إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

سؤال في المتشابهات

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • حزن احمد
    عضو نشيط
    • 18-06-2013
    • 244

    سؤال في المتشابهات

    سؤال/ 180: السلام على من آمن واهتدى
    بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أما بعد .. فقد بلغني انك تدعي الرؤية والمشاهدة والسفارة لـ (بقية الله) في الأرض، واني أعرض لك أمر فإن أجبت فقد أصبت، وإن لم توفق في الجواب، فاعلم أنّ الله مطلع عليك، وأنك طلبت أمراً عظيماً، وكلّفت نفسك أمراً عظيماً.
    اعلم أنه بلغنا عن محمد بن الحسن الصفار عن الصادق (ع) : (إن أمرنا الحق وحق الحق، وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن، وهو السر وسر السر وسر المستسر وسر مقنع بالسر)، وعنه(ع) : (أمرنا سر مستسر وسر لا يفيده الا سر وسر على سر وسر مقنع بسر)، فما معنى الحديثين؟ وما تأويلهما؟ وأين موضوعهما في كتاب الله؟
    أوضح حجتك وأثبت صدق دعواك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
    حقيقة هذين الحديثين عظيمة، ولا يحتملها إلا أهلها: (وهم آل محمد) (ع)، ولكني أبيّن لك شيئاً منها، لعل الله يكتب لك الهداية ومعرفة الحق وأهله من هذا البيان.
    عن أبي عبد الله (ع) قال: (العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس و ضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً) ([408]).
    الحقيقة أن العلم الممكن للإنسان معرفته هو (ثمانية وعشرون حرفاً) يُنشر منها (سبعة وعشرون) كما في الرواية، أما الباقي فهو ما اختص به آل محمد (ع)، وهو سرهم المستسر المقنع بالسر، أي بالسبعة والعشرين، وهي العلم الذي لا يتحمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.
    أما الحرف الباقي من (الثمانية والعشرين)، فلا يتحمله نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (ع) : (يا أبا محمد إن عندنا والله سراً من سر الله، وعلماً من علم الله، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، والله ما كلف الله ذلك أحداً غيرنا ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا وإن عندنا سراً من سر الله وعلماً من علم الله، أمرنا الله بتبليغه، فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه، فلم نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواماً ، خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته (ع) ومن نور خلق الله منه محمداً وذريته وصنعهم بفضل رحمته التي صنع منها محمداً وذريته، فبلغنا عن الله ما امرنا بتبليغه، فقبلوه واحتملوا ذلك [فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه] وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا، فلولا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك، لا والله ما احتملوه.
    ثم قال: إن الله خلق أقواماً لجهنم والنار، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق، فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ، ليكون ذلك دفعاً عن أوليائه وأهل طاعته ولولا ذلك ما عُبِد الله في أرضه، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان، فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه.
    قال: ثم رفع يده وبكى وقال (ع) : (اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدواً لك فتفجعنا بهم، فانك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبداً في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً) ([409]).
    وهذه الثمانية والعشرون حرفاً هي على عدد منازل القمر، أربعة عشر قمراً (هم محمد وآل محمد) في أول هذه الأمة: (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن ومحمد (ع))، وأربعة عشر هلالاً هم آل محمد في آخر هذه الأمة (وهم المهديون الاثنا عشر من ولد الإمام المهدي (ع)) ولأولهم: (مقاما: الرسالة والولاية)، أي منزلين من منازل القمر (الأهلة) فيكون من الأقمار ومن الأهلة، ولهذا عُدَّ في بعض الروايات من الأئمة.
    قال أبو جعفر (ع) : (الاثنا عشر الإمام من آل محمد (ع) كلهم مُحَدث من رسول الله (ص) ومن ولد علي، ورسول الله وعلي عليهما السلام هما الوالدان) ([410]).
    وعن أبي جعفر (ع) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: (دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر أخرهم القائم (ع) ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي) ([411]).
    وعن أبي جعفر (ع)، قال: (إن الله أرسل محمداً (ص) إلى الجن والإنس وجعل من بعده اثني عشر وصياً، منهم من سبق ومنهم من بقي وكل وصي جرت به سنة، والأوصياء الذين من بعد محمد (ص) على سنة أوصياء عيسى، وكانوا اثني عشر، وكان أمير المؤمنين (ع) على سنة المسيح) ([412]).
    عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: (نحن اثنا عشر إماماً منهم حسن وحسين ثم الأئمة من ولد الحسين (ع)) ([413]).
    وعن أبي جعفر (ع)، قال: (قال رسول الله (ص) : إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا) ([414]).
    وعن أبي جعفر (ع)، قال: (قال رسول الله (ص) : من ولدي اثنا عشر نقيباً، نجباء، محدثون، مفهمون، أخرهم القائم بالحق يملأها عدلاً كما ملئت جوراً) ([415]).
    ويبقى منزل ستجد تفصيله في تفسير سورة التوحيد عندما يحين وقتها، وتنشر إن شاء الله. فهذه ثمانية وعشرون منـزلاً على عدد حروف العلم، وعلى عدد محمد وآل محمد (ع).
    أما ما تبقى من الشهر فهو يوم أو يوم وبعض يوم، يغيب فيه القمر (فالشهر تسعة وعشرون أو ثلاثون)، ويوم أو يوم وبعض يوم أي حرف أو حرف وبعض الحرف بحسب مقام الولي، فهو لمحمد (ص) يوم فقط ولعلي وفاطمة عليهما السلام يوم وبعض يوم وللحسن والحسين يزداد بعض اليوم وهكذا للائمة والمهديين (ع).
    وهذا اليوم يوم الغيبة هو الاسم المكنون المخزون، الذي لم يخرج منه سبحانه إلى خلقه، وهو سره سبحانه وتعالى. لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى.
    أما بعض اليوم فهو: (الحجاب الذي يخفق)، وفتح لمحمد (ص) فلم يعد له إلا يوم (حرف) الغيبة، أو حرف من الاسم الأعظم، وهو المكنون المخزون عنده سبحانه وتعالى، أو الاسم الأعظم الأعظم الأعظم.
    وفي الحديث عن الصادق (ع) : (فأوقفه جبرائيل موقفاً فقال له مكانك يا محمد - أي هذا هو مقامك، فجبرائيل لا يستطيع الوصول إلى مقام النبي فأشار له بالعروج إلى مقامه (ص) - فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قط ولا نبي، إن ربك يصلي. فقال: يا جبرائيل وكيف يصلي. قال: يقول سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي. فقال: اللهم عفوك عفوك، قال (ع) وكان كما قال الله قاب قوسين أو أدنى قيل: وما قاب قوسين أو أدنى؟ قال (ع) : ما بين أسّتها إلى رأسها. قال (ع) : وكان بينهما حجاب يتلألأ ويخفق، ولا أعلمه إلا وقد قال (ع) : زبرجد فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى …) ([416]).
    وهذا هو الفتح المبين لمحمد (ص) قال تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً﴾ ([417])، فالحجاب يخفق وفي آنٍ لا يبقى إلا الله الواحد القهار، وهذا هو غفران الذنب الباقي مع بقاء محمد (ص) لأنه الأنا والشخصية (اقرأ تفسير الفاتحة والمتشابهات لتتوضح لك مسألة الفتح المبين).
    إذن، عند الفتح لا يبقى إلا الله، لا يبقى إلا نور لا ظلمة فيه؛ لأن الظلمة هي الذنب المغفور لمحمد (ص)، أي المرفوع عن صفحة وجوده (ص)، وبهذا لا يبقى لمحمد (ص)، إلا الكنه والحقيقة أو (الاسم الأعظم الأعظم الأعظم) أو الاسم المكنون المخزون عنده سبحانه أو يوم الغيبة أو الحرف. ويبقى لآل محمد يوم وبعض يوم؛ لأن هذا الحجاب لم يكشف لهم، قال أمير المؤمنين (ع) : (لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقيناً ) ([418]). وبالنسبة لآل محمد (ع) بعض اليوم يزداد ويقل بحسب المقام والمرتبة.
    واعلم أن غيبة الإمام المهدي (ع) تكون بحسب مقامه، أي يوم وبعض يوم، أي ألف سنة وبعض الألف سنة: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ ([419]).
    واعلم أيضاً أن المهديين هم علامات الساعة وميقاتها، فبآخرهم يختم هذا العالم الجسماني، ويبدأ عالم الرجعة ثم القيامة: ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ([420]).
    وحديث السر من (جوامع الكلم)، فهو كلمات يسيرة اُريدَ بها معانٍ كثيرة، والسر هم آل محمد (ع)؛ لأنهم محجوبون عن الخلق فلا يعرفهم تمام المعرفة إلا الله سبحانه وتعالى، فهم أول سر حقيقي في مراتب الصعود، وهم السر في الخلق.
    أما سر السر فهو الذات الإلهية أو الله أو الأسماء الحسنى. أما سر سر السر - وهو لم يذكر في الحديث؛ لأنه محجوب عنهم (ع)، وليس أمرهم - فهو الاسم الأعظم الأعظم الأعظم: (هو) أو الكنه والحقيقة.
    فهم السر، وأمرهم (علمهم ومعرفتهم) متعلق بسر السر (الله)، وهم أيضاً سر مقنع بالسر، وهذا القناع أو السر الأخير ليس سراً حقيقياً في الخلق، بل هو سر نسبة لسائر الخلق، أما بالنسبة لمحمد وآل محمد وهم من الخلق فهو ليس بسر، بل هو قناعهم، والحجاب بينهم وبين الخلق، وهذا السر هو: الأنبياء والمرسلون والملائكة المقربون والمؤمنون الممتحنون، فقد تبين أنهم (ع) سر في سر وسر مستسر، وسر لا يفيده إلا سر: (أي لا يعرفه إلا سر، وهم الأنبياء والمرسلون والملائكة المقربون والمؤمنون الممتحنون).
    وسر مقنع بسر، (أي سر محتجب بسر، وهم الأنبياء والمرسلون والملائكة المقربون والمؤمنون الممتحنون).
    أما موضعهما في كتاب الله، فقد قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾([421]). والحمد لله وحده.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎