دابة الأرض في الرجعة وفي هذا العالم.
قال تعالى : وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) النمل .
وقد سُئل السيد احمد الحسن ( ع) عن معنى هذه الآية , فأجاب :
... قال رجل لأبي عبد الله ( ع) : بلغني أنّ العامة يقرؤون هذه الآية هكذا :
[ تَكلمهم ] أي تجرحهم , فقال ( ع) : كلمهم الله في نار جهنم ما نزلت إلا تُكلمهم من الكلام .
وعن الرضا ( ع ) في قوله تعالى : أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ
قال ( ع) : هي ( عليٌ عليه السلام ) ..
فالدابة في هذه الآية إنسان , توجد روايات بيَّنت أنه علي بن أبي طالب ( ع) , وهذا في الرجعة , فعلي ( ع) هو دابة الأرض في الرجعة يكلم الناس , ويُبيِّن المؤمن من الكافر بآيات الله سبحانه .
وقبل الرجعة قيام القائم ( ع ) . وأيضاً له ( دابة تكلم الناس )
وتُبيِّن لهم ضعف إيمانهم بآيات الله الحقة في ملكوت السماوات , وهي الرؤيا والكشف في اليقظة , وتُبيِّن لهم أنّ الناس على طول مسيرة الإنسانية على هذه الأرض أكثرهم لا يوقنون بآيات الله الملكوتية ولا يؤمنون بالرؤيا , والكشف في ملكوت السماوات , لأنهم قصروا نظرهم على هذه الأرض وعلى المادة , وهي مبلغهم من العلم لا يعدونها إلى سواها .
ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) النمل .
وعن دابة الأرض الخارجة في زمن الظهور المقدس وردت روايات كثيرة , هذا مثال منها :
عن الإمام الصادق ( ع ) في كلام طويل :
... ثم تظهر دابة الأرض بين الركن والمقام وتكتب في وجه المؤمن مؤمن , وفي وجه الكافر كافر , ثم يظهر السفياني ويسير بجيشه إلى العراق ..
ويخرب الزوراء ويتركها حمماً , ويخرب الكوفة والمدينة .. ثم يخرج إلى البيداء ... فتبتلعهم الأرض ..
عن علي بن إبراهيم بن مهزيار , عن الإمام المهدي ( ع ) :
.. فقلت : يا سيدي , متى يكون هذا الأمر ؟
فقال : إذا حيل بينكم وبين سبي الكعبة , واجتمع الشمس والقمر واستدار بهما الكواكب والنجوم , فقلت : متى يا بن رسول الله ؟
فقال لي : في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة ومعه عصا موسى وخاتم سليمان لتسوق الناس إلى المحشر ...
وواضح جداً أنّ هذه الدابة الإلهية هي رجل يخرج قبل الإمام المهدي ( ع) , وقبل ظهور السفياني , وقد اتضح أنّ مثل علي ( ع) ونظيره في عصر الظهور هو وصي الإمام المهدي ورسوله ويمانيه صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين .
ولذا قال السيد احمد الحسن ( ع) : ... وقد عبر عن القائم في بعض الروايات بأنه علي بن أبي طالب أو دابة الأرض , وهي لقب مشترك بين القائم وعلي بن أبي طالب .
أما لماذا صار المهدي الأول شبيهاً بجده أمير المؤمنين ( ع) , وتطلق عليه بعض ألقابه كما عرفناه في لقب ( دابة الأرض ) ؟
أوضح السيد احمد الحسن ( ع ) في كتاب ( مع العبد الصالح ) الوجه في ذلك :
عن عباية الأسدي , قال : سمعت أمير المؤمنين ( ع) وهو متكئ وأنا قائم عليه يقول :
لأبنين بمصر منبراً , ولأنقضن دمشق حجراً حجراً
ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب
ولأسوقن العرب بعصاي هذه ..
قال : قلت له : يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيى بعد أن تموت ؟
فقال : هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني .
فالإمام أمير المؤمنين ( ع) ينسب الفعل لنفسه مع أنّ فاعله المباشر هو رجل من ولده , فما وجه ذلك في هذا ؟؟ كنت قد سألته عليه السلام فقلتُ :
ما ورد في كثير من الروايات من أنّ إماماً ما ينسب الفعل لنفسه مع أنه يقصد إماماً آخر من ولده كما ورد في مكلّم موسى ويفعله رجل مني , فهل صحة النسبة لأنه منه فقط , أم أنّ هناك أمراً آخر ؟
وهل له ربط باتحاد أنوارهم في السماء السابعة ؟
فأجابني عليه السلام : وفقك الله , في هذا العالم الجسماني نعم هو منه , لأنه من ذريته , وفي السماء السابعة هو منه , لأنه دونه وبعض حقيقته .انتهى
كتاب الرجعة ثالث أيام الله الكبرى إعداد علاء السالم : أجوبة الإمام احمد الحسن .
رابط الكتاب : http://almahdyoon.org/arabic/documen...saed/raj3a.pdf
Comment