بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليماً كثيرا
في احداث العاشر من محرم كان اخي احد الشهداء هو وابن خالي فبعد مضي شهرين وبعد البحث والسؤال عن اخي المفقود علمنا انه استشهد . فلم يستطع احد ان يخرج جثتهه من مستشفى الطب العدلي لان المكان كان مراقب من قبل الجيش والشرطة فذهبت فقط نساءٌ لاخراج الشهداء من المستشفى .فكان للمكان رائحة كريهة جداً باعتبار انها تحوي العديد من الموتى والقتلى وما شابه ذلك .فاخرجوهم من المستشفى وكانت المسافة من المكان الذي اخرجناهما منه يبعد عن المكان المراد دفنهما فيه تقريباً 5 ساعات ولكن بقدرة الله وصلوا خلال 3 ساعات مع العلم انه كان هناك تفتيش واستفسارات حول وجود جثتين فوق سيارة واحدة والاثنين كانوا شباب لم يتعدى عمر احدهما عن العشرين سنة .المهم وصلوا الى النجف تقريباً عند غياب الشمس وكنت انا بانتظارهم فاعترض الدفان عن دفنهما بعذر انه لا يستطيع دفنهما وهما مضرجان بالدماء فاختلفوا الدفانة في ما بينهم فمنهم من امتنع عن الدفن ومنهم من ترك المكان وبقى فقط رجل واحد وشابان معهم تكفلوا بمسألة الدفن لاننا اخبرناهم بانهما شهيدان ولا نريد تغسيلهما (مع العلم ان امر عدم تغسيلهما صدر من السيد احمد الحسن (u)).
فسبحان الله كلما اخرجنا واحد من الصندوق تفوح منه رائحه زكية اقسم بالله لو لم اكن حاضرة وقد اخبرني احد عن تلك الرائحة لقلت انها مبالغة ولكن هذه هي الحقيقة والله على ما اقول شهيد .
وكان وقت الدفن المغرب والجو اظلم حيث لم يكن هناك ضوء سوى اضوية السيارة التي اخذناهما بها وكان ذلك موقف لن انساه طول حياتي لاني لم اكن من قبل احتمل رؤية موقف كهذا ابداً ابدا بحيث اني كلما فكرت اني رأيت بام عيني شهداء ودماء واثار رصاص مجرد التفكير فيه امرٌ فضيع ولكن بحمد الله كان الموقف جداً سهل ولم نصرخ ولم يعلوا لنا اي صوت ولله الحمد بسط الموقف لي.
بل على العكس من ذلك كنا واحدةً تقرأ سورة يس واخرى تقرأ الواقعة وثالثة حديث الكساء وهكذا كل واحدة تقرأ ما استطاعت قراءته مع رفع الصلوات على محمد وال محمد الائمة والمهديين أما الدفان فقد كان في بادئ الامر معترض ويدمدم ويقول: من أي ملّةٍ انتم تريدون دفن شباب بدمائهم!!!
فقلنا له نحن المسؤولون على امام الله على دفنهم ولكن بعد فتح الاكياس التي كانت تحوي جثث الشهدء واشتم تلك الرائحة الزكية كان هو اول من بدأ بالصلاة على محمد وال محمد وقال سبحان الله لان المكان كله تعطر بتلك الرائحة الطيبة وبعدها قام واعتذر منّا لأنه في بادئ الامر لم يقبل بدفنهما وبعدها ذهبنا الى ضريح الامام علي (u).
والله لا استطيع وصف ذلك الموقف وحق احمد الحسن (u) وكأننا كنّا في نزهة ولم نكن ندفن شابّان بعمر الزهور والحمد لله رب العالمين.
Comment