بسم الله الرحمن الرحيم
ربيع العرب مقلوب رأسا على عقب!!
بقلم : زكي السراجي
اعتاد العرب بل ربما الأدق أدمنوا على تجاهل الكيفية التي يقرؤون بها التاريخ ، وكيف ينظرون إلى ما يجري حولهم من تغيرات وتبدلات ، وماذا يحضر لهم في مطابخ الظلام؟؟!! ولعل قائل يقول سئمنا من نظرية المؤامرة!! نعم صحيح سئمنا ، بل تسممنا!!
ولكن الأمر لا يتعلق بالحديث عن نظرية المؤامرة ، بل هو ناظر إلى أن العرب في كل مرة يلدغون من نفس الجحر ومن نفس الأفعى ، على الرغم من أنهم سيقولون : لا ، هذا كلام غير صحيح!! فهذه الأفعى التي لدغتنا اليوم جلدها ناعم ومخطط بالأحمر وقريب من رأسها بقعة زرقاء مليئة بالنجوم ، وهي تختلف عن تلك التي لدغتنا فقد كانت أفعى متعالية ولون جلدها يختلف تماما!!
لكن لم يخبرنا الجلد العربي الذي اعاد أن يزرورق لونه من كثرة اللدغ وشدته ؛ هل اختلف السم هذه المرة أو هو ذاته؟؟!!
لاشك أن السم ذاته وإن تغير الطعم قليلا فصار بنكهة الربيع الذي جاء في غير موعده ، فربيع العرب يرقص في حمارة القيظ مذبوحا من الألم!! شيء جيد أن تسقط الرؤوس الخاوية ولكن هل فكر الشباب العربي حامل راية الربيع بـ : ما البديل؟؟!!
ربما عد الشباب أن خروجهم إلى الشارع وتخطي حاجز الخوف والمناداة علنا بإسقاط النظام كان إنجازا بحد ذاته!! وواقع الحال ليس إنجازا بقدر ما هو رد فعل طبيعي على حالة التفسخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي التي يعيشها العالم العربي ، فأولئك الحكام كانوا كالسوس الذي نخر جدار مملكته بنفسه وهو يظن أنه يحسن صنعا!!
ولكن قبل المضي في الحديث عن الربيع الساخن ، هناك أمر ينبغي أن نلتفت إليه بجدية ذاك هو أن منطقة خليج الأعراب بقيت محتفظة بهويتها الصيفية ، وكروش سادتها وادعة ؛ هل هذا يعني لأنهم عدلوا فأمنوا فناموا؟؟؟!!! ولماذا من يرفع راية الربيع هو دولة مثل قطر ممثلة ببوقها عالي الضجيج قناة الجزيرة الفخاخية؟؟!!
ولماذا عندما هبت نسائم الربيع على البحرين التهمها درع جزيرة الأعراب وفعل بالناس ما فعل؟؟!! ولماذا بيوت الصفيح المنتشرة في أرض نجد والحجاز لا يصلها نسيم الربيع العربي؟؟!! ولماذا ... ولماذا ... ولماذا؟؟؟!! ملاحظة : ربما سيقول الأعراب هذا الكاتب يتحدث بمنطق صفوي ـ كما هي عادتهم دائما ـ ولكنهم نسوا أو تناسوا أولئك الأعراب أنهم والصفوية وجهان لعملة واحدة اسمها العصبية الجاهلية الممقوتة التي تقيم البشر على أساس الانتماء العرقي ، وهذا المنطق كان غرضا لفأس الدين الحنيف ، فصنم الانتماء القومي هو أخطر الأصنام التي تسكن بين جنبي الناس ، وسكان الجزيرة العربية ممن يعتنقون هذا الفكر القومي الشوفيني هم المعنيون بوصف (الأعراب) وهم من وصفهم الله سبحانه في كتابه بقوله{الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(التوبة/97) ، فماذا سيقولون بعد قول الله سبحانه؟؟!! هل سيتهمونه بالصفوية تعالى الله سبحانه عن ذلك علوا كبيرا؟؟؟!!!
وبالعودة إلى أنشودة الربيع التي لم نعد نسمع فيها سوى مقطع واحد مكرر : (الشعب يريد إسقاط النظام) ، ثم ماذا بعد؟؟!! إسقاط الأنظمة الظالمة مطلب وهو خط الشروع وليس هو المعركة الحقيقية ، فلماذا ربيع العرب لم يخطط سوى لخط الشروع حسب؟! وما الذي اختلف وسيختلف في هذا الربيع عن باقي فصول العرب الصيفية الشديدة القيظ؟؟!!
فها هي تونس وها هي مصر ومن قبلها العراق وإن كان ربيع العراق جاءته الأفعى بلباسها الرسمي ولم تأته بلباسها الاحتفالي كما هو الحال في الثورات العربية ، بماذا يطالب شبابها بعد الثورة؟؟!! لقد تمخض الربيع العربي تمخض الجبال وقام بعمل كبير ليلد لنا في النهاية فأراً كسيحا ، تولى توليده ورعايته أفعى العالم المعاصر!! فأر أنهكته ـ وهو في رحم التجارب ـ ألوان العقارات والأمصال التي حقن بها الجسد العربي لتكون هذه ولادته المنتظرة في نهاية المطاف ، حيث سقطت الأنظمة ، وسقط معها ما يسمونه بحاجز الخوف ليظهر للناس جليا حاجز أخطر اسمه حاجز الفوضى!!
وربما فأر الربيع العربي الكسيح المولود حديثا هو في الواقع كان يتنفس في رحم تلك الفوضى الخلاقة التي فعَّلتها أفعى آخر الزمان ، ولكن شيء جيد أن تخلع العرب أعنتها ، فهي بالنتيجة لابد من أن تدوس بحوافرها وهي في خضم هيجانها بعد خلع الأعنة على رأس الأفعى التي كانت تأمل من ربيع الهيجان أن يدخل العرب في إسطبلاتها لتبدأ عملية الترويض من جديد وربما ـ وأقول ربما ـ هناك الكثير ممن خلع الأعنة يرغب في العيش في إسطبلات الأفعى الماكرة ، ولكنه حتى هذه الرغبة لم تعد متاحة!!!
لم يعد الزمام بيد الأفعى ، بل هي قد خطت بيدها أولى سطور نهايتها المروعة ، نعم هي بيدها من أظهر الفساد في البر والبحر ، ولكنها لا ، ولن تستطيع كل مختبراتها وأمصالها من أن تمنع فايروس الفساد في أن ينخر جسدها حتى يوقعها في نهاية المطاف جثة متفسخة ، كما هو حال الرؤساء العرب ، ما إن يسقط حتى تنشط جردة الأمراض المزمنة بالظهور على السطح ؛ سرطانات بالجملة ، عيوب بالجملة ، جذوع خاوية بالجملة!!!
وهذه واحدة من ملامح الخدعة قد برزت اليوم على السطح جلية لا تحتاج إلى برهان ، فأولئك الذين كانوا يلمعون بل يبرقون أمام الكاميرات اليوم هم أعجاز نخل خاوية لا ترى لها من باقية .
ولعل من باب النصح ؛ إن بقيت آذان اليوم تسمع النصيحة وقلوب تعيها ، أنقل للقارئ رواية واردة من آل محمد(ص) بشأن أحداث آخر الزمان لعل الناس تعود لتقرأ ما سيقع بحسب ما ذكر الصادقون(ص) وكيف بينوه لهم ، وبينوا لهم علة وقوع تلك المصائب والبلاءات فعسى ولعل تصل هذه الكلمات إلى أوعيتها ويكون فيها تنبيه من الغفلة وإيقاظ من الهجعة .
من خطبة لأمير المؤمنين علي عليه السلام يصف فيها المنافقين قال : [نحمده على ما وفق له من الطاعة ، وذاد عنه من المعصية . ونسأله لمنته تماما وبحبله اعتصاما . ونشهد أن محمدا عبده ورسوله خاض إلى رضوان الله كل غمرة ، وتجرع فيه كل غصة . وقد تلون له الأدنون ، وتألب عليه الأقصون . وخلعت إليه العرب أعنتها ، وضربت لمحاربته بطون رواحلها ، حتى أنزلت بساحته عداوتها من أبعد الدار وأسحق المزار أوصيكم عباد الله بتقوى الله . وأحذركم أهل النفاق فإنهم الضالون المضلون ، والزالون المزلون. يتلونون ألوانا ، ويفتنون أفتنانا ، ويعمدونكم بكل عماد ، ويرصدونكم بكل مرصاد . قلوبهم دوية. وصفاحهم نقية . يمشون الخفاء ، ويدبون الضراء وصفهم دواء ، وقولهم شفاء ، وفعلهم الداء العياء. حسدة الرخاء ، ومؤكدوا البلاء ، ومقنطوا الرجاء . لهم بكل طريق صريع وإلى كل قلب شفيع ، ولكل شجو دموع . يتقارضون الثناء ، ويتراقبون الجزاء . إن سألوا ألحفوا ، وإن عدلوا كشفوا ، وإن حكموا أسرفوا . قد أعدوا لكل حق باطلا ، ولكل قائم مائلا ، ولكل حي قاتلا ، ولكل باب مفتاحا ، ولكل ليل مصباحا . يتوصلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم ، وينفقوا به أعلاقهم . يقولون فيشبهون ، ويصفون فيموهون . قد هونوا الطريق ، وأضلعوا المضيق . فهم لمة الشيطان وحمة النيران " أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون "]( نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 2 - ص 165 - 167) تدبروا من قال للناس سلوني قبل أن تفقدوني ، وقد فقدوه وما سألوه ، فهلا أفدنا من عبر الماضي فنسأل علياً(ص) حتى ننجوا مما هو محيط بنا لا محالة؟؟!! قال تعالى{ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ * وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ}(سبأ/51-54) .
منقول من موقع القوة الثالثة
ربيع العرب مقلوب رأسا على عقب!!
بقلم : زكي السراجي
اعتاد العرب بل ربما الأدق أدمنوا على تجاهل الكيفية التي يقرؤون بها التاريخ ، وكيف ينظرون إلى ما يجري حولهم من تغيرات وتبدلات ، وماذا يحضر لهم في مطابخ الظلام؟؟!! ولعل قائل يقول سئمنا من نظرية المؤامرة!! نعم صحيح سئمنا ، بل تسممنا!!
ولكن الأمر لا يتعلق بالحديث عن نظرية المؤامرة ، بل هو ناظر إلى أن العرب في كل مرة يلدغون من نفس الجحر ومن نفس الأفعى ، على الرغم من أنهم سيقولون : لا ، هذا كلام غير صحيح!! فهذه الأفعى التي لدغتنا اليوم جلدها ناعم ومخطط بالأحمر وقريب من رأسها بقعة زرقاء مليئة بالنجوم ، وهي تختلف عن تلك التي لدغتنا فقد كانت أفعى متعالية ولون جلدها يختلف تماما!!
لكن لم يخبرنا الجلد العربي الذي اعاد أن يزرورق لونه من كثرة اللدغ وشدته ؛ هل اختلف السم هذه المرة أو هو ذاته؟؟!!
لاشك أن السم ذاته وإن تغير الطعم قليلا فصار بنكهة الربيع الذي جاء في غير موعده ، فربيع العرب يرقص في حمارة القيظ مذبوحا من الألم!! شيء جيد أن تسقط الرؤوس الخاوية ولكن هل فكر الشباب العربي حامل راية الربيع بـ : ما البديل؟؟!!
ربما عد الشباب أن خروجهم إلى الشارع وتخطي حاجز الخوف والمناداة علنا بإسقاط النظام كان إنجازا بحد ذاته!! وواقع الحال ليس إنجازا بقدر ما هو رد فعل طبيعي على حالة التفسخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي التي يعيشها العالم العربي ، فأولئك الحكام كانوا كالسوس الذي نخر جدار مملكته بنفسه وهو يظن أنه يحسن صنعا!!
ولكن قبل المضي في الحديث عن الربيع الساخن ، هناك أمر ينبغي أن نلتفت إليه بجدية ذاك هو أن منطقة خليج الأعراب بقيت محتفظة بهويتها الصيفية ، وكروش سادتها وادعة ؛ هل هذا يعني لأنهم عدلوا فأمنوا فناموا؟؟؟!!! ولماذا من يرفع راية الربيع هو دولة مثل قطر ممثلة ببوقها عالي الضجيج قناة الجزيرة الفخاخية؟؟!!
ولماذا عندما هبت نسائم الربيع على البحرين التهمها درع جزيرة الأعراب وفعل بالناس ما فعل؟؟!! ولماذا بيوت الصفيح المنتشرة في أرض نجد والحجاز لا يصلها نسيم الربيع العربي؟؟!! ولماذا ... ولماذا ... ولماذا؟؟؟!! ملاحظة : ربما سيقول الأعراب هذا الكاتب يتحدث بمنطق صفوي ـ كما هي عادتهم دائما ـ ولكنهم نسوا أو تناسوا أولئك الأعراب أنهم والصفوية وجهان لعملة واحدة اسمها العصبية الجاهلية الممقوتة التي تقيم البشر على أساس الانتماء العرقي ، وهذا المنطق كان غرضا لفأس الدين الحنيف ، فصنم الانتماء القومي هو أخطر الأصنام التي تسكن بين جنبي الناس ، وسكان الجزيرة العربية ممن يعتنقون هذا الفكر القومي الشوفيني هم المعنيون بوصف (الأعراب) وهم من وصفهم الله سبحانه في كتابه بقوله{الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(التوبة/97) ، فماذا سيقولون بعد قول الله سبحانه؟؟!! هل سيتهمونه بالصفوية تعالى الله سبحانه عن ذلك علوا كبيرا؟؟؟!!!
وبالعودة إلى أنشودة الربيع التي لم نعد نسمع فيها سوى مقطع واحد مكرر : (الشعب يريد إسقاط النظام) ، ثم ماذا بعد؟؟!! إسقاط الأنظمة الظالمة مطلب وهو خط الشروع وليس هو المعركة الحقيقية ، فلماذا ربيع العرب لم يخطط سوى لخط الشروع حسب؟! وما الذي اختلف وسيختلف في هذا الربيع عن باقي فصول العرب الصيفية الشديدة القيظ؟؟!!
فها هي تونس وها هي مصر ومن قبلها العراق وإن كان ربيع العراق جاءته الأفعى بلباسها الرسمي ولم تأته بلباسها الاحتفالي كما هو الحال في الثورات العربية ، بماذا يطالب شبابها بعد الثورة؟؟!! لقد تمخض الربيع العربي تمخض الجبال وقام بعمل كبير ليلد لنا في النهاية فأراً كسيحا ، تولى توليده ورعايته أفعى العالم المعاصر!! فأر أنهكته ـ وهو في رحم التجارب ـ ألوان العقارات والأمصال التي حقن بها الجسد العربي لتكون هذه ولادته المنتظرة في نهاية المطاف ، حيث سقطت الأنظمة ، وسقط معها ما يسمونه بحاجز الخوف ليظهر للناس جليا حاجز أخطر اسمه حاجز الفوضى!!
وربما فأر الربيع العربي الكسيح المولود حديثا هو في الواقع كان يتنفس في رحم تلك الفوضى الخلاقة التي فعَّلتها أفعى آخر الزمان ، ولكن شيء جيد أن تخلع العرب أعنتها ، فهي بالنتيجة لابد من أن تدوس بحوافرها وهي في خضم هيجانها بعد خلع الأعنة على رأس الأفعى التي كانت تأمل من ربيع الهيجان أن يدخل العرب في إسطبلاتها لتبدأ عملية الترويض من جديد وربما ـ وأقول ربما ـ هناك الكثير ممن خلع الأعنة يرغب في العيش في إسطبلات الأفعى الماكرة ، ولكنه حتى هذه الرغبة لم تعد متاحة!!!
لم يعد الزمام بيد الأفعى ، بل هي قد خطت بيدها أولى سطور نهايتها المروعة ، نعم هي بيدها من أظهر الفساد في البر والبحر ، ولكنها لا ، ولن تستطيع كل مختبراتها وأمصالها من أن تمنع فايروس الفساد في أن ينخر جسدها حتى يوقعها في نهاية المطاف جثة متفسخة ، كما هو حال الرؤساء العرب ، ما إن يسقط حتى تنشط جردة الأمراض المزمنة بالظهور على السطح ؛ سرطانات بالجملة ، عيوب بالجملة ، جذوع خاوية بالجملة!!!
وهذه واحدة من ملامح الخدعة قد برزت اليوم على السطح جلية لا تحتاج إلى برهان ، فأولئك الذين كانوا يلمعون بل يبرقون أمام الكاميرات اليوم هم أعجاز نخل خاوية لا ترى لها من باقية .
ولعل من باب النصح ؛ إن بقيت آذان اليوم تسمع النصيحة وقلوب تعيها ، أنقل للقارئ رواية واردة من آل محمد(ص) بشأن أحداث آخر الزمان لعل الناس تعود لتقرأ ما سيقع بحسب ما ذكر الصادقون(ص) وكيف بينوه لهم ، وبينوا لهم علة وقوع تلك المصائب والبلاءات فعسى ولعل تصل هذه الكلمات إلى أوعيتها ويكون فيها تنبيه من الغفلة وإيقاظ من الهجعة .
من خطبة لأمير المؤمنين علي عليه السلام يصف فيها المنافقين قال : [نحمده على ما وفق له من الطاعة ، وذاد عنه من المعصية . ونسأله لمنته تماما وبحبله اعتصاما . ونشهد أن محمدا عبده ورسوله خاض إلى رضوان الله كل غمرة ، وتجرع فيه كل غصة . وقد تلون له الأدنون ، وتألب عليه الأقصون . وخلعت إليه العرب أعنتها ، وضربت لمحاربته بطون رواحلها ، حتى أنزلت بساحته عداوتها من أبعد الدار وأسحق المزار أوصيكم عباد الله بتقوى الله . وأحذركم أهل النفاق فإنهم الضالون المضلون ، والزالون المزلون. يتلونون ألوانا ، ويفتنون أفتنانا ، ويعمدونكم بكل عماد ، ويرصدونكم بكل مرصاد . قلوبهم دوية. وصفاحهم نقية . يمشون الخفاء ، ويدبون الضراء وصفهم دواء ، وقولهم شفاء ، وفعلهم الداء العياء. حسدة الرخاء ، ومؤكدوا البلاء ، ومقنطوا الرجاء . لهم بكل طريق صريع وإلى كل قلب شفيع ، ولكل شجو دموع . يتقارضون الثناء ، ويتراقبون الجزاء . إن سألوا ألحفوا ، وإن عدلوا كشفوا ، وإن حكموا أسرفوا . قد أعدوا لكل حق باطلا ، ولكل قائم مائلا ، ولكل حي قاتلا ، ولكل باب مفتاحا ، ولكل ليل مصباحا . يتوصلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم ، وينفقوا به أعلاقهم . يقولون فيشبهون ، ويصفون فيموهون . قد هونوا الطريق ، وأضلعوا المضيق . فهم لمة الشيطان وحمة النيران " أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون "]( نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 2 - ص 165 - 167) تدبروا من قال للناس سلوني قبل أن تفقدوني ، وقد فقدوه وما سألوه ، فهلا أفدنا من عبر الماضي فنسأل علياً(ص) حتى ننجوا مما هو محيط بنا لا محالة؟؟!! قال تعالى{ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ * وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ * وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ}(سبأ/51-54) .
منقول من موقع القوة الثالثة
Comment