بسم الله الرحمن الرحيم
س/ ما معنى قول الحسين (ع ( من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح؟.
ج/ لدينا أولاً ثلاث كلمات ، نتحرى معناها هي (اللحوق) و(الشهادة) و(الفتح)
فإذا عرفناها عرفنا ما أراد الحسين (ع) من قوله الكريم .
اللحوق : ـ
وهو الالتصاق بالشيء . أو الوصول إليه ومسايرته ، إذا كان الملحوق أو المتبوع إنسان . وفي هذه الحالة يكون هذا الإنسان المتبوع (( إمام هدى أو ضلالة )) ، والذي يسبق أو يتأخر عن الإمام ، لا يعتبر لاحق بالإمام (ع) ، والذي يساير الإمام لاحق ، ولكن بحسب دقة مسايرته ، فالذي يتحرى أن يوافق الإمام في كل التفاصيل ، ليس كمن يساير الإمام إجمالاً .
الشهادة :ـ
المتعارف عنها بين الناس هي القتل في سبيل الله . والأصل في معناها هو : (الأخبار عن الحقيقة بالقول أو الفعل) ، ومنه الإخبار عن انه لا اله إلا الله ، وهذا الإخبار هو : ما يفعله الشهيد الذي يقتل في ساحة المعركة في سبيل إعلاء كلمة الله ، فهو ممن شهدوا انه لا اله إلا الله ، ولكن تميز انه شهد بدمه انه لا اله إلا الله ، وهي اعظم شهادة بأكرم طريق ، ولذا انصرف هذا اللفظ - أي الشهيد - لهذا المصداق - أي الذي يقتل في ساحة المعركة لإعلاء كلمة الله - بشكل كلي تقريباً .
مع أن كل من له موقف يوم القيامة يشهد فيه على أمة ، أو جماعة فهو من الشهداء ، كالأئمة (ع) ، والأنبياء والمرسلين (ع) ، والزهراء (ع) ، وزينب (ع) ، ومريم (ع) ، ونرجس (ع) ، ووهب النصراني ، وخالد بن سعيد بن العاص الأموي ، وكل بحسبه .
في المحاسن عن أبان بن تغلب قال كان أبو عبد الله (ع) : (( إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول ويلهم ما يصنعون بهذا فيعجلون قتلة الدنيا وقتلة الآخرة والله ما الشهداء إلا شيعتنا وان ماتوا على فراشهم )) المحاسن للبرقي : ج1 : ص164 ..
وفي العياشي عن منهال القصاب قال قلت لابي عبد الله (ع) ( ادع الله أن يرزقني الشهادة فقال المؤمن شهيد ثم تلا قوله تعالى (أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ ) بحار الانوار : ج24 : ص38 ..
وعن الباقر (ع) ( قال العارف منكم هذا الأمر المنتظر الخير كمن جاهد والله مع قائم ال محمد (ع) بسيفه ، ثم قال : بل والله كمن جاهد مع رسول الله بسيفه ، ثم قال : بل والله كمن استشهد مع رسول الله (ص) وفي فسطاطه ، وفيكم قوله تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) (الحديد:19)
ثم قال صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم ) بحار الانوار : ج24 : ص39 .
الفتح : ـ
هو إزالة المانع عند الولوج في الشيء ، أو النظر إليه أو فيه ، سواء بالبصر و رؤيته بالعين ، أو بالبصيرة وانكشافه للقلب . وفي القمي عن الصادق (ع) في قوله تعالى (( نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ )) قال (( يعني في الدنيا بفتح القائم (ع)...) تفسير القمي : ج2 : ص366 ..
ولاشك أن فتح القائم (ع) يكون بفتح البلاد كلها ، وإقامة الدين الخالص فيها ، وإعلاء كلمة : (( لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله )) .
وكذلك بفتح عوالم الملكوت ، وانكشافها لكثير من المؤمنين
واراد بالفتح :-
أي الفتح في العوالم العلوية ، وبالتالي معرفة الحقائق وفي النهاية الفتح المبين ، ومعرفة الله سبحانه وتعالى ، كل بحسبه . فمن لم يلحق بالحسين وينهج نهج الحسين ، ويتبع حسين زمانه لا يستشهد ، أي لا يقتل في سبيل الله ، ولا يكون شاهدا بالحق ، ثم انه لا يدرك الفتح - أي لا يعرف الفتح ، ولا يفقه الفتح ، ولا يحصل شيء من الفتح . ومن أين له معرفة النور ، وهو جرذ لا يعرف إلا الظلمة والجحور التي يعيش فيها .
ومن لحق الحسين (ع) استشهد قطعاً وأدرك شيء من الفتح ، بحسب مقامه ولزومه للحسين (ع) ، أي أدرك الفتح مع القائم (ع) .
وأخيراً (( الحسين حق ، وكلمة ، وسيف ، ومبدأ )) . باقٍ ما بقيت السماوات والأرض ، وكل من خالف الحق الذي دعا له الحسين (ع) ، واعرض عن كلمة الحسين (ع) ( هل من ناصر ينصرنا ) ولم يحمل السيف مع الحسين (ع) ، ولم يبنِ أفكاره على مبدأ الحسين (ع) ، فقد خذل الحسين ، وان اظهر البكاء على الحسين .
فقد قاتل الحسين قوم يدعون انهم يحبون رسول الله محمد (ص) ، ويسيرون على نهجه (ص) .
وسيقاتل القائم (ع) قوم يدّعون انهم يحبون الحسين ، ويبكون على مصابه فلعنة الله على القوم الظالمين ، وهؤلاء لم يدركوا شيئا من الفتح ، لأنهم لم يلحقوا الحسين (ع) في يوم من الأيام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب المتشابهات
الامام احمد الحسن ع
س/ ما معنى قول الحسين (ع ( من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح؟.
ج/ لدينا أولاً ثلاث كلمات ، نتحرى معناها هي (اللحوق) و(الشهادة) و(الفتح)
فإذا عرفناها عرفنا ما أراد الحسين (ع) من قوله الكريم .
اللحوق : ـ
وهو الالتصاق بالشيء . أو الوصول إليه ومسايرته ، إذا كان الملحوق أو المتبوع إنسان . وفي هذه الحالة يكون هذا الإنسان المتبوع (( إمام هدى أو ضلالة )) ، والذي يسبق أو يتأخر عن الإمام ، لا يعتبر لاحق بالإمام (ع) ، والذي يساير الإمام لاحق ، ولكن بحسب دقة مسايرته ، فالذي يتحرى أن يوافق الإمام في كل التفاصيل ، ليس كمن يساير الإمام إجمالاً .
الشهادة :ـ
المتعارف عنها بين الناس هي القتل في سبيل الله . والأصل في معناها هو : (الأخبار عن الحقيقة بالقول أو الفعل) ، ومنه الإخبار عن انه لا اله إلا الله ، وهذا الإخبار هو : ما يفعله الشهيد الذي يقتل في ساحة المعركة في سبيل إعلاء كلمة الله ، فهو ممن شهدوا انه لا اله إلا الله ، ولكن تميز انه شهد بدمه انه لا اله إلا الله ، وهي اعظم شهادة بأكرم طريق ، ولذا انصرف هذا اللفظ - أي الشهيد - لهذا المصداق - أي الذي يقتل في ساحة المعركة لإعلاء كلمة الله - بشكل كلي تقريباً .
مع أن كل من له موقف يوم القيامة يشهد فيه على أمة ، أو جماعة فهو من الشهداء ، كالأئمة (ع) ، والأنبياء والمرسلين (ع) ، والزهراء (ع) ، وزينب (ع) ، ومريم (ع) ، ونرجس (ع) ، ووهب النصراني ، وخالد بن سعيد بن العاص الأموي ، وكل بحسبه .
في المحاسن عن أبان بن تغلب قال كان أبو عبد الله (ع) : (( إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول ويلهم ما يصنعون بهذا فيعجلون قتلة الدنيا وقتلة الآخرة والله ما الشهداء إلا شيعتنا وان ماتوا على فراشهم )) المحاسن للبرقي : ج1 : ص164 ..
وفي العياشي عن منهال القصاب قال قلت لابي عبد الله (ع) ( ادع الله أن يرزقني الشهادة فقال المؤمن شهيد ثم تلا قوله تعالى (أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ ) بحار الانوار : ج24 : ص38 ..
وعن الباقر (ع) ( قال العارف منكم هذا الأمر المنتظر الخير كمن جاهد والله مع قائم ال محمد (ع) بسيفه ، ثم قال : بل والله كمن جاهد مع رسول الله بسيفه ، ثم قال : بل والله كمن استشهد مع رسول الله (ص) وفي فسطاطه ، وفيكم قوله تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) (الحديد:19)
ثم قال صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم ) بحار الانوار : ج24 : ص39 .
الفتح : ـ
هو إزالة المانع عند الولوج في الشيء ، أو النظر إليه أو فيه ، سواء بالبصر و رؤيته بالعين ، أو بالبصيرة وانكشافه للقلب . وفي القمي عن الصادق (ع) في قوله تعالى (( نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ )) قال (( يعني في الدنيا بفتح القائم (ع)...) تفسير القمي : ج2 : ص366 ..
ولاشك أن فتح القائم (ع) يكون بفتح البلاد كلها ، وإقامة الدين الخالص فيها ، وإعلاء كلمة : (( لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله )) .
وكذلك بفتح عوالم الملكوت ، وانكشافها لكثير من المؤمنين
واراد بالفتح :-
أي الفتح في العوالم العلوية ، وبالتالي معرفة الحقائق وفي النهاية الفتح المبين ، ومعرفة الله سبحانه وتعالى ، كل بحسبه . فمن لم يلحق بالحسين وينهج نهج الحسين ، ويتبع حسين زمانه لا يستشهد ، أي لا يقتل في سبيل الله ، ولا يكون شاهدا بالحق ، ثم انه لا يدرك الفتح - أي لا يعرف الفتح ، ولا يفقه الفتح ، ولا يحصل شيء من الفتح . ومن أين له معرفة النور ، وهو جرذ لا يعرف إلا الظلمة والجحور التي يعيش فيها .
ومن لحق الحسين (ع) استشهد قطعاً وأدرك شيء من الفتح ، بحسب مقامه ولزومه للحسين (ع) ، أي أدرك الفتح مع القائم (ع) .
وأخيراً (( الحسين حق ، وكلمة ، وسيف ، ومبدأ )) . باقٍ ما بقيت السماوات والأرض ، وكل من خالف الحق الذي دعا له الحسين (ع) ، واعرض عن كلمة الحسين (ع) ( هل من ناصر ينصرنا ) ولم يحمل السيف مع الحسين (ع) ، ولم يبنِ أفكاره على مبدأ الحسين (ع) ، فقد خذل الحسين ، وان اظهر البكاء على الحسين .
فقد قاتل الحسين قوم يدعون انهم يحبون رسول الله محمد (ص) ، ويسيرون على نهجه (ص) .
وسيقاتل القائم (ع) قوم يدّعون انهم يحبون الحسين ، ويبكون على مصابه فلعنة الله على القوم الظالمين ، وهؤلاء لم يدركوا شيئا من الفتح ، لأنهم لم يلحقوا الحسين (ع) في يوم من الأيام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب المتشابهات
الامام احمد الحسن ع
Comment