بسم الله الرحمن الرحيم
هل رأيت لهفة اليتيم لوالده المفقود؟
... هل رأيت بريق عينيه الصغيرتين عند ذكر أباه ؟
..هل رأيت قط كيف يمسك صورته .. أو قميصه ..أو أي شيء يكون من ريح والده ؟
هل تستطيع أن تتخيل حاله إن علم بأن هناك خبرا عن والده؟؟
هذه هي قصتي
منذ صغري وأمي هدهدتني على قصص أبي؛ صاحب الزمان .. كنت أسكن حينما تبتدئ أمي الحديث عنه.. كنت استمع بكل شوق ولهفة للقصص ... علّني أهتدي لوسيلة للوصول إلى أبي .
وكبرت قليلا وكبر شوقي اليه
كنت أتصفح وجوه الرجال والسؤال يلّح بداخلي ..هل هذا هو أبي صاحب الزمان ؟ أم ذاك هو أبي ؟
وجاءت فترة المراهقة....
وتهت في دوامة الدنيا وبريقها الأخّاذ وبين الشد والجذب مابين الدنيا والآخرة
وبلغت عمر السابعة عشر فعرفت ما أريده وحددت مسيري واخترت (بفضل من الله ورحمة) طريق الله
ورجعت للبحث عن أبي صاحب الزمان وقرأت قصصا عن أناس إلتقوا به ع
فزاد الشوق والحنين واشتعل اشتعالا
قرأت في أحد القصص أن الإمام ع يقول : لاتبحثوا عني زكّوا أنفسكم وطهروها وأنا سوف أزوركم بنفسي...
فقرأت كتب تزكية النفس والأخلاق والأدعية وحاولنا التطبيق ... ولكن دائما كانت النتيجة الخيبة و الفشل
كتبت رسائل كثيرة لله عزوجل .. صمت ,, ختمت القران في 3أيام ,,, نذرت و و و...
لكن...
كان حظي دائما الفشل
كان في قلبي لوعة وانكسار لعدم التوفيق لرؤية إمامي... كنت أبكي بمجرد ذكره ع
وبرقت بارقة أمل وأضاءت قلبي المدلهم .. ..
سمعت عن دعوة مولاي أحمد الحسن ع
واستخرت الله وكلي لهفة وأمل ..
وكانت الاستخارة اتبعي أحمد الحسن ع
ويا لها من فرحة بعد طول تلك السنين من غياب مولاي أشم له خبرا..
أرسل أبي بمن يُخبرني عن قرب لقائي به ...
كنت أشعر أني قاب قوسين أو ادنى من أبي..
ولكن
كم كانت صدمتي كبيرة حينما أخبرني الفقهاء أن خيرتي خاطئة .. لأن البداية خاطئه فالنتيجة خاطئة.. لايجوز الإستخارة في العقيدة...هكذا قال لي الفقهاء
اظلم قلبي بأحزانه ...
ومسحت جميع كتب السيد أحمد التي أنزلتها على الحاسوب ..
وغلّقت عليّ بابي.. وصرفت نظري عن أحمد الحسن ع ...
ولكن كان دائما هناك ما يجذبني إليه جذبا شديدا فأجهش باكية .. بكاء الواله الحزين ... فصرت أقرأ عن الاستخارة وإذا بي أُفاجَأ أن هناك أصحاب خلّص للأئمة كصفوان الجمّال وابراهيم الذي كان واقفيا وزرارة بن أعين استخاروا
والأئمة قبلوا ايمانهم ولم يعيبوا عليهم هذا العمل .
ورجعت للفقهاء وسألتهم عن هذه المسألة فأجابوني بإجابات مختلفة .. أوقع الإجابات على قلبي كان هذا الكلام :" الله يريد فتنتك كفتنة السامري لأنك لم تقلّدي العلماء " ...
وخاتمة الإجابات كانت أنت مقلّدة ولست بمرجع ويجب أن تسمعي وتطيعي لمرجعك ( ورجلك فوق رقبتك)!!!!
فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير ..
فقلت أنا أمام خيارين
إما أسمع للفقهاء
أو أسمع لربي عزوجل
وقررت أن أختار طريق ربي الذي إختاره لي عزوجل ... ولم تكن راحتي من وساوس الشيطان وتشكيكه في دعوة السيد احمد ع إلا في حال الصلاة إذ في حينها تهدأ نفسي ... كنت أناجي ربي : الهي أنت من اختار لي هذا الطريق وحاشاك أن تضيعني .. وصرت أبحث في أمر الدعوة لسنة كاملة انكشفت لي خلالها حقائق وأمور فتأكدت من صحة ما اختاره لي ربي وحبيبي جل وعلا. وصرت على يقين من دعوة السيد أحمد ع .....
... وسكنت روحي ...
ولكن لازلت في انتظار اليوم الذي ألتقي فيه بأبي ...............
الهي طال انتظاري و وطال صبري .الهي والصبر مر ّ..
الهي فاختمه لي بحلاوة اللقاء .. .ياقريب يا مجيب.
Comment