كيف نقرأ موت عبد الله؟

[المهتدية بأحمد]

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيراالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***********

كيف نقرأ موت عبد الله؟ بقلم الاستاذ زكي الصبيحاوي من صفحته الشخصية على الفيس بوك




بعد انتشار خبر موت ملك السعودية عبد الله، استحضر كثير من الشيعة رواية الامام الصادق عليه السلام والتي يربط فيها بين موت ملك في الحجاز اسمه عبد الله وامر القائم من ال محمد صلوات الله عليهم
الرواية تقول:
(عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله ( ع) يقول : من يضمن لي موت عبد الله ، أضمن له القائم ، ثم قال : إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله ، ويذهب ملك السنين ، ويصير ملك الشهور والأيام . فقلت : يطول ذلك ؟ قال : كلا) (الغيبة للشيخ الطوسي ص447، بحار الأنوار ج52 ص210.)،وقد اختلطت أوراق الناس على مواقع التواصل والمواقع الاعلامية، فمنهم من أعلن الفرح بقرب الفرج لأن موت عبد الله علامة على فرج القائم(ع)، وهناك من راح يتربص ويقول: هذا عبد الله مات فأين القائم؟ وهناك طرف ثالث يقول: من قال أن الرواية تعني عبد الله هذا؟ وطرف رابع؛ هذا الطرف يمثل وجهة نظر رسمية خرج به (أسد قصير:

http://www.youtube.com/watch?v=wmZISxSmLNo&feature=youtu.be


حيث ناقش الرواية من ناحية (هلك المستعجلون) من دون أن ينتبه أن (هلك المستعجلون) هي نفسها (المتقدم لهم مارق) فالمستعجل هو من يتقدم بالأمر قبل أن يقع ما أخبر عنه حجج الله، أما الرواية البشرى فلا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بقضية (هلاك المستعجلين)، ولكن هذا الخطاب الذي تروج له المؤسسة الدينية وراءه ما وراءه!!!وكذلك ربط أسد قصير للرواية بمسألة كون (موت عبد الله) ليس من العلامات الحتمية، وهذا يجعل لأسد قصير سببا في التشكيك بتحقق الرواية على أرض الواقع، ولكي يكمل مخطط التشكيك راح يربط تحقق العلامة بقضية الإيمان، مع أن الرواية تقول (بشرى)، أي أن بموت عبد الله يستبشر المؤمنون، لأن بموته يتحقق المأمول، أما غير المؤمنين، أي المشككين فهم يبقون في ريبهم يترددون، ولذا أسد قصير ومن يهمه خطابه وينصت له ويستمع، فيعلمون أن الرواية الشريفة تصرخ في ضمائر الناس (الآن حصحص الحق)، ولولا ذاك لما وجدتم أسد قصير يكلف نفسه ويظهر على شاشة التلفاز يلملم كلمات العناد ويستحضر منطق التشكيك ليضلل بندائه المتعالي من يتبعه ومنهجه الباطل والذي بدأت أشعة شمس الحقيقة تفضح منطقه وتبدد منهجه ولاطريق له لتبرير قعوده عن نصرة الحق وماهو فيه من التشكيك الا ان يعاند ويخالف منهج ال البيت عليهم السلام.

وقبل أن يمتد شوط المقال لابد من التوقف عند مفردات الرواية الشريفة وقراءتها قراءة متبع لآل محمد(ص)، وليس قراءة المبتدع، الإمام الصادق(ص) لم يقل : إن بموت عبد الله سيتمكن القائم(ع) أو سيحكم القائم(ع)، بل بعد موت عبد الله سيبقى الحكم بأيدي الظالمين ولكنه ينتقل من مرحلة البقاء إلى سنين إلى مرحلة الشهور والأيام، وهذه المرحلة كناية عن ذهاب التوافق داخل الأسرة الحاكمة وظهور الصراع على السلطة من مرحلة الخفاء إلى العلن، ولعل في الخطوات التي بدأ يتخذها (سلمان) خلف عبد الله، لهي خير دليل على أن الصراع بات معلنا، فمسألة إقصاء التويجري من منصبه، وتغيير الطاقم المتنفذ دلالتها واضحة لا تحتاج إلى حصافة بظهور الصراع إلى العلن، وتغيرت المرحلة السابقة تماما.فلنعد إلى الرواية الشريفة ونستحضر مفرداتها فان فيها بيان لضمان موت عبد الله، ومايقابله من ضمان الامام الصادق ع بوجود القائم في حينه والا
فما معنى (من يضمن لي موت عبد الله، أضمن له القائم )؟؟!!

وهذا الضمان متعلق ايضا بضمان اخر قدمه الإمام(ع) وهذا الضمان فيه بيان، يؤكد أن الناس لا يجتمعون بعده على أحد، فهذا يعني أن الناس ستتشتت، ولا تجتمع على أحد، وعدم اجتماعها على أحد يتحول الملك من السنين إلى الشهور والايام، أي أن الاختلاف سيجعل من خلف عبد الله لا يستمر في الحكم غير شهور، ومع تقدم الايام ستتفاقم الأمور فتصير مدة الحكم تحسب بالأيام، وهذه الأحداث الواقعة فيها بيان لقضية القائم(ع) بحيث لا يبقى حجة لمحتج مطلقاً أي تسقط كل أعذار المعتذرين، فلا يبقى للشبهات مكان في هذا الموضوع، حتى يبقى من يصطنع الشبهة بائر التجارة ومفضوح أنه يعاند ويجحد الحقيقة علنا، بعد أن كان جحوده مخفيا.
إن موت عبد الله صيحة إلهية دالة على القائم(ع)، ولننتبه الإمام الصادق(ع) قال: (القائم) يعني الحجة قائم أي معلن لنفسه وداعٍ للناس، ويطرق ابوابهم، ولذا نجد الرواية واضحة وصريحة في بيان مصداق من مصاديق الصيحة، فموت عبد الله صيحة إلهية تنبه من ينتفع من هذا الصوت الإلهي، فلعل هناك الكثير ممن سمع بقضية القائم(ع)، ولكن نظر في الروايات وربط إيمانه بتحقق هذه العلامة (موت عبد الله)، فلما مات عبد الله انزاح الحجاب الذي يمنعه من الالتحاق بقضية القائم(ع).وجوابا على سؤال "من يقول ان عبد الله هذا هو المعني في النص"

ورد عن رسول الله (ص) أنه قال: (يحكم الحجاز رجل اسمه على اسم حيوان إذا رأيته حسبت في عينه الحَول من البعيد وإذا اقتربت منه لا ترى في عينه شيء، يخلفه له أخ اسمه عبد الله ويل لشيعتنا منه، أعادها ثلاثاً، بشروني بموته أبشركم بظهور الحجة) (كتاب مائتان وخمسون علامة: ص122).فعبد الله المقصود هو هذا عبد الله حاكم الحجاز، لأنه هو الوحيد الذي خلف أخ له اسمه على اسم حيوان وإذا رأيته حسبت في عينه الحول من البعيد، وهو (فهد).ولذا فموت عبد الله ليس حدثا قهرياً يقهر الناس على الإيمان بالقائم(ع)، بل هو دليل ساطع لمن ينظر في الدليل، فهذا الإمام الصادق(ص) صوته الحي منذ أكثر من ألف سنة يخبرنا بهذا الحدث، وها هو الحدث يقع بأيامنا، ويقع كما أخبر الإمام الصادق(ص)،

فمن يشكك بالخبر أو بدلالاته، فهذا حاله حال من يغطي الشمس بغربال، وبالمقابل وقوع الخبر يفضح أمام أعيننا المشككين، والمتربصين، وسينفع الله سبحانه بتلك الصيحة من ألقى السمع وهو شهيد.إن العلامات والدلالات تحاكي القلوب، لا تحاكي العيون والأسماع البدنية، ليقول قائلهم المرتاب والمشكك: من يقول هو هذا عبد الله المقصود؟؟الحمد لله الذي جعل الآيات الدالة على القائم المهدي(ع) تترى وتتدافع على القلوب تدافع المطر النازل من السماء، قال تعالى {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}(الرعد/17).وهنا نسأل المشككين والمرتابين: بماذا ستجيبون غداً عندما يقول لكم الحق: أرسلت لكم القائم(ع) ودعاكم إلى الهدى فارتبتم، وأمرت أوليائي(ص) لبيان أمره، وأخبركم الصادق(ع): أن بضمان موت عبد الله يضمن لكم القائم(ع)، فما حجتكم على الريبة والشك؟!! فماذا سيكون جوابكم؟ قال تعالى {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً}(الفرقان/27).والحمد لله وحده وحده وحده.