إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ما الذي حدث في العمارة ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    ما الذي حدث في العمارة ؟

    ما الذي حدث في العمارة ؟
    أبو محمد الأنصاري
    تشكل العمارة مع مدينة الصدر المستودع الأكبر من حيث العدة والعدد لجيش المهدي الذراع العسكري للتيار الصدري ، وتكتسب المدينة أهمية إضافية بوصفها المعقل الأخير للتيار الصدري في المنطقة الجنوبية بعد أن استطاعت الدولة من إنهاء قوة التيار في محافظات البصرة والديوانية والناصرية ، كما إنها المدينة الوحيدة في الجنوب التي ينتمي الجهاز الإداري والأمني فيها للتيار الصدري بالكامل تقريباً ، لدرجة أن التوظيف في دوائر الدولة لابد أن يمر عبر المكتب التابع للتيار .
    على هذه الخلفية تبدو السهولة البالغة التي فرضت بها قوات الحكومة السيطرة على المدينة محيرة لدرجة لا يخرج المتابع منها بغير وصل الخيوط الداخلية بخيوط التأثير الأجنبي ، فالظنون المحلقة في فضاء الحيرة تصادف جاذبية كبيرة لتأطير ما حدث بدائرة لعبة الأمم .
    فإذا كانت الأيام القليلة الماضية كادت تشهد نهاية مسرحية الود المصطنع بين بغداد وطهران ، على نمط نهايات العلاقات المصلحية الفاشلة ، بعد فصول مملة من النفاق السياسي وتصنّع الإبتسامات ، لاسيما بعد أن كشفت المعاهدة الأمنية عدم وفاء حكومة بغداد بالعهود والمواثيق القديمة ، غير أن المحب المصلحي الطهراني سرعان ما بدد روائح الخيانة التي ملأت الفضاء ، وعاد ثانية ليمارس لعبة المطامع القديمة .
    طهران التي أساءت القراءة منذ السطور الأولى لمسرحية الود المستحيل ، ولم تدرك أن الواشي الأمريكي ليس واش فقط وإنما طامع يملك من الإغراءات وأدوات الضغط ما يستطيع من خلاله تحقيق مآربه كلها ، تعود مجدداً لتطأ طريق الخطأ القديم نفسه ، بعد أن تم التلويح لها بورقة قوات خلق .
    وإذا كان الخطأ المتكرر قد يُغتفر في حال لم تتأخر التوبة عن الحد المقبول ، فإن ما حدث في العمارة لا يُظهر أية دلائل على وشك تحقق التوبة النصوح ، فالعاشق المصلحي الطهراني كما يبدو بجلاء مازال يثق بصلاحية أوراقه القديمة ، على الرغم من الصفعة المدوية التي وجهتها له المعاهدة الأمنية .
    إذن ما حدث في العمارة كان جزء من لعبة الود المصلحي بين طهران وبغداد ضحت فيه طهران ببعض أوراقها لتكسب وعداً بالحصول على الورقة التي تصبو لها منذ آمد بعيد .
    ولكن الغالب على الظن أكثر إن العاشق الطهراني يخشى كثيراً لحظة الندم التي لا شك ستكون لحظة قاسية لاسيما بعد أن فرط أو كاد بالعلاقة مع التيار الصدري ، وعلى الأرحج سيلعب العاشق الطهراني نفس اللعبة القديمة التي يحسنها فيحاول إصلاح ما أفسده مع التيار الصدري بقصد إثارة الغيرة في قلب المعشوق اللعوب القديم ، والمرجح أيضاً إن هذه اللعبة ستكون فاشلة ، فالخائنة ( ديزدمونة ) اختارت هذه المرة والى الأبد طريق الخيانة ، والمعاهدة الأمنية التي عقدتها مع الأمريكان ليست أبداً من قبيل المواثيق الكلامية التي قطعتها لطهران ، فهي غير قابلة للفسخ ، وليست أبداً نزوة ود عابرة ، إذن لابد لعطيل الطهراني أن يعود الى الحكمة البسيطة ويسمي الأشياء بأسمائها ، بدل المضي في المغامرة المجنونة حتى نهاية الشوط المخيبة بكل تأكيد .


    ---


    ---


    ---

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎