بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليماً
اللهم صل على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليماً
فقهاء السوء وراء كل جريمة
فقهاء السوء هم من صلبوا شبيه عيسى (ع).
فقهاء السوء هم من قتلوا يحيى (ع).
فقهاء السوء عقدوا السقيفة .
فقهاء السوء قتلوا الحسين (ع) أمثال شريح القاضي لعنه الله .
فقهاء السوء هم من سيحارب الإمام المهدي (ع) .
فقهاء السوء في كل زمان .
إن ما يجري اليوم من سفك دماء وتكفير لشيعة آل بيت الرسول (ع) ليس ولادة عهد جديدة ، بل إن جذور هذه المؤامرة تمتد الى زمن أبعد من ذلك .
أن سبب كل ذلك يعود الى فقهاء السوء و خروجهم عن الشريعة المحمدية الأصيلة ، و أذكر بين صدفتي البحث بعض الجرائم التي يندى لها الجبين بحق شيعة أهل البيت و محبيهم ، وإذا تصفحنا تاريخ خوارزم وحملاتهم على إيران، وقوم أزبك وحملاتهم على بلاد خراسان، وحملات الأفغان على إيران، وقتلهم عامة الناس بلا رحمة ، ونهب أموالهم وسبي نسائهم وأطفالهم وبيعهم في الأسواق كما يعامل الكفار .
وفي زمن السلطان حسين الصفوي وصل الأفغان إلى أصفهان، فلم يرحموا حتى المراضع والرضع، فقتلوا ونهبوا وسبوا، وهتكوا حرمات المسلمين في كل أرض وطؤوها من بلاد إيران، كل ذلك بفتاوى علمائهم من أهل السنة والجماعة، حتى أنهم أفتوا ببيع أسارى الشيعة كالعبيد، فباعوا أكثر من مائة ألف رجل شيعي على أبناء السنة وغيرهم في أسواق تركستان!!
كل تلك الجرائم و كل تلك الدماء البريئة و الاعراض الحصينة التي هتكت كان سببها فتاوى فقهاء السوء من أبناء العامة .
و لعل جاهل يقول ان كل تلك الجرائم كانت لأغراض سياسية أروي ما ذكره التاريخ لنا من حوار بين رضا قلي خان و خان خيوة :
في أوائل حكومة ناصر الدين شاه قاجار، وفي وزارة أمير كبير ميرزا تقي خان، حينما كانت الدولة منشغلة بإخماد الفتن التي آثارها رجل اسمه: " سالار " في خراسان، وكانت سلطة الدولة ضعيفة في تلك المقاطعة.
اغتنم الفرصة أمير خوارزم وهو: محمد أمين خان أزبك المعروف بخان خيوه، وهجم بجيش جرار على خراسان، وقتل ونهب ودمر وأسر جمعا كثيرا من الناس ، فساقه إلى بلاده سبايا.
وبعدما أخمدت فتنة سالار، بعثت الدولة القاجارية سفيرا إلى خان خيوه ليفاوضه في شأن السبايا واستخلاصهم، وكان السفير هو رضا قلي خان، الملقب بهدايت، وهو من كبار الدولة ورجال البلاط الملكي.
فلما وصل إلى خوارزم والتقى بخان خيوه، دار بينهم كلام طويل سجله التاريخ جملة جملة، وكلمة كلمة، والشاهد هنا هو هذه العبارة: إن رضا قال لخان خيوه:
إن الدول الكافرة تعامل الإيرانيين معاملة حسنة، وهم في أمن وأمان من جيوش روسية والإفرنج، ولكنكم مع الأسف تعاملون الإيرانيين معاملة الكفار والمشركين، وهم معكم على دين واحد، لا فرق في قبلتنا وقرآننا ونبينا، نحن وأنتم نعتقد ونشهد: أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله (ص)، فلماذا تهجم بجيوشك على بلادنا، وتدمر ديارنا، وتقتل وتنهب، وتأسر المسلمين وتبيعهم في الأسواق كأسرى الكفار والمشركين؟!
فأجاب خان خيوه:
إن علماءنا وقضاتنا في بخارى وخوارزم: يفتون بأن الشيعة كفار وأهل بدع وضلال، وجزاؤهم القتل ونهب الأموال، وهم يوجبون علينا هذه المعاملة مع الإيرانيين، فيبيحون لنا دماءهم ونساءهم وأموالهم!!
كما يروي لنا التاريخ هجوم عبد الله خان الأزبكي (أحد أمراء الأزبك ) حينما حاصر بجيوشه منطقة خراسان، فكتب علماء خراسان إليه كتابا جاء فيه:
نحن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (ص)، فلماذا تغير علينا بجيشك وتقاتلنا وتهتك حريمنا ونحن أتباع القرآن الكريم والعترة الهادية، وإن الوحشية والمعاملة السيئة التي نجدها منكم غير مقبولة في الإسلام، وإن الله سبحانه لا يجيزها لكم بالنسبة للكفار، فكيف مع المسلمين؟!
فلما وصل الكتاب إلى يد عبد الله خان أعطاه لعلماء السنة وقضاتهم الذين كانوا يرافقونه في حملاته على المسلمين الشيعة، وطلب منهم أن يجيبوا ويردوا على الكتاب.
فأجاب علماء السنة ـ ردا على كتاب علماء خراسان ـ بجواب مشحون بالتهم والأكاذيب على الشيعة و قذفوهم بالكفر!!
لكن علماء خراسان ردوا عليهم، ونسفوا تهمهم وأكاذيبهم، وأثبتوا أن الشيعة مؤمنون بالله ورسوله وبكل ما جاء به النبي الكريم (ص).
ومن أراد الوقوف على تلك الردود والإجابات فليراجع كتاب " ناسخ التواريخ ".
و من جملة ما كتبه علماء السنة الأزبكيين: إن الشيعة رفضة وكفار، فدماؤهم وأموالهم ونساؤهم مباحة للمسلمين!!
والتاريخ مليء بالفجائع والجنايات التي ارتكبوها جماعة السنة في حق الشيعة في أفغانستان، ومن جملتها:
في سنة 1267 هجرية في يوم عاشوراء وكان يوافق يوم الجمعة، وكانت الشيعة مجتمعة في الحسينيات في مدينة قندهار، وكانوا يقيمون شعائر العزاء على مصائب سبط الرسول وسيد الشهداء، الحسين بن علي (ع) وأنصاره الذين استشهدوا معه في سبيل الله تعالى.
وإذا بأهل السنة والجماعة يهجمون عليهم بالأسلحة الفتاكة، ولم يكن الشيعة مسلحين ولا مستعدين لقتال، حتى أنهم لم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، فقتل قومكم جمعا كثيرا حتى الأطفال بأفجع أنواع القتل، ونهبوا أموالهم وأموال الحسينيات!!
والتاريخ يحدثنا عن هجمات كثيرة من هذا النوع ضد الشيعة في أفغانستان وبلاد الهند والباكستان أيضا، فكم من نفوس مؤمنة أزهقت، ودماء بريئة سفكت، وأموال محترمة نهبت، وحرمات دينية هتكت، بأيدي أهل السنة والجماعة.
فبأي حق و أي دين يقبل بهتك هذه الحرمات ؟؟
و من نتاجات فقهاء السوء هو الفاجعة الأليمة لقبور أئمة البقيع حينما قامت فرقة من الذين يدعون أنهم مسلمون، ويزعمون أن مخالفيهم في عقائدهم الشاذة التي ما أنزل الله بها من سلطان، مشركون ، وهي الفرقة الوهابية، هجموا بكل وحشية، بالأسلحة الفتاكة، الجارحة والنارية، على مراقد أئمة أهل البيت النبوي (ع) ومنتسبيهم في البقيع بالمدينة المنورة وهدموا قبابهم المقدسة، وساووا قبورهم ومراقدهم الطاهرة بالأرض، ، وذلك في اليوم الثامن من شوال سنة 1324 هجرية ضناً منهم سيطفؤون نور الله بفعلتهم الشنيعة .
فكأنهم أسفوا على عدم وجودهم مع أسلافهم الذين رشقوا جنازة الحسن المجتبى السبط الأكبر للنبي المصطفى بالسهام والنبال،أو مع أسلافهم الذين سحقوا جسد الحسين الشهيد سبط الرسول وقرة عين الزهراء البتول وأجساد أهله وأنصاره المستشهدين معه بخيولهم.
ولكن إذا لم يدركوا ذلك الزمان ولم ينالوا من أجساد آل النبي الكرام، فقد نالوا من قبورهم مراقدهم المقدسة!
فتلك قبور أبناء رسول الله وعترته الطاهرة في البقيع، وقبور شهداء أحد وسيدهم حمزة سيد الشهداء (ع) في أحد، وقبور غيرهم من الصحابة الكرام، مهدومة مهجورة، ليس هناك سقف يستظل به الزائرون، ولا مصباح وسراج يستضيء بنوره الوافدون، بمرأى من المسلمين، وهم أحق من غيرهم بحفظ تلك المعالم الفاخرة والمراقد الطاهرة، فقد قال النبي (ص): حرمة المسلم ميتا كحرمته حيا.
وكم هناك من الأخبار المروية في فضل زيارة قبور المؤمنين، وأن رسول الله (ص) يذهب إلى البقيع ويستغفر للأموات ولنعم ما قيل:
لمن القبور الدارسات بطيبة عفت لها أهل الشقا آثارا
قل للذي أفتى بهدم قبورهم أن سوف تصلى في القيامة نارا
أعلمت أي مراقد هدمتها؟! هي للملائك لا تزال مزارا
فلم هذه المعاملة السيئة مع آل النبي (ص) ومع أئمة أهل البيت (ع)؟!
وهم الذين جعلهم الله عز وجل في المرتبة العليا والدرجة العظمى، وجعلهم سادة المسلمين وقادة المؤمنين .
و أسرد شيء مما ذكره وصي و رسول الإمام المهدي (ع) عندما فجر هؤلاء النواصب أضرحة الأئمة في سامراء :
قال تعالى ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(الشورى: 23) ، أجمع من يقولون لا اله إلا الله محمد رسول الله على أن حب آل محمد (ع) فرض فرضه الله في القرآن ، وأكد عليه الرسول الكريم محمد (ص) ، و إن حب أهل بيته (عليهم صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبياءه ورسله) إيمان ، و إن بغض آل محمد كفر وخروج عن الإسلام الذي يحفظ الدماء .
وجاء خوارج آخر الزمان الوهابيون لعنهم الله وأخزاهم ليعلنوا كفرهم بمعاداتهم لآل محمد (ع) ومعاداتهم لمن يشايع آل محمد ، لأنه يشايعهم (ع) .
وقد ثبَّت أركان هؤلاء الخوارج (النواصب) في مطلع القرن العشرين في أرض نجد والحجاز ، الإنكليز لعنهم الله .
ثم أكمل الأمريكان لعنهم الله مسيرة الإنكليز ، في بناء هؤلاء الخوارج لعنهم الله ، في حرب أفغانستان في فترة الاحتلال السوفيتي لها . فـ أسامة بن لادن لعنه الله ربيب أمريكا ، وجد أخيراً في العراق مخبأ آمن له وللكفرة الذين معه ، وليعلن أنه يجاهد أمريكا في العراق ، ولم نر من جهاده هذا إلا الاعتداء على ضريح الإمام الحسين بن علي (ع) ، وأبن فاطمة بنت محمد (ص) سيدة نساء العالمين ، التي يرضى الله لرضاها ، ويغضب لغضبها كما اخبر رسول الله محمد (ص) . وخاتمة جهاد هؤلاء الكفرة هو هدم ضريح الإمام علي الهادي (ع) وضريح الإمام الحسن العسكري (ع) وضريح نرجس (ع) أم الإمام المهدي (ع) وضريح حكيمة (ع) عمة الإمام العسكري (ع) .
فلا أرى جهادهم هذا إلا جهاد عن الشيطان ، ولإرساء دولة الشيطان لعنه الله ، التي أذن الله بهدمها إنشاء الله ، ولن تبقى لها باقية على هذه الأرض قريباً إنشاء الله .
وهؤلاء الخوارج (النواصب) لعنهم الله ، الذين أعلنوا كفرهم على الملأ بمعاداتهم ونصبهم العداء لأهل بيت النبي محمد (ص) ، وذلك بعد هدمهم الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (ع) ، يكونون قد خرجوا من الإسلام الذي يعصم الدماء ، ودمائهم مهدورة ويجب قتالهم وجهادهم لنصرة دين الله ودين أنبياءه ورسله ودين محمد (ص) وال محمد (ع) ، ويجب قتالهم وجهادهم لإعلاء كلمة الله العليا إنشاء الله . وهؤلاء هم أعداء آل محمد (ع) ، ومن قتل عدواً لآل محمد بين يدي القائم (ع) فله اجر عشرين شهيد من شهداء بدر ، ومن استشهد وهو يجاهد هؤلاء الكفرة الخوارج (النواصب) ناصبي العداء لآل محمد (ع) فليبشر بجنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين ، وهو من خيرة الشهداء وشافع مشفع يوم القيامة إنشاء الله .
ويا قوم أني لكم ناصح أمين (ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا) ، فليجد هؤلاء الكفرة الخوارج (النواصب) فيكم غلظة وشدة .
تفلحوا وتنجحوا إنشاء الله . واعلموا أن الخير كله في السيف وتحت ظل السيف كما اخبر محمد رسول الله (ص) .
قال تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29)
ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.
Comment