هدوء الأوضاع في لبنان بعد اشتباكات دامية
Mon Oct 27, 2014 12:54pm GMT
من نزيه صديق
طرابلس (لبنان) (رويترز) - بدت الأوضاع هادئة في مدينة طرابلس بشمال لبنان يوم الاثنين بعد قتال على مدى يومين بين الجيش ومسلحين إسلاميين كان من أعنف الاشتباكات التي امتدت إلى لبنان من سوريا.
وقال مسؤولون أمنيون وسياسيون إن الجيش استعاد السيطرة على أراض بعد معركة مع المقاتلين الإسلاميين قتل فيها 11 جنديا على الأقل وثمانية مدنيين.
وكانت الأوضاع أهدأ صباح يوم الاثنين بعد اشتباكات دارت مساء الأحد بين الجيش والمسلحين في مناطق حول مدينة طرابلس التي تسكنها غالبية سنية والتي شهدت اقتتالا مرتبطا بالحرب الأهلية السورية عدة مرات في السنوات الثلاث الأخيرة.
وقال سمير الجسر وهو سياسي سني من طرابلس في تصريحات لرويترز "مبدئيا العملية انتهت والجيش يدخل إلى المواقع التي كان يتحصن فيها المسلحون لتنظيفها."
وصرح مصدر أمني بأن الجيش لم يسيطر بعد على موقع أخير يهيمن عليه المسلحون.
وهذا أسوأ امتداد للعنف من سوريا منذ أوائل أغسطس آب عندما توغل مقاتلون إسلاميون مرتبطون بجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في بلدة عرسال الحدودية وأسروا نحو 20 جنديا وأعدموا ثلاثة.
وأحدثت الأزمة السورية أسوأ حالة من عدم الاستقرار في لبنان منذ حربه الأهلية التي استمرت من عام 1975 إلى 1990. وتفجرت عدة اشتباكات في طرابلس منذ اندلعت الحرب السورية عام 2011.
كما أحدثت الحرب في سوريا انقسامات طائفية حادة داخل لبنان مع تأييد السنة للمقاتلين السوريين أو المتشددين الجهاديين وتأييد الشيعة للرئيس السوري بشار الأسد. وتسبب الصراع السياسي في ترك لبنان بلا رئيس منذ فبراير شباط بعدما انقضت مدة رئاسة ميشال سليمان.
وتشمل المنطقة التي استعادها الجيش يوم الاثنين مسجدا يستخدمه المسلحون قاعدة في منطقة باب التبانة في طرابلس. وسمح في وقت سابق للمدنيين بالمغادرة في إطار وقف لإطلاق النار لأغراض إنسانية طالب به زعماء سنة محليون.
ودار اشتباك قصير بالأسلحة النارية عندما دخل الجنود المنطقة وبدأوا في تمشيطها.
ولم يتضح على الفور أين ذهب المسلحون. وقالت مصادر أمنية إن بعضهم ربما ترك المكان مع المدنيين.
واندلع القتال في مناطق أخرى بالشمال قرب بلدتي المنية وبحنين حيث قتل جنديان على الأقل في كمين. واستخدم الجيش طائرات الهليكوبتر المسلحة في قصف مواقع المقاتلين لأول مرة منذ سنوات.
وأدان سياسيون من مختلف الأطياف السياسية بلبنان العنف في طرابلس ثاني أكبر مدينة بلبنان والقاعدة التاريخية للجماعات الإسلامية السنية.
واجتمع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام يوم الاثنين مع وزراء ومسؤولي الأن وأكد ضرورة "متابعة المواجهة التي يقوم بها الجيش اللبناني والقوى الأمنية ضد الخارجين عن القانون".
وقال مكتبه في بيان "الحكومة تقف صفا واحدا وراء القوى العسكرية والأمنية الشرعية في المعركة التي تخوضها لضرب الإرهابيين وإعادة الأمن والأمان إلى طرابلس والشمال."
ولم تتضح على الفور انتماءات كل المقاتلين المشاركين في الاشتباكات. وتقول مصادر أمنية إن من بينهم مؤيدين لبنانيين وسوريين لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق في تصريحات نشرت يوم الاثنين إن عدد مسلحي طرابلس لا يتجاوز 200 فرد وإنهم من لبنان وسوريا. وأضاف أن المعركة في الشمال "فتحت ولن تقفل من دون حسم".
ويوجه كثير من المقاتلين السوريين السنة ومن الإسلاميين اللبنانيين السنة المتشددين اتهامات للجيش اللبناني بالعمل مع جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية التي أرسلت مقاتلين لدعم قوات الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية.
وهددت جبهة النصرة بإعدام الجنود اللبنانيين الذين تم أسرهم خلال اقتحام عرسال ردا على عملية الجيش اللبناني في طرابلس.
وأصدر الجيش بيانا قال فيه "تستمر وحدات الجيش في تنفيذ عملياتها العسكرية في مدينة طرابلس ومحيطها حيث تمكنت من دخول آخر معقل للجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة التبانة حيث اعتقلت عددا منهم فيما تمكن آخرون من الفرار مستفيدين من طبيعة المباني السكنية بعد أن أقدموا على زرع عبوات وتفخيخات في الأحياء السكنية... حيث يعمل الجيش على تفكيكها. وقد تم العثور على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات."
وأضاف البيان "ستواصل وحدات الجيش بعد أن تم تعزيزها باستقدام قوى جديدة تنفيذ تدابيرها الأمنية وتعقب بقايا المجموعات الإرهابية ومداهمة المناطق المشبوهة كافة."
(شاركت في التغطية ليلى بسام من بيروت - إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير سها جادو)
© Thomson Reuters 2014 All rights reserved.
Mon Oct 27, 2014 12:54pm GMT
من نزيه صديق
طرابلس (لبنان) (رويترز) - بدت الأوضاع هادئة في مدينة طرابلس بشمال لبنان يوم الاثنين بعد قتال على مدى يومين بين الجيش ومسلحين إسلاميين كان من أعنف الاشتباكات التي امتدت إلى لبنان من سوريا.
وقال مسؤولون أمنيون وسياسيون إن الجيش استعاد السيطرة على أراض بعد معركة مع المقاتلين الإسلاميين قتل فيها 11 جنديا على الأقل وثمانية مدنيين.
وكانت الأوضاع أهدأ صباح يوم الاثنين بعد اشتباكات دارت مساء الأحد بين الجيش والمسلحين في مناطق حول مدينة طرابلس التي تسكنها غالبية سنية والتي شهدت اقتتالا مرتبطا بالحرب الأهلية السورية عدة مرات في السنوات الثلاث الأخيرة.
وقال سمير الجسر وهو سياسي سني من طرابلس في تصريحات لرويترز "مبدئيا العملية انتهت والجيش يدخل إلى المواقع التي كان يتحصن فيها المسلحون لتنظيفها."
وصرح مصدر أمني بأن الجيش لم يسيطر بعد على موقع أخير يهيمن عليه المسلحون.
وهذا أسوأ امتداد للعنف من سوريا منذ أوائل أغسطس آب عندما توغل مقاتلون إسلاميون مرتبطون بجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في بلدة عرسال الحدودية وأسروا نحو 20 جنديا وأعدموا ثلاثة.
وأحدثت الأزمة السورية أسوأ حالة من عدم الاستقرار في لبنان منذ حربه الأهلية التي استمرت من عام 1975 إلى 1990. وتفجرت عدة اشتباكات في طرابلس منذ اندلعت الحرب السورية عام 2011.
كما أحدثت الحرب في سوريا انقسامات طائفية حادة داخل لبنان مع تأييد السنة للمقاتلين السوريين أو المتشددين الجهاديين وتأييد الشيعة للرئيس السوري بشار الأسد. وتسبب الصراع السياسي في ترك لبنان بلا رئيس منذ فبراير شباط بعدما انقضت مدة رئاسة ميشال سليمان.
وتشمل المنطقة التي استعادها الجيش يوم الاثنين مسجدا يستخدمه المسلحون قاعدة في منطقة باب التبانة في طرابلس. وسمح في وقت سابق للمدنيين بالمغادرة في إطار وقف لإطلاق النار لأغراض إنسانية طالب به زعماء سنة محليون.
ودار اشتباك قصير بالأسلحة النارية عندما دخل الجنود المنطقة وبدأوا في تمشيطها.
ولم يتضح على الفور أين ذهب المسلحون. وقالت مصادر أمنية إن بعضهم ربما ترك المكان مع المدنيين.
واندلع القتال في مناطق أخرى بالشمال قرب بلدتي المنية وبحنين حيث قتل جنديان على الأقل في كمين. واستخدم الجيش طائرات الهليكوبتر المسلحة في قصف مواقع المقاتلين لأول مرة منذ سنوات.
وأدان سياسيون من مختلف الأطياف السياسية بلبنان العنف في طرابلس ثاني أكبر مدينة بلبنان والقاعدة التاريخية للجماعات الإسلامية السنية.
واجتمع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام يوم الاثنين مع وزراء ومسؤولي الأن وأكد ضرورة "متابعة المواجهة التي يقوم بها الجيش اللبناني والقوى الأمنية ضد الخارجين عن القانون".
وقال مكتبه في بيان "الحكومة تقف صفا واحدا وراء القوى العسكرية والأمنية الشرعية في المعركة التي تخوضها لضرب الإرهابيين وإعادة الأمن والأمان إلى طرابلس والشمال."
ولم تتضح على الفور انتماءات كل المقاتلين المشاركين في الاشتباكات. وتقول مصادر أمنية إن من بينهم مؤيدين لبنانيين وسوريين لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق في تصريحات نشرت يوم الاثنين إن عدد مسلحي طرابلس لا يتجاوز 200 فرد وإنهم من لبنان وسوريا. وأضاف أن المعركة في الشمال "فتحت ولن تقفل من دون حسم".
ويوجه كثير من المقاتلين السوريين السنة ومن الإسلاميين اللبنانيين السنة المتشددين اتهامات للجيش اللبناني بالعمل مع جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية التي أرسلت مقاتلين لدعم قوات الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية.
وهددت جبهة النصرة بإعدام الجنود اللبنانيين الذين تم أسرهم خلال اقتحام عرسال ردا على عملية الجيش اللبناني في طرابلس.
وأصدر الجيش بيانا قال فيه "تستمر وحدات الجيش في تنفيذ عملياتها العسكرية في مدينة طرابلس ومحيطها حيث تمكنت من دخول آخر معقل للجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة التبانة حيث اعتقلت عددا منهم فيما تمكن آخرون من الفرار مستفيدين من طبيعة المباني السكنية بعد أن أقدموا على زرع عبوات وتفخيخات في الأحياء السكنية... حيث يعمل الجيش على تفكيكها. وقد تم العثور على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات."
وأضاف البيان "ستواصل وحدات الجيش بعد أن تم تعزيزها باستقدام قوى جديدة تنفيذ تدابيرها الأمنية وتعقب بقايا المجموعات الإرهابية ومداهمة المناطق المشبوهة كافة."
(شاركت في التغطية ليلى بسام من بيروت - إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير سها جادو)
© Thomson Reuters 2014 All rights reserved.