بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب رحلة موسى الى مجمع البحرين للامام احمد الحسن وصي ورسول الامام المهدي (ع) واليماني الموعود :
ماذا أراد العبد الصالح أن يعلم موسى(ع) ؟
وماذا تعلّم موسى من العبد الصالح؟
أظهر العبد الصالح لموسى (ع) بعد أن التقاه الأنا التي في داخله؛ لأن العبد الصالح كان رسول الله إلى موسى(ع) فكان على موسى أن لا يعترض فالاعتراض - والحال هذه - يكون على الله سبحانه، ولهذا بيَّن العبد الصالح في النهاية لموسى (ع) انك اعترضت على الله وواجهت الله بهذه الإعتراضات ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾، فهل ظهر لك الآن ما في نفسك من الأنا ؟
أي إن العبد الصالح يقول له هذا ليس أنا، فأنا حجر امتحنك به الله فاعتراضك كان على الذي امتحنك، ولهذا ترى انكسار موسى(ع) في كل مرة يفشل في الامتحان؛ لأنه أصلاً يعلم بسبب مجيئه وتعهد بالصبر والنجاح ومع هذا وجد نفسه يفشل مرة بعد أخرى، ﴿قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً﴾ هذا في المرة الأولى، أما في الثانية فكان انكسار موسى أعظم واعترافه بالتقصير أوضح ﴿قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً﴾، والثالثة أخرست موسى فلم ينطق بل ظل يستمع فقط.
انتفع إذن موسى وتعلم وتحقق المراد من التقائه بالعبد الصالح ﴿قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾.
وكان العبد الصالح يريد أن يقول لموسى إن محاربة الأنا مراتب لا تنتهي، كما أن نعمة الله لا تحصى، وكما أن المقامات التي يمكن للإنسان تحصيلها لا تحصى. وأيضاً في النهاية وعظ العبد الصالح موسى فابلغ فتدرج له في مراتب التوحيد؛ فالأولى كانت أنا، والثانية نحن، والثالثة هو، ومع أنها كانت بأمر الله ولكنها على التوالي تشير إلى الكفر بمرتبة ما (أنا وليس هو) والشرك بمرتبة ما (أنا وهو) والتوحيد (هو فقط).
﴿...... أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ( ) ...... وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا( ) ...... وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ( ) ....... وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ......﴾.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب رحلة موسى الى مجمع البحرين للامام احمد الحسن وصي ورسول الامام المهدي (ع) واليماني الموعود :
ماذا أراد العبد الصالح أن يعلم موسى(ع) ؟
وماذا تعلّم موسى من العبد الصالح؟
أظهر العبد الصالح لموسى (ع) بعد أن التقاه الأنا التي في داخله؛ لأن العبد الصالح كان رسول الله إلى موسى(ع) فكان على موسى أن لا يعترض فالاعتراض - والحال هذه - يكون على الله سبحانه، ولهذا بيَّن العبد الصالح في النهاية لموسى (ع) انك اعترضت على الله وواجهت الله بهذه الإعتراضات ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾، فهل ظهر لك الآن ما في نفسك من الأنا ؟
أي إن العبد الصالح يقول له هذا ليس أنا، فأنا حجر امتحنك به الله فاعتراضك كان على الذي امتحنك، ولهذا ترى انكسار موسى(ع) في كل مرة يفشل في الامتحان؛ لأنه أصلاً يعلم بسبب مجيئه وتعهد بالصبر والنجاح ومع هذا وجد نفسه يفشل مرة بعد أخرى، ﴿قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً﴾ هذا في المرة الأولى، أما في الثانية فكان انكسار موسى أعظم واعترافه بالتقصير أوضح ﴿قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً﴾، والثالثة أخرست موسى فلم ينطق بل ظل يستمع فقط.
انتفع إذن موسى وتعلم وتحقق المراد من التقائه بالعبد الصالح ﴿قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾.
وكان العبد الصالح يريد أن يقول لموسى إن محاربة الأنا مراتب لا تنتهي، كما أن نعمة الله لا تحصى، وكما أن المقامات التي يمكن للإنسان تحصيلها لا تحصى. وأيضاً في النهاية وعظ العبد الصالح موسى فابلغ فتدرج له في مراتب التوحيد؛ فالأولى كانت أنا، والثانية نحن، والثالثة هو، ومع أنها كانت بأمر الله ولكنها على التوالي تشير إلى الكفر بمرتبة ما (أنا وليس هو) والشرك بمرتبة ما (أنا وهو) والتوحيد (هو فقط).
﴿...... أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ( ) ...... وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا( ) ...... وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ( ) ....... وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ......﴾.
Comment