إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

هدية الشهداء..

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مستجير
    مشرفة
    • 21-08-2010
    • 1034

    هدية الشهداء..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

    هدية الشهداء..

    قال الإمام أحمد الحسن (ع) في إهداء كتاب التوحيد:
    [ إلى الحسين بن علي (ع) ..
    وإلى كل من شهدوا ويشهدون بآلامهم وبدمائهم لحاكمية الله ..
    إلى زينب بنت علي ..
    وإلى كل من شهدن للحق ..
    وإلى من تعالت وتتعالى أصواتهن وهن يطالبن بحاكمية الله ..
    أشهد أن شهادتكم كتبت وتكتب ..
    وسيسأل أعداؤكم ومخالفوكم ..
    ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ * وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ﴾ ( الأعراف : 6 - 9 )

    خادمكم
    أحمد الحسن
    ]

    هذه الجوهرة العظيمة التي كلماتها لا تتجاوز الأسطر لها معاني ممكن أن نملأ بها كتباً، فلطالما تفكرت بها.
    فيوجد عدة جهات من الممكن التطرق لها، إلا أني سأتطرق لنقطتين فقط؛ الأولى مترتبة على الأخرى.

    النقطة الأولى:
    نفهم من كلمات الإمام أحمد الحسن (ع) أنه يهدي كتاب التوحيد للشهداء، فالشهادة كما بيّن الإمام أحمد الحسن (ع) في كتاب المتشابهات هي الشهادة بالحق، سواء باللسان أو بالسنان وهذا نص قوله (ع): [ .....الشهادة: المتعارف عنها بين الناس هي القتل في سبيل الله، والأصل في معناها هو الإخبار عن الحقيقة بالقول أو الفعل، ومنه الإخبار عن أنه لا إله إلا الله، وهذا الإخبار هو ما يفعله الشهيد الذي يقتل في ساحة المعركة في سبيل إعلاء كلمة الله، فهو ممن شهدوا أنه لا إله إلا الله، ولكن تَميَّز أنه شهد بدمه: أن لا إله إلا الله، وهي أعظم شهادة بأكرم طريق، ولذا انصرف هذا اللفظ - أي الشهيد - لهذا المصداق - أي الذي يقتل في ساحة المعركة لإعلاء كلمة الله - بشكل كلّي تقريباً.
    مع أنّ كل من له موقف يوم القيامة يشهد فيه على أمة أو جماعة فهو من الشهداء، كالأئمة (ع)، والأنبياء والمرسلين (ع)، والزهراء (ع)، وزينب (ع)، ومريم (ع)، ونرجس (ع)، ووهب النصراني، وخالد بن سعيد بن العاص الأموي، وكلٌ بحسبه
    ] (المتشابهات ج1: س14).

    فالإمام أحمد الحسن (ع) في هذا الإهداء ذكر الحسين (ع)، وهو سيدهم، سيد الشهداء، فالحسين (ع) هو مثال لوصول الإنسان لأعلى درجات الشهادة بالحق، بآلامه ودمائه (ع)، وهذا كما نلاحظ هو الجهاد الواجب الذي يخص الرجال، فالجهاد الواجب عليهم هو الجهاد في المعارك لرفع كلمة الله سبحانه، وأعلى مقام شهادة يصلون له هو شهادتهم للحق بالدم وسقوطهم شهداء مغتسلين بدمائهم الطاهرة في المعارك.

    أما عن النساء، فقد ذكر الإمام أحمد الحسن (ع) في الإهداء زينب (ع)، فهي سيدتهن، فحسب ما يتبيّن لي من كلماته (ع) أن أعلى درجات شهادة النساء بالحق هي تعالي أصواتهن بالحق وبالدفاع عن حاكمية الله، ودورها الآخر والمهم جداً المترتب على شهادتها بالحق هو: الصبر على الأذى الذي تتعرض له بصوره المختلفة أثناء دفاعها عن الحق.
    قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [ وأيضاً لو طالعت سيرة الزهراء وزينب فهما (عليهما السلام) تكلمتا ودافعتا عن حق خلفاء الله في أرضه وواجهتا الطغاة وأتباعهم، بل وتعرضت الزهراء بسبب تحريضها الناس ضد الطغاة الذين اغتصبوا خلافة الله في أرضه إلى أذى كثير، فأرادوا إحراق دارها وقتلها هي وأطفالها، واقتحموا عليها الدار وكسروا ضلعها، ولم تثنها آلامها وأوجاعها عن الاستمرار في الدفاع عن الحق حتى استشهدت صلوات الله عليها، أما زينب فمواقفها قبل واقعة كربلاء وفيها وبعدها كمواقف أمها الزهراء .
    يبقى أن المرأة عندما تواجه الطغاة أكيد أنها تتعرض للأذى وبصور مختلفة، فهم شياطين ونطف شيطانية، والشيطان يحرضهم أيضاً، فالمطلوب من المؤمنة أن لا تخضع في القول وأن تكون قوية شديدة في ذات الله وفي مواجهة الطغاة، ...... بل هم سبيل من سبل الشيطان لمنع المؤمنات من الجهاد وإعلاء كلمة الله العليا ومنعهن من الارتقاء، وبالتالي فإن الشيطان (لعنه الله) يريد أن يحقق غايته الخبيثة من خلال هؤلاء الأرجاس في منع المؤمنات من الاقتداء بالزهراء (ع) وزينب (ع)
    ] (الجواب المنير: س322).

    ومن المهم أن أنوّه على أن علينا أن لا نتصور أن دور زينب (ع) هذا ليس بأهمية دور الحسين (ع) ونضع بالتالي للنساء عذر في تخاذلهن عن نصرة الحق أو نضع للرجال عذر في منعهن عن نصرة الحق بحجة أن لا جهاد عليهن، بل إن دورها ودور فاطمة (ع) لا يقل أهمية عن دور علي والحسن والحسين (ع) كما قال الإمام أحمد الحسن (ع):
    [....وفقكم الله ان مظلومية فاطمة (ص) وصبرها عندما هجم القوم على دارها وكسروا ضلعها كانت سبباً لتعريف الناس بحق خليفة الله علي ابن ابي طالب (ص)، ومظلومية زينب (ص) وصبرها على الأذى والسبي والإهانة كذلك، إنّ دور فاطمة (ص) في نشر الدين الإلهي الحق لا يقل عن دور علي (ص)، كما أنّ دور زينب (ص) لا يقل عن دور الحسن والحسين (ص) ]. (1)

    أما النقطة الثانية فهي:
    الإمام أحمد الحسن (ع) أهدى كتاب "التوحيد" للـ "الشهداء"، فكما أسلف أحمد (ع) عن معنى الشهادة؛ قال إن الشهادة هي شهادة بالحق ومنه الشهادة بأن لا إله إلا الله، فالشهيد يُقتل في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فهو شاهد بكلمة التوحيد، وأيضاً موحّد، لأنه شهد بالتوحيد لله وحده سبحانه وبالكفر بالطاغوت بدمه أو لسانه أو أي موقف.
    وأيضاً لو نتدبر الاقتباس الآخر الذي يخص تعرض المرأة للأذى وهي تدافع عن الحق، يقول الإمام (ع) عن الطغاة: [ بل هم سبيل من سبل الشيطان لمنع المؤمنات من الجهاد وإعلاء كلمة الله العليا ومنعهن من الارتقاء.... (و) من الاقتداء بالزهراء (ع) وزينب (ع).... ]، هذه الكلمة استوقفتني كثيراً، فمن يشهد بالحق ويعلي كلمة الله يرتقي، بل يكون لاحقاً لآل محمد (ع) لأنه يقتدي بهم، بل يكون يحقق هدف خلق الله لنا وهو توحيده سبحانه.
    فحسب فهمي أنه سبب إهداء الإمام أحمد الحسن (ع) هذا الكتاب للشهداء هو لأنهم شهدوا بالتوحيد لله سبحانه، فما هذا الكتاب العظيم إلا ثمرة سكب دمائهم الطاهرة وتحملهم للآلام والأوجاع والأذى في سبيل الله، فاستحقوا هذه الكلمات النيّرة المباركة أن تُهدى لهم، والتي توصل الناس لله سبحانه، فكتاب التوحيد قد بيّن فيه الإمام أحمد الحسن (ع) بالتفصيل التوحيد الحقيقي الذي يجب أن نوّحد به الله سبحانه، حتى نصل لشرف التوحيد الذي خُلقنا لنعرفه:
    سؤال/ ورد في الدعاء عنهم (ع): (وارزقني شرف التوحيد) (2) فإذا كان توحيد فهل يكون توحيد له شرف، وآخر بهيئة أخرى؟
    الجواب:
    [ شرف لي وليس للتوحيد، أي: ارزقني أنا الشرف بأن أكون موحداً. ثم إنّ الإمام يطلب أعلى درجات التوحيد وهو الإخلاص في التوحيد، أي: عبادة الكنه والحقيقة والتوجه إليها لا إلى الذات، وعند من وصل إلى هذه المرتبة الشريفة بقية الموحدين الذين يتوجهون الى الذات مشركين؛ لأنّ عبادتهم لا تخلو من طمع في تحصيل كمال وسد نقص. ] (المتشابهات: س58).

    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ونسأله سبحانه أن يجعلنا من الشهداء الموحدين وأن يرزقنا الإخلاص قي توحيده سبحانه.

    ------------------------------------------
    هامش:
    (1)- منتدى الإجابة عن الأسئلة العقائدية، الرابط:
    السلام عليك يا يماني أل محمد ، أحبك حب شديد و روحي لك الفداء . هذا جواب من أخ شيعي من هولندا أراد أن أبعث لك هذا السؤال و رسالة منه كما هو في لغته إليك نص الرسالة و تحدثت معه كذا مرة بخصوص الدعوة و كان أراد من قبل أن يختبرك و يسأل منك أن تقول له اسم إبنه و أرسلت إليه كلماتك في العبد الصالح بخصوص إختبار الحجة بغير أدلته و

    (2)- بحار الأنوار : ج24 ص78، وفيه : (... وهب لي ثبات اليقين، ومحض الإخلاص، وشرف التوحيد ...).
    Last edited by مستجير; 21-10-2015, 21:22.


    قال الامام أحمد الحسن ع:
    [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
    "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
    وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
    ]

    "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3023

    #2
    رد: هدية الشهداء..

    و عليكم السلام. يا لهذا الموضوع العميق و النافع باذن الله! جزاك الله خير و استجاب لك بان يجعلك من الشهيدات الموحدات!

    Comment

    • مجهول
      مشرف
      • 03-09-2010
      • 419

      #3
      رد: هدية الشهداء..

      احسنتم بارك الله بكم
      اللهم صل على محمد وال محمد
      الائمة والمهديين وسلم تسليما

      Comment

      • مستجير
        مشرفة
        • 21-08-2010
        • 1034

        #4
        رد: هدية الشهداء..

        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راية اليماني مشاهدة المشاركة
        و عليكم السلام. يا لهذا الموضوع العميق و النافع باذن الله! جزاك الله خير و استجاب لك بان يجعلك من الشهيدات الموحدات!
        يا الله اللهم آمين يارب العالمين وإياكم وجميع الأنصار

        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجهول مشاهدة المشاركة
        احسنتم بارك الله بكم
        ويبارك بكم إن شاء الله


        قال الامام أحمد الحسن ع:
        [ والحق أقول لكم ، إن في في التوراة مكتوب:
        "توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك ، في كل طريق اعرفني ،
        وأنا أقوم سبيلك ، لا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي."
        ]

        "اللهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَإِنِّي خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَأَجِرْنِيْ مِنْ نَفْسِيْ يَا مُجِيرَ"

        Comment

        • محمد الرياحي
          كاتب ومخرج
          • 12-02-2010
          • 653

          #5
          رد: هدية الشهداء..

          أحسنتم وجزائكم الله خير الجزاء
          ربي يوفقكم لكل خير
          لقد احييتوا الشهداء
          بلموضوع الجميل

          اشهد ان لا اله الا الله
          اشهد ان محمد رسول الله
          اشهد ان علياً و الائمة من ولده حجج الله
          اشهد ان المهدي والمهدي من ولده حجج الله


          Comment

          Working...
          X
          😀
          🥰
          🤢
          😎
          😡
          👍
          👎