تسلم إسرائيل اليوم الجمعة 4 يوليو/تموز جثمان الطفل الفلسطيني محمد حسين أبو خضير الى ذويه فيما تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على عدد من المناطق الفلسطينية.
الإشتباكات والإعتداءات سيدة الموقف
ولليوم الثاني على التوالي ثار المئات من الشبان المقدسيين احتجاجا على قيام مستوطنين باختطاف وحرق الفتى الفلسطيني محمد حسين أبو خضير، واحتجاز جثمانه من قبل القوات الإسرائيلية حتى اليوم، وردا على التصعيد الإسرائيلي ضد العديد من المدن والمدنيين بحجة معاقبة حماس على خلفية مقتل 3 مستوطنين.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن مواجهات عنيفة اندلعت فجر اليوم الجمعة، بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب مخيم قلنديا للاجئين، شمال القدس المحتلة.
وقالت مصادر محلية لوكالة "وفا"، إن عشرات الشبان هاجموا الجنود المتمركزين على حاجز قلنديا بالحجارة والزجاجات الفارغة، بينما رد الجنود بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت، والقنابل المضيئة، والرصاص المطاطي، ما تسبب بحدوث حالات اختناق متفاوتة بين صفوف الفلسطينيين.
وفي مخيم شعفاط قال الناطق الإعلامي باسم حركة فتح بالمخيم ثائر عبد ربه لوكالة "معا" الإخبارية إن "قوات الاحتلال اعتقلت شابين، وجرحت 4 خلال مواجهات عنيفة شهدها المخيم"، ونقلت إحدى الحالات الى المستشفى بعد الإصابة بقنبلة غازية بصورة مباشرة.
بدورهم قام حوالي 50 مستوطنا بمهاجمة المجمع التجاري" مأمن الله" بالقدس الغربية، وهتفوا "الموت للعرب"، وكانوا يرتدون قمصانا كتب عليها "الموت للعرب انتقام انتقام"، وحاولوا ضرب العمال والمتسوقين الفلسطينيين، وخلال ذلك حضرت قوات من الشرطة الإسرائيلية واخرجتهم من المكان.
إلى ذلك اندلع فجر اليوم حريقان أحدهما قرب قاعدة عنتوت العسكرية في عناتا بمنطقة القدس، والآخر في متحف روكفلر بالقدس نتيجة تعرضه لإلقاء زجاجة حارقة، وهرعت طواقم الإطفاء الى المكان في محاولة لاخماد الحريقين.
محاولة اختطاف طفل فلسطيني ثان
إلى ذلك حاول مستوطنون إسرائيليون ليلة الخميس/الجمعة اختطاف الطفل المقدسي محمد علي الكسواني (11 عاماً) من أمام منزله في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة إلا أن تجمع المواطنين حال دون نجاح عملية الخطف.
القوات الإسرائيلية تجرف أراض ومنازل في الضفة الغربية
آليات اسرائيلية
وقال رئيس المجلس القروي لخربة بيت اسكاريا محمد ابراهيم لــ"وفا" إن جرافات تابعة للمستوطنين وتحت حماية جنود الاحتلال جرفت أراض زراعية في الخربة تابعة لعائلة شاهين تقع على المدخل الرئيس لمستوطنة "ألون شيفوت" التابعة لمجمع "عتصيون" الاستيطاني.
من جهتها كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، النقاب عن عزم قوات الجيش الاسرائيلي خلال الايام القادمة هدم عشرات المنازل لقادة ونشطاء حركة حماس بالضفة الغربية .
وقالت الصحيفة " إن الجيش يستعد لهدم عشرات البيوت بالضفة الغربية لقادة حماس ومحرري صفقة شاليط ومعتقلين آخرين متهمين بتنفيذ عمليات قتل إسرائيليين، وذلك بناء على قرار من المستوى السياسي بتشديد الحرب على حماس.
وفي وقت سابق استولت مجموعة من المستوطنين بحماية القوات الإسرائيلية على منزل قديم يقع في أحراش بيت فجار جنوب بيت لحم، ورفعوا عليه أعلاما اسرائيلية.
غزة تحت وطأة التصعيد الإسرائيلي
وفي تطور جديد في سواحل غزة استهدفت زوارق حربية إسرائيلية، صباح الجمعة، صيادين فلسطينيين بإطلاق النار عليهم، وهم على مسافة تقل عن الستة أميال بحرية المسموح الصيد فيها، ما أدى إلى إلحاق أضرار بقواربهم.
وذكرت وكالة "وفا" أن طائرة حربية إسرائيلية من طراز إف 16، أطلقت صاروخاً على أرض فارغة، فجراً، في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين في المنطقة.
ويذكر أن طائرات استطلاع إسرائيلية تحلق بكثافة في أجواء غزة، وعلى ارتفاعات منخفضة طوال ساعات الليل وحتى ساعات صباح اليوم، وسط تعزيزات عسكرية لآليات الاحتلال على الحدود شمال وشرق قطاع غزة.
منع المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى
وذكرت وكالة معا أن شرطة الاحتلال أعلنت بعد منتصف الليلة عن فرض قيودها على دخول المصلين الرجال من حملة الهوية الزرقاء الى المسجد الاقصى، وبمنع الذين تقل أعمارهم عن الـ 50 عاما من الدخول إليه، كما منعت سكان الضفة الغربية الرجال تحت سن الـ 50 عاما من الدخول، والنساء تحت سن الـ 40 بالإضافة الى سكان الخليل.
الاشتباكات تجددت بين القوات الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين في مخيم شعفاط شمال القدس.
وقامت قوات الجيش بإغلاق جميع منافذ المدينة أمام حركة السير. قوات الشرطة لم تنسحب من المكان، الأمر الذي أدى إلى تجدد المواجهات، وقام عدد من الفلسطينيين بإلقاء الحجارة باتجاه الجنود الإسرائيليين.
أما بالنسبة لجثمان الفتى الفلسطيني فسيتم تسليمه غدا الجمعة، في وقت أكدت فيه مصادر محلية أن مدينة القدس شهدت إنتشارا أمنيا كثيفا وإجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين إلى الحرم القدسي.
هذا وعزّز الجيش الإسرائيلي قواته على تخوم قطاع غزة، بما في ذلك الدبابات والمروحيات، بالإضافة إلى حشد زوارق حربية قبالة سواحل القطاع.
شاهد هنا
وقال بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات تتخذ "مواقع دفاعية" في مناطق إسرائيلية سقطت فيها صواريخ من غزة، دون الإشارة الى حجم الانتشار.
الجيش الإسرائيلي قرب قطاع غزة
وأكد ليرنر في تصريحات صحفية "نتحرك وقمنا بتحريك قوات، كل ما نفعله يهدف إلى وقف تصعيد الموقف، ولكنه من الناحية الأخرى يهدف إلى اتخاذ الاستعدادات في حالة عدم توقفهم عن التصعيد".
وأعلن الجيش الاسرائيلي إن 14 قذيفة انطلقت من قطاع غزة وسقطت على إسرائيل يوم الخميس 3 يوليو، وإن صاروخين سقطا على منزلين في بلدة سديروت بجنوب إسرائيل، دون أن يسفر ذلك عن إصابات.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شن فجر الخميس غارات جديدة استهدفت مواقع وأهدافا مختلفة في قطاع غزة وأسفرت عن إصابة 10 فلسطينيين على الأقل.
شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جديدة على مواقع بقطاع غزة، وذلك في وقت تم فيه قصف بلدات إسرائيلية جنوبية بعشرات الصواريخ الفلسطينية.
الفصائل الفلسطينية التي تستشعر خطر عدوان جديد على غزة صعدت من وتيرة إطلاقها للصواريخ على البلدات الإسرائيلية المجاورة.
وللمرة الأولى منذ نهاية الحرب الأخيرة، دوت صفارات الإنذار في بئر السبع، قبل أن يصيب صاروخ فلسطيني أحد المباني، ويكاد صاروخ آخر يقتل رئيس بلدية سديروت.
شهر رمضان الكريم هو الأكثر صعوبة بالنسبة لمليون ونصف المليون شخص في غزة، تطاردهم الغارات الإسرائيلية في سحورهم وإفطارهم.
جميع المؤشرات على أرض الواقع تؤكد أن دفع التصعيد باتجاه إيصاله إلى حال حرب بات أمراً وارداً، إلا أن ظروف هذه الحرب، سواء العربية أو الدولية، ظروف مختلفة عن تلك التي أحاطت بالحربين الماضيتين بالنسبة إلى حماس.
شاهد هنا
المصدر: RT + وكالات "روسيا اليوم"