وهذا الملك الذي أودعته الالهة العلم كان – كما مر- السابع من دولة ماقبل الطوفان. فهو يطابق حسب الترتيب الوراثي الى (أخنوخ) (ادريس) الذي يشغل المرتبة السابعة من سلسلة آدم – سلسلة الانبياء ما قبل الطوفان – ومن الملحوظ أنه لايوجد أي اشتراك بين الاسمين مع ان اعمالهما واحدة تماما. والحق يقال ، ان النص التوراتي المتعلق بسابع الانبياء (اخنوخ) موجز جدا قال : (وسار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله اخذه ). وقد اصبح اخنوخ بطل حلقة من الاساطير جعلته مخترع الكتابة ومؤلف اول كتاب وموجد علم الكواكب والسيارات : علم الفلك وكل الفلكيات. فهو يبدو وكأنه (فيدورانكي) ونستطيع ان نتقبل بارتياح بان اسطورة اليهود هذه ليست الا نقلا او توسعا للاسطورة الكلدانية التي هي اقدم.
وبين بقية الملوك والانبياء – اسلاف أخنوخ الستة وخلفائهم الثلاثة – صفات مشتركة ولايهمنا الا الشخصية العاشرة التي عايشت الطوفان )) اساطير بابل ص28
وقصص السومريين تتكلم بوضوح - كما في بقية الاديان الالهية - عن الحياة بعد الموت وان المحسنين والصالحين يذهبون الى الجنة والطالحين الى الجحيم ((لقد تأكد هؤلاء من انهم يعيشون بعد الموت – ولكن في ظلام دامس وليس لهم اي ثواب ، إلا إذا سلكوا السلوك الحسن في دار الدنيا ، أي بالتقوى كما حدث (لأوم نابيشتي) ( أي نوح ع ) أو بتطبيق القوانين بين الناس كما فعل حمورابي)) اساطير بابل ص38
المرسى الثالث:
هل هي قصة نبي الله أيوب يرويها السومريون قبل ان تحدث؟!:
هناك ادلة ترشد الى ان قصص السومريين أو الاكاديين ماهي الا قصص واخبارات غيبية لقصص حقيقية آتية بعد السومريين في مسيرة الدين الالهي واي قارئ للالواح الطينية السومرية سيرى انها تخبر عن انبياء ورسل جاءوا في زمن متأخر عنها مثل الذي ورد في قصة النبي ايوب ع قبل ان يأتي ايوب ع وتدون قصة ايوب ع في التوراة وفي القرآن،
(ان جميع الالواح وكسر الالواح المدونة فيها تلك المقالة السومرية تمتد في عهدها الى اكثر من الف عام قبل ان يدون سفر ايوب) من الواح سومر- كريمر
وهذه مقتطفات من قصة ايوب كما دونت في الالواح السومرية وقبل ان يولد ايوب بزمن بعيد جدا
((انا الحكيم العاقل . لماذا اقيد مع الاحداث الجهلة ؟
انا المدرك العاقل لماذا احسب مع الجهال ؟
الطعام وفير وفي كل مكان ولكم طعامي الجوع .
في اليوم الذي قسمت فيه الانصبة ، كانت حصتي المخصصة لي العذاب والألم ،
يا الهي اريد ان اقف بين يديك ،
اريد ان اكلمك .... وكلمتي أنين وحسرات،
اريد ان اعرض عليك امري واندب مرارة سبيلي.
اريد ان اندب اضطراب .... ،
على امي التي ولدتني الا تنقطع عن بث شكاتي اليك.
لتكف أختي عن ترديد الاغنية السعيدة فلا تترنم بها.
لتبك وتنح بمصائبي بين يديك ،
لتصرخ زوجتي بالرثاء لعذابي ،
وليندب المغني الماهر نصيبي التعس......
ان الدموع والنواح والجزع والغم ملازمة لي.
يحدق بي العذاب والألم كذلك الذي لم يقدر له سوى الدموع.
المرض الخبيث يعم جسمي ... ،
يا الهي ، يا من انت أبي الذي ولدتني ، ساعدني على النهوض ...
الى متى ستتخلى عني وأبقى بلا هداية ؟
لقد قالوا كلمة صدق وحق : لم يولد لأم طفل بلا خطيئة،
ان الطفل البريء لم يكن في الوجود منذ القدم ......................
ان ذلك الرجل – قد استمع الهه الى بكائه ودموعه،
ان ذلك الشاب – قد استطاعت شكواه وندبه ان تسترضي قلب الهه ،..........
لقد طرد شيطان المرض الذي احدق به ونشر عليه جناحيه،
والمرض الذي ضربه مثل ....قد أزاله وبدده،
وبدل مصير السوء الذي قدر عليه بموجب حكمه،
وبدل عذاب الرجل فرحا وحبورا،)) من الواح سومر –د.كريمر
المرسى الرابع :
بلاد سومر واكاد بكت دموزي والآن تبكي الحسين ع ؟!:
سيأتي قريبا أن شاء الله
مراسي مختارة في موانئ سومر واكاد
أخترت سومر وأكاد لانه من المؤكد آثاريا وتاريخيا ودينيا ان نوح ع وإبراهيم ع منهم، فهم أصل الدين ومنهم بدأ الدين في أول الزمان ومنهم يبدأ في آخر الزمان فهم شعب ناحوا آلاف السنين على دموزي أو (الابن الصالح) وانتظروا جلجامش أو (المحارب الذي في المقدمة) ولازال من أتوا بعدهم في بلاد مابين النهريين ينوحون على الحسين ع وينتظرون المهدي الذي انتظروه جلجامش الموعود بظهوره في بلادهم منذ آلاف السنين نسأل الله ان يصلح احوالهم ويهديهم الى صراطه المستقيم ويختم لهم بخير أما من ينتظرون ظهور المهدي في مكان آخر غير سومر وأكاد بلاد أباءه نوح وإبراهيم ع فسيطول انتظارهم وسيكون انتظارا بلا نهاية.
المرسى الأول :
ملاحم سومر واكاد والدين الالهي:
بعض أو جل الباحثين في تاريخ الشرق الادنى او الاوسط القديم يعتبرون ان الدين نتاج انساني صرف وبدأ بتأليه عشتار الاله الانثى بمختلف مسمياتها والتي وجدوا تماثيلها بمختلف الاحجام منتشرة في حضارات الشرق الادنى القديمة التي تمتد الى اكثر من تسعة آلاف سنة قبل الميلاد وقد وضعوا تعليلا لهذه البداية الدينية ان المجتمع الانساني في بداياته كان مجتمعا تسيطر عليه الانثى بصورة الام التي يجتمع حولها الابناء الذين لايعرفون غير انتسابهم لها وهكذا بحسب هؤلاء قدست الانثى (الام الكبرى عشتار) وصنعت لها تماثيل وبعد زمن تحول المجتمع الانساني الى ذكوري عندما أكتشفت الزراعة واخذوا في الاستقرار وبناء البيت والعائلة وهذا أدى الى ادخال الآلهة الذكور في المعابد وهكذا تكون الدين الذي تطور فيما بعد الى اليهودية والمسيحية والاسلام وغيرها ولكن ينسى هؤلاء الذين يبنون نظريتهم على تماثيل انثوية قديمة انه يمكن ان تنسف نظريتهم بسهولة بفرض ان هذه التماثيل انما صنعت للاثارة الجنسية ولاتمثل شيئا مقدسا فوجود انثى مقدسة صنع لها تمثال في عصر معين لايجعل الباحث المحقق يحكم بأن كل تمثال صنع لانثى قبلها يمثلها وهذا الرأي : ان الانسان القديم صنع أدوات اثارة جنسية موجود ويطرحه بعض علماء الاثار أيضا هناك نصوص اثرية تصف الاله عشتار او انانا المعروفة في بلاد سومر واكاد بصفات الدنيا التي يعيش فيها الانسان فهي في النصوص ليست الام ولا حتى انثى حقيقية:
بل هي الدنيا التي رفض الملك دموزي عندما اعتلى العرش ان يسجد لها كما سجد لها ملوك آخرين فأسلمت دموزي (الابن الصالح) الى الشياطين ليقتلوه ((وتقصد انانا (عشتار) الى المدينتين السومريتين "أوما" و"بادتبيرا" حيث نجد الهيهما ، كما قدمنا ، يسجدان لها وبذلك تخلصا من قبضة الشياطين . ثم تصل الى مدينة كلاب التي كان دموزي الهها الحامي . وتستمر القصيدة على الوجه الاتي:
ارتدى دموزي (تموز) حلة فاخرة واعتلى جالسا على منصته،
فمسكه الشياطين من فخذيه..........،
لقد هجم عليه الشياطين السبعة كما يفعلون بجانب الرجل المريض ،
فأنقطع الرعاة عن نفخ الناي والمزمار أمامه.
ثم صوبت (أي (انانا)) نظرها عليه ، ثبتت عليه نظرة الموت،
نطقت بالكلمة ضده، كلمة السخط والحنق ،
وصرخت ضده بصرخة التجريم قائلة ،:
"اما هذا فخذوه"،)) من الواح سومر - كريمر
وهي الدنيا التي رفض جلجامش ان يخضع لها لما جلس على العرش ولبس تاجه:
((ففتح جلجامش فاه واجاب عشتار الجليلة وقال : .......
اي خير سأناله لو تزوجتك؟
انتِ!
ما انتِ الا الموقد الذي تخمد ناره في البرد،
انتِ كالباب الناقص لايصد عاصفة ولا ريحا،
انتِ قصر يتحطم في داخله الابطال،
انتِ فيل يمزق رحله ،
انتِ قير يلوث من يحمله وقربة تبلل حاملها،
انتِ حجر مرمر ينهار جداره،
انتِ حجر يشب يستقدم العدو ويغريه،
وانتِ نعل يقرص قدم منتعله،
اي من عشاقك من بقيت على حبه ابدا؟
واي من رعاتك من رضيت عنه دائما؟ .................)) ملحمة جلجامش – طه باقر
وعموما فأن نظرية ان اصل الدين هو تأليه الانثى الام مجرد فرضية لا تستند الى دليل علمي رصين ولهذا فلم اجد ان هناك حاجة للرد التفصيلي على هكذا فروض ولكن وجدت من الضروري بيان الادلة والاشارات الى الاصل الالهي للدين السومري، فهذا الموضوع يتعلق باثبات ان الدين السومري دين الهي سابق محرف فهنا نريد بيان ان السومريين الذين كانوا يعرفون الوضوء بالماء والصلاة والصيام والدعاء والتضرع شعب متدين وان دينهم الهي فالملاحم السومرية وقصص السومريين فيها اخبارات غيبية حصلت بعد ان كان يتداولها السومريون بآلاف السنين ، نعم ربما يكون دينهم محرف في بعض الفترات ولكنه دين الهي، كما كان اهل مكة اصحاب ديانة حنيفية ابراهيمية محرفة ويعبدون او يقدسون اصناما وكما يوجد اليوم السلفيون او الوهابيون وهم عبدة صنم وورثة عبدة الاصنام القدماء في مكة فهم يقولون انهم مسلمون ولكنهم يعبدون صنما كبيرا يعتقدون انه موجود في السماء وغير موجود في الأرض وله يدين اثنتين وفيها أصابع ورجلين اثنتين وعينين اثنتين على نحو الحقيقة.
فمسألة تحريف الدين الإلهي وجدت ولاتزال موجودة ،ونحن اذا عدنا الى بداية الدين الالهي نجد ان آدم جاء الى الارض بالدين الالهي الاول وفيه قصص ابناءه الصالحين من بعده والمفروض ان الناس ، كما هي عادتهم ، يحفظون هذه القصص ويروونها ويتوارثونها ،وقصص وملاحم السومريين في بعض الاحيان ماهي الا نقل لبعض هذه القصص المقدسة الموروثة فقد روى السومريون قصة الطوفان بالتفصيل وقبل التوراة بزمن طويل:
((الطوفان - أول نوح :
صرنا متأكدين الآن من أن قصة الطوفان التي وردت في التوراة، لم تكن في الاصل من وضع مدوني أسفار التوراة، وذلك منذ أن اكتشف (جورج سمث) الذي كان يشتغل في المتحف البريطاني ، اللوح الحادي عشر من ملحمة جلجامش ، وحل رموزه . ولكن قصة الطوفان البابلية بدورها سومرية الاصل . فقد نشر (آرنوبوبل) في عام 1914 قطعة هي الثلث الاسفل من لوح سومري ذي ستة حقول وجده من بين مجموعة ألواح (نفر) المحفوظة في متحف الجامعة . وكانت محتوياتها تتعلق على الاغلب بقصة الطوفان وظلت هذه القطعة حتى الان وحيدة فريدة لم يعثر على ما يطابقها أو يضاهيها ...... وبالرغم مما في النص من كسر ونقص ، فان ما ورد فيه من العبارات ذات شأن كبير ........ فهي تتضمن مواطن مهمة تلقى ضوءا كاشفا على خلق الانسان ، وأصل (الملكية ) ، ووجود ما لا يقل عن خمس مدن في عصر ما قبل الطوفان)) من الواح سومر – صموئيل كريمرـ ص 251ـ 252.
نعم هي ربما قصص محرفة بعض الاحيان - خصوصا في منظور الديانات الاخرى - نتيجة مرور الزمن عليها ودخول المزاج الانساني المشوش بالوساوس لها ولكن هل المُحَرف يخلوا من الحقيقة تماما؟!!!.
هل تساءلنا أين ذهب تراث آدم ونوح واين كان هذا التراث في زمن السومريين أو الاكاديين،اين ذهب تراث الدين الالهي الذي كان قبل الطوفان؟!!!
لايعقل ان يهتم نوح ومن معه بنقل الماعز والبقر ولايهتمون بنقل الدين الالهي منذ آدم ع في صدورهم، ولابد ان الانسانية بعد نوح ع - ممثلة بالسومريين أو الاكاديين وورثتهم البابليين والاشوريين - كما نقلت تاريخ الملوك والمزارعين والحرفيين نقلت ايضا تراث آدم ونوح والمثل العليا المقدسة ولو محرفة وفي قصص تتناقلها الاجيال، لتكون النتيجة ان الدين السومري أو الاكادي هو دين ادم ونوح محرفا ربما بعض الاحيان بتأليه كل شيء يؤله له كالدنيا والصالحين.
وكمثال على التحريف : محاولة تحريف لملحمة جلجامش اكتشفت في الاثار وهذا طبعا يدل على امرين :
الاول ان ملحمة جلجامش نص ديني فلا يوجد احد يهتم بتحريف نص ادبي
والثاني ان نص ملحمة جلجامش الذي وصلنا ليس خاليا من التحريف حتما
يقول طه باقر ( ولعل اطرف ما وجده المنقبون حديثا في الموضع الاثري المعروف باسم سلطان تبه في جنوبي تركيا قرب حران أجزاء من الملحمة ورسالة عجيبة زورها كاتب قديم في الالف الثاني ق.م. فقد جاءت تلك الرسالة على لسان البطل جلجامش معنونة الى أحد الملوك القدماء يطلب منه جلجامش (كذا) ارسال احجار كريمة ليصنع منها تعويذة لصديقه أنكيدو تزن ثلاثين منا) ملحمة جلجامش- طه باقر.
((وبمقارنة هذه القطع الاصلية المتنوعة مع النص النينوي بدت معلومات قيمة . ليس في سد الثغرات فحسب بل أظهرت تماما بأن قصيدة (ملحمة) جلجامش لم تكن على شكل واحد في عهد الاشوريين . وهذا برهان على ان الاسطورة تطورت بصورة ملحوظة عبر الاجيال . وبتعبير آخر فإن الكَتَبة لم يكتفوا بنسخ النص القديم بشكل أمين وحرفي بل وأضافوا وبتروا وحوروا . وهذا مما يدل أو يشارك في الدلالة على ان الفكرة التي انتشرت – مع خطئها- بأن الشرق ماكان ولن يكون قط جامدا متكمشا)) اساطير بابل – شارل
فإذا كانت هناك محاولات تحريف مقصودة لنصوص مكتوبة فمابالك بالنصوص المنقولة شفاهة قبل عصر الكتابة اكيد ان تعرضها للتحريف اكبر وانها لما دونت في عصور الكتابة والتدوين الأولى دونت بصورتها المحرفة وبالتالي فقصة الطوفان وقصة دموزي وقصة جلجامش وغيرها من القصص ذات الأصول السومرية – الاكادية يمكننا ان نجزم انها لم تدون بالصورة التي تداولها القاص قبل عهد التدوين.
المرسى الثاني :
دين سومر واكاد والأديان الثلاثة، الإسلام، المسيحية، اليهودية
الحقيقة ان اي مطلع على التوراة والانجيل والقرآن وعلى ماحوته الرقم الطينية السومرية سيحكم قطعا بأحد حكمين لامحالة ولامناص له عن أحدهما:
الحكم الأول: أن الدين اصله من تأليف الانسان السومري وما التوراة والانجيل والقرآن الا عملية اجترار للدين السومري (خلق الانسان الاول آدم ، قصة هابيل وقابيل ، قصة الطوفان ، الخطيئة ،الحياة بعد الموت، الجنة ، النار ... الخ).
الحكم الثاني: أن الدين السومري هو نفسه دين آدم ودين نوح ع ولكنه نقل ثم دوِّن بصورة محرفة وتعبَّد به السومريون او الاكاديون (البابليون والاشوريون) بصورته المحرفة، وهذا ما أريد بيانه من خلال بيان ان القصص السومرية ماهي الا اخبارات غيبية جاء بها آدم الى الارض وهي قصص الصالحين من ابناءه ع وما سيمر بهم وخصوصا من يمثلون علامات مهمة في طريق الدين مثل دموزي (الابن الصالح)، او جلجامش.
الشبه الكبير جدا بين ما هو مدون في التوراة وبين الالواح السومرية انتبه له د.صموئيل كريمر ووصل به الامر ان يضع فصولا في كتبه يبين فيها الشبه بين الالواح الطينية السومرية والتوراة وكمثال:
((الفصل السابع عشر (الفردوس) أول أوجه مشابهة مع التوراة)) من الواح سومر ص 239 ،
((الزواج المقدس ونشيد الأنشاد لسليمان)) اينانا ودموزي طقوس الجنس المقدس عند السومريين – د.صموئيل كريمر،
والسومريون كانوا يعرفون ويعملون بأمور دقيقة في الدين الالهي مثل الاعتقاد بالرؤى وانها كلام الله والتوسم والاعتقاد بان الله ممكن ان يكلم الانسان في كل شيء يمر به
ويقول شارل – في اساطير بابل : ((عرفنا الان ان البشر خلقوا ليخدموا الالهة وان هؤلاء يعاقبونهم لاتفه الذنوب فعليهم ان يطيعوا رغبات السماء بكل دقة وان يلبوا نزواتهم. كيف يعلمون إذن كي يحافظوا على هذا الوفاق ويتجنبوا غضب الالهة ؟ واذا ما راوا احلاما – ان الآلهة يوحون ما يخطر لهم بواسطة الاحلام – فكيف يفسرونها بصورة ترضيهم ، هذا اذا كان هناك احلام فكيف اذا لم تكن ؟
الجواب: يعمدون الى الارهاصات والدلالات الطبيعية فهي ترشدهم الى الحقيقة ولذا يجب الانتباه الكلي ليس الى تغيرات القمر فحسب بل الى شكل الغيوم ، فكل حركة وكل تنقل من الزاحفة تحت العشب حتى الكواكب السابحة في ميدان النجوم تعطي اشارة لارادة الالهة سواء اكانت حسنة ام سيئة وهنا يظهر الفن او العلم عبقريته فيميز اذا كانت الارادة خيرة ام لا.
وعلى السحرة ان يتدخلوا اما ليعجلوا مجيء الحظ السعيد واما ليدفعوا القوى المعادية التي تهدد الحياة وليس المقصود حياة الافراد او عامة الشعب بل حياة الملك الذي يناط به مصير الامة باسرها.
وهذا الملك الذي أودعته الالهة العلم كان – كما مر- السابع من دولة ماقبل الطوفان. فهو يطابق حسب الترتيب الوراثي الى (أخنوخ) (ادريس) الذي يشغل المرتبة السابعة من سلسلة آدم – سلسلة الانبياء ما قبل الطوفان – ومن الملحوظ أنه لايوجد أي اشتراك بين الاسمين مع ان اعمالهما واحدة تماما. والحق يقال ، ان النص التوراتي المتعلق بسابع الانبياء (اخنوخ) موجز جدا قال : (وسار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله اخذه ). وقد اصبح اخنوخ بطل حلقة من الاساطير جعلته مخترع الكتابة ومؤلف اول كتاب وموجد علم الكواكب والسيارات : علم الفلك وكل الفلكيات. فهو يبدو وكأنه (فيدورانكي) ونستطيع ان نتقبل بارتياح بان اسطورة اليهود هذه ليست الا نقلا او توسعا للاسطورة الكلدانية التي هي اقدم.
وبين بقية الملوك والانبياء – اسلاف أخنوخ الستة وخلفائهم الثلاثة – صفات مشتركة ولايهمنا الا الشخصية العاشرة التي عايشت الطوفان )) اساطير بابل ص28
وقصص السومريين تتكلم بوضوح - كما في بقية الاديان الالهية - عن الحياة بعد الموت وان المحسنين والصالحين يذهبون الى الجنة والطالحين الى الجحيم ((لقد تأكد هؤلاء من انهم يعيشون بعد الموت – ولكن في ظلام دامس وليس لهم اي ثواب ، إلا إذا سلكوا السلوك الحسن في دار الدنيا ، أي بالتقوى كما حدث (لأوم نابيشتي) ( أي نوح ع ) أو بتطبيق القوانين بين الناس كما فعل حمورابي)) اساطير بابل ص38
المرسى الثالث:
هل هي قصة نبي الله أيوب يرويها السومريون قبل ان تحدث؟!:
هناك ادلة ترشد الى ان قصص السومريين أو الاكاديين ماهي الا قصص واخبارات غيبية لقصص حقيقية آتية بعد السومريين في مسيرة الدين الالهي واي قارئ للالواح الطينية السومرية سيرى انها تخبر عن انبياء ورسل جاءوا في زمن متأخر عنها مثل الذي ورد في قصة النبي ايوب ع قبل ان يأتي ايوب ع وتدون قصة ايوب ع في التوراة وفي القرآن،
(ان جميع الالواح وكسر الالواح المدونة فيها تلك المقالة السومرية تمتد في عهدها الى اكثر من الف عام قبل ان يدون سفر ايوب) من الواح سومر- كريمر
وهذه مقتطفات من قصة ايوب كما دونت في الالواح السومرية وقبل ان يولد ايوب بزمن بعيد جدا
((انا الحكيم العاقل . لماذا اقيد مع الاحداث الجهلة ؟
انا المدرك العاقل لماذا احسب مع الجهال ؟
الطعام وفير وفي كل مكان ولكم طعامي الجوع .
في اليوم الذي قسمت فيه الانصبة ، كانت حصتي المخصصة لي العذاب والألم ،
يا الهي اريد ان اقف بين يديك ،
اريد ان اكلمك .... وكلمتي أنين وحسرات،
اريد ان اعرض عليك امري واندب مرارة سبيلي.
اريد ان اندب اضطراب .... ،
على امي التي ولدتني الا تنقطع عن بث شكاتي اليك.
لتكف أختي عن ترديد الاغنية السعيدة فلا تترنم بها.
لتبك وتنح بمصائبي بين يديك ،
لتصرخ زوجتي بالرثاء لعذابي ،
وليندب المغني الماهر نصيبي التعس......
ان الدموع والنواح والجزع والغم ملازمة لي.
يحدق بي العذاب والألم كذلك الذي لم يقدر له سوى الدموع.
المرض الخبيث يعم جسمي ... ،
يا الهي ، يا من انت أبي الذي ولدتني ، ساعدني على النهوض ...
الى متى ستتخلى عني وأبقى بلا هداية ؟
لقد قالوا كلمة صدق وحق : لم يولد لأم طفل بلا خطيئة،
ان الطفل البريء لم يكن في الوجود منذ القدم ......................
ان ذلك الرجل – قد استمع الهه الى بكائه ودموعه،
ان ذلك الشاب – قد استطاعت شكواه وندبه ان تسترضي قلب الهه ،..........
لقد طرد شيطان المرض الذي احدق به ونشر عليه جناحيه،
والمرض الذي ضربه مثل ....قد أزاله وبدده،
وبدل مصير السوء الذي قدر عليه بموجب حكمه،
وبدل عذاب الرجل فرحا وحبورا،)) من الواح سومر –د.كريمر
المرسى الرابع :
بلاد سومر واكاد بكت دموزي والآن تبكي الحسين ع ؟!:
سيأتي قريبا أن شاء الله
Comment