قتال في العاصمة اليمنية واتهام الحوثيين بتدبير انقلاب
Mon Jan 19, 2015 5:52pm GMT
مركبة مدرعة تابعة للحوثيين في أحد الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي في صنعاء يوم الاثنين. تصوير: خالد عبد الله - رويترز.
من يارا بيومي ومحمد الغباري
صنعاء (رويترز) - خاضت حركة الحوثيين القوية باليمن معارك بالمدفعية مع الجيش قرب القصر الرئاسي في صنعاء يوم الاثنين مما زج بالبلاد إلى مزيد من الاضطرابات وأثار اتهامات بأن مقاتلي الحوثيين ينفذون انقلابا.
ودوت أصوات الانفجارات في انحاء المدينة وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود فوق مباني وسط المدينة في الوقت الذي أدت فيه أشد الاشتباكات حدة منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة في سبتمبر أيلول إلى اصابة الحياة اليومية بالشلل.
وقال وزراء بالحكومة إن الحوثيين استولوا على وكالة الأنباء الرسمية ومبنى التلفزيون.
وذكرت مصادر طبية أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 20 بجروح. ومن المرجح ان تزيد الأعداد النهائية.
وتمثل معارك الشوارع انتكاسة جديدة لمستقبل اليمن الذي يعاني من انقسامات قبلية وحركة انفصالية في الجنوب وتهديدا من الجناح الاقليمي لتنظيم القاعدة الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم مميت في السابع من يناير كانون الثاني في باريس على صحيفة دأبت على السخرية من الإسلام.
واستيلاء الحوثيين على العاصمة في سبتمبر أيلول جعلهم القوة الرئيسية الفعلية بالبلاد وهو تطور اثار توترات في انحاء الطيف السياسي منذ ذلك الحين.
وقالت وزيرة الاعلام نادية السقاف وهي من المنتقدين للحوثيين لرويترز إن القصر الرئاسي تعرض لتهديد مباشر في اطار ما وصفته بمحاولة انقلاب.
ووصفت الهجوم على القصر الرئاسي بالعدوان وانه ليس سوى محاولة انقلاب.
ولم تذكر وزيرة الاعلام بالاسم الجهة التي اتهمتها بمهاجمة القصر لكنها قالت إن الحوثيين الذين تربطهم علاقات صداقة مع إيران اصبحوا يسيطرون الان على وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والتلفزيون الحكومي.
وتتولى وحدة الحماية الرئاسية العسكرية مهمة الدفاع عن القصر.
وفي وقت لاحق نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن وزير الداخلية جلال الرويشان قوله إن وقفا لاطلاق النار بدأ سريانه في العاصمة صنعاء.
وأفاد سكان بتراجع حدة القصف المدفعي العنيف والمعارك بالأسلحة النارية التي اندلعت في وقت سابق يوم الاثنين.
وتتزايد حدة التوتر بين الحوثيين والرئيس عبد ربه منصور هادي منذ يوم السبت عندما خطف الحوثيون مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك لكسب نفوذ في نزاع مرير حول المسودة المقترحة للدستور الجديد.
ولا يعرف السكان السبب وراء العنف الذي بدأ في الصباح الباكر باطلاق نار وانفجارات قرب القصر الرئاسي ومنزل قائد الامن العام.
ويعتقد أن الرئيس هادي كان في منزل بمنطقة اخرى من المدينة وقت الهجوم.
وقالت وزيرة الاعلام إن المقاتلين الحوثيين أطلقوا النار في وقت لاحق على موكب رئيس الوزراء خالد بحاح بعد أن غادر اجتماعا مع هادي وأحد المستشارين الحوثيين. وعقد الاجتماع بهدف إيجاد حل للخلافات حول مسودة الدستور.
ووصف متحدث باسم الحكومة اليمنية اطلاق النار على موكب بحاح بانه محاولة اغتيال.
وقال سكان إن الجيش قصف مجمعا سكنيا يتخذه الحوثيون قاعدة لهم.
وسمع دوي إطلاق نار كثيف وانفجارات ايضا في حي حدة الدبلوماسي بجنوب صنعاء. وقال شاهد من رويترز إنه رأى مسلحين في شارع الخمسين حيث توجد مقار بعض كبار مسؤولي الأمن في الحكومة ومن بينهم وزير الدفاع.
* مدافع بازوكا
وقال عامل في فندق "في طريقي للعمل صباح اليوم في شارع حدة كان هناك مسلحون يتجمعون في كل مكان. كانوا يرتدون الزي العسكري. حملت مدافع البازوكا التي كانت لديهم عبارات الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل وهو شعار الحوثيين."
وقال الحوثيون الذين اصبحوا الان جزءا من الحكومة اليمنية انهم سيصعدون الموقف اذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم بالحصول على نصيب عادل في دستور جديد.
ويطالب الحوثيون بمزيد من الحقوق للطائفة الزيدية الشيعية ويقولون إنهم يشنون حملة ضد الكسب غير المشروع. وفي تحرك أصاب العالم العربي بالذهول سيطر الحوثيون على صنعاء في سبتمبر أيلول وتقدموا نحو مناطق وسط وغرب البلاد حيث تعيش أغلبية سنية.
وكان اتفاق وقع في وقت لاحق من ذلك الشهر بين الأحزاب السياسية والحوثيين قد دعا إلى تشكيل حكومة وحدة جديدة ثم انسحاب المقاتلين الحوثيين من العاصمة. لكن المقاتلين لم يغادروا أماكنهم.
وفي محاولة لنزع فتيل الاشتباكات أصدر صالح الصماد وهو عضو في جماعة الحوثيين عينه هادي مستشارا سياسيا في سبتمبر أيلول بيانا يتضمن قائمة شروط موجهة للحكومة.
وتشمل الشروط إقامة شراكة عادلة وشاملة مع أنصار الله الجناح السياسي لجماعة الحوثيين وحذف فقرات من مسودة الدستور تنتهك اتفاق سبتمبر أيلول.
وقال انه اذا لم يتم الالتزام بالاتفاق السابق فسيتم تصعيد الموقف . وأضاف أن من الصعب التراجع عن التصعيد الذي سيسبب خسائر كبيرة.
وتهدف مسودة للدستور طرحت رسميا يوم السبت إلى حل الخلافات السياسية والطائفية والإقليمية الكبيرة في اليمن من خلال توزيع السلطة على المناطق لكن الحوثيين عارضوها بشدة خوفا من إضعاف سلطتهم.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
© Thomson Reuters 2015 All rights reserved.
Mon Jan 19, 2015 5:52pm GMT
مركبة مدرعة تابعة للحوثيين في أحد الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي في صنعاء يوم الاثنين. تصوير: خالد عبد الله - رويترز.
من يارا بيومي ومحمد الغباري
صنعاء (رويترز) - خاضت حركة الحوثيين القوية باليمن معارك بالمدفعية مع الجيش قرب القصر الرئاسي في صنعاء يوم الاثنين مما زج بالبلاد إلى مزيد من الاضطرابات وأثار اتهامات بأن مقاتلي الحوثيين ينفذون انقلابا.
ودوت أصوات الانفجارات في انحاء المدينة وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود فوق مباني وسط المدينة في الوقت الذي أدت فيه أشد الاشتباكات حدة منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة في سبتمبر أيلول إلى اصابة الحياة اليومية بالشلل.
وقال وزراء بالحكومة إن الحوثيين استولوا على وكالة الأنباء الرسمية ومبنى التلفزيون.
وذكرت مصادر طبية أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 20 بجروح. ومن المرجح ان تزيد الأعداد النهائية.
وتمثل معارك الشوارع انتكاسة جديدة لمستقبل اليمن الذي يعاني من انقسامات قبلية وحركة انفصالية في الجنوب وتهديدا من الجناح الاقليمي لتنظيم القاعدة الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم مميت في السابع من يناير كانون الثاني في باريس على صحيفة دأبت على السخرية من الإسلام.
واستيلاء الحوثيين على العاصمة في سبتمبر أيلول جعلهم القوة الرئيسية الفعلية بالبلاد وهو تطور اثار توترات في انحاء الطيف السياسي منذ ذلك الحين.
وقالت وزيرة الاعلام نادية السقاف وهي من المنتقدين للحوثيين لرويترز إن القصر الرئاسي تعرض لتهديد مباشر في اطار ما وصفته بمحاولة انقلاب.
ووصفت الهجوم على القصر الرئاسي بالعدوان وانه ليس سوى محاولة انقلاب.
ولم تذكر وزيرة الاعلام بالاسم الجهة التي اتهمتها بمهاجمة القصر لكنها قالت إن الحوثيين الذين تربطهم علاقات صداقة مع إيران اصبحوا يسيطرون الان على وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والتلفزيون الحكومي.
وتتولى وحدة الحماية الرئاسية العسكرية مهمة الدفاع عن القصر.
وفي وقت لاحق نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن وزير الداخلية جلال الرويشان قوله إن وقفا لاطلاق النار بدأ سريانه في العاصمة صنعاء.
وأفاد سكان بتراجع حدة القصف المدفعي العنيف والمعارك بالأسلحة النارية التي اندلعت في وقت سابق يوم الاثنين.
وتتزايد حدة التوتر بين الحوثيين والرئيس عبد ربه منصور هادي منذ يوم السبت عندما خطف الحوثيون مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك لكسب نفوذ في نزاع مرير حول المسودة المقترحة للدستور الجديد.
ولا يعرف السكان السبب وراء العنف الذي بدأ في الصباح الباكر باطلاق نار وانفجارات قرب القصر الرئاسي ومنزل قائد الامن العام.
ويعتقد أن الرئيس هادي كان في منزل بمنطقة اخرى من المدينة وقت الهجوم.
وقالت وزيرة الاعلام إن المقاتلين الحوثيين أطلقوا النار في وقت لاحق على موكب رئيس الوزراء خالد بحاح بعد أن غادر اجتماعا مع هادي وأحد المستشارين الحوثيين. وعقد الاجتماع بهدف إيجاد حل للخلافات حول مسودة الدستور.
ووصف متحدث باسم الحكومة اليمنية اطلاق النار على موكب بحاح بانه محاولة اغتيال.
وقال سكان إن الجيش قصف مجمعا سكنيا يتخذه الحوثيون قاعدة لهم.
وسمع دوي إطلاق نار كثيف وانفجارات ايضا في حي حدة الدبلوماسي بجنوب صنعاء. وقال شاهد من رويترز إنه رأى مسلحين في شارع الخمسين حيث توجد مقار بعض كبار مسؤولي الأمن في الحكومة ومن بينهم وزير الدفاع.
* مدافع بازوكا
وقال عامل في فندق "في طريقي للعمل صباح اليوم في شارع حدة كان هناك مسلحون يتجمعون في كل مكان. كانوا يرتدون الزي العسكري. حملت مدافع البازوكا التي كانت لديهم عبارات الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل وهو شعار الحوثيين."
وقال الحوثيون الذين اصبحوا الان جزءا من الحكومة اليمنية انهم سيصعدون الموقف اذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم بالحصول على نصيب عادل في دستور جديد.
ويطالب الحوثيون بمزيد من الحقوق للطائفة الزيدية الشيعية ويقولون إنهم يشنون حملة ضد الكسب غير المشروع. وفي تحرك أصاب العالم العربي بالذهول سيطر الحوثيون على صنعاء في سبتمبر أيلول وتقدموا نحو مناطق وسط وغرب البلاد حيث تعيش أغلبية سنية.
وكان اتفاق وقع في وقت لاحق من ذلك الشهر بين الأحزاب السياسية والحوثيين قد دعا إلى تشكيل حكومة وحدة جديدة ثم انسحاب المقاتلين الحوثيين من العاصمة. لكن المقاتلين لم يغادروا أماكنهم.
وفي محاولة لنزع فتيل الاشتباكات أصدر صالح الصماد وهو عضو في جماعة الحوثيين عينه هادي مستشارا سياسيا في سبتمبر أيلول بيانا يتضمن قائمة شروط موجهة للحكومة.
وتشمل الشروط إقامة شراكة عادلة وشاملة مع أنصار الله الجناح السياسي لجماعة الحوثيين وحذف فقرات من مسودة الدستور تنتهك اتفاق سبتمبر أيلول.
وقال انه اذا لم يتم الالتزام بالاتفاق السابق فسيتم تصعيد الموقف . وأضاف أن من الصعب التراجع عن التصعيد الذي سيسبب خسائر كبيرة.
وتهدف مسودة للدستور طرحت رسميا يوم السبت إلى حل الخلافات السياسية والطائفية والإقليمية الكبيرة في اليمن من خلال توزيع السلطة على المناطق لكن الحوثيين عارضوها بشدة خوفا من إضعاف سلطتهم.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)
© Thomson Reuters 2015 All rights reserved.