**شمعتان توقدان من قبس محمدي**
بقلم الاستاذ زكي الصبيحاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوتي الكرام
بعد أن أطفأت شمعتها الأولى قناة المنقذ الفضائية أشعلت شمعة ثانية اقتبست نورها من آل محمد(ص) لتحتفل بدخول رحاب العام الثاني على بثها المبارك الذي حمل للناس مائدة السماء بشفافية عالية، ورغبة جادة في أن تكون رافداً أصيلا من روافد المعرفة الحق ....
على أعتاب السنة الثانية قناة المنقذ تعبر عن نفسها بأصالة ومصداقية في معالجة الواقع البشري الذي أنهكته أمراض الجور والظلم، فحملت هذه القناة مياسمها ومراهمها وصارت تدور في بيوت المشاهدين والمتابعين تعالج ما فسد من الأرواح،
وتزيح الغبش عن بصائر المنتظرين، وتعلن صيحة الحق مدوية في أسماع الغافلين عسى أن يستيقظوا من تلك الرقدة التي أوصلتهم إلى حافة الهاوية.
وفق الله سبحانه كل العاملين في هذا الرافد الإعلامي والتعليمي المهم الذي أطل علينا وهو مصطبغ بصبغة النجاة والحياة، ومبارك لكل السائرين في ركب الحقيقة والنور إشعال الشمعة الثانية لهذه القناة المباركة، خدمة لكلمة الحق، وعملا لتحقيق مبادئ الصدق والعدل والرحمة.
وشمعة أولى أوقدها أنصار القائم(ع) وهم يضعون حجر الأساس لصرح فكري نسأل الله سبحانه أن يكون رافداً جديداً لإرساء مبادئ الصدق والعدل والرحمة، ونسأل الله سبحانه أن يكون بكل حجر إساس يضعه قائم آل محمد(ص) لرافد من روافد المعرفة هو ترجمة واقعية وحقيقية لقوله تعالى:{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(التوبة/32).
هذه الشمعة الأولى هي لمعهد الدراسات العليا الدينية واللغوية، سائلين المولى سبحانه أن يوفق الأخوة القائمين على العمل في هذا الصرح المعرفي الجديد أن يترجموا رسالة الحق عملا صادقا ومخلصا يساهم في إنقاذ الناس من رقدة الظلم والجور، لتنهض بهم للعمل في ساحة القسط والعدل، فالعدل على الأرض لا يكون ما لم تمتلئ النفوس العاملة بالعدل، ليكون العدل على الارض هو ترجمة للعدل الذي امتلأت به نفوس المؤمنين العاملين.
وبهذه المناسبتين الكبيرتين أسأل الله سبحانه أن يتقبل هذه المشاركة اليسيرة :
بوركت معطاءً وجدت مبادراً *** لازلت وهابا وسِيْبُك غامرا.
سمعوك لما قلت إنك مشفق *** كيما يكونوا للضلال مَعَاشِرا.
وبنيت في سوح الذئاب منابرا *** وطفقت تهدي ضائعا أو عاثرا.
لم يثنك الإعراض مهما أوغلوا *** بل زاد عزمك أن تطبب بائرا.
والحمد لله وحده وحده وحده.