#عام
سؤال/ 131: ما معنى قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ يوسف : 21. ؟؟!
-
# الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
أي إنّ الله سبحانه وتعالى المهيمن على الأمر والموجه له كيف يشاء، فهو سبحانه وتعالى يوجه الكون الجسماني والروحاني إلى الغاية التي يشاؤها سبحانه وتعالى، وإلى الغرض الذي خلق لأجله الخلق. فمثلاً قصة نبي الله يوسف (ع) وما جرى عليه من ابتلاء فقد أُلقي في البئر، ثم بيع ووقع في ذل العبودية، ثم اُتهم بالفاحشة وهُتكت سمعته ، ثم أُلقي في السجن وفي النهاية أصبح عزيز مصر. وكان سبباً لاستيطان بني إسرائيل في مصر، وما تبع هذا الاستيطان من بعث موسى (ع) (قائم آل إبراهيم) في مصر ومواجهته لفرعون مصر.
وفي كل الأحداث والابتلاءات التي حصلت ليوسف (ع) فإن الله غالب على الأمر ومهيمن عليه ولو شاء لما حصلت، ولكنه شاء أن تحصل، ومعظمها بسبب الشيطان أو وسوسته ، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل مكر الشيطان ينقلب عليه
﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾ فاطر : 10، ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾ النساء : 76.
وبُدِّل سوء حال يوسف (ع) إلى أحسن حال، فمن السجن وذل العبودية إلى الحرية والملك، فهو سبحانه مبدل السيئات بالحسنات.
فالمسيرة العامة وإن كانت فيها مداخلات كثيرة للشيطان وجنده من الإنس والجن، ولكن الله سبحانه وتعالى يجعل نتيجتها ومحصلتها ما يريده هو سبحانه وتعالى ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ الأعراف : 128.، ومن تيقن أن الله غالب على أمره لا يهتم لنزول البلاء، إلا أن يتوجه بالشكر لله سبحانه وتعالى.
وإن شئت ثنَّيتُ لك بأيوب (ع) وعظيم بلائه، فهو لم يواجه البلاء إلا بالشكر والامتنان لله سبحانه وتعالى، فكانت عاقبته خير الدنيا والآخرة:
﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ ص : 42.
والعاقبة للمتقين، فيجب أن تكون هذه الآية: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ يوسف : 21. شعاراً يعلقه أهل اليقين في أعناقهم.
-------------
الامام احمــد الحســن {ع}
ألمصدر: كتاب المتشابهات – ج/4
رابط الكتاب: http://almahdyoon.org/arabic/documen...chabihat-4.pdf
#الحل_احمد_الحسن
-
# الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
أي إنّ الله سبحانه وتعالى المهيمن على الأمر والموجه له كيف يشاء، فهو سبحانه وتعالى يوجه الكون الجسماني والروحاني إلى الغاية التي يشاؤها سبحانه وتعالى، وإلى الغرض الذي خلق لأجله الخلق. فمثلاً قصة نبي الله يوسف (ع) وما جرى عليه من ابتلاء فقد أُلقي في البئر، ثم بيع ووقع في ذل العبودية، ثم اُتهم بالفاحشة وهُتكت سمعته ، ثم أُلقي في السجن وفي النهاية أصبح عزيز مصر. وكان سبباً لاستيطان بني إسرائيل في مصر، وما تبع هذا الاستيطان من بعث موسى (ع) (قائم آل إبراهيم) في مصر ومواجهته لفرعون مصر.
وفي كل الأحداث والابتلاءات التي حصلت ليوسف (ع) فإن الله غالب على الأمر ومهيمن عليه ولو شاء لما حصلت، ولكنه شاء أن تحصل، ومعظمها بسبب الشيطان أو وسوسته ، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل مكر الشيطان ينقلب عليه
﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾ فاطر : 10، ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾ النساء : 76.
وبُدِّل سوء حال يوسف (ع) إلى أحسن حال، فمن السجن وذل العبودية إلى الحرية والملك، فهو سبحانه مبدل السيئات بالحسنات.
فالمسيرة العامة وإن كانت فيها مداخلات كثيرة للشيطان وجنده من الإنس والجن، ولكن الله سبحانه وتعالى يجعل نتيجتها ومحصلتها ما يريده هو سبحانه وتعالى ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ الأعراف : 128.، ومن تيقن أن الله غالب على أمره لا يهتم لنزول البلاء، إلا أن يتوجه بالشكر لله سبحانه وتعالى.
وإن شئت ثنَّيتُ لك بأيوب (ع) وعظيم بلائه، فهو لم يواجه البلاء إلا بالشكر والامتنان لله سبحانه وتعالى، فكانت عاقبته خير الدنيا والآخرة:
﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ ص : 42.
والعاقبة للمتقين، فيجب أن تكون هذه الآية: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ يوسف : 21. شعاراً يعلقه أهل اليقين في أعناقهم.
-------------
الامام احمــد الحســن {ع}
ألمصدر: كتاب المتشابهات – ج/4
رابط الكتاب: http://almahdyoon.org/arabic/documen...chabihat-4.pdf
#الحل_احمد_الحسن
Comment