الصدر وعلاوي يخرقان نظام المحاصصة الطائفية بتحالف يؤسس لمشروع وطني واسع
في موقف وصف بانه انقلاب على نظام المحاصصة السياسية والطائفية التي كرسها الاحتلال الاميركي في الحياة السياسية العراقية، قلب زعيما التيار الصدري مقتدى الصدر وائتلاف الوطنية اياد علاوي الطاولة على اركان العملية السياسية بتحالف هو بالاحوال كافة سيضع الجميع امام مشهد جديد يعد خروجا على نظام المحاصصة في العملية السياسية.
التحالف الجديد برأي المراقبين سيجلب قوى سياسية اخرى للانخراط في تشكيله لاسيما انه عابر للطائفية والعرقية التي عطلت العراق ووضعته اسيرا لقواعدها التي اضرت بالعراق ومستقبله.
وفي التفاصيل، اعلن نائب الرئيس العراقي زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، ، عن الاتفاق مع كتلة “الأحرار” التابعة للتيار الصدري على تشكيل جبهة وطنية داخل مجلس النواب لنبذ الطائفية.
وقالت المتحدثة باسم كتلة الوطنية النيابية ميسون الدملوجي: إن “هذا الإعلان جاء بعد استقبال علاوي وفدا من الهيئة السياسية لكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري برئاسة، أحمد الفرطوسي”، مضيفة أنه “تم الاتفاق على تشكيل الجبهة الوطنية التي ستعمل، داخل البرلمان العراقي وداخل الحكومة لبلورة قرارات تخدم العملية السياسية التي تشهد انتكاسات خطرة، وستكون عابرة للطائفية والقومية، وتعمل على إنقاذ البلد من الصراعات السياسية والجهويّة حسب ميثاق الشرف الذي دعا إليه مقتدى الصدر”.
وأوضحت الدملوجي، أن “علاوي أكد أنه سيعمل جاهدًا على إنجاح الميثاق الوطني عبر إجراء حوارات بناءة ومهمة مع التيار مستقبلًا لضمان تنفيذ هذا الميثاق الذي يؤدي ويرسم معالم الطريق نحو وحدة المجتمع العراقي. والانفتاح على القوى والفعاليات التي تؤمن بالمشروع الوطني العابر للطائفية والعرقية.
من جانبه أكد النائب عن كتلة “الأحرار”، ضياء الأسدي، أن “تشكيل هذا التكتل الجديد سيكون عابرًا للطائفية وعابرًا للقومية، ويعمل وفق أجندة وطنية خالصة”،لافتا الى أن “هذه الفكرة بدأت منذ شهرين تقريبًا، وكانت قيد التداول بين كتلة الأحرار وبعض الشخصيات البرلمانية، وكان من بينها نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، ولاقت هذه الفكرة قبول وترحيب كل من تمت مفاتحته بشأن تشكيلها”.
وأشار الأسدي إلى، أن “ما تحتاجه الجبهة الوطنية، الآن، هو بلورة عمل مشترك مع كل الشخصيات التي انضوت فيها لبدء عملها داخل البرلمان والحكومة خلال أيام لكون العراق الآن في أمس الحاجة لاتخاذ قرارات وطنية تخدم مصلحة المواطن بعيدًا عن الأجندات الحزبية الضيقة.
وكشف مصدر مقرب من علاوي عن قوى سياسية ممثلة بالبرلمان والحكومة ستلتحق بالتحالف الجديد؛ حيث عبرت عن استعدادها ورغبتها في بلورة رؤية وطنية عابرة لنظام المحاصصة ومشروع وطني ينقذ العراق من ازماته.
وعلى صعيد الاستعدادات الجارية للهجوم البري على الموصل توقع مسؤولون محليون ان تكون "معركة صعبة" ستخوضها القوات المهاجمة للموصل، وكشفوا عن وجود معسكرات تدريب لفرقة عسكرية يرجح بانها ستتولى المهمة الرئيسية في تحرير الموصل الى جانب "البيشمركة"، يجري تدريب عناصرها على يد "المارينز" في بغداد وكردستان، وشككوا في وجود "اسلحة كافية" للحملة العسكرية المزمع تنفيذها.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى عبدالرحمن الوكاع: ان "المعلومات التي لدينا تقول ان هناك استعدادات حقيقية لتحرير الموصل من المسلحين، عبر تدريب الفرقة 19، التي نعتقد بانه سيكون لها الدور الرئيسي في المعركة".
ويضيف الوكاع: "هذا بالاضافة الى وجود ألوية عسكرية تتدرب في كردستان، وثلاثة معسكرات في سهل نينوى لتدريب الشرطة المحلية، فيما وصل عدد المتدربين داخل المعسكر القريب من القرى العربية، جنوب غربي الموصل، الذي يضم ابناء العشائر –الحشد الوطني- الى ألفي مقاتل، بعد تخرج الوجبة الاولى (الف عنصر)". ويعتقد الوكاع ان المشكلة في الموصل لا تتعلق بعدد المقاتلين بل "في وجود السلاح والتنسيق مع العشائر واعطائهم ضمانات".
ويمضي الوكاع قائلا: "يوجد نقص في العتاد والسلاح في عموم العراق، وهذا امر نسمعه في صلاح الدين والانبار، ولا يمكن ان نتقبل تكرار سيناريو المعارك في تلك المدن التي وقع مقاتلوها ضحية قلة السلاح، فالموصل مدينة كبيرة، مرجحا ان "توفر الدول المؤتلفة ضد (داعش) السلاح اللازم لمعركة الموصل، التي اكتسبت شهرة عالمية بسبب وضعها الامني والانساني".
وكشفت مصادر عسكرية عن ملامح خطة تحرير الموصل التي يرجح تنفيذها في الربيع المقبل، عبر خمسة ألوية تكون مهماتها تنفيذ الهجوم الرئيسي على نينوى، وهذه الألوية سيتم استخلاصها من وحدات العراق العسكرية الأكثر خدمة في القتال وانتقائها من بغداد ومحافظات العراق الأخرى". وبينت ان تدريب هذه الألوية يجب ان يكون على يد قوات الفرقة الخاصة الاميركية "الكوماندوز"، وتحديث سلاحها قبل التحرك نحو الموصل، على ان يقوم التحالف الدولي بتكثيف غاراته الجوية في سورية والعراق، لأنه من الناحية العسكرية فإن تنظيم "داعش" في تراجع.