Tweet
بسم الله الرحمن الرحيم
البصر و البصيرة
اللهم صلي على محمد و ال محمد الائمة و المهديين اعلام الورى و اركان الهدى .
اما بعد فقد خلق الله سبحانه و تعالى البصر و البصيرة , البصر الذي تشترك به المخلوقات كافة على حد السواء لمعرفة الظواهر الكونية و البصيرة التي جعلها الله الله سبحانه للانسان خاصة ليعلم بها اسرار هذا الكون و بها فضل الله الانسان على كافة مخلوقاته , و فضل العارفين منهم على الآخرين , فحينما يقول الله سبحانه و تعالى ( وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً 72 ) الاسراء . قطعاً لا يعني أعمى البصر و انما يعني اعمى البصيرة و الدليل واضح لكل صاحب بصيرة , ان الكثير من العميان في هذه الدنيا هم اقوى بصيرة ممن له بصر قضية لا تحتاج الى برهان يعلمها حتى ضعيف البصيرة .
و من فضل الله على العارفين أن جعل منهم الانبياء و الاوصياء , و لا اقول هنا ان المعرفة هي معرفة احوال الدنيا و ما يجري فيها و ان كانت لا تقل شأناً عن معرفة اسرار الغيوب , بمعنى معرفة الله أولاً و اخيراً . فالمعرفة بالغيب هي العبادة الحقيقية ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ 56 ) و العبادة هي المعرفة كما ورد عنهم صلوات ربي عليهم .
يقول الله في محكم كتابه الكريم ( الم 1 ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ... ) البقرة . ومن هنا يتضح الفرق بين البصر و البصيرة , بين علماء الشريعة و الطريقة و الحقيقة و بين هؤلاء الذين ليس لديهم سوى معرفة المادة , فكثير من علماء المادة أو ما يسمى باللفظ انهم علماء ممن توصلوا الى بعض الحقائق المادية في اكتشاف علوم الحياة ( كمعرفة الذرة أو الطب أو شتى علوم الحياة ) هم في الحقيقة عميان و ليس لهم اي بصيرة , فمثلاً ماذا تقول في عالم ذرة يعبد بقرة أو جرذ او حتى الفرج ؟ , هل تقول ان هذا عالم أو له شيء من البصيرة ؟ .
قلنا ان الله سبحانه خلق البصر لمعرفة الظواهر الكونية و بها يعرف الانسان الشيء من نقيضه ظاهراً فمثلاً عكس النور الظلام , الضوء الظاهر والظلام الظاهر و حقيقة النور و الظلام في البصيرة تختلف و قد تعني الحق و الباطل , فليس كل اعمى بصر لا يعرف الحق بينما كثر ممن لهم بصر تراهم سائرون في ركب الباطل و ليس لهم بصيرة في معرفة الحق , و لعل هذه الحقيقة تنطبق على كثير من الامور و ما يهمنا هنا هو معرفة أولياء الله سبحانه و تعالى من قانون معرفة النقيض , فكلما تمتلأ الدنيا ظلماً و جوراً يرسل الله الرسل مبشرين و منذرين بالعدل و القسط . و يمتاز المرسل بالعلم الذي هو من اسرار علام الغيوب , و هذه القضية تنطبق تماماً على هذا الزمان و مصداقها الاول الامام المهدي صلوات الله عليه . فكثير ممن ينكرون الامام المهدي (ع) تحت حجة هي في حقيقتها تحمل النقيض لكل صاحب بصيرة , فمثلاً عندما يقول البعض ان الامام المهدي (ع) غير موجود أو كما يقول أهل البيت عليهم السلام سيقولون ( مات او هلك في اي واد سلك ) تحت حجة ان كثير من الناس ادعوا المهدوية و هي دعوات باطلة ! نقول لو لم يكن هناك مهدي و مبشرٌ به في كل الرسالات السماوية و بالخصوص من رسول الله محمد (ص) فَلمَ يدعي هؤلاء المهدوية ؟ فهل هم ملكوا علم الغيب الذي لم يطلع عليه الا من ارتضى الله من رسول ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا 26 إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا 27 ) نقول قطعاً ان المهدي (ع) موجود و هو يسمع و يرى و يراقب و يرتقب لامر اراده الله سبحانه و تعالى و لكن العجب من هذا الخلق المنكوس حيث عميت بصيرته و بالخصوص في هذا الزمان الذي تدعي فيه الامم العلم . فقد قال أمير المؤمنين صلوات ربي عليه ( عجبت و مالي لا اعجب ) فاذا كان امير المؤمنين يعجب من حال الدنيا و تقلباتها و ما يحصل فيها و هو العارف بها و باحوال الناس بل يعرف ما في اصلاب الرجال و ما كان و يكون فهو الذي ورث القرآن و يعرف ما فيه و يعجب من ذلك صلوات ربي عليه فما لنا نحن و ما اشد عجبنا حين نرى الناس مصاديقاً لقوله تعالى ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ 1 مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ 2 لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ 3 ) و يقول سبحانه ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ 1 ) و يقول سبحانه ( أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ 1 ) . كما وهم مصاديق لقول رسول الله (ص) و اهل بيته الطيبين الطاهرين حيث يقولون صلوات ربي عليهم ( لا تنالون ما تحبون .. حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض و يشهد بعضكم على بعض بالزور و يقتل بعضكم بعضاً ) و قول الله سبحانه يصدق قولهم صلوات ربي عليهم الا ان الناس كلما اقترب الوعد و كلما تكون الحقائق جلية و واضحة كلما يزدادون بعداً عن الله و قوله و يزدادون عتوتاً و عناداً و اصراراً و ابتعاداً عن الحق الذي وعد الله اولياءه ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 5 ) القصص . الا ان سنة الله لا تتبدل سبحانه ( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا 23 ) الفتح . فهم و على طول مسيرة الانسانية كانوا مكذبين للرسل و ما يأتون به فمرة يتهمون بالسحرو اخرى بالجنون (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ 25 ) المؤمنون . (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ 6 ) الحجر . فانا لله و انا اليه راجعون
و الحمد لله رب العالمين
جواد اليعقوبي
البصر و البصيرة
اللهم صلي على محمد و ال محمد الائمة و المهديين اعلام الورى و اركان الهدى .
اما بعد فقد خلق الله سبحانه و تعالى البصر و البصيرة , البصر الذي تشترك به المخلوقات كافة على حد السواء لمعرفة الظواهر الكونية و البصيرة التي جعلها الله الله سبحانه للانسان خاصة ليعلم بها اسرار هذا الكون و بها فضل الله الانسان على كافة مخلوقاته , و فضل العارفين منهم على الآخرين , فحينما يقول الله سبحانه و تعالى ( وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً 72 ) الاسراء . قطعاً لا يعني أعمى البصر و انما يعني اعمى البصيرة و الدليل واضح لكل صاحب بصيرة , ان الكثير من العميان في هذه الدنيا هم اقوى بصيرة ممن له بصر قضية لا تحتاج الى برهان يعلمها حتى ضعيف البصيرة .
و من فضل الله على العارفين أن جعل منهم الانبياء و الاوصياء , و لا اقول هنا ان المعرفة هي معرفة احوال الدنيا و ما يجري فيها و ان كانت لا تقل شأناً عن معرفة اسرار الغيوب , بمعنى معرفة الله أولاً و اخيراً . فالمعرفة بالغيب هي العبادة الحقيقية ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ 56 ) و العبادة هي المعرفة كما ورد عنهم صلوات ربي عليهم .
يقول الله في محكم كتابه الكريم ( الم 1 ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ... ) البقرة . ومن هنا يتضح الفرق بين البصر و البصيرة , بين علماء الشريعة و الطريقة و الحقيقة و بين هؤلاء الذين ليس لديهم سوى معرفة المادة , فكثير من علماء المادة أو ما يسمى باللفظ انهم علماء ممن توصلوا الى بعض الحقائق المادية في اكتشاف علوم الحياة ( كمعرفة الذرة أو الطب أو شتى علوم الحياة ) هم في الحقيقة عميان و ليس لهم اي بصيرة , فمثلاً ماذا تقول في عالم ذرة يعبد بقرة أو جرذ او حتى الفرج ؟ , هل تقول ان هذا عالم أو له شيء من البصيرة ؟ .
قلنا ان الله سبحانه خلق البصر لمعرفة الظواهر الكونية و بها يعرف الانسان الشيء من نقيضه ظاهراً فمثلاً عكس النور الظلام , الضوء الظاهر والظلام الظاهر و حقيقة النور و الظلام في البصيرة تختلف و قد تعني الحق و الباطل , فليس كل اعمى بصر لا يعرف الحق بينما كثر ممن لهم بصر تراهم سائرون في ركب الباطل و ليس لهم بصيرة في معرفة الحق , و لعل هذه الحقيقة تنطبق على كثير من الامور و ما يهمنا هنا هو معرفة أولياء الله سبحانه و تعالى من قانون معرفة النقيض , فكلما تمتلأ الدنيا ظلماً و جوراً يرسل الله الرسل مبشرين و منذرين بالعدل و القسط . و يمتاز المرسل بالعلم الذي هو من اسرار علام الغيوب , و هذه القضية تنطبق تماماً على هذا الزمان و مصداقها الاول الامام المهدي صلوات الله عليه . فكثير ممن ينكرون الامام المهدي (ع) تحت حجة هي في حقيقتها تحمل النقيض لكل صاحب بصيرة , فمثلاً عندما يقول البعض ان الامام المهدي (ع) غير موجود أو كما يقول أهل البيت عليهم السلام سيقولون ( مات او هلك في اي واد سلك ) تحت حجة ان كثير من الناس ادعوا المهدوية و هي دعوات باطلة ! نقول لو لم يكن هناك مهدي و مبشرٌ به في كل الرسالات السماوية و بالخصوص من رسول الله محمد (ص) فَلمَ يدعي هؤلاء المهدوية ؟ فهل هم ملكوا علم الغيب الذي لم يطلع عليه الا من ارتضى الله من رسول ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا 26 إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا 27 ) نقول قطعاً ان المهدي (ع) موجود و هو يسمع و يرى و يراقب و يرتقب لامر اراده الله سبحانه و تعالى و لكن العجب من هذا الخلق المنكوس حيث عميت بصيرته و بالخصوص في هذا الزمان الذي تدعي فيه الامم العلم . فقد قال أمير المؤمنين صلوات ربي عليه ( عجبت و مالي لا اعجب ) فاذا كان امير المؤمنين يعجب من حال الدنيا و تقلباتها و ما يحصل فيها و هو العارف بها و باحوال الناس بل يعرف ما في اصلاب الرجال و ما كان و يكون فهو الذي ورث القرآن و يعرف ما فيه و يعجب من ذلك صلوات ربي عليه فما لنا نحن و ما اشد عجبنا حين نرى الناس مصاديقاً لقوله تعالى ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ 1 مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ 2 لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ 3 ) و يقول سبحانه ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ 1 ) و يقول سبحانه ( أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ 1 ) . كما وهم مصاديق لقول رسول الله (ص) و اهل بيته الطيبين الطاهرين حيث يقولون صلوات ربي عليهم ( لا تنالون ما تحبون .. حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض و يشهد بعضكم على بعض بالزور و يقتل بعضكم بعضاً ) و قول الله سبحانه يصدق قولهم صلوات ربي عليهم الا ان الناس كلما اقترب الوعد و كلما تكون الحقائق جلية و واضحة كلما يزدادون بعداً عن الله و قوله و يزدادون عتوتاً و عناداً و اصراراً و ابتعاداً عن الحق الذي وعد الله اولياءه ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 5 ) القصص . الا ان سنة الله لا تتبدل سبحانه ( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا 23 ) الفتح . فهم و على طول مسيرة الانسانية كانوا مكذبين للرسل و ما يأتون به فمرة يتهمون بالسحرو اخرى بالجنون (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ 25 ) المؤمنون . (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ 6 ) الحجر . فانا لله و انا اليه راجعون
و الحمد لله رب العالمين
جواد اليعقوبي