مرسي يعزل رئيس المخابرات والقوات المصرية تهاجم المسلحين في سيناء
Wed Aug 8, 2012 11:30pm GMT
القاهرة (رويترز) - احال الرئيس المصري محمدمرسي رئيس المخابرات يوم الأربعاء إلى التقاعد وقصفت الطائرات الحربيةالمصرية أهدافا على الحدود مع اسرائيل في اكبر هجوم في المنطقة منذ نحو 40 عاما بعد هجوم شنه مسلحون على حرس الحدود المصري.
ولم يتضح بعد إلى اي مدى وسعمرسي - الذي يجب ان يحتوي الجيش في القوي في الداخل ويطمئن اسرائيل إلى انه كأولرئيس اسلامي لمصر سيحافظ على علاقات مستقرة معها - سلطاته ردا على هجوم يوم الاحد.
لكنمرسي في تعديل كبير قام بإحالةرئيس المخابرات مراد موافي إلى التقاعد واجرى تغييرات اخرى في القيادات الامنية في البلاد.
وكانمرسي وعد باستعادة الهدوء في سيناء بعد ان قتل مسلحون 16 جنديا من قوات حرس الحدود يوم الاحد ثم اقتحموا الحدود الاسرائيلية قبل ان يقتلوا في النهاية بنيران القوات الاسرائيلية.
وكان ذلك أعنف هجوم على قوات الأمن في شبه جزيرة سيناء منذ وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979.
وعبرت إسرائيل التي سبق ان حثت مصر على التعامل مع تهديد متزايد على الحدود بينهما عن موافقتها على هذه الحملة الامنية.
وصعد مسلحون إسلاميون يعارضون وجود إسرائيل من هجماتهم على قوات الأمن على الحدود منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك العام الماضي.
ويشكو كثير من البدو الذين يعيشون في قبائل من اهمال القاهرة لهم. واغلب المسلحين من البدو لكنهم يعتنقون افكارا اسلامية متشددة وفي الوقت نفسه يرفضون الاسلام السياسي الذي يمثلهمرسي ويفضلون عليه الإسلام الجهادي.
وقال مسؤولون وشهود عيان ان الطائراتالمصرية قصفت في وقت سابق يوم الاربعاء اهدافا بالقرب من الحدود مع إسرائيل واغارت القوات البرية على قرى في اكبر هجوم عسكري في المنطقة منذ حرب عام 1973 بين مصر وإسرائيل.
وقالت قيادة القوات المسلحةالمصرية ان قوات برية وجوية بدأت في استعادة الاستقرار في سيناء.
وقال ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة في مؤتمر صحفي انمرسي الذي تولى منصبه في يونيو حزيران عين محمد شحاتة قائما بأعمال مديرالمخابرات وعزل محافظ شمال سيناء.
وقال علي ايضا انمرسي كلفرئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي بتعيين قائد جديد للشرطة العسكرية وعين قائدا جديدا للحرس الجمهوري.
واعلنت التغييرات بعد ان عقدمرسي اجتماعا لمجلس الامن القومي جمع بينه وبين طنطاوي إلى جانبرئيس الوزراء ووزير الداخلية.
ويقول محللون إنمرسي ما كان ليتخذ قرارات كهذه دون موافقة الجيش الذي يحتفظ بقبضة قوية على السياسات الامنية منذ الاطاحة بمبارك لكن مصدرا امنيا قال ان شحاتة - المعين ليقوم بأعمالرئيس المخابرات - معروف بأنه لم يكن مواليا بقوة لمبارك في عهده وانه حرم من ترقية بسبب ذلك.
وفي تفسير للتغييرات قال المتحدث الرئاسي ان مصر تمر بمرحلة حرجة وانه من الضروري ان تتم حماية الثورةالمصرية والارادةالمصرية.
ومثلت احداث الأحد اول اختبار كبير لكيفية تحقيقمرسي - الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين - للتوازن بين الحفاظ على علاقات مستقرة مع اسرائيل وبين علاقته مع حركة حماس الاسلامية التي تحكم قطاع غزة.
وقال مسؤولون مصريون ان المسلحين دخلوا عبر الأنفاق التي تستخدم في تهريب البضائع إلى غزة منذ فرضت اسرائيل حصارا على القطاع. وبدأت مصر اجراءاتها لإغلاق هذه الأنفاق يوم الثلاثاء مما اثار غضب سكان غزة الذين كانوا يتوقعون علاقات افضل مع القاهرة بعد انتخابمرسي.
واتهمت اسرائيل كثيرا الجماعات المسلحة الفلسطينية بالعبور من غزة إلى مصر لتنضم إلى متشددين يحملون نفس الاهداف بغرض مهاجمة حدودها مع مصر.
وتركز الرد العسكري الفوري على الشيخ زويد وهي بلدة شيدت مبانيها بالطوب اللبن وتعتمد بشدة على تهريب البضائع والأفراد عبر الأنفاق المتصلة بغزة منذ انسحاب اسرائيل من القطاع. ويبدو أن هذا الرد طمأن اسرائيل.
وقال عاموس جلعاد المسؤول الاسرائيلي الرفيع في وزارة الدفاع لراديو اسرائيل يوم الاربعاء "ما نراه في مصر هو غضب كبير وعزم من جانب النظام والجيش على الاهتمام بالمسألة وفرض النظام في سيناء لأن هذه هي مسؤوليتهم."
وأبلغ قادة عسكريون في سيناء رويترز ان القوات دخلت قرية التومة قرب الشيخ زويد على بعد 20 كيلومترا الى الجنوب في إطار العملية بعد أن تلقى الجيش معلومات عن أن إسلاميين متشددين يقيمون هناك. وقال احدهم ان 20 مسلحا قتلوا.
وكانت حكومة مبارك تتعاون عن كثب مع اسرائيل لتأمين المنطقة الحدودية حتى أطيح به في انتفاضة شعبية قبل 18 شهرا.
وقال السياسي الاسلامي السلفي محسن ابو حسن من الشيخ زويد ان السكان المحليين في سيناء متعاونون لكن تكرار هذه الاعمال قد يثير عضبهم ولا يمكن توقع رد فعلهم.
(تغطية صحفية يسري محمد من العريش وأحمد طلبة وتميم عليان من القاهرة وشارك في التغطية اري رابينوفيتش من القدس ونضال المغربي من غزة - إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)
من ياسمين صالح
© Thomson Reuters 2012 All rights reserved.
Wed Aug 8, 2012 11:30pm GMT
القاهرة (رويترز) - احال الرئيس المصري محمدمرسي رئيس المخابرات يوم الأربعاء إلى التقاعد وقصفت الطائرات الحربيةالمصرية أهدافا على الحدود مع اسرائيل في اكبر هجوم في المنطقة منذ نحو 40 عاما بعد هجوم شنه مسلحون على حرس الحدود المصري.
ولم يتضح بعد إلى اي مدى وسعمرسي - الذي يجب ان يحتوي الجيش في القوي في الداخل ويطمئن اسرائيل إلى انه كأولرئيس اسلامي لمصر سيحافظ على علاقات مستقرة معها - سلطاته ردا على هجوم يوم الاحد.
لكنمرسي في تعديل كبير قام بإحالةرئيس المخابرات مراد موافي إلى التقاعد واجرى تغييرات اخرى في القيادات الامنية في البلاد.
وكانمرسي وعد باستعادة الهدوء في سيناء بعد ان قتل مسلحون 16 جنديا من قوات حرس الحدود يوم الاحد ثم اقتحموا الحدود الاسرائيلية قبل ان يقتلوا في النهاية بنيران القوات الاسرائيلية.
وكان ذلك أعنف هجوم على قوات الأمن في شبه جزيرة سيناء منذ وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979.
وعبرت إسرائيل التي سبق ان حثت مصر على التعامل مع تهديد متزايد على الحدود بينهما عن موافقتها على هذه الحملة الامنية.
وصعد مسلحون إسلاميون يعارضون وجود إسرائيل من هجماتهم على قوات الأمن على الحدود منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك العام الماضي.
ويشكو كثير من البدو الذين يعيشون في قبائل من اهمال القاهرة لهم. واغلب المسلحين من البدو لكنهم يعتنقون افكارا اسلامية متشددة وفي الوقت نفسه يرفضون الاسلام السياسي الذي يمثلهمرسي ويفضلون عليه الإسلام الجهادي.
وقال مسؤولون وشهود عيان ان الطائراتالمصرية قصفت في وقت سابق يوم الاربعاء اهدافا بالقرب من الحدود مع إسرائيل واغارت القوات البرية على قرى في اكبر هجوم عسكري في المنطقة منذ حرب عام 1973 بين مصر وإسرائيل.
وقالت قيادة القوات المسلحةالمصرية ان قوات برية وجوية بدأت في استعادة الاستقرار في سيناء.
وقال ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة في مؤتمر صحفي انمرسي الذي تولى منصبه في يونيو حزيران عين محمد شحاتة قائما بأعمال مديرالمخابرات وعزل محافظ شمال سيناء.
وقال علي ايضا انمرسي كلفرئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي بتعيين قائد جديد للشرطة العسكرية وعين قائدا جديدا للحرس الجمهوري.
واعلنت التغييرات بعد ان عقدمرسي اجتماعا لمجلس الامن القومي جمع بينه وبين طنطاوي إلى جانبرئيس الوزراء ووزير الداخلية.
ويقول محللون إنمرسي ما كان ليتخذ قرارات كهذه دون موافقة الجيش الذي يحتفظ بقبضة قوية على السياسات الامنية منذ الاطاحة بمبارك لكن مصدرا امنيا قال ان شحاتة - المعين ليقوم بأعمالرئيس المخابرات - معروف بأنه لم يكن مواليا بقوة لمبارك في عهده وانه حرم من ترقية بسبب ذلك.
وفي تفسير للتغييرات قال المتحدث الرئاسي ان مصر تمر بمرحلة حرجة وانه من الضروري ان تتم حماية الثورةالمصرية والارادةالمصرية.
ومثلت احداث الأحد اول اختبار كبير لكيفية تحقيقمرسي - الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين - للتوازن بين الحفاظ على علاقات مستقرة مع اسرائيل وبين علاقته مع حركة حماس الاسلامية التي تحكم قطاع غزة.
وقال مسؤولون مصريون ان المسلحين دخلوا عبر الأنفاق التي تستخدم في تهريب البضائع إلى غزة منذ فرضت اسرائيل حصارا على القطاع. وبدأت مصر اجراءاتها لإغلاق هذه الأنفاق يوم الثلاثاء مما اثار غضب سكان غزة الذين كانوا يتوقعون علاقات افضل مع القاهرة بعد انتخابمرسي.
واتهمت اسرائيل كثيرا الجماعات المسلحة الفلسطينية بالعبور من غزة إلى مصر لتنضم إلى متشددين يحملون نفس الاهداف بغرض مهاجمة حدودها مع مصر.
وتركز الرد العسكري الفوري على الشيخ زويد وهي بلدة شيدت مبانيها بالطوب اللبن وتعتمد بشدة على تهريب البضائع والأفراد عبر الأنفاق المتصلة بغزة منذ انسحاب اسرائيل من القطاع. ويبدو أن هذا الرد طمأن اسرائيل.
وقال عاموس جلعاد المسؤول الاسرائيلي الرفيع في وزارة الدفاع لراديو اسرائيل يوم الاربعاء "ما نراه في مصر هو غضب كبير وعزم من جانب النظام والجيش على الاهتمام بالمسألة وفرض النظام في سيناء لأن هذه هي مسؤوليتهم."
وأبلغ قادة عسكريون في سيناء رويترز ان القوات دخلت قرية التومة قرب الشيخ زويد على بعد 20 كيلومترا الى الجنوب في إطار العملية بعد أن تلقى الجيش معلومات عن أن إسلاميين متشددين يقيمون هناك. وقال احدهم ان 20 مسلحا قتلوا.
وكانت حكومة مبارك تتعاون عن كثب مع اسرائيل لتأمين المنطقة الحدودية حتى أطيح به في انتفاضة شعبية قبل 18 شهرا.
وقال السياسي الاسلامي السلفي محسن ابو حسن من الشيخ زويد ان السكان المحليين في سيناء متعاونون لكن تكرار هذه الاعمال قد يثير عضبهم ولا يمكن توقع رد فعلهم.
(تغطية صحفية يسري محمد من العريش وأحمد طلبة وتميم عليان من القاهرة وشارك في التغطية اري رابينوفيتش من القدس ونضال المغربي من غزة - إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)
من ياسمين صالح
© Thomson Reuters 2012 All rights reserved.