إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الإسلام شيء والأحزاب الإسلامية شيء آخر

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • المحارب الوحيلي
    عضو جديد
    • 06-02-2013
    • 19

    الإسلام شيء والأحزاب الإسلامية شيء آخر

    المقال منقول~للدكتورعلي كتابي ~من أجل أن يكون الطرح علميا وموضوعيا وبعيدا عن الإثارات النفسية التي تجعل القارئ يقع في دائرة : القبول أو الرفض العاطفي ، أقول إن هذا المقال هو لإثارة وعي القارئ وتحفيزه للبحث والتفكير وإعادة النظر بكامل الموروث الذي اكتسب قدسية اعتبارية عرفية وليست حقيقية ، وهو دعوة للجميع إلى أن يفعِّلوا إنسانيتهم المعطلة بدعوى التخصص في الدين والعلم وما إلى ذلك من المسميات التي أنشأت طبقات طفيلية كثيرة تعتاش على رقاب الكادحين والعاملين وتمتص عرقهم ودماءهم معا!!
    إن قضية الإسلام بوصفه دينا إلهيا للبشرية كلها أبيضها وأصفرها وأسودها ينبغي إعادة طرحها على بساط البحث والنظر والتدبر ، ليس من نوافذ الأحزاب التي تدعي وصلا بالإسلام ، وإنما علينا أن نبحث من ساحة الإسلام نفسه من الرسالة الإلهية المعرفة بالإسلام وهي القرآن الكريم والتوراة والإنجيل ، فهذه الكتب الإلهية هي الرسالة الحقيقية المعرفة بالإسلام ، وليست الدكاكين المظلمة التي عملت على التسمي بالدين وهي بعيدة عنه.
    فعندما نعود إلى خاتمة الرسالات نجد أن الدين عند الله الإسلام ، وهذا الدين هو منهاج حياة كامل متكامل لا يحتاج إلى غيره وغيره مفتقر إليه ، ولهذا الدين هيكلية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار مفادها أن الإسلام مبني على ثلاثة أركان هي أصله : المرسِل وهو (الله) سبحانه / الرسالة (وهي الدستور الإلهي) / الرسول (وهو المنفذ القائم العامل بالدستور الإلهي) ، وهذه الأركان ثابتة لم ولن تتغير مادامت السماوات الأرض ، ومن ثم فمن يدعي الإسلام فعليه أن يكون في ساحةٍ أركانها هذه الاسس الثلاثة.
    قال تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(آل عمران/31) ، هذه الآية الكريمة أجملت الإسلام بعبارة سهلة ميسرة لفهم الجميع مفادها أن الإسلام هو : متبوع منصب من الله وهو (الرسول) بأي صفة كان ؛ نبيا أو إماما أو وصيا أو ملكا منصبا كطالوت(ع) ، هذه هي معادلة الإسلام وكل ما سواها هو انتساب للإسلام ينقصه الدليل ، فالإسلام هو تسليم التابع للمتبوع المنصب من الله ، فحتى تكون مسلما حقيقيا لابد أن تكون تابعا لرجل نصبه الله عليك وهو خليفة الله في كل زمان.
    أما ممارسة تعاليم الإسلام كالصلاة والصوم والحج وغيرها وعمل المسابقات القرآنية ، وإطالة اللحى وتقصير الثياب ، ولقلقة الالسن بمفردات الدين و... و... الخ من الممارسات فمثلها مثل الاوراق إذا لم تكن في اغصانها والأغصان في شجرتها والشجرة في ارضها الطيبة الصالحة فإنما هي أوراق ذابلة لا قيمة لها ولا حياة فيها ، وهذا واقع حال يعترف به المسلمون أنفسهم ، فكل المنتسبين للإسلام يصلون ويصومون ويحجون و... و.... الخ ولكن الإسلام ليس في واقعهم حقا وصدقا!! لماذا؟؟ لان الإسلام لا يكون من دون وجود قائد الهي يقود الناس إلى صلاحهم وبه تنتظم حياتهم واليه يرجعون فيما شجر بينهم ، قال تعالى{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}(النساء/65).
    وهنا على الناس أن تنتبه إلى أن الرسالة الإلهية واحدة والمرسلون الالهيون يتعاقبون عليها واحدا بعد واحد ، فهنا الخطاب في الآية موجه إلى رسول الله محمد(ص) في زمن محمد(ص) ، ولكن بعد زمنه وبعد رحيله عن هذا العالم هل ماتت هذه الآية بموته؟؟ الجواب : لا ، فالآية باقية بعد رحيله وبقاؤها دلالة واضحة لا تقبل اللبس أن هناك قائما يقوم مقامه ويعمل بها كما عمل رسول الله محمد(ص) ويكون هو رسولا لله في زمانه ، وهذا الرسول ينبغي أن يكون منصبا من الله سبحانه كما كان محمد(ص) منصباً من الله ، لكي يكون حال الأمة بعد محمد(ص) ، هو نفسه ـ بوجود هذا الرسول الإلهي ـ حالها مع وجود محمد(ص) وغياب هذا الخليفة الإلهي بعد محمد(ص) يدل على أن حال الأمة بعد محمد(ص) هو غيره مع محمد(ص) ، وهذا يشير إلى وجود خلل واضح في معادلة العدالة الإلهية!! فهل هناك عاقل يتهم الله سبحانه في عدالته؟؟!!!
    وكذلك يعني عند حصول الشجار (الذي هو اختلاف يؤدي إلى صراع وتنازع) لا تجد الأمة من تعود إليه وهو كمحمد(ص) ليحكم بينهم ويسلموا إلى قضائه كون قضائه هو قضاء الله سبحانه!! ولا يوجد عاقل سليم التفكير متزن ينسب إلى الله سبحانه هذا الاتهام ، إذن لابد من وجود خليفة منصب من الله سبحانه بعد محمد(ص) يقوم مقام محمد(ص) وله صلاحيات محمد(ص) كلها في قيادة الأمة وتدبير امرها ، وعلى الأمة طاعته تماما كطاعة الأمة لمحمد(ص) في زمنه.
    ولعل لا أحد يختلف معي في موضوعية هذا الطرح لأن به يكون المسلم مسلما حقيقيا وليس انتسابا ـ كما هو الحال اليوم ـ ولكن هنا ينبري إشكال بل معضلة دفعت الأمة فيها أثماناً باهظة وهي واقع ما حصل بعد رسول الله محمد(ص) ، وهو نفسه الحال الذي حصل لأمة عيسى(ع) بعده ، ونفسه الحال الذي حصل لأمة موسى(ع) بعده ، وهذا الحال هو النواة التي أنتجت الاحزاب والفرق والطوائف في كل دين ، حيث بعد المبعوث الإلهي تنقلب الناس عن المنهج الإلهي وتعود سيرتها الأولى ـ للأسف ـ قال تعالى{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}(آل عمران/144) فهل لهذا التوصيف الإلهي لحال الأمة واقع حادث؟! أو يقول قائل لا واقع له!! نعم لهذا التوصيف الإلهي واقع حادث إلى يومنا هذا الأمة تدفع ثمنه وهو ما حصل في سقيفة بني ساعدة واختيار الناس وليس الله سبحانه لرجل يقوم مقام محمد(ص) وهو ليس كمحمد(ص).
    فسقيفة بني ساعدة هي المؤسس الحقيقي لكل الاحزاب التي تسمي نفسها اسلامية بلا استثناء ، فكل حزب يدعي الانتماء إلى الإسلام فهو مولود من مواليد السقيفة وتجري في عروقه دماؤها ويحمل نهجها ويسير على خطاها ، وهو نهج انقلابي بامتياز لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد ، وإن أطال أصحاب هذا الحزب أو هذا التيار أو هذا المذهب لحاهم وكووا جباههم ليظهروا أنهم يطيلون السجود أو فعلوا ما فعلوا فهم ـ واقعا وحقيقة ـ ورثة نهج الانقلاب.
    ولذا من رحمة الله سبحانه بالعباد في أمة آخر الزمان ـ وهو زماننا لاشك في ذلك ولا ريب ـ أن جعل مبعوثا إلهيا واحدا يجمع شتاتهم ويلم شعثهم ويرتق فتقهم ، ويعدل ميلهم ، ويقيم لهم الدين الإلهي الحق بوصفه مبعوثا إلهيا جاء على وفق قانون الله سبحانه في بناء الإسلام ، وهذا المبعوث الإلهي على الرغم من تعدد عناوينه عند المسلمين وعند المسيحيين وعند اليهود إلا أنه رجل واحد مبعوث من عند الواحد سبحانه ، ففي مرويات مسلمي السنة هو (المهدي الذي يولد في آخر الزمان) ، وفي مرويات مسلمي الشيعة هو (اليماني الذي رايته أهدى الرايات وهو صاحب راية الهدى) ، وفي الانجيل هو المعزي والعبد الحكيم الذي يقيمه سيده (كما هو في أدبيات المسيحيين) وفي التوراة هو المسيا المخلص والمنقذ (كما في أدبيات اليهود).
    إذن البشرية كلها تنتظر رجلا إلهيا واحدا يقيم هذا الميل الحاصل في حياة الشعوب وينقذها من شفا كارثة باتت قريبة جدا ، وليس للبشرية من نجاة إلا باتباع هذا المبعوث الإلهي الذي تصافقت على وصفه كل البشرية وكلهم يؤمل الفتح من جهته ، ولكن المبعوث الهي وسيأتي من جهة الله سبحانه ، ولن يأتي من جهة المؤسسة السنية أو الشيعية أو المسيحية أو اليهودية ، بل سيأتي من جهة تنكرها تلك المؤسسات لأنه لم يخرج من عبائتها وخرج من حيث اراد الله سبحانه له ، وتعرف الناس علامة ذلك كما بينها القرآن وكل الكتب السماوية : أنه عند ظهوره ودعوته للناس فسيقف بوجهه ويعلن عداءه وتكذيبه وتسفيهه سدنة وكبراء تلك المؤسسات التي ادعت أنها إنما بنيت لانتظاره ، فعند ظهور هذا المبعوث الإلهي ستنكره المؤسسة الشيعية والسنية بل وتهاجمه وتجتهد في التخطيط لتصفيته ، وكذلك ستهاجمه المؤسسة المسيحية واليهودية وستعمل على نفس نهج المؤسستين اللتين تدعيان الانتساب للإسلام!! وربما يقول قائل : لماذا يحاربونه إذا كان هو المنقذ والمخلص والمهدي؟! الجواب يتولاه الله سبحانه في كتابه بآيات كثيرة سأكتفي بواحدة منها مخافة الإطالة ، ولكن هذه الآية كاشفة عن حقيقة تلك النفوس التي تدعي التدين ، قال تعالى{قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ}(الأعراف/88).
    والسؤال هنا : من هم الملأ الذين استكبروا؟؟!! أليسوا هم سدنة تلك المؤسسات وكبراؤها الذين يدأبون عن التعبير عن سلطانهم بصور شتى ، فقولهم لنبي الله شعيب(ع) هو نفسه قولهم لكل أنبياء الله ورسله وأوصيائه(ع) ، قال تعالى{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}(إبراهيم/13) فتنبهوا أيها الناس وتبينوا الراعي من الذئاب ، وانقذوا أنفسكم من هذه المهلكة وهذا الفخ الذي نصبه المتدينون باسم الدين والدين منهم براء ، فلا دين من دون قائد الهي وأتباع طائعين لهذا القائد الإلهي ، وكل الزعامات الموجودة اليوم على اختلاف مسمياته جمعها الله سبحانه بمسمى واحد هو (الطاغوت) ، قال تعالى{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(البقرة/256).
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎