دكتور توفيق (مؤمن بالإله الحق ووكلائه الحقيقيين) هيئة الدفاع - ضد - الاستاذ فاضل عباس سلطة الاتهام
في القضية المعنونة : "مقاضاة إله الأديان"
الجزء الاول
==============================
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ..
الوقائع
.. قدم المدعي فاضل عباس مذكرة اتهام بعنوان "مقاضاة إله الأديان" بتاريخ الأربعاء ، 11 شباط ، 2015 من خلال مقالة نشرها في موقع "كتابات" وجاء فيها اتهام الاله وتحميله المسئولية عن كل الاضرار التي تصيب الخلق من تشوهات وإعاقة وعقم والأضرار مثل الكوارث الطبيعية والجفاف والفيضان كما وجه المدعي للإله تهمة خلق الاشرار والظالمين.
.. اتهم المدعي فاضل عباس الاله والدين الالهي، ايضا، بالتحريض على الاقصاء والعنصرية والعنف واتهمه بالمسئولية عن القتل والحروب باسم الدين التي تقام في الارض وكذلك اتهمه بعدم المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق وبالفشل في ايجاد حلول اجتماعية واقتصادية مناسبة للمجتمع الانساني وبكونه مسئولا عن الحالة البائسة التي يعيش فيها المجتمع الانساني.
.. طالب المدعي عباس الفاضل في ختام مذكرته بحضور اله الاديان الابراهيمية الثلاث او وكلائه او من يدافع عنهم. وسوف اتطرق الى كل التهم الموجهة من المدعي عباس فاضل في سلسلة مقالات تتابع ان شاء الله.
الدفاع
اولا: الدفع بعدم اصالة ملكية الانسان للأخلاق والحقوق
.. قبل كل شيء، الذي يتكلم عن المقاضاة يتكلم عن العدل والعدالة، فمن اين اتى هذا العدل ومن اين عرف الانسان العدالة ومتى عرف ذلك ؟! وهل العدل نتاج طبيعي توصل اليه البشر من انفسهم وهل هم يمتلكونه بالأصالة وكيف حصل ذلك ؟! يعلن المشتكي عباس فاضل ان الانسان وصل الى المنظومة الاخلاقية والقوانين بالتطور تدريجيا، حيث يقول في ديباجة الدعوى ما هذا نصه :
((عاش الأنسان على هذه الأرض زمناً لم يستطع حصر مدّته للآن، مرّ بحقبٍ صعبة، قاوم خلالها سخط الطبيعة وعوامل الإنقراض، فكان الكائن الوحيد الذي استطاع البقاء، وتطوير إمكانيته وتسخير ملكاته لديمومته،انتشر في مجتمعاتٍ وأممٍ سنّت لنفسها قوانين وأنظمة، تعالج التحديات وتتكفل بالحياة.. حتى ظهرت الأديان ..)) ، وهذه القراءة للواقع غير صحيحة علميا وتاريخيا ، وتدل على قلة اطلاع المدعي على الحقائق العلمية ونتائج الابحاث الاكاديمية في مجال التطور الانساني. فنحن لدينا سجل أحفوري يكشف عن التطور الطبيعي للإنسان ولدينا من جهة أخرى سجل تاريخي يكشف عن ظهور الثقافة والحضارة الإنسانية و من خلال البحث فيهما يمكننا ان نعرف ان الدين الالهي هو من أتى بالأخلاق والقوانين والأنظمة والقيم ولولا الدين لبقي الإنسان على كينونته الطبيعية أي على حيوانيته ..
نحن الآن لدينا ، بحسب الاحفوريات المتوفرة ، معلومات جيدة عن عمر الإنسان المكتشف علمياً على الأرض ، ابتداء من انفصال الفرع التطوري عن القردة العليا الى غاية ظهور الانسان العاقل او الهوموسابينس قبل حوالي 200 الف سنة والتي قضى على الاقل 100 الف منها في افريقيا وكان بدائيا جدا. نعلم أيضا أن هناك مجموعة من الهوموسابينس هاجرت قبل تقريبا 70 الف سنة من افريقيا الى الشرق وبالضبط الى جنوب العراق عبر باب المندب مرورا بجنوب شبه الجزيرة العربية حاليا. وبحسب بعض الابحاث الجينية فان كل اهل الارض تقريبا يرجعون الى هذه المجموعة المهاجرة.وبالنظر الى تاريخ هذه المجموعة من الهوموسابيينس يمكننا معرفة كيف ظهرت الحضارة الانسانية الاولى على الارض فجأة : السومريون الاوائل. وهذا الامر بينه بوضوح السيد احمد الحسن في كتابه وهم الالحاد.
.. فرقي الحضارة نفسها من دون اي مقدمات سابقة يطرح تساؤلا حول اصل هذه الطفرة التي جعلت الانسان ينتقل من التعامل الحيواني الاناني الى منظومة اخلاقية : يتكلم فيها عن العدل وعن الايثار وعن الاخلاق بصفة عامة. والتفسير الوحيد والذي بينه السيد احمد الحسن في كتاب ((وهم الالحاد)) هو دخول الدين في المعادلة ، أي آدم (ع) والأنبياء (ع)...والذي يترنم بالأخلاق والعدل عليه ان يعرف ان من أتى بها هو الدين .. هم الأنبياء (ع) .. وليس شيء آخر. وان بيولوجيا الانسان ما هو إلا آلة بقاء انانية فقط بحسب نظرية الجينة الانانية ولا يمكن ان ينتج منها عدل او ايثار محض. .. فلا يوجد تدرج في ظهور العدل والأخلاق لدى الانسان بل ظهرت فجأة ومتزامنة مع ظهور الدين.
.. وهنا أنا استدعي شهود الدفاع ليمثلوا امام محكمة التاريخ وهم بالتسلسل : علماء البيولوجيا التطورية وعلماء الاجتماع وعلماء الاركيولوجيا ليقدموا دليلا ـ ان وجد ولن يوجد ـ بان الاخلاق هي نتاج طبيعي للتطور الانساني بدون دخول شيء آخر غيبي او غير مادي في المعادلة.
.. وأستدعي ايضا الشاهد الاساسي والرئيسي للدفاع كتاب وهم الالحاد للسيد احمد الحسن واقتبس قوله بعد ان يثبت علميا استحالة ان تسمح الجينات الانانية بنشوء وبقاء الاخلاق الانسانية الاصيلة:
((لكن أن توجد وتنمو فينا صفة مضادة لبقاء الجينات الفردية، فهذا أمر غير ممكن أن ينمو ويترسخ في الطبيعية؛ لأنها: صفة مضادة لأنانيتنا كآلات بقاء بنتها الجينات، وصفة تعمل بالضد من مصلحة الجينات الفردية. وهذا السؤال لن يستطيع الملحدون الاجابة عليه بجواب علمي. فلا يمكن أن يسير زورق عكس التيار دون تجديف يتفوق على التيار الجارف الذي جرف كل الخشبات الأخرى - أو الكائنات غير الإنسان - معه، ولا يمكن أن يكون هناك تجديف دون مجدف. المفروض أننا بعد هذا الإثبات العلمي نقبل ونعترف بوجود مجدف، فقد ثبت لنا وجود أثره الظاهر بقوة من خلال حركتنا عكس التيار الجارف وتمردنا على جور جيناتنا. ومن الواضح أننا لا نقصد الله بقولنا المجدف، بل فليكن المجدف هو النفس أو الروح ومن المؤكد أن إثبات وجودها هو طريق لإثبات عالم الروحانيات وبالتالي إثبات وجود الله.))
كتاب وهم الالحاد ـ السيد احمد الحسن ـ ص 293 ـ الطبعة الاولى ـ 2013 م. http://almahdyoon.org/arabic/documents/live/wahmilhad
.. يتبع ان شاء الله
والحمد لله.دكتور توفيق
في القضية المعنونة : "مقاضاة إله الأديان"
الجزء الاول
==============================
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله ..
الوقائع
.. قدم المدعي فاضل عباس مذكرة اتهام بعنوان "مقاضاة إله الأديان" بتاريخ الأربعاء ، 11 شباط ، 2015 من خلال مقالة نشرها في موقع "كتابات" وجاء فيها اتهام الاله وتحميله المسئولية عن كل الاضرار التي تصيب الخلق من تشوهات وإعاقة وعقم والأضرار مثل الكوارث الطبيعية والجفاف والفيضان كما وجه المدعي للإله تهمة خلق الاشرار والظالمين.
.. اتهم المدعي فاضل عباس الاله والدين الالهي، ايضا، بالتحريض على الاقصاء والعنصرية والعنف واتهمه بالمسئولية عن القتل والحروب باسم الدين التي تقام في الارض وكذلك اتهمه بعدم المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق وبالفشل في ايجاد حلول اجتماعية واقتصادية مناسبة للمجتمع الانساني وبكونه مسئولا عن الحالة البائسة التي يعيش فيها المجتمع الانساني.
.. طالب المدعي عباس الفاضل في ختام مذكرته بحضور اله الاديان الابراهيمية الثلاث او وكلائه او من يدافع عنهم. وسوف اتطرق الى كل التهم الموجهة من المدعي عباس فاضل في سلسلة مقالات تتابع ان شاء الله.
الدفاع
اولا: الدفع بعدم اصالة ملكية الانسان للأخلاق والحقوق
.. قبل كل شيء، الذي يتكلم عن المقاضاة يتكلم عن العدل والعدالة، فمن اين اتى هذا العدل ومن اين عرف الانسان العدالة ومتى عرف ذلك ؟! وهل العدل نتاج طبيعي توصل اليه البشر من انفسهم وهل هم يمتلكونه بالأصالة وكيف حصل ذلك ؟! يعلن المشتكي عباس فاضل ان الانسان وصل الى المنظومة الاخلاقية والقوانين بالتطور تدريجيا، حيث يقول في ديباجة الدعوى ما هذا نصه :
((عاش الأنسان على هذه الأرض زمناً لم يستطع حصر مدّته للآن، مرّ بحقبٍ صعبة، قاوم خلالها سخط الطبيعة وعوامل الإنقراض، فكان الكائن الوحيد الذي استطاع البقاء، وتطوير إمكانيته وتسخير ملكاته لديمومته،انتشر في مجتمعاتٍ وأممٍ سنّت لنفسها قوانين وأنظمة، تعالج التحديات وتتكفل بالحياة.. حتى ظهرت الأديان ..)) ، وهذه القراءة للواقع غير صحيحة علميا وتاريخيا ، وتدل على قلة اطلاع المدعي على الحقائق العلمية ونتائج الابحاث الاكاديمية في مجال التطور الانساني. فنحن لدينا سجل أحفوري يكشف عن التطور الطبيعي للإنسان ولدينا من جهة أخرى سجل تاريخي يكشف عن ظهور الثقافة والحضارة الإنسانية و من خلال البحث فيهما يمكننا ان نعرف ان الدين الالهي هو من أتى بالأخلاق والقوانين والأنظمة والقيم ولولا الدين لبقي الإنسان على كينونته الطبيعية أي على حيوانيته ..
نحن الآن لدينا ، بحسب الاحفوريات المتوفرة ، معلومات جيدة عن عمر الإنسان المكتشف علمياً على الأرض ، ابتداء من انفصال الفرع التطوري عن القردة العليا الى غاية ظهور الانسان العاقل او الهوموسابينس قبل حوالي 200 الف سنة والتي قضى على الاقل 100 الف منها في افريقيا وكان بدائيا جدا. نعلم أيضا أن هناك مجموعة من الهوموسابينس هاجرت قبل تقريبا 70 الف سنة من افريقيا الى الشرق وبالضبط الى جنوب العراق عبر باب المندب مرورا بجنوب شبه الجزيرة العربية حاليا. وبحسب بعض الابحاث الجينية فان كل اهل الارض تقريبا يرجعون الى هذه المجموعة المهاجرة.وبالنظر الى تاريخ هذه المجموعة من الهوموسابيينس يمكننا معرفة كيف ظهرت الحضارة الانسانية الاولى على الارض فجأة : السومريون الاوائل. وهذا الامر بينه بوضوح السيد احمد الحسن في كتابه وهم الالحاد.
.. فرقي الحضارة نفسها من دون اي مقدمات سابقة يطرح تساؤلا حول اصل هذه الطفرة التي جعلت الانسان ينتقل من التعامل الحيواني الاناني الى منظومة اخلاقية : يتكلم فيها عن العدل وعن الايثار وعن الاخلاق بصفة عامة. والتفسير الوحيد والذي بينه السيد احمد الحسن في كتاب ((وهم الالحاد)) هو دخول الدين في المعادلة ، أي آدم (ع) والأنبياء (ع)...والذي يترنم بالأخلاق والعدل عليه ان يعرف ان من أتى بها هو الدين .. هم الأنبياء (ع) .. وليس شيء آخر. وان بيولوجيا الانسان ما هو إلا آلة بقاء انانية فقط بحسب نظرية الجينة الانانية ولا يمكن ان ينتج منها عدل او ايثار محض. .. فلا يوجد تدرج في ظهور العدل والأخلاق لدى الانسان بل ظهرت فجأة ومتزامنة مع ظهور الدين.
.. وهنا أنا استدعي شهود الدفاع ليمثلوا امام محكمة التاريخ وهم بالتسلسل : علماء البيولوجيا التطورية وعلماء الاجتماع وعلماء الاركيولوجيا ليقدموا دليلا ـ ان وجد ولن يوجد ـ بان الاخلاق هي نتاج طبيعي للتطور الانساني بدون دخول شيء آخر غيبي او غير مادي في المعادلة.
.. وأستدعي ايضا الشاهد الاساسي والرئيسي للدفاع كتاب وهم الالحاد للسيد احمد الحسن واقتبس قوله بعد ان يثبت علميا استحالة ان تسمح الجينات الانانية بنشوء وبقاء الاخلاق الانسانية الاصيلة:
((لكن أن توجد وتنمو فينا صفة مضادة لبقاء الجينات الفردية، فهذا أمر غير ممكن أن ينمو ويترسخ في الطبيعية؛ لأنها: صفة مضادة لأنانيتنا كآلات بقاء بنتها الجينات، وصفة تعمل بالضد من مصلحة الجينات الفردية. وهذا السؤال لن يستطيع الملحدون الاجابة عليه بجواب علمي. فلا يمكن أن يسير زورق عكس التيار دون تجديف يتفوق على التيار الجارف الذي جرف كل الخشبات الأخرى - أو الكائنات غير الإنسان - معه، ولا يمكن أن يكون هناك تجديف دون مجدف. المفروض أننا بعد هذا الإثبات العلمي نقبل ونعترف بوجود مجدف، فقد ثبت لنا وجود أثره الظاهر بقوة من خلال حركتنا عكس التيار الجارف وتمردنا على جور جيناتنا. ومن الواضح أننا لا نقصد الله بقولنا المجدف، بل فليكن المجدف هو النفس أو الروح ومن المؤكد أن إثبات وجودها هو طريق لإثبات عالم الروحانيات وبالتالي إثبات وجود الله.))
كتاب وهم الالحاد ـ السيد احمد الحسن ـ ص 293 ـ الطبعة الاولى ـ 2013 م. http://almahdyoon.org/arabic/documents/live/wahmilhad
.. يتبع ان شاء الله
والحمد لله.دكتور توفيق
Comment