الجيش العراقي يقتحم أطراف الفلوجة وتفجيرات جديدة في بغداد
Mon May 30, 2016 3:46pm GMT

دخان يتصاعد من اشتباكات بالقرب من الفلوجة بالعراق يوم الاثنين. تصوير: علاء المرجاني - رويترز.
من ماهر نزيه
على المشارف الجنوبية للفلوجة (العراق) (رويترز) - اقتحم الجيش العراقي الطرف الجنوبي للفلوجة تحت دعم جوي أمريكي يوم الاثنين وسيطر على مركز للشرطة داخل حدود المدينة ليبدأ هجوما مباشرا لاستعادة المدينة أحد المعاقل الرئيسية لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال طاقم تلفزيون رويترز الموجود على مسافة 1.5 كيلومتر من المدينة إن انفجارات وأصوات إطلاق نار دوت في حي النعيمية على الطرف الجنوبي للفلوجة.
وذكر التلفزيون الحكومي إن وحدة التدخل السريع وهي وحدة خاصة بالجيش العراقي سيطرت على مركز الشرطة بالحي ظهر يوم الاثنين.
وقال ضباط من الجيش إن الوحدة تقدمت ميلا آخر باتجاه الشمال لتتوقف قبل نحو 500 متر من حي الشهداء الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة المباني الرئيسية بالمدينة.
وتتشكل معركة الفلوجة لتصبح أحد أكبر المعارك على الإطلاق ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة التي خاضت فيها القوات الأمريكية أعنف معاركها خلال فترة الاحتلال من 2004 إلى 2011 ضد جماعات سنية متشددة.
والفلوجة هي أقرب معقل للتنظيم المتشدد من العاصمة بغداد ويعتقد أنها القاعدة التي خطط منها التنظيم لحملة تصعيد للهجمات الانتحارية ضد مدنيين شيعة وأهداف حكومية داخل العاصمة.
وقالت الشرطة ومصادر طبية إنه في الوقت الذي أطلقت فيه القوات الحكومية حملتها أسفر انفجار سيارة ملغومة ومفجران انتحاريان يقودان سيارة ودراجة نارية عن مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة أكثر من 50 في ثلاثة أحياء ببغداد.
ومن ناحية أخرى أعلنت قوات أمن كردية تقدمها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق والسيطرة على قرى من مقاتلي التنظيم خارج الموصل أكبر مدينة تحت سيطرة التنظيم.
وكان الجيش العراقي بدأ عملية استعادة الفلوجة قبل أسبوع وذلك بتشديده في البداية حصاره حول المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد.
وأصبحت الفلوجة في يناير كانون الثاني عام 2014 أول مدينة عراقية تسقط في يد تنظيم الدولة الإسلامية. واجتاح التنظيم بعد ذلك مناطق واسعة في شمال العراق وغربه معلنا دولة الخلافة التي ضمت أراضي في سوريا المجاورة.
وقال بيان عسكري أذاعه التلفزيون إن وحدات من الجيش تقدمت يوم الاثنين صوب مدخل الفلوجة الجنوبي و"تتقدم بثبات" تحت غطاء جوي من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
ويسعى ائتلاف من فصائل شيعية يعرف باسم الحشد الشعبي إلى تعزيز حصاره بطرد المقاتلين من قرية الصقلاوية إلى الشمال من الفلوجة.
وتعهد الحشد الشعبي الذي قاد هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية في أجزاء أخرى من العراق العام الماضي بعدم المشاركة في الهجوم على المدينة التي تقطنها أغلبية سنية تجنبا لتأجيج الصراع الطائفي.
وتفيد تقديرات الجيش الأمريكي أن ما بين 500 و700 متشدد موجودين في الفلوجة. وقال تحالف تقوده الولايات المتحدة في بيان إنه شن ثلاث غارات جوية قرب الفلوجة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية دمرت مواقع قتالية ومركبات ومداخل أنفاق ومنعت المتشددين من الوصول إلى مناطق وعرة.
* معقل تنظيم الدولة الإسلامية
يثير أحدث قتال في الفلوجة قلق منظمات الإغاثة الدولية إزاء الوضع الإنساني في المدينة حيث أكثر من 50 ألف مدني محاصرون بموارد مائية وغذائية محدودة ورعاية طبية ضعيفة.
والفلوجة هي ثاني أكبر مدينة عراقية ما زالت تحت سيطرة متشددي الدولة الإسلامية بعد الموصل التي كان يقطنها قبل الحرب نحو مليوني نسمة.
وقد تصبح ثالث مدينة كبرى في العراق تستعيدها قوات الحكومة بعد تكريت مسقط رأس صدام والرمادي عاصمة محافظة الأنبار في غرب العراق.
والفلوجة في الأنبار كذلك وتقع بين الرمادي وبغداد وستتيح استعادتها للحكومة السيطرة على مراكز سكانية كبيرة في وادي نهر الفرات غربي العاصمة لأول مرة منذ أكثر من عامين.
وعلى الجبهة الشمالية أطلقت قوات البشمركة الكردية يوم الأحد هجوما لطرد متشددي الدولة الإسلامية من عدد من القرى على بعد نحو 20 كيلومترا شرقي الموصل لزيادة الضغط على التنظيم وتمهيد الطرق أمام اقتحام المدينة.
وقال مجلس أمن كردستان العراق يوم الاثنين إن قوات البشمركة استعادت ست قرى إجمالا منذ أن هاجمت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية أمس الأحد بدعم من تحالف تقوده الولايات المتحدة. ويمثل ذلك اغلب أهداف القوات في أحدث تقدم لها.
ويأمل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استعادة الموصل في وقت لاحق هذا العام لإلحاق هزيمة حاسمة بالتنظيم.
وأعلن العبادي الهجوم على الفلوجة في 22 مايو أيار بعد سلسلة تفجيرات قتلت أكثر من 150 شخصا في أسبوع واحد ببغداد في أسوأ عدد للقتلى حتى الآن هذا العام.
وزاد تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة من الضغوط السياسية على العبادي الذي يجد صعوبة في الحفاظ على تأييد تحالف شيعي وسط احتجاجات شعبية ضد طبقة سياسية مترسخة.
واستهدفت تفجيرات يوم الاثنين اثنين من الأحياء المكتظة بالسكان الشيعة وهما حي الشعب وحي مدينة الصدر كما استهدفت حي الطارمية الذي تقطنه أغلبية سنية شمالي بغداد.
وقتلت سيارة ملغومة في حي الشعب 12 شخصا وأصابت أكثر من 20 في حين قتل ثمانية في الطارمية وأصيب 21 شخصا في هجوم نفذه انتحاري كان يقود سيارة أمام مبنى حكومي تحرسه الشرطة. وفي مدينة الصدر قتل انتحاري على دراجة نارية ثلاثة أشخاص وأصاب تسعة.
وتساعد معركة الفلوجة العبادي على إعادة توجيه تركيز الأحزاب السياسية على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية من أجل نزع فتيل اضطرابات شعبية أثارها تأخر تشكيل وزاري مقرر بهدف القضاء على الفساد في البلاد.
ودعا العبادي في كلمة ألقاها أمام البرلمان يوم الأحد التكتلات السياسية إلى تنحية خلافاتها جانبا حتى تنتهي العمليات العسكرية.
وتقول واشنطن إن الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية تتقلص في كل من العراق وسوريا حيث فقد التنظيم أراضي لمقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة أغلبهم من الأكراد في الشمال ولقوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة من روسيا.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
© Thomson Reuters 2016 All rights reserved.
Mon May 30, 2016 3:46pm GMT
دخان يتصاعد من اشتباكات بالقرب من الفلوجة بالعراق يوم الاثنين. تصوير: علاء المرجاني - رويترز.
من ماهر نزيه
على المشارف الجنوبية للفلوجة (العراق) (رويترز) - اقتحم الجيش العراقي الطرف الجنوبي للفلوجة تحت دعم جوي أمريكي يوم الاثنين وسيطر على مركز للشرطة داخل حدود المدينة ليبدأ هجوما مباشرا لاستعادة المدينة أحد المعاقل الرئيسية لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال طاقم تلفزيون رويترز الموجود على مسافة 1.5 كيلومتر من المدينة إن انفجارات وأصوات إطلاق نار دوت في حي النعيمية على الطرف الجنوبي للفلوجة.
وذكر التلفزيون الحكومي إن وحدة التدخل السريع وهي وحدة خاصة بالجيش العراقي سيطرت على مركز الشرطة بالحي ظهر يوم الاثنين.
وقال ضباط من الجيش إن الوحدة تقدمت ميلا آخر باتجاه الشمال لتتوقف قبل نحو 500 متر من حي الشهداء الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة المباني الرئيسية بالمدينة.
وتتشكل معركة الفلوجة لتصبح أحد أكبر المعارك على الإطلاق ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة التي خاضت فيها القوات الأمريكية أعنف معاركها خلال فترة الاحتلال من 2004 إلى 2011 ضد جماعات سنية متشددة.
والفلوجة هي أقرب معقل للتنظيم المتشدد من العاصمة بغداد ويعتقد أنها القاعدة التي خطط منها التنظيم لحملة تصعيد للهجمات الانتحارية ضد مدنيين شيعة وأهداف حكومية داخل العاصمة.
وقالت الشرطة ومصادر طبية إنه في الوقت الذي أطلقت فيه القوات الحكومية حملتها أسفر انفجار سيارة ملغومة ومفجران انتحاريان يقودان سيارة ودراجة نارية عن مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة أكثر من 50 في ثلاثة أحياء ببغداد.
ومن ناحية أخرى أعلنت قوات أمن كردية تقدمها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق والسيطرة على قرى من مقاتلي التنظيم خارج الموصل أكبر مدينة تحت سيطرة التنظيم.
وكان الجيش العراقي بدأ عملية استعادة الفلوجة قبل أسبوع وذلك بتشديده في البداية حصاره حول المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد.
وأصبحت الفلوجة في يناير كانون الثاني عام 2014 أول مدينة عراقية تسقط في يد تنظيم الدولة الإسلامية. واجتاح التنظيم بعد ذلك مناطق واسعة في شمال العراق وغربه معلنا دولة الخلافة التي ضمت أراضي في سوريا المجاورة.
وقال بيان عسكري أذاعه التلفزيون إن وحدات من الجيش تقدمت يوم الاثنين صوب مدخل الفلوجة الجنوبي و"تتقدم بثبات" تحت غطاء جوي من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
ويسعى ائتلاف من فصائل شيعية يعرف باسم الحشد الشعبي إلى تعزيز حصاره بطرد المقاتلين من قرية الصقلاوية إلى الشمال من الفلوجة.
وتعهد الحشد الشعبي الذي قاد هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية في أجزاء أخرى من العراق العام الماضي بعدم المشاركة في الهجوم على المدينة التي تقطنها أغلبية سنية تجنبا لتأجيج الصراع الطائفي.
وتفيد تقديرات الجيش الأمريكي أن ما بين 500 و700 متشدد موجودين في الفلوجة. وقال تحالف تقوده الولايات المتحدة في بيان إنه شن ثلاث غارات جوية قرب الفلوجة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية دمرت مواقع قتالية ومركبات ومداخل أنفاق ومنعت المتشددين من الوصول إلى مناطق وعرة.
* معقل تنظيم الدولة الإسلامية
يثير أحدث قتال في الفلوجة قلق منظمات الإغاثة الدولية إزاء الوضع الإنساني في المدينة حيث أكثر من 50 ألف مدني محاصرون بموارد مائية وغذائية محدودة ورعاية طبية ضعيفة.
والفلوجة هي ثاني أكبر مدينة عراقية ما زالت تحت سيطرة متشددي الدولة الإسلامية بعد الموصل التي كان يقطنها قبل الحرب نحو مليوني نسمة.
وقد تصبح ثالث مدينة كبرى في العراق تستعيدها قوات الحكومة بعد تكريت مسقط رأس صدام والرمادي عاصمة محافظة الأنبار في غرب العراق.
والفلوجة في الأنبار كذلك وتقع بين الرمادي وبغداد وستتيح استعادتها للحكومة السيطرة على مراكز سكانية كبيرة في وادي نهر الفرات غربي العاصمة لأول مرة منذ أكثر من عامين.
وعلى الجبهة الشمالية أطلقت قوات البشمركة الكردية يوم الأحد هجوما لطرد متشددي الدولة الإسلامية من عدد من القرى على بعد نحو 20 كيلومترا شرقي الموصل لزيادة الضغط على التنظيم وتمهيد الطرق أمام اقتحام المدينة.
وقال مجلس أمن كردستان العراق يوم الاثنين إن قوات البشمركة استعادت ست قرى إجمالا منذ أن هاجمت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية أمس الأحد بدعم من تحالف تقوده الولايات المتحدة. ويمثل ذلك اغلب أهداف القوات في أحدث تقدم لها.
ويأمل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استعادة الموصل في وقت لاحق هذا العام لإلحاق هزيمة حاسمة بالتنظيم.
وأعلن العبادي الهجوم على الفلوجة في 22 مايو أيار بعد سلسلة تفجيرات قتلت أكثر من 150 شخصا في أسبوع واحد ببغداد في أسوأ عدد للقتلى حتى الآن هذا العام.
وزاد تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة من الضغوط السياسية على العبادي الذي يجد صعوبة في الحفاظ على تأييد تحالف شيعي وسط احتجاجات شعبية ضد طبقة سياسية مترسخة.
واستهدفت تفجيرات يوم الاثنين اثنين من الأحياء المكتظة بالسكان الشيعة وهما حي الشعب وحي مدينة الصدر كما استهدفت حي الطارمية الذي تقطنه أغلبية سنية شمالي بغداد.
وقتلت سيارة ملغومة في حي الشعب 12 شخصا وأصابت أكثر من 20 في حين قتل ثمانية في الطارمية وأصيب 21 شخصا في هجوم نفذه انتحاري كان يقود سيارة أمام مبنى حكومي تحرسه الشرطة. وفي مدينة الصدر قتل انتحاري على دراجة نارية ثلاثة أشخاص وأصاب تسعة.
وتساعد معركة الفلوجة العبادي على إعادة توجيه تركيز الأحزاب السياسية على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية من أجل نزع فتيل اضطرابات شعبية أثارها تأخر تشكيل وزاري مقرر بهدف القضاء على الفساد في البلاد.
ودعا العبادي في كلمة ألقاها أمام البرلمان يوم الأحد التكتلات السياسية إلى تنحية خلافاتها جانبا حتى تنتهي العمليات العسكرية.
وتقول واشنطن إن الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية تتقلص في كل من العراق وسوريا حيث فقد التنظيم أراضي لمقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة أغلبهم من الأكراد في الشمال ولقوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة من روسيا.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
© Thomson Reuters 2016 All rights reserved.