بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة و المهديين وسلم تسليما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم هذا الحوار الرائع البسيط الصعب .. المختصر المفصّل ما بين الشيخ ابو حسن و الامام احمد الحسن صلوات ربي عليه
والعبرة لمن يعتبر و يستمع لقول الطاهرين
( كيف تستقر المعرفة الحقيقية في القلب ويحقق الانسان هدف الانبياء ) ..
رجوت من العبد الصالح (عليه السلام) يوماً نصيحة ، فذكّر بحال من سبق من الأنبياء والأوصياء الذين مهّدوا لأنصار الحق الطريق وخففوا عنهم الكثير من العناء ولكن بعنائهم وآلامهم ([1]).
ثم قال روحي فداه : ( ... المطلوب منكم أن تتخذوا القرار الصحيح والاختيار الصحيح بين " أنا ........ هو " ، وعندما يكون الاختيار صحيحاً ، وعندما ينجو الإنسان المؤمن من الأنا يحقق ما جاء لأجله الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) ) .
فقلت : وكيف يستقر ذلك في القلب ، فهل من طريق ؟
فقال (عليه السلام) : ( المعرفة ) .
فقلت : قد يعرف الانسان شيئاً ، لكن سرعان ما ينساه ، فيزول أثره فيقع في الخطأ من جديد .
فقال (عليه السلام) : ( المعرفة الحقيقية تكون هي حقيقة المخلوق ولا تنسى ولا تزول ، هي الإيمان المستقر ) .
فقلت : وما هو السبيل إلى أن يجعل الإنسان من معرفته وإيمانه حقيقياً ومستقراً لا يزول ؟
فقال (عليه السلام) : ( عندما يكون هو المعرفة ، الذي يحترق بالنار ويصبح ناراً ، أما إن كنت تقصد العمل الذي يؤدي لهذا :
أولاً : أن يطبق كل ما يأمره الله به ، وكل ما يرشده له ، ويتخلق بكل خلق يرضاه الله ، ويجتنب كل خلق يسخطه الله ، ومن ثم لا يطلب جنة ولا تجنب نار ولا ولا ، بل فقط أن يكون واقفاً في باب الله ويعمل بما يشاء ، ومن ثم يعرف الآتي : أنه إن قال اشفني ، أعطني ، ارزقني ، افعل بي كذا ، فهو في كل هذه الأدعية يقول " أنا ".
فالمفروض أن يقتنع قناعة كاملة أنه يكفيه أن يقف في باب الله ويستعمله الله متفضلاً عليه ، فلو أنه سبحانه استعمله منذ أن خلق الدنيا إلى قيام الساعة ومن ثم أدخله النار لكان محسناً معه ، وكيف لا يكون محسناً من أوجدني من العدم ، ومن ثم شرفني أن استعملني لأكون حجراً يرميه كيفما يشاء ، وأي فضل أعظم من هذا ، بل لو أدخلني النار خالداً بعد هذا لكان محسناً معي ؛ لأنه في كل ما مضى محسن ، وفيما يأتي محسن ، استحق أكثر من النار ؛ لأني ناظر إلى نفسي .
المفروض أن يبقى الإنسان دائماً واقفاً في باب الله يرجو أن يتفضل عليه ويستعمله ، والمفروض أن لا يكون عمل الإنسان مع الله مقابل ثمن أو جزاء ، أي المفروض أن لا يطلب ثمناً أو جزاء . وهل تعتبره إنساناً جيداً من يطلب ثمناً أو جزاء مقابل خدمة بسيطة يقدمها لإنسان كريم وفّر له فيما مضى بيتاً ومالاً وعملاً وكل ما يحتاج في حياته دون مقابل ، فكيف بالله سبحانه الذي إن استعملك شرفك ، وكان عملك معه شرفاً لك وخير يصيبك ، فكيف تطلب مقابلاً على ذلك ؟! )
والحمدلله رب العالمين
.
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة و المهديين وسلم تسليما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم هذا الحوار الرائع البسيط الصعب .. المختصر المفصّل ما بين الشيخ ابو حسن و الامام احمد الحسن صلوات ربي عليه
والعبرة لمن يعتبر و يستمع لقول الطاهرين
( كيف تستقر المعرفة الحقيقية في القلب ويحقق الانسان هدف الانبياء ) ..
رجوت من العبد الصالح (عليه السلام) يوماً نصيحة ، فذكّر بحال من سبق من الأنبياء والأوصياء الذين مهّدوا لأنصار الحق الطريق وخففوا عنهم الكثير من العناء ولكن بعنائهم وآلامهم ([1]).
ثم قال روحي فداه : ( ... المطلوب منكم أن تتخذوا القرار الصحيح والاختيار الصحيح بين " أنا ........ هو " ، وعندما يكون الاختيار صحيحاً ، وعندما ينجو الإنسان المؤمن من الأنا يحقق ما جاء لأجله الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) ) .
فقلت : وكيف يستقر ذلك في القلب ، فهل من طريق ؟
فقال (عليه السلام) : ( المعرفة ) .
فقلت : قد يعرف الانسان شيئاً ، لكن سرعان ما ينساه ، فيزول أثره فيقع في الخطأ من جديد .
فقال (عليه السلام) : ( المعرفة الحقيقية تكون هي حقيقة المخلوق ولا تنسى ولا تزول ، هي الإيمان المستقر ) .
فقلت : وما هو السبيل إلى أن يجعل الإنسان من معرفته وإيمانه حقيقياً ومستقراً لا يزول ؟
فقال (عليه السلام) : ( عندما يكون هو المعرفة ، الذي يحترق بالنار ويصبح ناراً ، أما إن كنت تقصد العمل الذي يؤدي لهذا :
أولاً : أن يطبق كل ما يأمره الله به ، وكل ما يرشده له ، ويتخلق بكل خلق يرضاه الله ، ويجتنب كل خلق يسخطه الله ، ومن ثم لا يطلب جنة ولا تجنب نار ولا ولا ، بل فقط أن يكون واقفاً في باب الله ويعمل بما يشاء ، ومن ثم يعرف الآتي : أنه إن قال اشفني ، أعطني ، ارزقني ، افعل بي كذا ، فهو في كل هذه الأدعية يقول " أنا ".
فالمفروض أن يقتنع قناعة كاملة أنه يكفيه أن يقف في باب الله ويستعمله الله متفضلاً عليه ، فلو أنه سبحانه استعمله منذ أن خلق الدنيا إلى قيام الساعة ومن ثم أدخله النار لكان محسناً معه ، وكيف لا يكون محسناً من أوجدني من العدم ، ومن ثم شرفني أن استعملني لأكون حجراً يرميه كيفما يشاء ، وأي فضل أعظم من هذا ، بل لو أدخلني النار خالداً بعد هذا لكان محسناً معي ؛ لأنه في كل ما مضى محسن ، وفيما يأتي محسن ، استحق أكثر من النار ؛ لأني ناظر إلى نفسي .
المفروض أن يبقى الإنسان دائماً واقفاً في باب الله يرجو أن يتفضل عليه ويستعمله ، والمفروض أن لا يكون عمل الإنسان مع الله مقابل ثمن أو جزاء ، أي المفروض أن لا يطلب ثمناً أو جزاء . وهل تعتبره إنساناً جيداً من يطلب ثمناً أو جزاء مقابل خدمة بسيطة يقدمها لإنسان كريم وفّر له فيما مضى بيتاً ومالاً وعملاً وكل ما يحتاج في حياته دون مقابل ، فكيف بالله سبحانه الذي إن استعملك شرفك ، وكان عملك معه شرفاً لك وخير يصيبك ، فكيف تطلب مقابلاً على ذلك ؟! )
والحمدلله رب العالمين
.
Comment