س1:- هناك الكثير ممن يقول انه ليس هناك دليل واضح على ان فاطمة الزهراء عليها السلام مكسورة ضلعها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الائمة والمهديين وسلم تسليما
السلام عليكم اخي الكريم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة الى مظلومية الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) والهجوم على دارها وحرقها وكسر ضلعها واسقاط جنينها من الثوابت التي هي كالشمس في رابعة النهار ولا ينكرها الا من سفه نفسه، وخبثت سريرته.
وروايات اهل البيت (ع) متواترة في ذلك نصا ومعنى، ومن يطلع على موقف اعداء اهل البيت (ع) يعلم انهم عاملوا الزهراء (ع) كأنها بنت أعدى اعدائهم وكأنهم يطلبونها بثارات لا ثار واحد !!!
وهناك كتاب بعنوان ( الهجوم على بيت فاطمة ) لعبد الزهراء مهدي، تجد فيه العشرات من الروايات واراء كل علماء الشيعة المتقدمين والمتاخرين وتأكيدهم على وقوع هذا الظلم العظيم.
واما من جاء اليوم ليشكك بذلك، فهدفه معروف وهو مغازلة ومداهنة ابناء العامة او من باب خالف تعرف، وقد روي عن اهل البيت ان من انكر مظلوميتهم فقد اشرك في ظلمهم مع من ظلمهم، وفي الحقيقة هؤلاء لا يحسن الالتفات اليهم او الاصغاء اليهم.
وان كانوا يريدون ان يثبتوا ان ابا بكر واخوانه بانهم لم يسيئوا للزهراء (ع) فهذا دون اثباته خرط القتاد، فاوثق مصادرهم تنص على ان ابا بكر منع الزهراء (ع) من ارضها فدك وغضبت عليه الزهراء وماتت وهي غاضبة عليه ولم تكلمه.
وايضا في مصادر ابناء العامة بأن الله يغضب لغضب فاطمة (ع) ، اذن فابو بكر قد غضب الله عليه ورسوله وفاطمة الزهراء (ع) التي من اذاها فقد اذى الرسول محمد (ص)، فكيف يرتقون هذا الفتق الشنيع ؟!
صحيح البخاري ج 4 باب دعاء النبي (ص) الى الاسلام والنبوة ... ص 42:
عروة بن الزبير ان عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته: ( ان فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ).
صحيح البخاري ج 8 كتاب الفرائض، ص 3:
عن عروة عن عائشة: ( ان فاطمة والعباس عليهما السلام اتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال قال أبو بكر والله لا ادع امرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه الا صنعته قال فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت ).
فليت شعري هل من شهد لها الرسول (ص) بالجنة وانها روحه وبضعته تكذب وتدعي ما ليس لها ( وحاشاها ) ؟؟ ولماذا تبقى غاضبة ومهاجرة ومقاطعة لابي بكر حتى ماتت ، فهل تغضب من اجل الباطل ام من اجل الحق ؟؟
فمن هو الاصدق يا ترى ؟؟
سنترك الحكم في تعيين الاصدق الى كلام عائشة لكي لا نتهم باننا نعتمد على مصادرنا فقط:
المستدرك للحاكم النيسابوري ج 3 ص 160 – 161:
عن عائشة رضي الله عنها انها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله قالت: ( ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها ). وشهد الحاكم النيسابوري بصحة هذا الحديث على شرط الشيخين.
صحيح البخاري ج 7 كتاب الاستئذان ، ص 142/ صحيح مسلم ج 7 باب من فضائل ام ايمن ، ص 144:
عن عائشة عن الرسول محمد ص : ( ........ قال يا فاطمة الا ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة ).
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 154:
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت: ( ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا من فاطمة برسول الله صلى الله عليه وآله وكانت إذا دخلت عليه رحب بها وقام إليها فاخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه ) وشهد الحاكم ايضا بصحة هذا الحديث على شرط الشيخين.
اذن ففاطمة اصدق من ابي بكر فلا يمكن ان نصدق ابا بكر ونكذبها او نتهمها وهي التي يعجز اللسان عن ذكر فضائلها عليها السلام. فهي وزوجها احب الناس الى رسول الله كما روى ذلك ايضا الحاكم النيسابوري في مستدركه:
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 154:
عن جميع بن عمير قال دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن علي فقالت: ( تسألني عن رجل والله ما اعلم رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من علي ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من امرأته ) وايضا شهد الحاكم بصحة هذا الحديث.
فغضب فاطمة (ع) على شخص يعني ان الرسول (ص) غاضب عليه وان الله غاضب عليه:
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 154:
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة: ( ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ) وشهد الحاكم ايضا بصحة هذا الحديث.
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 154 – 155:
عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ( إنما فاطمة شجنة منى يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها ) وشهد الحاكم ايضا بصحة هذا الحديث.
وفي صحيح البخاري – كما تقدم – ان فاطمة (ع) غضبت على ابي بكر وماتت وهي هاجرة له، ولم ترض عنه، وهذا يعني ان الرسول (ص) لم يرض عن ابي بكر ولا الله جل وعلا ... فمالكم كيف تحكمون واي ثقل بأل محمد تعدلون ؟!
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الائمة والمهديين ولعنة الله الدائمة على ظالميهم الى يوم الدين.
اللجنة العلمية
انصار الامام المهدي ( مكن الله له في الارض )
الشيخ ناظم العقيلي
Comment