الجيش السوري يضغط على المعارضين والاسد يأسف لإسقاط طائرة تركية
Tue Jul 3, 2012 12:17pm GMT
بيروت (رويترز) - صعد الجيش السوري من هجومه على المعارضين يوم الثلاثاء وقصف ضاحية دوما في دمشق بينما قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه كان يتمنى لو لم تسقط سوريا طائرة حربية تركية قبل أسبوعين.
وكان إسقاط الطائرة التركية وهي من طراز إف - 4 في ظروف ملتبسة قد زاد التوتر بين دمشق وأنقرة التي ردت بتحركات عسكرية كبيرة لابعاد طائرات الهليكوبتر السورية عن منطقة حدود تركيا حيث يعسكر مقاتلون من المعارضة ولاجئون.
وكان لواء سوري و84 جنديا هم أحدث من انشقوا عن الجيش السوري وفروا إلى تركيا يوم الاثنين. لكن محللين يقولون إن الانشقاقات في صفوف الجيش والحكومة لم تنجح حتى الان في الحد من قوة الأسد.
ولم تظهر مؤشرات كثيرة على أن الدبلوماسية يمكن أن تنهي الصراع الذي بدأ قبل 16 شهرا في سوريا والذي يقول قادة المعارضة السورية إنه أسفر عن مقتل أكثر من 15 ألف شخص. وأظهرت قوى عالمية مطلع هذا الأسبوع بادرة وحدة بتعهدها بدعم محادثات لتشكيل حكومة انتقالية لكن محادثات جنيف فشلت في تضييق الخلافات بين الغرب وروسيا بشأن مطالب الغرب بضرورة رحيل الأسد عن السلطة.
ولم تظهر حكومة الأسد ولا الجماعات التي تسعى للاطاحة به اهتماما كبيرا بالتسوية السلمية للصراع وإنما يبدو أن الجانبين يتأهبان لصراع يكسب فيه المنتصر كل شيء.
وقال نشطاء معارضون للاسد إن العنف لم يتوقف في أنحاء سوريا.
وقال أبو رامي وهو ناشط في مدينة حمص التي شهدت معظم أعمال القتل واستهداف معاقل المعارضين "كان هناك قصف ثقيل طوال الصباح.. هدأ الان قليلا لكن حصار المدينة مستمر."
وأضاف "نعيش على القليل من الغذاء والماء."
وقال عمر حمزة وهو متحدث باسم المجلس الثوري في ريف دمشق إن الجيش السوري قصف مناطق موالية للمعارضة فر إليها سكان في دوما في مطلع الأسبوع.
وأضاف أن مناطق عربين وحمورية ومزارع تعرضت لاطلاق نار وقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في الصباح.
ونقل عن اللواء فهد جاسم الفريج وهو رئيس هيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة قوله إن سوريا في حالة حرب يسعى المتآمرون خلالها إلى تدمير وحدتها وإنهاء وجودها.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن الفريج قوله إن سوريا تعاملت بإيجابية مع كل المبادرات العربية والدولية للتوصل إلى تسوية لكن من أسماهم بأعداء سوريا ردوا بتصعيد على الأرض بالاضافة إلى سعار إعلامي لإعاقة الحياة الطبيعية في البلاد.
وفي القاهرة حثت دول عربية وتركيا أمس المعارضة المنقسمة في سوريا على التوحد وتشكيل بديل معقول لحكومة الأسد لكن الاختلافات سرعان ما ظهرت على السطح.
ويقاطع الجيش السوري الحر الذي يقود الصراع المسلح ضد الأسد المحادثات. وتنظم الجامعة العربية الاجتماع الذي يستمر يومين في محاولة لحشد الدعم للمعارضة السورية التي تسبب الاقتتال داخلها في إبعاد داعمين محتملين آخرين من الخارج.
وقال نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية في كلمة أمام زهاء 200 سياسي ونشط سوري "امام مؤتمر المعارضة السورية اليوم فرصة يجب المحافظة عليها واقول واكرر من غير المسموح اضاعة هذه الفرصة بأي حال من الاحوال فتضحيات الشعب السوري أكبر منا جميعا واغلى من اي خلافات أو مصالح فئوية أو حزبية ضيقة."
ويرجح أن يشهد اجتماع يعقد في باريس يوم الجمعة لمجموعة أصدقاء سوريا ضغطا أكبر من تركيا وداعمي المعارضة السورية العرب -خاصة السعودية وقطر- على الولايات المتحدة بشكل خاص لزيادة المساعدات للمعارضين.
وتخشى واشنطن منذ وقت طويل دعم المعارضة السورية التي ترى أنها ليست منظمة جيدا ومتفرقة وقريبة أكثر من اللازم من متشددين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية يوم الاثنين "نحن قلقون من تدفق المزيد من الأسلحة في وضع يغلب عليه الطابع العسكري بالفعل.... لقد اتخذنا قرارنا... دول أخرى تتخذ قرارات أخرى. هدفنا هو محاولة استمرار التنسيق."
وقال الأسد لصحيفة تركية إنه تمنى لو ان القوات السورية لم تسقط طائرة تركية يوم 22 يونيو حزيران مضيفا انه لن يسمح بأن تتحول التوترات بين البلدين الى قتال مباشر.
ونقلت صحيفة جمهوريت التركية عن الأسد قوله في مقابلة نشرت يوم الثلاثاء إن السوريين علموا أن الطائرة تركية بعد إسقاطها.
وقصفت طائرة هليكوبتر سورية دوما يوم الاثنين وحلقت طائرات حربية تركية بالقرب من الحدود وحذرت مسؤولة حقوق الانسان في الامم المتحدة من أن إمداد المعارضين والحكومة بالاسلحة يعمق الصراع.
وقال الأسد أيضا إن سوريا لن تحشد قواتها العسكرية على طول الحدود مع تركيا بغض النظر عما تتخذه حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من خطوات.
وأضاف الأسد أن سوريا لن تتأخر عن الاعتذار إذا اتضح أن الطائرة أسقطت وهي في المجال الجوي الدولي.
واستطرد الاسد قائلا ان الطائرة التركية سلكت مسارا استخدمته الطائرات الاسرائيلية ثلاث مرات من قبل وان الجنود أسقطوها لانها لم تظهر على الرادارات السورية كما لم تخطر دمشق بها.
وأضاف الاسد انه ربما كان سيسعد لو أن الطائرة التي اسقطت كانت طائرة اسرائيلية.
وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيوروك تقريرا ذكرت فيه بالتفصيل ما وصفته بأنه "أرخبيل" من مراكز التعذيب التابعة للحكومة السورية والطرق المستخدمة في التعذيب ومن بينها روايات لضحايا تعرضوا للضرب بالهراوات والأسلاك والحرق بمواد حمضية كما تعرضوا لاعتداءات جنسية وانتزعت أظافرهم.
ولم تصدر الأمم المتحدة تقديرا لعدد القتلى في سوريا منذ مايو أيار عندما أعلنت أن عشرة آلاف شخص قتلوا في الصراع لكن منظمة السوريين في الخارج قالت إن هناك أكثر من 16 ألف قتيل في سوريا بينما قال رياض سيف من المجلس الوطني السوري المعارض إن عدد القتلى يتجاوز العشرين ألفا بحساب الجثث التي دفنت في مقابر جماعية وحدائق.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)
من مريم قرعوني
© Thomson Reuters 2012 All rights reserved.
Tue Jul 3, 2012 12:17pm GMT
بيروت (رويترز) - صعد الجيش السوري من هجومه على المعارضين يوم الثلاثاء وقصف ضاحية دوما في دمشق بينما قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه كان يتمنى لو لم تسقط سوريا طائرة حربية تركية قبل أسبوعين.
وكان إسقاط الطائرة التركية وهي من طراز إف - 4 في ظروف ملتبسة قد زاد التوتر بين دمشق وأنقرة التي ردت بتحركات عسكرية كبيرة لابعاد طائرات الهليكوبتر السورية عن منطقة حدود تركيا حيث يعسكر مقاتلون من المعارضة ولاجئون.
وكان لواء سوري و84 جنديا هم أحدث من انشقوا عن الجيش السوري وفروا إلى تركيا يوم الاثنين. لكن محللين يقولون إن الانشقاقات في صفوف الجيش والحكومة لم تنجح حتى الان في الحد من قوة الأسد.
ولم تظهر مؤشرات كثيرة على أن الدبلوماسية يمكن أن تنهي الصراع الذي بدأ قبل 16 شهرا في سوريا والذي يقول قادة المعارضة السورية إنه أسفر عن مقتل أكثر من 15 ألف شخص. وأظهرت قوى عالمية مطلع هذا الأسبوع بادرة وحدة بتعهدها بدعم محادثات لتشكيل حكومة انتقالية لكن محادثات جنيف فشلت في تضييق الخلافات بين الغرب وروسيا بشأن مطالب الغرب بضرورة رحيل الأسد عن السلطة.
ولم تظهر حكومة الأسد ولا الجماعات التي تسعى للاطاحة به اهتماما كبيرا بالتسوية السلمية للصراع وإنما يبدو أن الجانبين يتأهبان لصراع يكسب فيه المنتصر كل شيء.
وقال نشطاء معارضون للاسد إن العنف لم يتوقف في أنحاء سوريا.
وقال أبو رامي وهو ناشط في مدينة حمص التي شهدت معظم أعمال القتل واستهداف معاقل المعارضين "كان هناك قصف ثقيل طوال الصباح.. هدأ الان قليلا لكن حصار المدينة مستمر."
وأضاف "نعيش على القليل من الغذاء والماء."
وقال عمر حمزة وهو متحدث باسم المجلس الثوري في ريف دمشق إن الجيش السوري قصف مناطق موالية للمعارضة فر إليها سكان في دوما في مطلع الأسبوع.
وأضاف أن مناطق عربين وحمورية ومزارع تعرضت لاطلاق نار وقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في الصباح.
ونقل عن اللواء فهد جاسم الفريج وهو رئيس هيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة قوله إن سوريا في حالة حرب يسعى المتآمرون خلالها إلى تدمير وحدتها وإنهاء وجودها.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن الفريج قوله إن سوريا تعاملت بإيجابية مع كل المبادرات العربية والدولية للتوصل إلى تسوية لكن من أسماهم بأعداء سوريا ردوا بتصعيد على الأرض بالاضافة إلى سعار إعلامي لإعاقة الحياة الطبيعية في البلاد.
وفي القاهرة حثت دول عربية وتركيا أمس المعارضة المنقسمة في سوريا على التوحد وتشكيل بديل معقول لحكومة الأسد لكن الاختلافات سرعان ما ظهرت على السطح.
ويقاطع الجيش السوري الحر الذي يقود الصراع المسلح ضد الأسد المحادثات. وتنظم الجامعة العربية الاجتماع الذي يستمر يومين في محاولة لحشد الدعم للمعارضة السورية التي تسبب الاقتتال داخلها في إبعاد داعمين محتملين آخرين من الخارج.
وقال نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية في كلمة أمام زهاء 200 سياسي ونشط سوري "امام مؤتمر المعارضة السورية اليوم فرصة يجب المحافظة عليها واقول واكرر من غير المسموح اضاعة هذه الفرصة بأي حال من الاحوال فتضحيات الشعب السوري أكبر منا جميعا واغلى من اي خلافات أو مصالح فئوية أو حزبية ضيقة."
ويرجح أن يشهد اجتماع يعقد في باريس يوم الجمعة لمجموعة أصدقاء سوريا ضغطا أكبر من تركيا وداعمي المعارضة السورية العرب -خاصة السعودية وقطر- على الولايات المتحدة بشكل خاص لزيادة المساعدات للمعارضين.
وتخشى واشنطن منذ وقت طويل دعم المعارضة السورية التي ترى أنها ليست منظمة جيدا ومتفرقة وقريبة أكثر من اللازم من متشددين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية يوم الاثنين "نحن قلقون من تدفق المزيد من الأسلحة في وضع يغلب عليه الطابع العسكري بالفعل.... لقد اتخذنا قرارنا... دول أخرى تتخذ قرارات أخرى. هدفنا هو محاولة استمرار التنسيق."
وقال الأسد لصحيفة تركية إنه تمنى لو ان القوات السورية لم تسقط طائرة تركية يوم 22 يونيو حزيران مضيفا انه لن يسمح بأن تتحول التوترات بين البلدين الى قتال مباشر.
ونقلت صحيفة جمهوريت التركية عن الأسد قوله في مقابلة نشرت يوم الثلاثاء إن السوريين علموا أن الطائرة تركية بعد إسقاطها.
وقصفت طائرة هليكوبتر سورية دوما يوم الاثنين وحلقت طائرات حربية تركية بالقرب من الحدود وحذرت مسؤولة حقوق الانسان في الامم المتحدة من أن إمداد المعارضين والحكومة بالاسلحة يعمق الصراع.
وقال الأسد أيضا إن سوريا لن تحشد قواتها العسكرية على طول الحدود مع تركيا بغض النظر عما تتخذه حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من خطوات.
وأضاف الأسد أن سوريا لن تتأخر عن الاعتذار إذا اتضح أن الطائرة أسقطت وهي في المجال الجوي الدولي.
واستطرد الاسد قائلا ان الطائرة التركية سلكت مسارا استخدمته الطائرات الاسرائيلية ثلاث مرات من قبل وان الجنود أسقطوها لانها لم تظهر على الرادارات السورية كما لم تخطر دمشق بها.
وأضاف الاسد انه ربما كان سيسعد لو أن الطائرة التي اسقطت كانت طائرة اسرائيلية.
وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيوروك تقريرا ذكرت فيه بالتفصيل ما وصفته بأنه "أرخبيل" من مراكز التعذيب التابعة للحكومة السورية والطرق المستخدمة في التعذيب ومن بينها روايات لضحايا تعرضوا للضرب بالهراوات والأسلاك والحرق بمواد حمضية كما تعرضوا لاعتداءات جنسية وانتزعت أظافرهم.
ولم تصدر الأمم المتحدة تقديرا لعدد القتلى في سوريا منذ مايو أيار عندما أعلنت أن عشرة آلاف شخص قتلوا في الصراع لكن منظمة السوريين في الخارج قالت إن هناك أكثر من 16 ألف قتيل في سوريا بينما قال رياض سيف من المجلس الوطني السوري المعارض إن عدد القتلى يتجاوز العشرين ألفا بحساب الجثث التي دفنت في مقابر جماعية وحدائق.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)
من مريم قرعوني
© Thomson Reuters 2012 All rights reserved.