بسم الله الرحمن الرحيم
ما خاب من قصده ...!!!
أرزاق
خرج الطبيب الجراح الشهير سعيد من البيت على عجل
كي يذهب إلى المطار للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي
الذي سيلقي بحثا فيه وسيلقى تكريما من أكاديمية الجراحين
العالمية على إنجازاته الفريدة في علم الطب كان متحمسا جداً
ولم يصدق أنه وصل إلى المطار دون عوائق في الطريق
وصعد إلى الطائرة وأقلعت وهو يمني النفس بالتكريم الكبير
الذي حلم به طوال حياته المهنية ...
وفجأة وبعد ساعة من الطيران جاء صوت مضيفة الطيران لتعلن أن الطائرة أصابها عطل
بسبب صاعقة وستهبط اضطراريا في أقرب مطار .
نزل جميع الركاب من الطائرة واتجهوا نحو صالة المطار
حيث تم إبلاغهم بأن طائرة أخرى ستأتي غداً لاصطحابهم إلى وجهتهم ,
لم يصدق سعيد هذا الأمر ورأى أحلامه بالتكريم تتلاشى أمام عينيه فتوجه إلى مكتب المطار قائلا :
أنا طبيب عالمي ..
كل دقيقة من وقتي تساوي أرواح ناس وأنتم تريدون أن أبقى 16 ساعة
بانتظار طائرة ؟ هناك مؤتمر عالمي يجب أن أصل إليه .
أجابه الموظف دون اكتراث :
- يادكتور لست انا من يقرر مواعيد الطائرات ولكن إذا كنت مستعجلاً لهذا الحد
- يادكتور لست انا من يقرر مواعيد الطائرات ولكن إذا كنت مستعجلاً لهذا الحد
فيمكنك استئجار سيارة والذهاب بها فالمدينة التي تقصدها لاتبعد عن هنا سوى 3 ساعات بالسيارة .
رضي سعيد على مضض !! فهو لا يحب القيادة لمسافات طويلة
وأخذ السيارة وظل يسوق ... وفجأة...
تغير الجو وبدأ المطر يهطل مدراراً .. وأصبح من العسير أن يرى أي شيء أمامه ولم يتنبه إلى المنعطف على يمينه وظل مستمراً بالسير
إلى الأمام وبعد ساعتين من السير المتواصل أيقن أنه قد ضل طريقه ...
وأحس بالجوع والتعب... فرأى أمامه بيتا صغيراً..
فتوقف عنده ودق الباب... فسمع صوتا
لامرأة عجوز يقول :
- تفضل بالدخول كائنا من كنت فالباب مفتوح
- تفضل بالدخول كائنا من كنت فالباب مفتوح
دخل سعيد وطلب من المرأة العجوز الجالسة على كرسي متحرك
أن يستعمل تلفونها لأن بطارية الهاتف النقال قد نفدت
ضحكت العجوز وقالت :
- أي تلفون ياولدي ؟ ألا ترى أين أنت ؟
- أي تلفون ياولدي ؟ ألا ترى أين أنت ؟
هنا لا كهرباء ولا ماء حنفية ولا تلفونات ولكن تفضل واسترح وصب لنفسك فنجان شاي ساخن ... وهناك طعام على الطاولة كل حتى تشبع
وتسترد قوتك فأمامك طريق طويل يجب أن تعود منه .
وتسترد قوتك فأمامك طريق طويل يجب أن تعود منه .
شكر سعيد المرأة .. وجلس يأكل بينما كانت العجوز تصلي وتدعو ..
وانتبه فجأة إلى طفل صغير نائم بلا حراك على سرير قرب العجوز وهي تهزه بين كل صلاة وصلاة .
استمرت العجوز بالصلاة والدعاء طويلا
فتوجه سعيد لها قائلا :
- يا أم والله لقد أخجلني كرمك ونبل أخلاقك وإغاثتك الملهوف
- يا أم والله لقد أخجلني كرمك ونبل أخلاقك وإغاثتك الملهوف
وعسى الله ان يستجيب لكل دعواتك .
قالت له العجوز :
- ياولدي أنت ابن سبيل أوصى بك الله كل من في قلبه إيمان
- ياولدي أنت ابن سبيل أوصى بك الله كل من في قلبه إيمان
وأما دعواتي فقد أجابها الله سبحانه وتعالى
كلها إلا واحدة ولا أدرى مالسبب **
ألك حاجة في نفسك فاقضيها لك ؟ فأنا مثل ولدك ..
قالت العجوز :
قالت العجوز :
- بارك الله بك يابني ** ولكني لست بحاجة لشيء لنفسي **
أما هذا الطفل الذي تراه فهو حفيدي وهو يتيم الأبوين وقد أصابه مرض عضال عجز عنه كل الأطباء عندنا
وقيل لي إن جراحا واحداً قادر على علاجه
يقال له ** سعيد **
ولكنه يعيش على مسافة كبيرة من هنا ولا طاقة لي بأخذ هذا الطفل إلى هناك وأخشى أن ياخذ الله أمانته
ويبقى هذا المسكين بلا حول ولا قوة فدعوت الله كل يوم وليلة أن يسهل أمري وأجد طريقة أعرض بها هذا اليتيم
على الدكتور سعيد عسى الله أن يجعل الشفاء على يديه .
بكى سعيد وقال :
- يا أم .. والله لقد طرت وسرت وعطلت الطائرات وضربت الصواعق وأمطرت السماء كي تسوقني إليك سوقا فوالله ما أيقنت أن الله عز وجل يسبب الأسباب لعباده المؤمنين إلا في بيتك هذا
- يا أم .. والله لقد طرت وسرت وعطلت الطائرات وضربت الصواعق وأمطرت السماء كي تسوقني إليك سوقا فوالله ما أيقنت أن الله عز وجل يسبب الأسباب لعباده المؤمنين إلا في بيتك هذا
سبحان الله
ولا حول ولا قوة الا بالله.
Comment