بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ذي القرنين، أنبي كان أم ملكا؟
فقال: «لا نبي و لا ملك، بل إنما هو عبد أحب الله فأحبه، و نصح لله فبعثه الله إلى قومه، فضربوه على قرنه الأيمن، فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب، ثم بعثه الثانية، فضرب على قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب، ثم بعثه الثالثة، فمكن الله له في الأرض، و فيكم مثله- يعني نفسه- فبلغ مغرب الشمس فوجدها تغْرُبُ في عينٍ حمئةٍ وَ وَجَدَ عندَها قَوْماً قلنا يا ذَا القرْنيْنِ إِما أَنْ تعذِّبَ وَ إِما أَنْ تتخذَ فيهمْ حسناً.
قال: ذو القرنين: أَما منْ ظلمَ فسوْفَ نعذِّبهُ ثمَّ يرَدُّ إِلى رَبهِ فيعذِّبهُ عذاباً نكْراً إلى قوله ثمَّ أَتبعَ سبباً أي دليلا حتى إِذا بلغَ مطلعَ الشمْسِ وَجدَها تطلعُ على قوْمٍ لمْ نجْعلْ لهمْ مِنْ دُونِها ستْراً- قال- لم يعلموا صنعة الثياب ثمَّ أَتبعَ سبباً أي دليلا حتّى إِذا بلغَ بينَ السدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونهما قَوْماً لا يكادُونَ يفقهونَ قوْلًا قالوا يا ذَا القرْنينِ إِنَّ يأْجوجَ وَ مأْجُوجَ مفْسدُونَ في الْأَرْضِ فهلْ نجْعلُ لكَ خرْجاً على أَنْ تجْعلَ بيننا وَ بينهمْ سدًّا فقال ذو القرنين ما مكني فيهِ رَبي خيرٌ فأَعينوني بقُوَّةٍ أَجْعلْ بينكمْ وَ بينهُمْ رَدْماً
آتوني زُبرَ الحَدِيدِ فأتوا به، فوضعه ما بين الصدفين- يعني بين الجبلين- حتى سوى بينهما، ثم أمرهم أن يأتوا بالنار فأتوا بها، فأشعلوا فيه و نفخوا تحت الحديد حتى صار الحديد مثل النار، ثم صب عليه القطر- و هو الصفر- حتى سده، و هو قوله: حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصدَفينِ قالَ انفخُوا حتّى إِذا جعلهُ ناراً إلى قوله نقْباً قال ذو القرنين: هذا رَحْمةٌ مِنْ رَبّي فإِذا جاءَ وَعدُ رَبِّي جعلهُ دَكّاءَ وَ كانَ وَعْدُ رَبّي حقا- قال- إذا كان قبل يوم القيامة في آخر الزمان انهدم ذلك السد، و خرج يأجوج و مأجوج إلى الدنيا و أكلوا الناس، و هو قوله: حتى إِذا فتحتْ يَأْجُوجُ وَ مأْجوجُ وَ همْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ.
قال: «فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب، فكان إذا مر بقرية زأر فيها كما يزأر الأسد المغضب، فتنبعث في القرية ظلمات و رعد و برق و صواعق، تهلك من ناوأه و خالفه، فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق و المغرب» قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «و ذلك قوله عز و جل: إِنا مكنا لهُ في الْأَرْضِ وَ آتيناهُ مِنْ كلِّ شيْءٍ سبباً: أي دليلا، فقيل له: إن لله في أرضه عينا يقال لها: عين الحياة، لا يشرب منها ذو روح إلا لم يمت حتى الصيحة فدعا ذو القرنين الخضر (عليه السلام)، و كان أفضل أصحابه عنده، و دعا بثلاث مائة و ستين رجلا، و دفع إلى كل واحد منهم سمكة، و قال لهم: اذهبوا إلى موضع كذا و كذا، فإن هناك ثلاثمائة و ستين عينا، فليغسل كل واحد منكم سمكته في عين غير عين صاحبه، فذهبوا يغسلون، و قعد الخضر (عليه السلام) يغسل، فانسابت السمكة منه في العين، و بقي الخضر (عليه السلام) متعجبا مما رأى، و قال في نفسه: ما أقول لذي القرنين؟ ثم نزع ثيابه يطلب السمكة، فشرب من مائها، و لم يقدر على السمكة، فرجعوا إلى ذي القرنين، فأمر ذو القرنين بقبض السمك من أصحابه، فلما انتهوا إلى الخضر (عليه السلام) لم يجدوا معه شيئا، فدعاه و قال له: ما حال السمكة؟ فأخبره الخبر. فقال له:
فصنعت ماذا؟ فقال: اغتمست فيها، فجعلت أغوص و أطلبها فلم أجدها قال: فشربت من مائها؟ قال: نعم- قال- فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها، فقال للخضر (عليه السلام): أنت صاحبها».
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ذي القرنين، أنبي كان أم ملكا؟
فقال: «لا نبي و لا ملك، بل إنما هو عبد أحب الله فأحبه، و نصح لله فبعثه الله إلى قومه، فضربوه على قرنه الأيمن، فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب، ثم بعثه الثانية، فضرب على قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب، ثم بعثه الثالثة، فمكن الله له في الأرض، و فيكم مثله- يعني نفسه- فبلغ مغرب الشمس فوجدها تغْرُبُ في عينٍ حمئةٍ وَ وَجَدَ عندَها قَوْماً قلنا يا ذَا القرْنيْنِ إِما أَنْ تعذِّبَ وَ إِما أَنْ تتخذَ فيهمْ حسناً.
قال: ذو القرنين: أَما منْ ظلمَ فسوْفَ نعذِّبهُ ثمَّ يرَدُّ إِلى رَبهِ فيعذِّبهُ عذاباً نكْراً إلى قوله ثمَّ أَتبعَ سبباً أي دليلا حتى إِذا بلغَ مطلعَ الشمْسِ وَجدَها تطلعُ على قوْمٍ لمْ نجْعلْ لهمْ مِنْ دُونِها ستْراً- قال- لم يعلموا صنعة الثياب ثمَّ أَتبعَ سبباً أي دليلا حتّى إِذا بلغَ بينَ السدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونهما قَوْماً لا يكادُونَ يفقهونَ قوْلًا قالوا يا ذَا القرْنينِ إِنَّ يأْجوجَ وَ مأْجُوجَ مفْسدُونَ في الْأَرْضِ فهلْ نجْعلُ لكَ خرْجاً على أَنْ تجْعلَ بيننا وَ بينهمْ سدًّا فقال ذو القرنين ما مكني فيهِ رَبي خيرٌ فأَعينوني بقُوَّةٍ أَجْعلْ بينكمْ وَ بينهُمْ رَدْماً
آتوني زُبرَ الحَدِيدِ فأتوا به، فوضعه ما بين الصدفين- يعني بين الجبلين- حتى سوى بينهما، ثم أمرهم أن يأتوا بالنار فأتوا بها، فأشعلوا فيه و نفخوا تحت الحديد حتى صار الحديد مثل النار، ثم صب عليه القطر- و هو الصفر- حتى سده، و هو قوله: حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصدَفينِ قالَ انفخُوا حتّى إِذا جعلهُ ناراً إلى قوله نقْباً قال ذو القرنين: هذا رَحْمةٌ مِنْ رَبّي فإِذا جاءَ وَعدُ رَبِّي جعلهُ دَكّاءَ وَ كانَ وَعْدُ رَبّي حقا- قال- إذا كان قبل يوم القيامة في آخر الزمان انهدم ذلك السد، و خرج يأجوج و مأجوج إلى الدنيا و أكلوا الناس، و هو قوله: حتى إِذا فتحتْ يَأْجُوجُ وَ مأْجوجُ وَ همْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ.
قال: «فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب، فكان إذا مر بقرية زأر فيها كما يزأر الأسد المغضب، فتنبعث في القرية ظلمات و رعد و برق و صواعق، تهلك من ناوأه و خالفه، فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق و المغرب» قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «و ذلك قوله عز و جل: إِنا مكنا لهُ في الْأَرْضِ وَ آتيناهُ مِنْ كلِّ شيْءٍ سبباً: أي دليلا، فقيل له: إن لله في أرضه عينا يقال لها: عين الحياة، لا يشرب منها ذو روح إلا لم يمت حتى الصيحة فدعا ذو القرنين الخضر (عليه السلام)، و كان أفضل أصحابه عنده، و دعا بثلاث مائة و ستين رجلا، و دفع إلى كل واحد منهم سمكة، و قال لهم: اذهبوا إلى موضع كذا و كذا، فإن هناك ثلاثمائة و ستين عينا، فليغسل كل واحد منكم سمكته في عين غير عين صاحبه، فذهبوا يغسلون، و قعد الخضر (عليه السلام) يغسل، فانسابت السمكة منه في العين، و بقي الخضر (عليه السلام) متعجبا مما رأى، و قال في نفسه: ما أقول لذي القرنين؟ ثم نزع ثيابه يطلب السمكة، فشرب من مائها، و لم يقدر على السمكة، فرجعوا إلى ذي القرنين، فأمر ذو القرنين بقبض السمك من أصحابه، فلما انتهوا إلى الخضر (عليه السلام) لم يجدوا معه شيئا، فدعاه و قال له: ما حال السمكة؟ فأخبره الخبر. فقال له:
فصنعت ماذا؟ فقال: اغتمست فيها، فجعلت أغوص و أطلبها فلم أجدها قال: فشربت من مائها؟ قال: نعم- قال- فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها، فقال للخضر (عليه السلام): أنت صاحبها».
Comment