إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أبو الخير
    عضو جديد
    • 29-08-2010
    • 10

    إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
    د. موسى الأنصاري

    لقد صار لزاماً على الأمة التي تدّعي المعرفة بلسان العربية وتفخر على الأمم أن الله سبحانه أنزل رسالته الخاتمة بلسانها أن تنظر إلى الكتاب متدبرة إياه بما تدعي أنه لسانها ، على الرغم من أن هذه الأمة عندما تفخر فهو فخر خال من كل دلالة ، ولعل أبسط الدلالات وأوضحها إنها تفخر دون أن تعمل بالقرآن أو تقيمه ـ كما أراد له ربه سبحانه ـ دستوراً إلهياً لتنظيم الحياة ، بل ما نراه اليوم وبأم العين وعلى مرأى ومسمع الملايين من المسلمين صار هذا الكتاب الإلهي العظيم مصدراً للفرقة والتناحر ، ومبعثاً للخوف ، ولذلك جل ما يعمله المسلمون اليوم بالقرآن هو أنهم يتمارون ويتجادلون به ليزدادوا تفرقاً ، ويجعلونه ساحة للتسابق في إظهار الصوت الجميل من خلال مسابقات الترجيع الذي يسمونه (تجويداً) أما أين القرآن الكريم (الدستور الإلهي) في ميدان العمل وعلى الواقع؟؟ الجواب : هو معطل مهجور!! قال تعالى{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}(الفرقان/30) ، وهنا نسأل أهل العلم : مَنِ الرسول المعني في الآية الكريمة؟؟ الجواب الواضح من شكوى هذا الرسول ؛ هو الرسول الذي يكون القرآن في زمنه مهجورا ، السؤال المهم : هل كان القرآن في زمن رسول الله محمد(ص) مهجوراً ، وهو (ص) القائم به والعامل عليه؟؟؟ لا يمكن لأحد أن يقول أن القرآن في زمن رسول الله محمد(ص) كان مهجوراً ، بل على العكس تماما كان هو نظام حياة المسلمين وهم تحت قيادة الرسول محمد(ص) وما أشكل عليهم منه شيئاً أو حدث حادث جاؤوه واستفتوه واستفهموه فحكم لهم الأمر وبينه بالقرآن ومن القرآن . إذن فالقرآن في زمن رسول الله محمد(ص) لم يكن مهجوراً أبداً ، كما أن الثابت لدى المسلمين أن القرآن معصوم بدليل قوله تعالى{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}(فصلت/42) ، والرسول بحسب ما حكى القرآن أنه يشكو من قومه ؛ إنهم اتخذوا هذا القرآن مهجورا!! والمسلمون كلهم متفقون على تصديق الكتاب المعصوم المحفوظ ، وهنا يأتي السؤال الأهم : إذا لم يكن هذا الرسول هو محمد(ص) فمن يكون إذن؟؟ بعد أن أثبتنا بالدليل أن رسول الله محمداً(ص) كان حاكما بالقرآن عاملا به!!
    هذا السؤال الكبير على الأمة بشرفائها أن تبحث له عن جواب ، لأن هذا الجواب هو مفتاح نجاة الأمة وخلاصها من حالة الضياع والتشرذم التي تعيشها ، وكذلك الإجابة على هذا السؤال يخلص الأمة من (شلة) فقهاء السوء الذين تسلطوا باسم الدين على رقاب الناس وراحوا يعتاشون (كالطفيليات) على مرض (تفرقة) الأمة وتشتتها ، لأنهم يعلمون تمام العلم أن الأمة لو شفيت من داء التفرقة العضال واستعادت عافيتها فسيؤدي ذلك إلى غلق دكاكينهم التي فتحوها بداعي المعالجة ، وإذا بها تحولت إلى مختبرات خطيرة للعمل على استدامة الداء وتخدير جسد الأمة عليه لتبقى هذه الدكاكين مفتوحة ، والأموال تصب عليها كصب المطر (ولا أقول الغيث لأن الغيث دلالة رحمة ، وهؤلاء لا يستحقون أن يوصف ما يأتيهم بالرحمة لأنهم أعانوا على إضعاف الأمة وتوهينها) . إن فقهاء آخر الزمان من وعاظ السلاطين هم من يعمل بجد واجتهاد على زيادة الشقة بين المسلمين ، والعمل على محاربة أي فرصة ، أو بارقة أمل تحاول جمع الأمة على كلمة واحدة ، كما أن الثابت لدى الأمة ، بل لدى البشرية جمعاء أن لا أمل إلا بحضور المنقذ المخلص الذي تنعقد عليه آمال وتطلعات البشرية المظلومة المعذبة ، ولكن انظروا بأم أعينكم إلى ما يقوله فقهاء كل الأديان عن عقيدة المخلص؟؟ كلهم مجمعون على محاربة هذه العقيدة بشتى الطرق ، منها على سبيل المثال لا الحصر ؛ استغلال ادعاء الكذابين الذين يدعون أمر المخلص من دون دليل وبرهان ، هذا أولا . وثانيا : العمل على نشر الشبهات وتكثيرها في ذهن العامة حتى عندما يظهر داعي الحق يجد نفسه محاصراً بجردة طويلة من الشبهات عليه بيانها وإلا يؤخذ بسعر (الكذابين) وترد دعوته على الرغم من الأدلة والبراهين . ثالثاً : إذا ما باشر العمل بتصحيح اعتقاد الناس واجهته دكاكين فقهاء السوء بالثورة العارمة بدعوى أن الرجل يريد تغيير دين الناس ، فيتهمه السني بأنه مشروع شيعي لتخريب الإسلام ، ويتهمه الشيعي بذلك ، وإذا ما فرغا من هذا الاتهام يتوجهان إلى الاجتماع حول تهمته بأنه مشروع يهودي نصراني لتخريب الإسلام ، والعكس بالعكس صحيح ويستمر هذا المسلسل من الحرب الشعواء ليصل إلى غايته بإصدار الفتاوى المباشرة وغير المباشرة من تلك الدكاكين بضرورة قتله وتصفيته ، وقتل وتصفية كل من يحمل فكره أو يروج لمنهجه الإصلاحي الإلهي الذي جاء يحمله لعلاج الأمة واستنقاذها من رقدة الموت التي عملت تلك الدكاكين (الدينية) التي صارت اليوم لا تعد ولا تحصى وتحتوي بداخلها على الآلاف من الكائنات الطفيلية (البطالة المقنعة) التي تعتاش على دماء الناس وتخريب عقولهم ، بدليل أنه لما ظهرت الأفكار التي يسمونها (الليبرالية) ، وكذلك ما اصطلح عليه بـ(عصر التنوير) الأوربي انحاز إلى هذا المشروع الأوربي ـ الذي وراءه ما وراءه ـ ملايين الشباب المسلم ، ولو سألتهم : لماذا؟؟ سيأتيك الجواب : سئمنا تلك العقاقير المسكنة التي اجتهدت دكاكين المعممين (سنة وشيعة) على صناعتها ، لأن الواقع بحسب ما بين ذلك أن هذه العقاقير لا تعدو أن تكون مسكنات أو مخدرات مدمرة ، وكذلك انكشف كذب أصحاب تلك الدكاكين أن بضاعتهم علاج للمرض فراح الشباب المسلم يبحث له عن علاج لدائه بنفسه ، والمشروع الغربي استثار فيه كوامنه المعطلة التي خربتها مسكنات الدكاكين ، وأعاد لها الحياة ، فلم يجد الملايين من الشباب إلا الانخراط في هذا المشروع الذي هو الحلقة الأخطر من حلقات الضياع والتيه ، ذلك أن المشروع الأوربي لم يعالج بقدر ما استغل حالة الضجر من المراوحة بفعل عقاقير معممي تلك الدكاكين وأصحاب اللحى الصفراء ، واستدرج أولئك الشباب إلى ساحة العمل ، ولكن أي عمل؟؟!! ساحة العمل الدنيوي ، وهذه الساحة إن لم تقتل في نفوسهم وفطرتهم مساحة العمل الأخروي فهي قامت بتخريبها والإضرار بها أيما إضرار ، بحيث صار مجرد ذكر مفردة (الآخرة) مدعاة لإثارة السخرية والضحك ، لأن هذه المفردة تثير لهم الشجون من جهتين ؛ الأولى : يتذكرون فيها تلك العقاقير المعطلة التي كانت تسوق باسم الآخرة . والثانية : إنهم بسبب هذه المفردة استسلموا إلى مبضع الجراح الأوربي ليستأصلها من ساحتهم تماما حتى يجعلهم فاعلين في ساحة العمل الدنيوي ، وبالتالي فمبضع الجراح الأوربي نزع هذه المفردة الطاهرة وآصرة التواصل مع كل ما هو إلهي من أنفسهم ، وحقنهم بإكسير الدنيا فلم يعودوا يرون شيئا غير الدنيا ، ولا يفهمون أي شيء إلا من خلالها .
    نعود إلى القضية المهمة التي أريد بيانها للقارئ الكريم ؛ وهي مسألة القرآن وحفظه ومدعيات أصحاب الدكاكين الذين نشط عملهم وتضاعف بعد مشروع التنوير الأوربي لأنه تحول الناس بين هذين القطبين إلى العمل بقاعدة الفعل وردة الفعل ، فمن يخرج من المشروع الأوربي يقع في حضن تلك الدكاكين لأنها ـ كما تعلن ـ دكاكين الآخرة ومنها يتم منح تأشيرات الدخول إلى عالم الآخرة!!! فلو عدنا إلى آية الحفظ وقرأناها وتدبرناه من دون أن نذهب إلى أصحاب الدكاكين سيتبين لنا حقيقة هذا الحفظ الذي دلست فيه تلك الدكاكين (السنية والشيعية) تدليساً عجيبا غريباً ، والأغرب والأعجب كيف استطاعوا أن يخدروا كل العقول عن النظر إلى النص وإنتاج أسئلة عليه؟؟!! لأننا بإنتاج الأسئلة نستنير ، ونفلت من وطأة تخدير تلك الدكاكين الموبوءة ، قال تعالى{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر/9) بدءاً هذه الآية تحمل إخباراً سماوياً إلهيا بحفظ القرآن ، هذا أولاً . ثانياً : الآية تقول (إنا نحن) وهذا التوكيد على هذه المجموعة واضح إنها (مجموعة التنزيل) وهي من تشهد على نفسها بلسانها وتعلن بصريح العبارة : إنها من تحملت مسؤولية إنزاله ، وكذلك هي (نفسها) من يتحمل مسؤولية الحفاظ عليه ، وهذا واضح تماما من سياق الآية لا يحتاج إلى تأويل أو أي التفاف على النص . ثالثا : السياق في الآية من أوله إلى آخره هو سياق تعهد من مجموعة التنزيل بحفظ ما أنزلت وهو الذكر . رابعا : الذكر المنزل يشمل كل الكتب السماوية المنزلة ومنها القرآن ، بمعنى أن مسؤولية الحفظ ليست خاصة بالقرآن ، بل بالذكر عامة حيث يشمل ؛ التوراة والنجيل ، قال تعالى{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}(المائدة/48) وهذه الآية واضحة في دفع فرية الدكاكين التي مفادها : أن القرآن نسخ ما قبله من الشرائع ، بدليل ليس في النص مفردة (نسخ) ولا ما يدل عليها حتى ولو من بعيد ، بل أن مفردة (مهيمنا) منعت أي توهم بالنسخ لأن الهيمنة تعني الاحتواء والإحاطة ، فيكون المعنى أن القرآن محيط وشاهد على التوراة والإنجيل وعلى كل ما سبقه من شرائع ، وأمر الرسول(ص) وهو المخاطب بهذه الآية بالحكم بما أنزل الله سبحانه لا كما يروج أصحاب الدكاكين أي بـ(القرآن) حصراً ، بل هي عامة فالرسول(ص) صاحب الرسالة المهيمنة على من سبقها من الرسالات ولذلك هو عالم بتلك الرسالات ، وحتى يكون حجة على أهل الديانات السابقة لابد أن يحكم عليهم ويستدل عليهم بكتبهم ليلزمهم بما يلتزمون به ويسقط حجتهم ويبين انحرافهم ، وما أخفوه من الحق ، قال تعالى{وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}(الأنعام/91) ، إذن ففرية نسخ القرآن للشرائع والكتب السابقة تبينت بالرجوع إلى القرآن نفسه ، وهذه الالتفاتة في معنى هيمنة القرآن ـ من باب الإنصاف ـ يسجلها المقال للكاتب (عالم سبيط النيلي في كتابه الطور المهدوي في القرآن) ، وتبينت هذه الالتفاتة وتعززت اليوم مع ظهور دعوة الحق وداعيها السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي(ص) ويماني آل محمد(ص) ، فما أنكره القرآن المهيمن على من سبقه هو ما تفعله أمة الإسلام التي تدعي التزامها بالقرآن عندما يخرب أصحاب الدكاكين حتى الدلالات الظاهرة ليمنعوا الشباب المسلم من الإطلاع والمعرفة ومقارعة الحجة بالحجة ، فترويجهم لفرية النسخ منع المسلمين من التعرف على الكتب المقدسة الأخرى ، وعرضها على القرآن المهيمن وكشف مواضع ما وقع فيها مما أخفاه أهلها ، ويكون بذلك أصحاب الدكاكين قد أعانوا اليهود والنصارى في فعلهم وعملهم على إخفاء الحق والحقيقة ليبقى الناس يدورون في دائرة مفرغة أوصلتهم إلى هذا الحال المزري الذي هم فيه حيارى سكارى لا يعرفون هل هم يهود أو مسلمون أو نصارى؟؟؟!!! خامساً : انكشفت الفرية الأكبر والمصيبة الأعظم التي يدعيها اليوم كل أصحاب اللحى الصفراء من أن (القرآن حفظه الصحابة) لأنه على وفق هذه الفرية وبالعرض على القرآن ـ صاحب الشأن ـ يستلزم أن يكون أولئك الصحابة الحافظون هم من نزَّل القرآن لأن الآية صريحة تقول {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فمسؤولية الحفاظ عليه تقع على كاهل من نزله ، فهل يقول أصحاب اللحى الصفراء : إن الصحابة هم من نزل الذكر؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!! وهكذا تسقط هذه الفرية الكبيرة التي من خلالها تعمق الشرخ بين المسلمين ومن خلالها ترسخ في أوهام الناس أن الدين والقرآن لولا (الصحابة) لما وصل إليهم وهذه كذبة كبيرة أخرى على الأمة أن تنتبه لها وتستفيق من وطأتها ، بدليل ماذا؟؟ بدليل أن أولئك الذين يسمونهم (صحابة) ومن خلال التاريخ الذي كتبه أتباعهم يتبين أنهم هم من عملوا على نشر الفرقة والتناحر بين الأمة ، وشتتوها وفرقوها فرقا وطوائف ، ولو كان زعم أصحاب اللحى الصفراء صحيحا لما ادخر الله سبحانه لدينه رجلا من عترة النبي(ص) به يملأ الأرض قسطاً عدلا بعدما ملئت ظلما وجورا ، فبماذا ملئت الأرض ظلما وجورا لو كان نهج الصحابة الذي تسيرون عليه وتسوقونه على الناس طوال أكثر من ألف عام؟؟؟!! ولو كان نهج الصحابة هو الحق لما كان الذي يأتي في آخر الزمان هو من عترة النبي(ص) ، بل لوجب أن يأتي من يديم نهج الصحابة لشهادة القرآن ووصفه لهذا الأمر بقوله تعالى{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}(الرعد/11) فهذه الآية الكريمة فيها الحالين ؛ الأول : بينت آلية الحفاظ بوجود المعقبات ، وهذه المعقبات أكيداً هم ليسوا (الصحابة) ، وثانيا : لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!! وهذه الآية عظيمة كشفت الحقيقة التي حاول ويحاول أصحاب الدكاكين واللحى الصفراء إخفاءها وطمسها عن أعين الناس ولنتدبرها قليلا ونسأل : هل غيرت الأمة بعد رسول الله(ص)؟؟ إذا كان الجواب : لا ، فيستلزم أن ندلل على أن من خلف رسول الله محمداً(ص) هو كرسول الله محمد(ص) عصمة وبيانا ، فالمنطق يقول بل القرآن يقول{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(البقرة/106) ، ومحمد(ص) أعظم آية إلهية فلابد عندما يُنسخ أي يستبدل ويرحل عن هذا العالم ـ لأن الثابت لدى العرب وأهل العربية أن النسخ في الآية هو الاستبدال ـ أن يكون هناك بديل له ، فبرحيل النبي(ص) لابد من وجود بديل له ولا تترك الأمة هملا فتضيع ، فمن هو بديل النبي(ص) الذي هو بحسب الآية إما خير من النبي(ص) ولا يوجد من هو خير منه (ص) لأنه (ص) هو خير الخلق كلهم أجمعين ، أو مثل النبي(ص)؟؟ فهل يقول أصحاب اللحى الصفراء : إن أبا بكر وعمر وعثمان هم مثل النبي(ص)؟؟؟ لا يجرؤ أحد على قول هذا أبداً ، فمن هو إذن الذي مثل النبي(ص) والذي لابد من وجوده وإلا يكون القول في الآية خاليا من الحكمة ، والله سبحانه وتعالى حكيم عليم؟؟ الجواب الذي لا يختلف فيه أحد من كل طوائف المسلمين إلا من أصر على الجحود : هو علي(ص) هو مثل النبي(ص) ونفس النبي(ص) بنص القرآن ، قال تعالى{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}(آل عمران/61) وثابت عند كل المسلمين أن هذه الآية نزلت عند ذهاب النبي(ص) لمباهلة نصارى نجران ، وخرج للمباهلة بآل بيته ؛ الحسن والحسين وفاطمة وعلي(صلوات الله وسلامه عليهم وعلى أبنائهم الحجج المنصبين من الله سبحانه) ، فكان الأبناء في الآية هما الحسنان(ص) ، وكانت النساء فاطمة(ص) ، وكانت الأنفس علياً(ص) ، ولذا فعلي(ص) هو الآية البديلة لمحمد(ص) ، وهكذا ينتقل الأمر بين من ذكرهم رسول الله(ص) في وصيته التي أملاها ليلة وفاته على علي(ص) وذكر فيها أن هذا الأمر يليه اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً ، أولئك هم الآيات التي يستبدل بعضها بعضا إلى أن يرث الله سبحانه الأرض وما عليها ، وبهم يتحقق العدل ، وبهم يكون الخلاص من الظلم والجور ، ولمن طلب الحق وأراد الخلاص من حالة التيه والضياع أقول : فقط لتنظر إلى عنوان المهدي(ص) وعمله ، أما عنوانه فهو من عترة محمد(ص) التي أوصى الناس إذا ما شاءت الهدى أن تتمسك بها ، وهو الذي سيعرفكم بالآيات الماضية وعظيم ما وقع عليها من الظلم ، وكيف أن الأمة بإضاعتها لآيات الله كيف ضيعت حظها وتاهت في ظلمات بعضها فوق بعض؟؟؟ وعمله ؛ أنه يملأ الأرض قسطاً عدلاً بعدما ملأها الفجار ظلما وجورا .
    [frame="3 98"]
    [CENTER]هذا توقيع إفتراضي

    [URL="http://www.al-mahdyoon.org/"]الموقع الرسمي للدعوة المباركة[/URL]
    [URL="http://www.al-mahdyoon.org/vb/"]منتديات أنصار الإمام المهدي (ع)[/URL]
    [URL="http://www.nsr313.com/"]صحيفة الصراط المستقيم[/URL]
    [URL="http://www.al-imam-almahdy-ahmad.com/"]موقع غرفة أنصار الإمام المهدي الصوتية[/URL]
    [/CENTER][/frame]
  • خادم الحق
    مشرف قسم غرف انصار الامام المهدي على البالتوك
    • 23-12-2009
    • 119

    #2
    رد: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
    د. موسى الأنصاري

    لقد صار لزاماً على الأمة التي تدّعي المعرفة بلسان العربية وتفخر على الأمم أن الله سبحانه أنزل رسالته الخاتمة بلسانها أن تنظر إلى الكتاب متدبرة إياه بما تدعي أنه لسانها ، على الرغم من أن هذه الأمة عندما تفخر فهو فخر خال من كل دلالة ، ولعل أبسط الدلالات وأوضحها إنها تفخر دون أن تعمل بالقرآن أو تقيمه ـ كما أراد له ربه سبحانه ـ دستوراً إلهياً لتنظيم الحياة ، بل ما نراه اليوم وبأم العين وعلى مرأى ومسمع الملايين من المسلمين صار هذا الكتاب الإلهي العظيم مصدراً للفرقة والتناحر ، ومبعثاً للخوف ، ولذلك جل ما يعمله المسلمون اليوم بالقرآن هو أنهم يتمارون ويتجادلون به ليزدادوا تفرقاً ، ويجعلونه ساحة للتسابق في إظهار الصوت الجميل من خلال مسابقات الترجيع الذي يسمونه (تجويداً) أما أين القرآن الكريم (الدستور الإلهي) في ميدان العمل وعلى الواقع؟؟ الجواب : هو معطل مهجور!! قال تعالى{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}(الفرقان/30) ، وهنا نسأل أهل العلم : مَنِ الرسول المعني في الآية الكريمة؟؟ الجواب الواضح من شكوى هذا الرسول ؛ هو الرسول الذي يكون القرآن في زمنه مهجورا ، السؤال المهم : هل كان القرآن في زمن رسول الله محمد(ص) مهجوراً ، وهو (ص) القائم به والعامل عليه؟؟؟ لا يمكن لأحد أن يقول أن القرآن في زمن رسول الله محمد(ص) كان مهجوراً ، بل على العكس تماما كان هو نظام حياة المسلمين وهم تحت قيادة الرسول محمد(ص) وما أشكل عليهم منه شيئاً أو حدث حادث جاؤوه واستفتوه واستفهموه فحكم لهم الأمر وبينه بالقرآن ومن القرآن . إذن فالقرآن في زمن رسول الله محمد(ص) لم يكن مهجوراً أبداً ، كما أن الثابت لدى المسلمين أن القرآن معصوم بدليل قوله تعالى{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}(فصلت/42) ، والرسول بحسب ما حكى القرآن أنه يشكو من قومه ؛ إنهم اتخذوا هذا القرآن مهجورا!! والمسلمون كلهم متفقون على تصديق الكتاب المعصوم المحفوظ ، وهنا يأتي السؤال الأهم : إذا لم يكن هذا الرسول هو محمد(ص) فمن يكون إذن؟؟ بعد أن أثبتنا بالدليل أن رسول الله محمداً(ص) كان حاكما بالقرآن عاملا به!!
    هذا السؤال الكبير على الأمة بشرفائها أن تبحث له عن جواب ، لأن هذا الجواب هو مفتاح نجاة الأمة وخلاصها من حالة الضياع والتشرذم التي تعيشها ، وكذلك الإجابة على هذا السؤال يخلص الأمة من (شلة) فقهاء السوء الذين تسلطوا باسم الدين على رقاب الناس وراحوا يعتاشون (كالطفيليات) على مرض (تفرقة) الأمة وتشتتها ، لأنهم يعلمون تمام العلم أن الأمة لو شفيت من داء التفرقة العضال واستعادت عافيتها فسيؤدي ذلك إلى غلق دكاكينهم التي فتحوها بداعي المعالجة ، وإذا بها تحولت إلى مختبرات خطيرة للعمل على استدامة الداء وتخدير جسد الأمة عليه لتبقى هذه الدكاكين مفتوحة ، والأموال تصب عليها كصب المطر (ولا أقول الغيث لأن الغيث دلالة رحمة ، وهؤلاء لا يستحقون أن يوصف ما يأتيهم بالرحمة لأنهم أعانوا على إضعاف الأمة وتوهينها) . إن فقهاء آخر الزمان من وعاظ السلاطين هم من يعمل بجد واجتهاد على زيادة الشقة بين المسلمين ، والعمل على محاربة أي فرصة ، أو بارقة أمل تحاول جمع الأمة على كلمة واحدة ، كما أن الثابت لدى الأمة ، بل لدى البشرية جمعاء أن لا أمل إلا بحضور المنقذ المخلص الذي تنعقد عليه آمال وتطلعات البشرية المظلومة المعذبة ، ولكن انظروا بأم أعينكم إلى ما يقوله فقهاء كل الأديان عن عقيدة المخلص؟؟ كلهم مجمعون على محاربة هذه العقيدة بشتى الطرق ، منها على سبيل المثال لا الحصر ؛ استغلال ادعاء الكذابين الذين يدعون أمر المخلص من دون دليل وبرهان ، هذا أولا . وثانيا : العمل على نشر الشبهات وتكثيرها في ذهن العامة حتى عندما يظهر داعي الحق يجد نفسه محاصراً بجردة طويلة من الشبهات عليه بيانها وإلا يؤخذ بسعر (الكذابين) وترد دعوته على الرغم من الأدلة والبراهين . ثالثاً : إذا ما باشر العمل بتصحيح اعتقاد الناس واجهته دكاكين فقهاء السوء بالثورة العارمة بدعوى أن الرجل يريد تغيير دين الناس ، فيتهمه السني بأنه مشروع شيعي لتخريب الإسلام ، ويتهمه الشيعي بذلك ، وإذا ما فرغا من هذا الاتهام يتوجهان إلى الاجتماع حول تهمته بأنه مشروع يهودي نصراني لتخريب الإسلام ، والعكس بالعكس صحيح ويستمر هذا المسلسل من الحرب الشعواء ليصل إلى غايته بإصدار الفتاوى المباشرة وغير المباشرة من تلك الدكاكين بضرورة قتله وتصفيته ، وقتل وتصفية كل من يحمل فكره أو يروج لمنهجه الإصلاحي الإلهي الذي جاء يحمله لعلاج الأمة واستنقاذها من رقدة الموت التي عملت تلك الدكاكين (الدينية) التي صارت اليوم لا تعد ولا تحصى وتحتوي بداخلها على الآلاف من الكائنات الطفيلية (البطالة المقنعة) التي تعتاش على دماء الناس وتخريب عقولهم ، بدليل أنه لما ظهرت الأفكار التي يسمونها (الليبرالية) ، وكذلك ما اصطلح عليه بـ(عصر التنوير) الأوربي انحاز إلى هذا المشروع الأوربي ـ الذي وراءه ما وراءه ـ ملايين الشباب المسلم ، ولو سألتهم : لماذا؟؟ سيأتيك الجواب : سئمنا تلك العقاقير المسكنة التي اجتهدت دكاكين المعممين (سنة وشيعة) على صناعتها ، لأن الواقع بحسب ما بين ذلك أن هذه العقاقير لا تعدو أن تكون مسكنات أو مخدرات مدمرة ، وكذلك انكشف كذب أصحاب تلك الدكاكين أن بضاعتهم علاج للمرض فراح الشباب المسلم يبحث له عن علاج لدائه بنفسه ، والمشروع الغربي استثار فيه كوامنه المعطلة التي خربتها مسكنات الدكاكين ، وأعاد لها الحياة ، فلم يجد الملايين من الشباب إلا الانخراط في هذا المشروع الذي هو الحلقة الأخطر من حلقات الضياع والتيه ، ذلك أن المشروع الأوربي لم يعالج بقدر ما استغل حالة الضجر من المراوحة بفعل عقاقير معممي تلك الدكاكين وأصحاب اللحى الصفراء ، واستدرج أولئك الشباب إلى ساحة العمل ، ولكن أي عمل؟؟!! ساحة العمل الدنيوي ، وهذه الساحة إن لم تقتل في نفوسهم وفطرتهم مساحة العمل الأخروي فهي قامت بتخريبها والإضرار بها أيما إضرار ، بحيث صار مجرد ذكر مفردة (الآخرة) مدعاة لإثارة السخرية والضحك ، لأن هذه المفردة تثير لهم الشجون من جهتين ؛ الأولى : يتذكرون فيها تلك العقاقير المعطلة التي كانت تسوق باسم الآخرة . والثانية : إنهم بسبب هذه المفردة استسلموا إلى مبضع الجراح الأوربي ليستأصلها من ساحتهم تماما حتى يجعلهم فاعلين في ساحة العمل الدنيوي ، وبالتالي فمبضع الجراح الأوربي نزع هذه المفردة الطاهرة وآصرة التواصل مع كل ما هو إلهي من أنفسهم ، وحقنهم بإكسير الدنيا فلم يعودوا يرون شيئا غير الدنيا ، ولا يفهمون أي شيء إلا من خلالها .
    نعود إلى القضية المهمة التي أريد بيانها للقارئ الكريم ؛ وهي مسألة القرآن وحفظه ومدعيات أصحاب الدكاكين الذين نشط عملهم وتضاعف بعد مشروع التنوير الأوربي لأنه تحول الناس بين هذين القطبين إلى العمل بقاعدة الفعل وردة الفعل ، فمن يخرج من المشروع الأوربي يقع في حضن تلك الدكاكين لأنها ـ كما تعلن ـ دكاكين الآخرة ومنها يتم منح تأشيرات الدخول إلى عالم الآخرة!!! فلو عدنا إلى آية الحفظ وقرأناها وتدبرناه من دون أن نذهب إلى أصحاب الدكاكين سيتبين لنا حقيقة هذا الحفظ الذي دلست فيه تلك الدكاكين (السنية والشيعية) تدليساً عجيبا غريباً ، والأغرب والأعجب كيف استطاعوا أن يخدروا كل العقول عن النظر إلى النص وإنتاج أسئلة عليه؟؟!! لأننا بإنتاج الأسئلة نستنير ، ونفلت من وطأة تخدير تلك الدكاكين الموبوءة ، قال تعالى{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر/9) بدءاً هذه الآية تحمل إخباراً سماوياً إلهيا بحفظ القرآن ، هذا أولاً . ثانياً : الآية تقول (إنا نحن) وهذا التوكيد على هذه المجموعة واضح إنها (مجموعة التنزيل) وهي من تشهد على نفسها بلسانها وتعلن بصريح العبارة : إنها من تحملت مسؤولية إنزاله ، وكذلك هي (نفسها) من يتحمل مسؤولية الحفاظ عليه ، وهذا واضح تماما من سياق الآية لا يحتاج إلى تأويل أو أي التفاف على النص . ثالثا : السياق في الآية من أوله إلى آخره هو سياق تعهد من مجموعة التنزيل بحفظ ما أنزلت وهو الذكر . رابعا : الذكر المنزل يشمل كل الكتب السماوية المنزلة ومنها القرآن ، بمعنى أن مسؤولية الحفظ ليست خاصة بالقرآن ، بل بالذكر عامة حيث يشمل ؛ التوراة والنجيل ، قال تعالى{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}(المائدة/48) وهذه الآية واضحة في دفع فرية الدكاكين التي مفادها : أن القرآن نسخ ما قبله من الشرائع ، بدليل ليس في النص مفردة (نسخ) ولا ما يدل عليها حتى ولو من بعيد ، بل أن مفردة (مهيمنا) منعت أي توهم بالنسخ لأن الهيمنة تعني الاحتواء والإحاطة ، فيكون المعنى أن القرآن محيط وشاهد على التوراة والإنجيل وعلى كل ما سبقه من شرائع ، وأمر الرسول(ص) وهو المخاطب بهذه الآية بالحكم بما أنزل الله سبحانه لا كما يروج أصحاب الدكاكين أي بـ(القرآن) حصراً ، بل هي عامة فالرسول(ص) صاحب الرسالة المهيمنة على من سبقها من الرسالات ولذلك هو عالم بتلك الرسالات ، وحتى يكون حجة على أهل الديانات السابقة لابد أن يحكم عليهم ويستدل عليهم بكتبهم ليلزمهم بما يلتزمون به ويسقط حجتهم ويبين انحرافهم ، وما أخفوه من الحق ، قال تعالى{وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}(الأنعام/91) ، إذن ففرية نسخ القرآن للشرائع والكتب السابقة تبينت بالرجوع إلى القرآن نفسه ، وهذه الالتفاتة في معنى هيمنة القرآن ـ من باب الإنصاف ـ يسجلها المقال للكاتب (عالم سبيط النيلي في كتابه الطور المهدوي في القرآن) ، وتبينت هذه الالتفاتة وتعززت اليوم مع ظهور دعوة الحق وداعيها السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي(ص) ويماني آل محمد(ص) ، فما أنكره القرآن المهيمن على من سبقه هو ما تفعله أمة الإسلام التي تدعي التزامها بالقرآن عندما يخرب أصحاب الدكاكين حتى الدلالات الظاهرة ليمنعوا الشباب المسلم من الإطلاع والمعرفة ومقارعة الحجة بالحجة ، فترويجهم لفرية النسخ منع المسلمين من التعرف على الكتب المقدسة الأخرى ، وعرضها على القرآن المهيمن وكشف مواضع ما وقع فيها مما أخفاه أهلها ، ويكون بذلك أصحاب الدكاكين قد أعانوا اليهود والنصارى في فعلهم وعملهم على إخفاء الحق والحقيقة ليبقى الناس يدورون في دائرة مفرغة أوصلتهم إلى هذا الحال المزري الذي هم فيه حيارى سكارى لا يعرفون هل هم يهود أو مسلمون أو نصارى؟؟؟!!! خامساً : انكشفت الفرية الأكبر والمصيبة الأعظم التي يدعيها اليوم كل أصحاب اللحى الصفراء من أن (القرآن حفظه الصحابة) لأنه على وفق هذه الفرية وبالعرض على القرآن ـ صاحب الشأن ـ يستلزم أن يكون أولئك الصحابة الحافظون هم من نزَّل القرآن لأن الآية صريحة تقول {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فمسؤولية الحفاظ عليه تقع على كاهل من نزله ، فهل يقول أصحاب اللحى الصفراء : إن الصحابة هم من نزل الذكر؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!! وهكذا تسقط هذه الفرية الكبيرة التي من خلالها تعمق الشرخ بين المسلمين ومن خلالها ترسخ في أوهام الناس أن الدين والقرآن لولا (الصحابة) لما وصل إليهم وهذه كذبة كبيرة أخرى على الأمة أن تنتبه لها وتستفيق من وطأتها ، بدليل ماذا؟؟ بدليل أن أولئك الذين يسمونهم (صحابة) ومن خلال التاريخ الذي كتبه أتباعهم يتبين أنهم هم من عملوا على نشر الفرقة والتناحر بين الأمة ، وشتتوها وفرقوها فرقا وطوائف ، ولو كان زعم أصحاب اللحى الصفراء صحيحا لما ادخر الله سبحانه لدينه رجلا من عترة النبي(ص) به يملأ الأرض قسطاً عدلا بعدما ملئت ظلما وجورا ، فبماذا ملئت الأرض ظلما وجورا لو كان نهج الصحابة الذي تسيرون عليه وتسوقونه على الناس طوال أكثر من ألف عام؟؟؟!! ولو كان نهج الصحابة هو الحق لما كان الذي يأتي في آخر الزمان هو من عترة النبي(ص) ، بل لوجب أن يأتي من يديم نهج الصحابة لشهادة القرآن ووصفه لهذا الأمر بقوله تعالى{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}(الرعد/11) فهذه الآية الكريمة فيها الحالين ؛ الأول : بينت آلية الحفاظ بوجود المعقبات ، وهذه المعقبات أكيداً هم ليسوا (الصحابة) ، وثانيا : لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!! وهذه الآية عظيمة كشفت الحقيقة التي حاول ويحاول أصحاب الدكاكين واللحى الصفراء إخفاءها وطمسها عن أعين الناس ولنتدبرها قليلا ونسأل : هل غيرت الأمة بعد رسول الله(ص)؟؟ إذا كان الجواب : لا ، فيستلزم أن ندلل على أن من خلف رسول الله محمداً(ص) هو كرسول الله محمد(ص) عصمة وبيانا ، فالمنطق يقول بل القرآن يقول{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(البقرة/106) ، ومحمد(ص) أعظم آية إلهية فلابد عندما يُنسخ أي يستبدل ويرحل عن هذا العالم ـ لأن الثابت لدى العرب وأهل العربية أن النسخ في الآية هو الاستبدال ـ أن يكون هناك بديل له ، فبرحيل النبي(ص) لابد من وجود بديل له ولا تترك الأمة هملا فتضيع ، فمن هو بديل النبي(ص) الذي هو بحسب الآية إما خير من النبي(ص) ولا يوجد من هو خير منه (ص) لأنه (ص) هو خير الخلق كلهم أجمعين ، أو مثل النبي(ص)؟؟ فهل يقول أصحاب اللحى الصفراء : إن أبا بكر وعمر وعثمان هم مثل النبي(ص)؟؟؟ لا يجرؤ أحد على قول هذا أبداً ، فمن هو إذن الذي مثل النبي(ص) والذي لابد من وجوده وإلا يكون القول في الآية خاليا من الحكمة ، والله سبحانه وتعالى حكيم عليم؟؟ الجواب الذي لا يختلف فيه أحد من كل طوائف المسلمين إلا من أصر على الجحود : هو علي(ص) هو مثل النبي(ص) ونفس النبي(ص) بنص القرآن ، قال تعالى{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}(آل عمران/61) وثابت عند كل المسلمين أن هذه الآية نزلت عند ذهاب النبي(ص) لمباهلة نصارى نجران ، وخرج للمباهلة بآل بيته ؛ الحسن والحسين وفاطمة وعلي(صلوات الله وسلامه عليهم وعلى أبنائهم الحجج المنصبين من الله سبحانه) ، فكان الأبناء في الآية هما الحسنان(ص) ، وكانت النساء فاطمة(ص) ، وكانت الأنفس علياً(ص) ، ولذا فعلي(ص) هو الآية البديلة لمحمد(ص) ، وهكذا ينتقل الأمر بين من ذكرهم رسول الله(ص) في وصيته التي أملاها ليلة وفاته على علي(ص) وذكر فيها أن هذا الأمر يليه اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً ، أولئك هم الآيات التي يستبدل بعضها بعضا إلى أن يرث الله سبحانه الأرض وما عليها ، وبهم يتحقق العدل ، وبهم يكون الخلاص من الظلم والجور ، ولمن طلب الحق وأراد الخلاص من حالة التيه والضياع أقول : فقط لتنظر إلى عنوان المهدي(ص) وعمله ، أما عنوانه فهو من عترة محمد(ص) التي أوصى الناس إذا ما شاءت الهدى أن تتمسك بها ، وهو الذي سيعرفكم بالآيات الماضية وعظيم ما وقع عليها من الظلم ، وكيف أن الأمة بإضاعتها لآيات الله كيف ضيعت حظها وتاهت في ظلمات بعضها فوق بعض؟؟؟ وعمله ؛ أنه يملأ الأرض قسطاً عدلاً بعدما ملأها الفجار ظلما وجورا .

    Comment

    • gth
      عضو جديد
      • 29-08-2010
      • 31

      #3
      رد: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

      لا اله الا الله محمد رسول الله ....

      يااخي المعقبات أي الملائكه ... مالهم علاقه بآل البيت ...... هذا شي ..

      وعندما تقول بأن الأيه )) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (( تعني المهدي فهذا امر خطير ولربما اخرج من المله لأن محمد خاتم الأنبياء والمرسلين .. مافيه بعد محمد وحي ولن ينزل وحي ...

      وكذلك إنا نحن أي الله وإنا للتعظيم ومعه الروح المقدس صاحب الوحي الأمين جبريل عليه السلام وهذا الأمين هو من يقوم بأعمال الوحي من عهد آدم حتى عهد محمد صلى الله عليه وسلم ومحمد هو الختام والمعقب إذن ليس بعده أحد ولن يكون هناك وحي أبداً وليس هناك من هو مثل محمد .... وكمان شغله ثانيه أنفسنا ربما تعني الكثير من الرجال وليس الرسول وعلي فقط .. ونساءنا زوجات النبي داخلون في هذه المباهله لأن الله يقول مخاطباً وجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بــ يانساء النبي (( وارجع للقرآن لترى ...


      بالنسبه للمهدي مادليله الواضح بأنه المهدي .. ولا تقول لي بأنه من آل البيت لن هناك غيره من يدعي هذا الشرف .. فكل شخص لديه ذرة عقل لن يلحق سراباً يلقيه في جهنم والعياذ بالله ...

      ألحين انتم أنصار .... أول ما كنتم شيعه ؟؟؟؟؟

      هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل ..
      [CENTER][COLOR="Blue"][B]لا إله إلاّ الله محمد رسول الله
      حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ..[/B][/COLOR][/CENTER]

      Comment

      Working...
      X
      😀
      🥰
      🤢
      😎
      😡
      👍
      👎