بسم الله الرحمن الرحيم
ناقل الكفر ليس بكافر وهذي هي كتبكم
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 467
سابقة عمر قبل الاسلام
ومن طرائف ما رووه في كتبهم المعتبرة الصحاح ، وقد ذكره ابن عبدربه في كتاب العقد في المجلد الاول في حديث استعمال عمر بن الخطاب لعمرو ابن العاص في بعض ولاياته قال : فقال عمرو بن العاص ما هذا لفظه وعمرو بن العاص ممن ل
يتهم بنقله في حق عمر ، قبح الله زمانا عمل فيه عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب : والله اني لاعرف الخطاب يحمل على راسه حزمة من حطب وعلى ابنه مثلها وما ثمنها الا في تمرة لا تبلغ رضيعة .
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 468
وذكر مؤلف كتاب نهاية الطلب الحنبلي المقدم ذكره ان عمر بن الخطاب كان قبل الاسلام نخاس الحمير .
( قال عبد المحمود ) : انظر رحمك الله الى ما قد وصفوا به منزلة خليفتهم عمر وما كان عليه الرذالة والدنائة وسياسة الحمير ، فكيف يعدل هو وأبو بكر وأتباعهما عن بني هاشم ملوك الجاهلية والاسلام ؟
واختاروا عمر وهذه حاله على ما شهدوا به عليه ؟
ثم انظر كيف كان خلاص عمر من حمل الحطب وعرى الجسد ونخس الحمير بطريق نبيهم محمد " ص " بعد وفاته ، ثم تفكر فيما كان يجبهه به في حياته من سوء المعاملة وقبح الصحبة ، وما جازى به أهل بيت نبيهم بعد وفاته ، ففى ذلك عجائب لذوى الالباب يعرف منها حقايق ما جرى عليهم من التعصب في الاسباب .
ومن ذلك ما ذكره ابن عبد ربه في المجلد الثاني من كتاب العقد قال : وخرج عمر بن الخطاب ويده على المعلى بن جارود ، فلقيته امراة من قريش فقالت : يا عمر ! فوقف لها فقالت : كنا نعرفك مرة عميرا ثم صرت من بعد عمير عمر ، ثم صرت
من بعد عمر أمير المؤمنين ، فاتق الله يابن الخطاب وانظر في امورك وامور الناس ، فانه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشى الفوت ( 1 ) .
ومن طرائف ما قبحوا به ذكر خليفتهم عمر انهم ذكروا عنه ان الله تعالى فرض في المواريث ما لا يقوم المال الموروث به ، وطرقوا للزنادقة والملحدين الطعن على الله والرسول ، وشهدوا ان عمر كان سبب ذلك وسموها مسالة العول . وقد ذكر أبو هلال العسكري في كتاب الاوائل : أول من فعل هذا وأحدث
* ( هامش ) *
( 1 ) نقله العسقلاني في الاصابة : 4 / 290 ، وابن عبد البر في الاستيعاب : 4 / 291 . ( * )
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 469
هذه المسالة عمر بن الخطاب ، ورووه في غير كتاب الاوائل بما هذا لفظه : عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود انه قال : التقيت أنا وزفر بن اويس النظرى فقلنا نمضى الى ابن عباس فمضينا يحدثنا فكان مما تحدث قال : سبحان الله الذي
احصى رمل عالج عددا جعل في المال نصفا ونصفا وثلثا ذهب النقصان بالمال فاين الثلث انما جعل نصفا ونصفا واثلاثا وأرباعا ، وايم الله لو قدموا من قدمه الله واخروا من اخره ما عالت الفريضة قط قلت : من الذي قدمه الله ومن الذى اخره
الله ؟ قال : الذى اهبط الله من فرض الى فرض فهو الذى قدمه ، ومن اهبطه من فرض الى ما بقى فهو الذى اخره الله فقلت : من اول من اعال الفرائض قال : عمر بن الخطاب .
( قال عبد المحمود ) : كيف حسن رضاهم بخليفة يشهدون عليه انه بلغ من النقصان وعدم علم القرآن والطعن على الله ورسوله الى هذه الغايات ، ليتهم أما ما كانوا رضوه أو حيث رضوه اسقطوا عنه مثل هذه الروايات .
ومن طريف ما بلغوا إليه من القدح في أصل خليفتهم ، وان جدته صهاك الحبشية ولدته من سفاح يعنى من زنا ، ثم يروون ان ولد الزنا لا ينجب ، ثم مع هذا التناقض يدعون أنه أنجب ويكذبون أنفسهم ولو عقلوا لاستقبحوا أن يولوا خليفة ، ثم شهدوا أنه ولد الزنا .
فمن روايتهم في ذلك ما ذكره أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبى وهو من رجالهم في كتاب المثالب فقال ما هذا لفظه في عدد جملة من ولدوا من سفاح : روى هشام عن أبيه قال : كانت صهاك أمة حبشية لهاشم بن عبد مناف ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب . فهل بلغت الشيعة أقبح من هذه الاسباب .
ومن طرائف ما قصدوا به مدح عمر بن الخطاب وحصلوا في ذمه ما ذكره
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 470
صاحب احياء علوم الدين الغزالي في الجزء الاول من الاحياء في الفصل الرابع من قواعد العقايد في الوجه الثالث من الفصل المذكور في أواخره فقال ما هذا لفظه : حتى كان عمر بن الخطاب يسال حذيفة عن نفسه وانه هل ذكر في المنافقين ( 1 ) .
( قال عبد المحمود ) : هذا شئ عجيب لان حذيفة كان صاحب سر رسول الله " ص " في المنافقين والكفار ، كذا روى رواتهم ونقلة الاخبار فسؤال عمر هل ذكره رسول الله " ص " فيهم من عجيبات المسائل ، لانه ان كان ذكره رسولهم في المنافقين وهو يعلم من نفسه ذلك فلا معنى للسؤال .
على أنه يقال لو لا انه يعلم من نفسه ما يليق بهذه الحال ما سال عنها ، فرايت في موضع آخر ان حذيفة قال له : أنت اعلم بنفسك .
ولو كان حذيفه يعلم انه ما هو منهم قال : لا ما أنت منهم لانه خليفة يخاف ويرجى ، فتقية حذيفة تشهد له بالطعن عليه وقد كان مستغنيا بما أشار إليه .
ومن طرائف ذلك ما ذكره الغزالي أيضا في كتاب اسرار الطهارة فقال ما هذا لفظه : حتى ان عمر مع علو منصبة توضأ من ماء في جرة نصرانية ( 2 ) .
( قال عبد المحمود ) : أي فضيلة في ان يكون عمر يتوضا للصلاة من ماء أعداء الله ورسوله المشركين الذين أنجاس بمضمون كتابهم " انما المشركون نجس " ( 3 ) ولقد بلغ القوم في ذم خليفتهم عمر بغاية الاجتهاد وأراحوا اعداءهم من النقل والايراد .
ناقل الكفر ليس بكافر وهذي هي كتبكم
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 467
سابقة عمر قبل الاسلام
ومن طرائف ما رووه في كتبهم المعتبرة الصحاح ، وقد ذكره ابن عبدربه في كتاب العقد في المجلد الاول في حديث استعمال عمر بن الخطاب لعمرو ابن العاص في بعض ولاياته قال : فقال عمرو بن العاص ما هذا لفظه وعمرو بن العاص ممن ل
يتهم بنقله في حق عمر ، قبح الله زمانا عمل فيه عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب : والله اني لاعرف الخطاب يحمل على راسه حزمة من حطب وعلى ابنه مثلها وما ثمنها الا في تمرة لا تبلغ رضيعة .
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 468
وذكر مؤلف كتاب نهاية الطلب الحنبلي المقدم ذكره ان عمر بن الخطاب كان قبل الاسلام نخاس الحمير .
( قال عبد المحمود ) : انظر رحمك الله الى ما قد وصفوا به منزلة خليفتهم عمر وما كان عليه الرذالة والدنائة وسياسة الحمير ، فكيف يعدل هو وأبو بكر وأتباعهما عن بني هاشم ملوك الجاهلية والاسلام ؟
واختاروا عمر وهذه حاله على ما شهدوا به عليه ؟
ثم انظر كيف كان خلاص عمر من حمل الحطب وعرى الجسد ونخس الحمير بطريق نبيهم محمد " ص " بعد وفاته ، ثم تفكر فيما كان يجبهه به في حياته من سوء المعاملة وقبح الصحبة ، وما جازى به أهل بيت نبيهم بعد وفاته ، ففى ذلك عجائب لذوى الالباب يعرف منها حقايق ما جرى عليهم من التعصب في الاسباب .
ومن ذلك ما ذكره ابن عبد ربه في المجلد الثاني من كتاب العقد قال : وخرج عمر بن الخطاب ويده على المعلى بن جارود ، فلقيته امراة من قريش فقالت : يا عمر ! فوقف لها فقالت : كنا نعرفك مرة عميرا ثم صرت من بعد عمير عمر ، ثم صرت
من بعد عمر أمير المؤمنين ، فاتق الله يابن الخطاب وانظر في امورك وامور الناس ، فانه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشى الفوت ( 1 ) .
ومن طرائف ما قبحوا به ذكر خليفتهم عمر انهم ذكروا عنه ان الله تعالى فرض في المواريث ما لا يقوم المال الموروث به ، وطرقوا للزنادقة والملحدين الطعن على الله والرسول ، وشهدوا ان عمر كان سبب ذلك وسموها مسالة العول . وقد ذكر أبو هلال العسكري في كتاب الاوائل : أول من فعل هذا وأحدث
* ( هامش ) *
( 1 ) نقله العسقلاني في الاصابة : 4 / 290 ، وابن عبد البر في الاستيعاب : 4 / 291 . ( * )
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 469
هذه المسالة عمر بن الخطاب ، ورووه في غير كتاب الاوائل بما هذا لفظه : عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود انه قال : التقيت أنا وزفر بن اويس النظرى فقلنا نمضى الى ابن عباس فمضينا يحدثنا فكان مما تحدث قال : سبحان الله الذي
احصى رمل عالج عددا جعل في المال نصفا ونصفا وثلثا ذهب النقصان بالمال فاين الثلث انما جعل نصفا ونصفا واثلاثا وأرباعا ، وايم الله لو قدموا من قدمه الله واخروا من اخره ما عالت الفريضة قط قلت : من الذي قدمه الله ومن الذى اخره
الله ؟ قال : الذى اهبط الله من فرض الى فرض فهو الذى قدمه ، ومن اهبطه من فرض الى ما بقى فهو الذى اخره الله فقلت : من اول من اعال الفرائض قال : عمر بن الخطاب .
( قال عبد المحمود ) : كيف حسن رضاهم بخليفة يشهدون عليه انه بلغ من النقصان وعدم علم القرآن والطعن على الله ورسوله الى هذه الغايات ، ليتهم أما ما كانوا رضوه أو حيث رضوه اسقطوا عنه مثل هذه الروايات .
ومن طريف ما بلغوا إليه من القدح في أصل خليفتهم ، وان جدته صهاك الحبشية ولدته من سفاح يعنى من زنا ، ثم يروون ان ولد الزنا لا ينجب ، ثم مع هذا التناقض يدعون أنه أنجب ويكذبون أنفسهم ولو عقلوا لاستقبحوا أن يولوا خليفة ، ثم شهدوا أنه ولد الزنا .
فمن روايتهم في ذلك ما ذكره أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبى وهو من رجالهم في كتاب المثالب فقال ما هذا لفظه في عدد جملة من ولدوا من سفاح : روى هشام عن أبيه قال : كانت صهاك أمة حبشية لهاشم بن عبد مناف ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب . فهل بلغت الشيعة أقبح من هذه الاسباب .
ومن طرائف ما قصدوا به مدح عمر بن الخطاب وحصلوا في ذمه ما ذكره
الطرائف - السيد ابن طاووس الحسني ص 470
صاحب احياء علوم الدين الغزالي في الجزء الاول من الاحياء في الفصل الرابع من قواعد العقايد في الوجه الثالث من الفصل المذكور في أواخره فقال ما هذا لفظه : حتى كان عمر بن الخطاب يسال حذيفة عن نفسه وانه هل ذكر في المنافقين ( 1 ) .
( قال عبد المحمود ) : هذا شئ عجيب لان حذيفة كان صاحب سر رسول الله " ص " في المنافقين والكفار ، كذا روى رواتهم ونقلة الاخبار فسؤال عمر هل ذكره رسول الله " ص " فيهم من عجيبات المسائل ، لانه ان كان ذكره رسولهم في المنافقين وهو يعلم من نفسه ذلك فلا معنى للسؤال .
على أنه يقال لو لا انه يعلم من نفسه ما يليق بهذه الحال ما سال عنها ، فرايت في موضع آخر ان حذيفة قال له : أنت اعلم بنفسك .
ولو كان حذيفه يعلم انه ما هو منهم قال : لا ما أنت منهم لانه خليفة يخاف ويرجى ، فتقية حذيفة تشهد له بالطعن عليه وقد كان مستغنيا بما أشار إليه .
ومن طرائف ذلك ما ذكره الغزالي أيضا في كتاب اسرار الطهارة فقال ما هذا لفظه : حتى ان عمر مع علو منصبة توضأ من ماء في جرة نصرانية ( 2 ) .
( قال عبد المحمود ) : أي فضيلة في ان يكون عمر يتوضا للصلاة من ماء أعداء الله ورسوله المشركين الذين أنجاس بمضمون كتابهم " انما المشركون نجس " ( 3 ) ولقد بلغ القوم في ذم خليفتهم عمر بغاية الاجتهاد وأراحوا اعداءهم من النقل والايراد .
Comment